سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | نحو يسار سوري جديد | |
نحو يسار سوري جديد
مازن كم الماز
الحوار المتمدن - العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
[b]
[/b] var addthis_config = {"data_track_clickback":true}; [b] أنا مصر بشدة على ألا نتعامل مع قضية سقوط النظام على أنها مهمة قد انتهت , الحقيقة أنه ما يزال أمامنا ربما القليل من الجولات بالفعل لكنها ستكون الأقسى و الأعنف في مواجهتنا مع النظام و التي ستتطلب من الشباب الثائر الثبات و التصميم تماما كما سبق إن لم يكن بدرجة أكبر بكثير مما احتاجوه حتى اليوم ... لكن هناك الكثير من الضرورة أيضا لنبدأ بالنقاش حول مرحلة ما بعد النظام , ليس فقط لأن بوادر هذا السقوط ظهرت بالفعل بل لأن مرحلة ما بعد النظام تبدأ الآن بالتشكل بشكل موضوعي و إن ببطء لتحل تدريجيا مكان النظام في البؤر الثورية أولا و من ثم في كل مكان ... من المثير للفضول هنا هو محاولة توقع شكل اليسار السوري بعد انهيار النظام على يد الانتفاضة الباسلة , هذا اليسار الذي بقي أكثره حتى اللحظة "وفيا" لتحالفه مع النظام و بقي القسم الأكبر منه يردد بحماسة رواية النظام عما يجري في سوريا , واصما الانتفاضة السورية بكل الصفات السيئة التي أباحها لنفسه استنادا إلى رواية النظام الرسمية عن الانتفاضة السورية الباسلة .. الحقيقة أن أزمة اليسار السوري هي جزء , فصل , ربما يكون الأخير , من أزمة اليسار العربي و العالمي , من أزمة الستالينية كتيار رئيسي في اليسار العربي و العالمي , و الذي تشكل الانتفاضة على النظام السوري أيضا فصلا من فصوله ,التي قد تكون الأخيرة أيضا .. يجب أن نلاحظ أنه رغم الموت الطبيعي للستالينية في مهدها , في الاتحاد السوفيتي أساسا و في امتداداته الأوروبية الشرقية , بقي امتداده في الشرق العربي و في كثير من الأماكن حيا رغم أنه بقي مأزوما و مريضا بشدة , لكنه امتلك القدرة في عدة مناسبات على أن يعلن ليس فقط عن بقائه على قيد الحياة , بل و أن يمارس ايضا تكفيره لكل فكر و سياسة تحررية و لكل مبادرة جماهيرية عفوية حرة و يصمها بكليشاته المعروفة جيدا التي تتحدث ببلاغة و رطانة جوفاء عن الإمبريالية و الليبرالية و الاستعمار كقوى سهلت الستالينية نفسها بكافة أشكالها من أكثرها فظاظة و وقاحة إلى أكثرها خفاءا و تسترا , و ساهمت بكل فعالية في انتصار هذه القوى المعادية الحاسم على الطبقات المضطهدة في كل أنحاء العالم و في التشهير بقضية الحرية و العدالة في العالم بما ارتكبته من جرائم نسبتها الإمبريالية و البرجوازيات المحلية و الستالينية أيضا لأفكار الحرية و العدالة و ليس لتيار شمولي توليتاري ساد في الحركة الشيوعية العربية و العالمية طويلا .... استمرت أنظمة مثل نظام صدام و القذافي و الأسد , و قوى و أحزاب و تنظيمات مثل الفصائل الرئيسية اليوم في اليسار السوري , و ربما العربي عموما , في الوجود فقط بفضل أسلحة و تكتيكات الستالينية نفسها سواء