مواجهة ايرانية ـ اسرائيلية مباشرة في المتوسط
اليكس فيشمان
2011-02-17
يرفع الايرانيون مستوى الرهان في لعبة القمار ضد
الغرب، وهذه المرة يفعلون ذلك حيال اسرائيل في ساحة البحر الابيض المتوسط.
وهم، يرفعون، عن وعي، احتمال الصدام المباشر بين السفن القتالية لسلاح
البحر والسفن الحربية الايرانية. لم يعد الحديث يدور فقط عن مواجهة مع
ايران من خلال فرع مثل حزب الله في لبنان والجهاد الاسلامي في غزة.
هذه المرة يقف الايرانيون امام وجه اسرائيل، يلوحون بالصواريخ التي على السفن القتالية ويستفزون: ما الذي ستفعلونه لنا؟
الحقيقة
هي أنه باستثناء الغضب ورفع حالة التأهب في سلاح البحرية وفي عدة أماكن
اخرى، فان القانون الدولي لا يسمح بعمل أي شيء لهم. السفينتان تصلان الى
البحر الابيض المتوسط لتحلا ضيفتين على الاسطول السوري، وهما تعتزمان
البقاء في المنطقة لسنة على الاقل.
التوقيت ليس صدفة: ايران تحتفل هذا
الاسبوع بيوم الفجر، وهو يوم ذكرى الثورة الخمينية. وفي اثناء الاحتفالات
تعرض السلطات انجازات النظام في كل المجالات. وصول سفينتين حربيتين
ايرانيتين الى البحر المتوسط هو جزء من مظاهرة استعراض القوة هذه.
محافل
عسكرية رفيعة المستوى في اسرائيل أوضحت منذ الاسبوع الماضي، حتى قبل وصول
السفينتين الى البحر المتوسط، بان هذا استفزاز خطير. اذا ما لاحت أي مؤشرات
للعدوان من جانب هاتين السفينتين، كما حذرت هذه المحافل، فانهما ستعالجان
بالشكل الاكثر فظاظة.
اطلاق السفينتين الى البحر الابيض المتوسط ينخرط
ضمن الاستهتار المتواصل من جانب الايرانيين بالدول الغربية، ولا سيما
بالولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الاوروبي.
والدليل، رغم
العقوبات الشديدة، فان السفن القتالية الايرانية تتجول حرة في البحار، بما
في ذلك في البحر الابيض المتوسط. قائد سلاح البحرية الايراني تباهى الاسبوع
الماضي بان سفن الاساطيل الغربية التي تبحر في الخليج الفارسي لا تتجرأ
على اجراء تفتيشات على السفن التي تنقل البضائع من والى ايران بسبب خوفها
من الاسطول الايراني.
وهكذا، في الوقت الذي ينشغل فيه بال الدول العربية
بالهزات الداخلية، يستعرض الايرانيون تواجدا رمزيا ولكن ذا نزعة قوة،
ويعززون الاحساس بالثقة بالنفس لدى المحافل الاسلامية المتطرفة في مصر، في
لبنان، في سورية، في المغرب وفي تونس. وان لم يكن هذا بكاف، فوزير الطاقة
النووية الايراني أعلن هذا الاسبوع انه لن يجدي الغرب شيء ايران ستواصل
اعمال التخصيب في منشآتها النووية في قم.
السفينتان لم تأتيا سرا. قائد
سلاح البحرية للحرس الثوري أعلن على الملأ عن هذا الابحار منذ 23 كانون
الثاني (يناير). عندما وصلت السفينتان الى البحر الاحمر رستا في ميناء جدة
السعودي. السعودية وايران هما دولتان معاديتان الواحدة للاخرى، وعليه يبدو
غريبا جدا أن سمحت السعودية للسفينتين الايرانيتين بالرسو في ميناء سعودي.
التعاون السعودي الايراني هذا فاجأ وخيب أمل محافل امريكية واسرائيلية.
في
نيسان (أبريل) أيار (مايو) من هذا العام سيجري الابحار الاكبر من اوروبا
الى غزة والذي سيسمى 'اسطول الحرية'. في هذا الاسطول ايضا، مثل سابقه،
يشارك رجال منظمة IHH التركية، ولكن تقف خلفهم اساسا منظمات اوروبية
وامريكية تعتزم الابحار حسب بعض التقارير، في قافلة من 50 حتى 100 سفينة من
غزة، وحسب معلومات اخرى، بين 5 و 15 سفينة.
ماذا سيحصل اذا ما سيطرت
السفن الايرانية على هذا الاسطول؟ ماذا سيحصل اذا ما استفزت سفينة ايرانية
كهذه سفينة مدنية اسرائيلية أو سفناً لسلاح البحرية؟ ماذا سيكون رد السفن
الاسرائيلية اذا ما اصطدمت بالسفينتين الايرانيتين وهي تنفذ نشاطها الجاري
امام شواطىء لبنان؟
من هنا لاحقا يمكن أن تتطور سيناريوهات من شأنها أن
تجر الى مواجهة مباشرة بين ايران واسرائيل. لم يعد فقط من خلال فروع على
حدود لبنان وغزة بل مباشرة امام قوات ايرانية.
يديعوت 17/2/2011