الرئيس اليمني علي عبد الله صالح (يسار) ونائبه عبد ربه منصور هادي
صنعاء- (ا ف ب): يسود غموض كبير على رأس الدولة بعد
نقل الرئيس اليمني إلى السعودية للعلاج فيما يحتفل الشباب الذين يقودون منذ
أشهر انتفاضة واسعة بـ(هروب) علي عبد الله صالح معتبرين انه "سقوط
للنظام".
وأكدت مصادر قريبة من الرئاسة لوكالة فرانس برس أن أحمد نجل
الرئيس اليمني وقائد الحرس الجمهوري، موجود في قصر الرئاسة بينما نائب
الرئيس عبد ربه منصور الذي يفترض ان يدير شؤون البلاد في غياب الرئيس بموجب
الدستور، موجود في منزله.
وأكد المصدر أن اجتماعا عقد الليلة الماضية ضم عبد ربه منصور مع ابناء
واخوة وابناء اخوة الرئيس الذين يشغلون ارفع المناصب في المنظومة العسكرية
والامنية في اليمن، دون ان يرشح اي شيء عن هذا الاجتماع.
وذكر المصدر أن الاجتماع ضم نائب الرئيس مع اخوي الرئيس علي صالح الاحمر
مدير مكتب القائد الاعلى للقوات المسلحة وقائد العمليات العسكرية، ومحمد
صالح قائد القوات الجوية.
كما ضم نجله احمد وابني اخيه طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الخاص، وابن اخيه ويحيى محمد عبدالله صالح قائد الامن المركزي.
ولم يصدر أي بيان رسمي بشأن إجراءات ادارة شؤون البلاد في غياب صالح، فيما استمر التلفزيون اليمني ببث الاغاني المؤيدة للرئيس.
وفي الشارع، يحتفل الشباب بـ(هروب) صالح، وبـ(سقوط النظام). ويهتف عشرات
المتظاهرين المتحمسين في ساحة الاعتصام في صنعاء "حرية حرية اليوم عيد
الحرية" حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وهتف آخرون "خلاص، سقط النظام" واخرون "اليوم يمن جديدة".
اما في تعز (جنوب صنعاء)، فينظم الالاف مسيرة وصلت الى ساحة الاعتصام التي
تمكن المحتجون من احتلالها مجددا بعد طردهم منها بالقوة الاسبوع الماضي.
ويشارك في المسيرة الالاف الرجال والنساء الذين يحتفلون بمغادرة صالح.
ويهتف المتظاهرون "حرية، حرية" و"يا شباب يا شباب علي عبدالله هرب".
واصيب صالح الجمعة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي ونقل ليل السبت الاحد
الى السعودية لتلقي العلاج مع مسؤولين كبار اصيبوا في الهجوم نفسه.
وبعد الهجوم، اعلن مسؤول مقرب من صالح ان الرئيس "اصيب بحروق وخدوش في وجهه
وصدره" وحالته لا تدعو الى القلق، قبل ان يؤكد صالح بنفسه في تسجيل صوتي
بثه التلفزيون اليمني انه بخير.
وأكد الديون الملكي السعودي في بيان فجر الأحد أن "الرئيس صالح وصل برفقة
اخرين من مسؤولين ومواطنين تعرضوا ممن تعرضوا لاصابات مختلفة لاستكمال
علاجهم في المملكة جراء الاحداث التي جرت مؤخرا في اليمن".
وأوضح البيان ان الرئيس اليمني نقل إلى السعودية بعدما توجه فريق طبي متخصص
بامر من العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز و"استجابة لرغبة" اليمن،
إلى صنعاء.
ويعالج في السعودية ايضا مسؤولون يمنيون كبار اصيبوا في الهجوم نفسه ابرزهم
رئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى
عبد العزيز عبد الغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق امين ابو
راس ونظيره لشؤون الدفاع والأمن راشد محمد العليمي.
وكان صالح اتهم شيوخ آل الاحمر الذين خاضوا مع قواته مواجهات دامية في
صنعاء خلال الاسبوعين الماضيين، باستهدافه وتوعد بمواجهتهم ومحاربتهم، الا
انهم نفوا ان يكونوا خلف الهجوم.
وميدانيا، بدا الوضع هادئا تماما في صنعاء في الصباح بعد ان سمعت طلقات
نارية متقطعة خلال الليل، وتبدو الشوارع خالية تماما من حركة المرور.
وكانت مصادر قبلية اكدت السبت ان الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد مستعد لهدنة بعد جهود بذلتها السعودية للتهدئة.
ومن جهتهم، دعا "شباب الثورة السلمية" الى تشكيل لجان حماية للدفاع عن المنشآت العامة في وجه المخربين واللصوص.
واطلقت هذه الدعوة بعد ان شهدت تعز، وهي من اكبر مدن اليمن، السبت عمليات نهب وسطو تكثفت بعد انسحاب قوات الامن من وسط المدينة.
وعلى صعيد آخر، قتل تسعة جنود يمنيين في كمينين نصبهما مساء السبت عناصر من
القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية التي يسطير عليها التنظيم، حسبما
افاد مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس الأحد.
وأعلن المسؤول أن قافلة عسكرية تعرضت مساء السبت "لكمين في منطقة دوفس جنوب
زنجبار مما أدى إلى مقتل ستة عسكريين آخريم بالاضافة الى خسائر كبيرة في
العتاد".
وأوضح أن القافلة قدمت من مدينة عدن (جنوب) لتعزيز اللواء الميكانيكي 25 المحاصر من قبل عناصر القاعدة في زنجبار، عاصمة محافظة ابين.
واضاف المسؤول انه في وقت لاحق "تعرضت قافلة اخرى لكمين ثان في منطقة الكود
(قرب زنجبار) وادى ذلك إلى مقتل ثلاثة 3 عسكريين واصابة ستة بجروح".
وقتل عشرات العسكريين والمدنيين اضافة إلى عدد من عناصر القاعدة في مواجهات
مستمرة بين التنظيم والقوات الأمنية منذ السيطرة على زنجبار قبل أكثر من
اسبوع.