سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3161
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | كراسي ... ومآسي | |
لحسن عدنان Thursday, June 09, 2011 مآسينا في كراسينا، وكراسينا هي أسباب كثير من مآسينا. ..وما لم نجد حلا لهذه الكراسي،سوف لن ننعم أبدا بالاستقرار والعدل والحرية وشيء قليل من الرفاهية.وحكاية الكراسي في أوطاننا تمتد زمنا طويلا إلى الوراء،وتسطر أسفارا من دماء ومعاناة في الحاضر والماضي القريب والماضي البعيد أيضا ،والأمل أن تكون هذه الثورات التي يعرفها العالم العربي بداية عهد جديد،يُـقنن بعدها الجلوس على الكرسي وفي نفس الوقت يُـقنن، وهذا هو الأهم،القيام عن هذا الكرسي حين يصل وقت القيام. فلا شيء يفسد الإنسان ، ويغير من سلوكه،أكثر مما تفعله السلطة ،ولذلك قالوا :( السلطة مفسدة ، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة ) وهم محقون في ذلك ،لأن هذه الخلاصة ليست خاطرة شعرية،ولا قولة عابرة ... بل هي عُصارة التجربة الإنسانية الطويلة.فكلما تسلم إنسان سلطة ما ، دون حسيب أو رقيب،إلا وجعل من هذه السلطة أداة للجور والظلم والبطش وتجاوز الحدود.يتساوى في ذلك كل الناس.أما الذين يُحسنون التصرف في السلطات المخولة لهم،هكذا لوحدهم،هم أقلية على امتداد التاريخ البشري.فهو استثناء إذا،والاستثناء لا يمكن أن يلغي القاعدة بأي حال من الأحوال.وعياً منهم بهذه البديهية المغروسة في أعماق النفس البشرية ،على حد قول أحدهم : ( كل نفس مضمرة ما قاله فرعون : أنا ربكم الأعلى ) ،فإن فقهاء السياسة والتشريع، لم يتوانوا في البحث عن السبيل الذي يؤدي فعلا للحد من تغول السلطة وتجبرها إلى درجة التأله.فكان ذلك المبدأ الواقعي الذي صاغه مونتسكيو كما هو معروف : «لا يحدّ السلطة إلا السلطة» ، فلا منجاة من الاستبداد بالسلطة إلا بتفتيتها وتوزيعها ، منعا لتركزها في يد واحدة أو أيد معدودة.فكان ميلاد ثلاث سلطات ( تنفيذية وتشريعية وقضائية ) حفاظا على الحياة ،وليس الإبقاء على سلطة واحدة هي في نهاية المطاف،قاتلة .بل ومع تطور المجتمع وبروز الصحافة كقوة في النقد والتصويب والتوجيه،أصبحت تنعت بالسلطة الرابعة،وهي فعلا كذلك،خاصة في الدول الديمقراطية والمتقدمة. هل نحتاج إلى دليل كي نبرهن على أن السلطة المطلقة هي فعلا مفسدة مطلقة ؟ الجواب على ذلك في غاية السهولة،إن التاريخ البشري كله خير شاهد على صحة هذه المقولة.ومع ذلك ،إذا صدقنا المؤرخين العرب،نتوقف عند قصة واحد من ''خلفاء'' بني أمية ،لا يختلف اثنان حول سلطويته واستبداده ودمويته.إنه عبد الملك بن مروان،وما أدراك ما هو في بطشه وظلمه وتنكيله بالخصوم وقسوته على الجميع ..ويروى أن عبد الملك بن مروان كان يلقب بحمامة المسجد، وقد سئل ابن عمر: أرأيت إذا تفانى أصحاب رسول الله (ص) من نسأل؟ فأجابهم: سلوا هذا الفتى: وأشار إلى عبد الملك.. (21)ويروى عن أبي الزناد: فقهاء المدينة سعيد بن المسيب وعبد الملك بن مروان وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب.. (22)وقال الشعبي: ما جالست أحدا إلا وجدت عليه الفضل إلا عبد الملك بن مروان فإني ما ذاكرته حديثا إلا وزادني فيه. ولا شعر إلا وزادني فيه.. كان هذا قبل أن يؤول إليه الأمر ،ويصبح حاكما بيده سيف بتار و طويل، وتحت حكمه أمة بدأت تُغلب على أمرها.و يا ويح الرقاب التي تقع تحت مثل هذه السيوف المجنونة !.إن مآلها الحز والقطع ،وقد تُحمل فوق الرماح هدية للحاكم المتأله.وللأسف الشديد فهي سنة سنها بنو أمية،والأخطر أنهم سنوا حكم الغلبة والقوة والتسلط.إن القرآن في اعتبار هؤلاء قد تكون له فائدة وبركة قبل الجلوس على الحكم.أما وقد جاءت ''الخلافة'' في ثوبها القشيب وارتمت بين أحضانهم ،فإن القرآن يصبح مهجورا وإلى الأبد. وهذا ما كان من أمر عبدالملك بن مروان.