الربط
المنطقي بين الأحداث يؤدي إلى نتائج منطقية، وما يحدث الآن على الصعيد
الأمني يدفع مصر باتجاه لا يعلم نهايته سوى الله سبحانه وتعالى.
..
في ميدان التحرير يكفي ان يصرخ مراهق أو بلطجي بأن المذيعة الشابة من
«فلول» النظام، أو أنها تتعامل مع قناة إسرائيلية، حتى يعتدى عليها جسديا
وعندما يحاول ضباط الشرطة اداء واجبهم وانقاذها يتم اصابة احدهم،
والاستيلاء على سلاحه وجهاز اللاسلكي وضربه حتى الاغماء!!
.. وفي
شارع الجلاء بوسط القاهرة، وخلال حملة لاعادة الانضباط، وقف سائق ميكروباص
بشكل خاطئ، وتصادف وجود مأمور قسم الازبكية الذي نهره وأمره بالتحرك،
وتطور الأمر الى مشادة صفع خلالها السائق «المأمور» على وجهه، وتدخل
المارة واعتدوا على السائق الذي اصيب باغماء، وتم نقله للمستشفى حيث توفي
في اليوم التالي، فقام أهله باللجوء الى المتظاهرين في ميدان التحرير
بدعوى أن السائق قتل نتيجة تعذيبه في قسم الازبكية وان جثته مازالت
بالقسم، وتوجه الآلاف الى القسم وحاصروه ورغم التأكد من عدم صحة الواقعة،
تم الاعتداء على القسم وحرق سيارات الشرطة.
.. مثل هذه الوقائع
تتكرر، والانفلات الامني تحول الى ظاهرة لا تجدي معها النصائح، لا الموجهة
لمسؤولي الداخلية،.. ولا للبلطجية بالطبع!، وعلى رئيس الوزراء والمجلس
الاعلى للقوات المسلحة التحرك «الحاسم» بعد ان ثبت ان الانفلات الذي
يهددنا جميعا اكبر من امكانات الداخلية ورجالها.
.. المهم في الامر
ان ما يحدث هو بدايات وقيعة جديدة بين الشعب من جهة، والجيش الذي يدعم
الداخلية من جهة اخرى، وهو ما ينبغي التحذير منه، فـ«البلطجة» قد تقود مصر
الى ما هو ابعد بكثير من ضعف الثقة في جهاز الامن، وكما قلت في بداية
المقال ان الربط المنطقي بين الاحداث يؤدي لنتائج منطقية، فغياب الامن ثم
الوقيعة بين الشعب من جهة، والجيش والشرطة من جهة اخرى، وما سيتبعه من
عواقب وخيمة، ثم تحذير المجلس الاعلى للقوات المسلحة ان لديه وثائق تشير
الى مؤامرة لتقسيم مصر الى ثلاث دويلات، وان المؤامرة ضالع فيها أطراف
داخلية وخارجية كما صرح محمد عباس العضو المؤسس لائتلاف مجلس قيادة الثورة
عقب لقائه مع عدد من قيادات المجلس، والذي اوضح ان المؤامرة تبدأ بالوقيعة
بين الجيش والشرطة من جهة والشعب، ثم بين المسلمين والمسيحيين، يعقب ذلك
اغراق البلاد في الفوضى، ثم الانهيار الاقتصادي،.. ويكون الهدف النهائي هو
تفتيت مصر الى 3 دويلات صغيرة (نوبية جنوبا – مسيحية بالوسط – واسلامية
شمالا)، ولا مانع من طرد اسرائيل لفلسطينيي غزة إلى سيناء لتفجير حرب
ثلاثية بين مصر وإسرائيل وفلسطين.
.. واذا ربطنا ذلك بدعوات
ناتنياهو وقادة اسرائيليين آخرين الى اعادة احتلال سيناء، لقلب الموازين،
ومعاقبة الجيش على وقوفه ودعمه للثورة، تكتمل حلقات مخطط الشيطان.
..
ثم اذا عدنا لكلام «روبرت فيسك» الكاتب الصحافي ومراسل الاندبندنت
البريطانية للشرق الاوسط الذي قال في محاضرة له بالمركز البريطاني في
القاهرة من انه رأى بعينه قبل 20 عاما خريطة لمصر تقسمها باللونين الأخضر
والأزرق إلى قسمين مسلم ومسيحي، نكون بهذا الربط قد وصلنا الى حقيقة وجود
مخطط شيطاني للتقسيم ينبغي الانتباه له، وتفويت الفرصة على المستفيدين
منه، وذلك بالاسراع في ضبط الأمن، وبتر أية أصابع تسعى للايقاع بين القوات
المسلحة والشعب، والانتهاء من النقاش «البيزنطي» حول ترتيب خطوات الانتقال
للديموقراطية الحقيقية.