بمرور
عشر سنوات على إطلاق موقع جهة الشعر البحريني، يرصد صاحب الموقع ومشرفه
العام الشاعر قاسم حداد شهادات بحقّه؛ قدّمها مثقفون ومهتمون بالأدب
الإلكتروني والمعارف التي يقدمها.
ويقدّم له بتأكيده أنّ السنوات العشر ليست زمناً طويلاً بالقياس إلى
الإيقاع الكونيّ المتسارع، وأنّها بمنزلة الدرس الأوّل، البالغ الأهميّة،
المجرّب، المستثير للأسئلة في مهبّ المستقبل الماثل.
ويستعيد حداد قصة الموقع، الذي جاء باقتراح من صديقه عبيدلي النديم لنظم
المعلومات، والفكرة الصغيرة في المشروع الفردي الذي بات جماعياً، يشتبك
بجماليات التعدد اللغوي لنشر الشعر العربي بأكثر من سبع لغات.
ويذكر حداد انطلاقات أربعة للموقع: الأولى أواسط التسعينيات، والثانية
عام ألفين وواحد، والثالثة ألفين وثلاثة، والرابعة عام ألفين وخمسة، ويروي
الصياغة الصعبة لبرنامج العمل، والحلم المتوسّع بنجاح المشروع الشخصي في
حقل العمل الثقافي واستقلاليته بخصوصية الذائقة والإرادة وتجاوز أوهام
وقيود المحلية والإقليمية في عصر النت ، وتقصّي المعلومة بالإنترنت واتخاذه
وسيلةً للاتصال الإنساني لا الانتشار الإعلامي، والمحافظة على مستويات
وقيم فنيّة واضحة وصارمة ورصينة، وتقديم المادة بأكبر قدر من التدقيق
والمراجعة لجماليات العرض، والاهتمام بفكرة تقاطع الفنون وتداخلها وعدم
التوقف عند حدود أنواع التعبير المستقرة الموروثة، والعناية بالفنون
البصرية مكوناً أساسياً في تجربة اتصال الكتابة وتحولاتها وآفاقها، وفتح
المجال لأصدقاء الموقع بتحرير ملفاتٍ فيه، وبلورة مفهوم الشعرية بدل الشعر؛
واتخاذه رؤيةً ذات حساسية عالية ومغامرة تعبيرية تضمّ تجارب أرحب.
كتاب جهة الشعر: جهات دوت كوم ، صدر عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل
خليفة للثقافة والبحوث، ويقع في 323 صفحة من القطع المتوسط، ومن شهادة
البحريني علي عبد الله خليفة نقرأ: من بين أعدادٍ لا تحصى من المواقع
الالكترونية المعنية بالشعر يبرز موقع الشاعر قاسم حداد بتفرد ليرفع من
قيمة الشعر ويجعل منه فعلاً متجدداً نابضاً بالحياة والأمل، متجاوزاً كل
الشكليات والأنماط المتعارف عليها في تقديم الشعر أو في التعامل معه. وهذا
الملاذ الجميل للبلابل، وهذا العش الآمن للعصافير اختار له مكاناً في
قلوبنا قبل أن يحتل مساحة إلكترونية شهيرة وسهلة الانقياد إلى المتصفحين
وبلغات عدّة، وهذه المكانة عززتها معرفتنا الواثقة بمكانة الشاعر حداد وبما
يمثله لحركة الشعر العربي الحديث.ومن بعد سنوات الكدح العشر لهذا الموقع
الرائد لا يمكن لأحد أن يعتبر الحبر والورق والطباعة على أهميتها وسائل
وحيدة للنشر؛ فقد حقق الشاعر حداد إنجازاً رائعاً في تسخير أهم تقنيات
العصر لخدمة فن رفيع يجاهد لأن يحتل مكانه اللائق بين الفنون في زماننا،
وهذا المنجز الحضاري نفخر به نحن في البحرين أنه انطلق من هذه البقعة
الصغيرة في العالم، فاتحاً في كل يوم نوافذ على الكون باتساع الحياة.