يروى السيوطي عن ابن أبي عائشة قال: أفضى الأمر - الحكم - إلى عبد الملك بن مروان والمصحف في حجره فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك.. ويروى أنه خطب عبد الملك بن مروان بالمدينة بعد قتل ابن الزبير عام حج سنة خمس وسبعين فقال: أما بعد. فلست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية - ولا الخليفة المأفون - يعني يزيد - ألا وإن من كان قبلي من الخلفاء كانوا يأكلون ويطعمون من هذه الأموال. ألا وإني لا أداوى أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم. تكلفوننا أعمال المهاجرين ولا تعملون مثل أعمالهم فلن تزدادوا إلا عقوبة حتى يحكم السيف بيننا وبينكم.. ألا وإنا نحمل لكم كل شئ إلا وثوبا على أمير أو نصب راية والله لا يفعل أحد فعلة إلا جعلتها في عنقه. والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه..بعبارة أخرى إن التقوى لا تستقيم والجلوس على الكرسي. ولا لغة إلا لغة السيف.وضرب الأعناق هو أقرب إلى الهواية منه إلى أي شيء آخر.فلا أحكام عادلة ولا قضاء ولا حرمة للنفس البشرية.يكفي أن يغضب ''الخليفة'' كي يقطع رؤوسا ويعفو عن نفوس.وكان عبد الملك بن مروان بارعا في التنكيل بالخصوم،وكان لا يخجل حتى من الغدر حتى بمن أمَّـنه.وكيف لا يفعل وقد جعل يده اليمنى الحجاج بن يوسف الثقفي ؟!! وهذا مشهد تاريخي في كلمات يغني عن التفاصيل :(ولما آلت الخلافة الأموية إلى عبد الملك بن مروان جهز له جيشاً بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي فحاصره وضيق عليه واستمال عدداً كبيراً من رجاله، فاعتصم ابن الزبير بالمسجد الحرام ولكن الحجاج ضربه بالمنجنيق وأصاب الكعبة وهدم بعض أطرافها ثم اقتحم المسجد وقتل أمير المؤمنين ابن الزبير وكان ذلك في شهر جمادى الأولى سنة 73هـ وعمره بضع وسبعون سنة. ودانت بموته البلاد الإسلامية لحكم الأمويين.) لا حرمات ... ولا عهود ... ولا أنساب .. ولا حتى الكعبة المشرفة تشفع للضحية.لأن الجالس على الكرسي يريدها مأساةً ، يغرق فيها ضحاياه،ويغرق من بعد ذلك كل ''الرعية'' في كابوس طويل.ولربما استفاق المرء من نومه،وتحسس رأسه فوق رقبته،هل مازال في مكانه أم قطفه سيف الحجاج ، وهو لا يدري.. عجيب أمر هذه الأمة،وعجيبة هي ثقافتنا السائدة منذ قرون .لقد تفوقنا في مجال الفقه تفوقا ملحوظا ..وكتبنا مئات المجلدات والموسوعات والمتون والحواشي ...وتحدثنا في كل صغيرة وكبيرة.. لكن ولا فصل من كتاب ، ولا فقرة في فصل،تنص على أن يتسلم الحاكم الكرسي بقانون ويسلم الكرسي نفسه بقانون يرضاه الجميع وينزلون عند مقتضاه.فدخلنا في دائرة جهنمية،وما زلنا لم نخرج من هذه الدائرة،على طريقة باقي الأمم التي اهتدت إلى سبل الحكم القويمة،واستطاعت بذلك أن تلجم شهوات حكامها إلى الإدمان على كراسي الحكم مهما كان حجم المأساة.إن رؤساء وحكام الدول الديمقراطية التي عرفت طريقها إلى تقنين الحكم والفصل بين السلط وتداول مسؤوليات السلطة،ليسوا بطبيعتهم من الزاهدين في الكراسي وما حولها من أبهة ومظاهر،ولكنهم بقوة القانون مضطرون أن يزهدوا، لأن هذا هو الخيار الوحيد المتاح لهم.فليس هناك عبقري أو حاكم ملهم أو قائد ضرورة يُسمح له بتجاوز ما هو منصوص عليه في دستور البلاد.لأن ذلك باختصار هو بداية الدكتاتورية.ومشكلتنا في العالم العربي، نرجو أن تكون الثورات والانتفاضات شفاء منها،أن مرض الصراع على الكرسي أصبح مرضا عاما ،تساوت القيادة والقاعدة في الإصابة به.إن هناك صراعا مريرا وحربا ضروسا حول كراسي مذهبة ، وأخرى بلون الفضة ، وثالثة من حديد،وصنف رابع من خشب ، وهلم كراسي ومآسي ...حتى الطفل الصغير لا يتنازل عن كرسيه –اللعبة وهو من بلاستيك ... فهل نبرأ من هذا الداء الوبيل ؟ وهل نعرف الطريق المستقيم إلى أنسب الحلول للتداول على الكراسي وبالتالي الحد من المآسي ؟ هو حلم ليس بالمستحيل | |
|
الثلاثاء يونيو 14, 2011 5:35 pm من طرف Admin