آليات القمع المنفلتة أو الخطاب المؤدلج الخشبي الذي يحاول تبرير هذا القمع و إثبات أنه ضروري و ضروري جدا , كانت هذه عبارة عن نسخ مختلفة من مزرعة الحيوانات لجورج اورويل تحت عناوين مختلفة , يكون فيها الأخ الأكبر دائما نسخة مكررة من الأصل الستاليني , استمر هؤلاء الطغاة كتلاميذ مجتهدين في المدرسة الستالينية , بيروقراطيات حاكمة على النمط الستاليني , أي نمط رأسمالية الدولة البيروقراطية , إلى جانب طبعا نظام جونغ إيل في بيونغ يانغ و الأخوين كاسترو في كوبا , و إلى جانب مجموعات سياسية و تنظيمية ستالينية في الجوهر تؤمن بأشكال مختلفة من الإيديولوجيا الاشتراكية السلطوية أو الدولتية , هذا هو واقع اليسار السوري و العربي قبل اندلاع الموجة الثورية الراهنة ... لكن لا هذه الأنظمة كانت في منأى عن الأزمة التي حلت بمثيلاتها في أوروبا الشرقية و لا اليسار العربي أو السوري كان بعيدا عن ازمة اليسار الستاليني في أوروبا الشرقية التي أدت لانهياره في مطلع تسعينيات القرن العشرين , و تفاقمت هذه الأزمة بسبب السياسات النيوليبرالية التي كما أدت عالميا لانفلات الرأسمالية العالمية في نهب كل الشعوب أدت إلى انفلات هذه الأنظمة في نهب شعوبها أيضا , و طبقت هذه السياسات النيوليبرالية أيضا بكل حماسة في الصين , التي احتفظت بالماوية و الستالينية كبنية ثابتة للنظام لا مساومة عليها بينما اعتبرت السياسة الاقتصادية هي المتحول الممكن في بنية النظام لمحاولة حل أزماته الداخلية و أزمات المجتمع ككل , و كان هذا أيضا ما فعلته البيروقراطية الحاكمة في كل مكان من روسيا إلى إيران و سوريا و مصر , الخ , حيث احتفظت بالبنية الستالينية الهرمية للنظام بينما اتجهت أكثر فأكثر إلى اليمين اقتصاديا , في روسيا بدأت بيروقراطيتها تستعيد توازنها مستفيدة من أسعار النفط المرتفعة لتقوم بهجوم مضاد على الغرب الراسمالي دون أن يعني ذلك تغيير بنية النظام الأوليغاركية و دور البيروقراطية الدولتية المركزي فيه , و حتى في إيران أيضا الخاضعة لتحالف الملالي مع البازار , و أيضا في سوريا البعثية التي حافظت على شكل النظام الحزبي المتفرد الستاليني دون تغيير تقريبا منذ عام 1963 , فاقمت هذه السياسات النيوليبرالية من الطبيعة الاستغلالية لأنظمة رأسمالية الدولة هذه التي كانت موجودة لكن بشكل مخفف و مخفي بمهارة منذ أيام ستالين عندما كانت البيروقراطية هي من تملك بالفعل وسائل الإنتاج و تحدد كيف سيتم توزيع فضل القيمة التي ينتجها العمال الصناعيون و الزراعيون .... إن الموجة الثورية الحالية هي تعبير عن وصول هذه الأزمة إلى ذروتها و محاولة الجماهير , ضحايا أزمات هذه الأنظمة , الإطاحة بالاستبداد و الاستغلال اللذين تمارسهما هذه الأنظمة ضدها .... إن اليسار العربي و السوري , الستاليني في طبيعته , في جوهره , و إن كان جزءا كبيرا منه يعلن التزامه بنسخ غير ستالينية أو حتى معادية للستالينية من الماركسية لكنه في حقيقة الأمر بقي على الأغلب ستالينيا حتى