لوموند: إيران تساعد عسكرياً نظام القذافي لإضعاف قدرة المجتمع الدولي على التعامل مع القمع في سوريا
2011-07-06
المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي
باريس- (يو بي اي): ذكرت مصادر غربية أن إيران تساعد
عسكرياً نظام العقيد الليبي معمر القذافي في حربه ضد محور "الشر" الذي يضم
أمريكا وفرنسا وبريطانيا، في مسعى لإضعاف قدرة المجتمع الدولي على التعامل
مع القمع في سوريا.
ونقلت صحيفة (لوموند) الفرنسية الأربعاء عن المصادر
الغربية قولها إن إيران التي ترى في الاضطرابات في العالم العربي عامل
إضعاف للموقف الغربي في الشرق الأوسط، تسعى للاستفادة من الأوضاع الراهنة
التي تشتت انتباه المجتمع الدولي عن برنامجها النووي.
وذكرت المصادر أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أعطى توجيهات
لقوة "القدس" في الحرس الثوري الإيراني حتى تقدم مساعدة عسكرية لنظم
القذافي في حربه ضد محور "الشر".
وأشارت إلى أن الخطة تقضي بأن يتم نقل أسلحة، من بينها صواريخ أرض ـ أرض وأرض ـ جو، وراجمات تستخدم ضد القوات المعارضة الليبية.
وأكدت ان هذه الأسلحة نقلت إلى قوة (القدس) التي تتخذ من الجزائر والسودان
مقراً لها، مشيرة إلى ان المئات من عناصرها دخلوا إلى ليبيا وتحديداً إلى
منطقة برقة المجاورة لمصر.
ولفتت المصادر الغربية إلى أن خامنئي أرسل إلى طرابلس فرقة صغيرة من
النخبة في الحرس الثوري مهمتها تقديم المشورة للنظام الليبي لجهة مراقبة
الاتصالات وتقديم التوجيهات.
وأضافت إن الإيرانيين نصحوا القذافي بإخفاء العتاد العسكري والمقاتلين في
مواقع مدنية، مشيرة إلى أن إرشادات خامنئي تقضي بأن ضربات حلف شمال
الأطلسي (الناتو) لهذه المواقع في طرابلس ستكون بمثابة بروباغندا "تضعف
المعتدين".
وقالت المصادر إن استراتيجية خامنئي تقوم على "تثبيت" الغربيين لأطوال وقت
ممكن في المسرح الليبي بغية إضعاف قدرتهم على التعامل مع القمع في سوريا،
التي تعتبر الحليف الأكبر لإيران في الشرق الأوسط.
لكن هذه المصادر أشارت إلى أن دعم إيران للقذافي قد يبدو متناقضاً مع
إعلان مسؤولين دينيين ومدنيين إيرانيين في الأشهر الماضية عن دعمهم
للمعارضة الليبية بالرغم من توصيفهم للقوى الغربية بأنها غازية.
ويشار إلى أن العلاقات الإيرانية ـ الليبية ليست جيدة تاريخياً، ذلك أن
طهران تتهم القذافي بالوقوف وراء اختفاء الزعيم الديني الشيعي اللبناني
موسى الصدر.
لذا اعتبرت المصادر أن هذا ما يفسر لماذ تسبب خيار دعم القذافي بامتعاض في
وسط النظام الإيراني نفسه، بما أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
خلافاً لخامنئي يؤيد معارضي القذافي.