لم
تمر سوى ساعات قليلة على خطاب مبارك الذي أعلن فيه تنازلاته الجزئية تحت
ضغط الانتفاضة الشعبية، حتى أطلق الجناح الدموي في النظام زبانية، جهنم
للهجوم على الأبرياء من أطفال ونساء وشباب يعتصمون بصورة سلمية في ميدان
التحرير منذ أكثر من أسبوع.
من استمع إلى رجل الأعمال ابراهيم كامل بعد
الخطاب مباشرة عبر قناة العربية، أدرك على الفور أن خطة مذبحة رهيبة تم
إعدادها بإحكام وجاهزة للانطلاق عبر ميدان مصطفى محمود في المهندسين.
كرر عدة مرات مطالبا كاميرات القناة بالانتقال إلى هذه المنطقة لعرض المشهد الذي قال بثقة إن الآلاف سيكونون فيه.
لقد
تمكن بالفعل مع سامح فهمي وزير البترول من حشد أعداد كبيرة من البلطجية
والمجرمين وأعضاء الحزب الوطني والموظفين في شركات البترول مقابل 400 جنيه
لكل منهم.
هاجموا الأبرياء على ظهور الخيول والجمال. مشهد يذكرنا بالحروب القديمة. غزوة تبارى الإعلاميون الموالون للنظام في الإشادة بها.
يا
للعار.. يا للعار. لقد كنا حتى أمس فقط نرجو إتاحة الخروج الآمن لمبارك
وقبول تنازلاته، لكنه لم يصبر كثيرا حتى يبلل حنجرته من أثار كلماته
العاطفية، فقد انطلقت الجحافل الشريرة لتحرق القاهرة، وليقف "نيرون" في قصر
العروبة أو القبة متفرجا على ألسنة اللهب.
أي خروج آمن إذن؟!.. ما
الفرق بينه وبين وزير داخليته السابق العادلي الذي أطلق ميليشياته
والمساجين لسلب المتاجر والمنازل واشاعة الفوضى؟!
أي مكان يستحقانه؟!.. هل يجوز لأحد أن يتكلم عن خروج آمن له بعد الآن؟!
أسئلة كثيرة تطرح نفسها بغضب وأسى.. هل تستحق مصر منه كل ذلك؟!.. هل يستحق الشعب منه هذا الجنون؟!
أيها العالم.. انقذوا مصر وشعبها من رئيسها ونظامها... تحركوا في عمل إنساني متحضر قبل أن تحترق أقدم حضارة على الأرض.