النخاع , إنه مثل هذه الأنظمة يمكنه فقط أن يطالب الجماهير بالصبر على البلوى , الصبر على التهميش و الصبر على الفساد , الكلمة التي تعني في حقيقة الأمر النهب و الاستغلال , كيلا تشمت الإمبريالية به , أو بالأنظمة الستالينية التي يحاول هذا اليسار البقاء على قيد الحياة إلى جانبها , هذا الهراء يأخذ مسميات قديمة جديدة من الترسانة الستالينية – القومية كالممانعة لأن استخدام هذه الأنظمة التي أصبحت تقف عارية أمام القوى الإمبريالية لكلمة مقاومة أصبح فقط دليلا على وقاحتها و تهافت خطابها و سياساتها لا على السياسات التي تنتهجا بالفعل ... نشرت منذ أيام في حسابي على الفيسبوك رأيا عن اليسار السوري قلت فيه أنني أفهم لماذا يحارب رامي مخلوف الانتفاضة بكل هذه الشراسة , لسبب بسيط جدا , لأنه يدافع عن المليارات التي نهبها و التي ينوي أن ينهبها , و قلت أنني أفهم حتى سلوك عنصر الشبيحة الذي هو بروليتاري حقيقي يبيع قوة عمله ( قبضته , قدرته على القتل و الضرب ) لرامي مخلوف بسعر السوق ( المرتفع حاليا بسبب ازدياد الطلب على خدماته ) , هذا كله مفهوم و طبيعي , ما لا يمكن فهمه هو لماذا يدافع بعض اليساريين أيضا عن مليارات رامي مخلوف , رد علي أحد الخبثاء و الظرفاء و الذي ادعى أنه أيضا من العالمين ببواطن الأمور و خفاياها , قائلا , انتظر سقوط النظام و ستسمع العجب العجاب عن قادة اليسار السوري و علاقتهم بكبار رجال الفساد في النظام , لا أخفيكم أنني حتى الآن أتصرف كساذج مع هؤلاء القادة ( شعرت مثلا بتعاطف كبير مع حنين نمر عندما رأيته و هو يصفق لخطاب بشار الأول في مجلس الشعب الذي كان تافها و غبيا بل و وقحا بكل المقاييس بل ربما تخيلت في وجهه بعض علامات الصدمة حتى , الآن لا أدري هل كان هذا صحيحا أم كان مجرد تمنيات شخصية عمن كنت أعتبرهم حتى قبل سنوات قليلة زعماء للجانب التقدمي من المجتمع السوري , لم تسعفني الكاميرا برؤية عمار بكداش بين من كانوا يصفقون لهذيان بشار الوقح يومها , لكن فيما بعد لا حنين نمر و لا بكداش أظهرا و لا حتى شيئا من الامتعاض أو حتى التردد في التصفيق للمزيد من القمع و القتل الذي يمارسه النظام بكل همجية ضد السوريين المنتفضين و حتى ضد السوريين العاديين و لا حتى شعروا بالحرج من عدم وفائه بأي من وعوده الخلبية الكاذبة التي أطلقها على مدى الأسابيع العشرة الماضية ) , لذلك صدمتني رسالته , و أنكرت في بداية الأمر ما قاله , لكن مع استمرار هذه القيادات في الاصطفاف إلى جانب النظام و ضد الانتفاضة دون أي مبرر جدي أصبحت مستعدا الآن لأقول , حسنا لننتظر و نرى , هل الرجل صادق فيما ادعاه ؟ لا أعرف بالضبط , هل هذا أم أن وهما سياسيا أو إيديولوجيا ما أو مرضا فكريا ما يلازم القيادات البيروقراطية المحترفة في الأحزاب الستالينية الطابع و الفكر و التفكير هو وراء مواقف هذه القيادات من النظام و الانتفاضة , أيضا أنا لا أدري بالضبط و لا يحق لي أن أتهم أو أن أبدو كمن يتهم , فما لدينا هو قيادات تخون قضية الجماهير التي يفترض أن تمثلها , تخون قضيتها الفكرية و السياسية التي يفترض أن تكون شغلها الشاغل أي التغيير الاجتماعي نحو الاشتراكية , صحيح أن الانتهازية عمل أكثر خسة و جرما من الغباء و التخلف الإيديولوجي أو السياسي ( لكن الأخيرة أيضا لا يمكن أن تبرر خيانة قضية الجماهير و الاصطفاف إلى جانب قتلة الجماهير السورية و ناهبي قوتها و عرقها ) , لا يبدو أنه بمقدورنا حسم هذه القضية اليوم قبل سقوط النظام و كشف كل المستور عن هذا النظام , الذي يبدو أنه أعظم من أسوأ كوابيسنا عن نظام يقمع و يقتل و ينهب شعبه ... لكن الصحيح بعد هذا كله أن يسارا جديدا سيولد , مع ولادتنا جميعا من جديد , تصوروا كيف سيتصرف السوريون مثلا من دون أجهزة الأمن العشرة التي تعد عليهم أنفاسهم , و كيف سيتصرف يومها الشيوعيون السوريون مثلا في القواعد , من كل الفصائل الشيوعية القائمة اليوم , عندما سيكون بمقدورهم أن يقولوا و يفعلوا ما يشاؤون ؟ أنا أجزم اننا أيضا على أبواب انتفاضة للقواعد الشيوعية ستطيح أيضا بالقيادات التي تحالفت مع النظام ضد الشعب و ضد الفقراء و ضد المضطهدين , انتفاضة حرية و كرامة و عدالة أيضا في صفوف اليسار , سواء بقي النظام أم رحل ( و هذا سيكون مصيره على الأغلب ) ... يبقى أن نسأل ماذا سيبقى بالفعل من هذه القيادات ( و من هذا اليسار ) بعد سقوط النظام , هل ستكون الضربة الحاسمة , القاصمة للستالينية في عالمنا كيساريين ؟ ... لكن يجب أن نذكر أيضا أن سقوط أنظمة رأسمالية الدولة البيروقراطية في أوروبا الشرقية و سقوط اليسار الشمولي الذي حكمها , هذا السقوط لم يمثل مع ذلك انتصارا للجماهير التي كانت تلك الأنظمة تستعبدها , لقد احتسب هذا السقوط لحساب الرأسمالية العالمية و الغربية التي تغولت تماما و أطلقت العنان لمنظومات النهب و القمع و التدجين المتعولمة لتستولي على كل ما يمكن أن تحقق ربحا منه و لو كان دماء الشعوب .. من هنا يجب أيضا أن نكون واعين و مستعدين لمحاولة الإمبريالية و البرجوازيات المحلية و النخب الطامحة لأن تنتزع هذا الانتصار و تلك التضحيات من أيدي الجماهير المنتفضة لتقيم نظاما جديدا للنهب و الاستغلال و التهميش مكان الذي أسقطته الجماهير , أكتب هذا و في ذهني أيضا الثورة الإيرانية الرائعة , التي جسدت انفجارا هائلا للحرية في عالمنا , ليس فقط في الشرق بل في كل العالم , فلاسفة من كل مكان حتى من الغرب الرأسمالي كفوكو مثلا امتدحوها و كانوا يأملون أن تشكل فاتحة جديدة في نضال الشعوب و حريتها , لكن الحرب مع نظام صدام و ما رافقها من قمع و استئصال لكل القوى اليسارية و الديمقراطية من الشارع بقوة القمع الهمجية حولها إلى كابوس حقيقي يجثم على صدور الإيرانيين العاديين و البسطاء , اعذروني فقد شطحت بعيدا , فما يزال شبيحة الأسد يقتلون السوريين من الشمال في معرة النعمان إلى خربة غزالة في أقصى الجنوب , لننتصر أولا , لنهزم هذا النظام المجرم , ثم يمكن بعدها أن نكمل حديثنا ايها الرفاق
[/b] | |
|