رجل المريخ
حسام فتحي |
27-06-2011 01:23 أشعر
بالزهو والفخر عندما التقي أو أسمع الاجانب يتحدثون عن «مصري» ناجح وبارز
ومتفوق في عمله، ويشار اليه بالبنان، ويحظى بالحب والاحترام والتقدير من
كل المحيطين به. أسماء عملاقة كالدكتور أحمد زويل ود.مصطفى السيد، ود.مجدي
يعقوب، ود.فاروق الباز وغيرهم الكثيرون يجعلون المصري في الخارج.. يرفع
رأسه لأنه «مصري».
وعلى خطى د.فاروق الباز الملقب في وكالة الفضاء
الامريكية «ناسا» بـ«الملك» يسير العالم المصري الشاب د.عصام حجي – 36
عاما – الملقب في «ناسا» ايضا بـ«رجل المريخ»، الرجل رغم حداثة سنه له
العديد من الانجازات في مجال تخصصه، لكن ما اود الحديث عنه اليوم هو ما
فعله لمصر، اثناء وجوده ضمن فريق علمي فرنسي – قبل التحاقه بالناسا –
اكتشف د.حجي في الصحراء الغربية المصرية اكبر حقل للنيازك على سطح الارض،
وكان ذلك عام 2004، وتم ذلك باستخدام تكنولوجيا التصوير الراداري، ويعود
تاريخ النيازك فيه الى 50 مليون سنة، وتبلغ مساحته 400 كيلومتر مربع، ودعا
د.حجي وقتها الى تحويل المنطقة الى محمية نيازك طبيعية، وتسجيلها كأثر
قومي للاستفادة منها، ولكن كالعادة كان النظام السابق مشغولاً بـ«توريث»
المحروسة، وليس بـ«تطويرها»، واثناء بحثه عن النيازك اكتشف ايضا كميات
ضخمة من المياه الجوفية، يمكن باستخدامها تغيير وتطوير صورة الحياة في
الواحات المنتشرة في الصحراء الغربية، وخاصة واحتي «الفرافرة» و«البحرية»،
وايضا كان الرد على طريقة:
«لقد اسمعت لو ناديت حيّاً
ولكن لا حياة لمن تنادي»
الكفاءات
المصرية في جميع المجالات منتشرة حول العالم بلا مبالغة، اجدها في كل مكان
سافرت اليه، واسمع عنها الاساطير، في الولايات الامريكية المختلفة، كندا،
استراليا، اوروبا، حتى جزر «سيشل»،.. وكل هؤلاء العظماء والمتميزين
والموهوبين، غادروا مصر لسبب او لآخر وقلوبهم معلقة بها، وهذه القلوب
المحبة رقصت طربا على انغام الثورة، والتخلص من نظام كان يقمع العقول، قبل
ان يكسر النفوس، ويغل الطموح، ويسجن الابداع، بغض النظر عن اسم الجالس على
كرسي الرئاسة، فتتعدد «الغربة» والاسباب واحدة.
حظيت بفرصة الحوار
مع اكثر من اسم لامع من هؤلاء وفهمت ان اغلبهم على اتصال ببعضهم، على
الاقل في مجال عملهم أو علمهم، اكد لي ذلك د.أحمد زويل ود.فاروق الباز،
فلماذا لا تدعو الحكومة الحالية الى تشكيل فريق عمل يُفتح الباب فيه
لانضمام كل علماء مصر في الخارج، وليشرف عليه د.زويل مثلا أو من يختارونه،
وتنصب كل خبرات ومعلومات وعلاقات هؤلاء «العلامات» البارزة حول العالم في
بوتقة تنصهر فيها وتتمازج، لتشكل وجه مصر العلمي، فتثمر مشاريع ومعاهد
أبحاث وتطبيقات عملية يتغير بها وجه مصر الجديدة، وتستعيد بها دورها
منبراً للعلماء ومنارة للعلم.