** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الحداثيون و الاخلاق I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الحداثيون و الاخلاق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3177

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

الحداثيون و الاخلاق Empty
22012011
مُساهمةالحداثيون و الاخلاق

لا شك أن الأخلاق من أعظم الأمور التي لها سلطة معنوية على النفوس تمنعها من التردي و الفساد، و رقابة
المجتمع المسلم على سلوك الناس له تأثير و فاعلية، و لذلك يطالب الحداثيون
بتحطيم سلطة الأخلاق و تهديم سور المجتمع، و إبادة ضوابط السلوك و الآداب،
لأنها تشكل سدا أمام رغباتهم الضالة و شهواتهم الفاسدة، و تعيق تقدمهم و
انتصارهم الذي يأملون.


و
بهده المبادئ الفاسدة تبنوا رأي فرويد القائل بأن الدين و الأخلاق و
المجتمع عوامل كبت لابد من تخطيها و تجاوزها، و هذا يؤكد مقدار التبعية و
المحاكاة في الأفكار و المشروعات التي يقدمها الحداثيون.


و
من هنا كانت أعمالهم و أقوالهم تستهدف هدم الأخلاق ، و جحد وجودها و
اعتبارها نسبية اعتبارية ليست أصيلة و لا ثابتة، و تذم الأخلاق القويمة و
السلوكيات الفاضلة، و تعتبر الاستمساك بها علاقة تخلف و جمود، في الوقت
الذي أغدقوا فيه مدائحهم على الأخلاق الرذيلة، و دعوا إليها و اعترفوا
بمقارفتهم لها مفاخرين…


و من ضمن انحدارات الحداثة في قضية الأخلاق نجد أنهم لا يفتأون و هم يحاربون الأخلاق الإسلامية يشيدون و يمجدون الرذائل الخلقية، و التحليل الخلقي و يدعون إلى ذلك و ينافحون عنه باعتباره قضية أصلية من قضايا الحداثة لهدا الأمر نجدهم يدافعون
عن الشدود و العاهرات وعبدة الشياطين… تحت دعاوي حماية الحريات الفردية
..، بل لا تكاد تجد أحد منهم يتصف بالعفة في نظره أو علاقاته مع النساء،
أما الرذائل الخلقية الأخرى من سرقة و انتحال فيكفي في الدلالة على ذلك أنهم سرقوا و انتحلوا فكرة الحداثة بحروفها و معانيها ثم زعموا أنها من تأليفهم و إبداعهم


وما من شك أن حرب الأخلاق تعود إلى الفوضى، و أن الفوضى مقصد أساسي من مقاصد الحداثة فهي أصل من أصولهم و غاية من غاياتهم.

وهاهو
ادونيس بموقفه الحداثي التأصيلي الذي يرسمه لأتباعه في قضية الدين و
الأخلاق، يقول عن كتاب المجنون لجبران (قلت أن كتاب المجنون عدمي، و هو
لذلك يضيعنا في مناخ العدمية، نشعر أن الأخلاق و القيم الدينية تهدمت في
العالم الذي يسكنه المجنون، لم تعد ثمة غاية و لا اتجاه ، و لم يعد ثمة
نور يضيء و لا طريق، بل لم يعد ثمة مكان.. كل نقد جذري للدين و الفلسفة و الأخلاق يتضمن العدمية، و يؤدي إليها، و هذا ما عبر عنه نيتشه بعبارة موت الله و
قد رأينا أن جبران قتل الله هو كذلك- على طريقته- حين قتل النظرة الدينية
التقليدية ، والواقع أننا بعد أن ننتهي من قراءة “ المجنون ” نشعر أن ثمة
تاريخاً من القيم ينتهي … فكتاب “ المجنون ” دعوة لقلب نظام القيم…)




ثم يصف ما ترتب على هذه الخطة الثورة الانقلابية المضادة للقيم و الأخلاق، و يجعل هذا المترتب على مستويات منها الحداثيون و الاخلاق Icon_sad أن القيم القديمة تتخلخل و تنهار، يرافق ذلك ضعف في الدين و الأخلاق… و يتميز المستوى الرابع فهو مستوى الكارثة ، حيث يموت القديم ، و يتحول الإنسان ، أي يولد من جديد بهدي مبادئ جديدة، و حياة جديدة، العدمية إذن مرحلة انتقال)(1) .

من
خلال هدا النص الادونيسي يظهر الموقف الحداثي من الأخلاق و من أساسها
الديني.فهو يصف الأخلاق الجديدة التي تريد الملة الحداثية إيجادها مكان ما
يسميه الأخلاق القديمة، يصفها بأنها الأخلاق الايجابية الفعالة ، و أن
الأخلاق الحداثية الايجابية- حسب زعمه- تتسم بالهيام الفوضوي، و الهدم و
العدمية؟


إذن
فتهديم القيم و الأخلاق مطلب حداثي لا يختص به أدونيس دون غيره ، و لا
مذهب حداثي دون آخر، طالما أن الحداثة مبنية على مبدأ العلمنة الجاحدة
للالوهية الله تعالى كليا أو جزئيا، و طالما أن الحداثة و العلمانية تنادي
بإيجاد قيم جديدة تقوم على الفوضى و نزع القداسة و الاحترام عن كل شيء، و
تنادي بأنه لا شيء محترم و لا شيء ممنوع ، أي أنهم –في مجال الأخلاق- لا
يمانعون تأصيلا أو تطبيقا من الزنى و المحرمات و لا تعاطي المخدرات و لا
ممارسة الظلم و الفتك و الخيانة، و لا مزاولة الكذب و
الغدر و السرقة و النشل و اللوطية و احتراف الدعارة و العربدة و كل أنواع
القذارات الخلقية، لأنه لا شيء محرم عند أهل الحداثة و العلمانية،


و إذا أردنا المزيد فلنأخذ
دراسة باروت عن ديوان (لن) لأنسي الحاج و فيها بيان لبعض أنواع الانحطاط
الخلقي و الفساد و الرذائل، يقول باروت: ( إن (لن) لأنسي الحاج… كتابة
فضائحية، لقد كان ممكنا لأنسي الحاج أن يسمي قصيدته "فقاعة الأصل’ " ب
"الاستمناء" لكأن فضائحية ذلك تذكرنا بعنوان "السحاقيات" العنوان الأصلي
الذي وضعه (بودلير) لـ(أزهار الشر) فلقد أراد أنسي الحاج في (لن) أن يكون شاعرا مارقا ملعونا منحطا، أن يستوحي تلك الأخلاقية المخيفة عند "بودلير" و (الشعراء الملعونين) و (المنحطين) و أن يبحث عن الشعر في هول العيب، إذ إن تذوق أنسي الحاج ينصب على تحقيق
"لذة اللعنة" ففي فقاعة الأصل" أو قصيدة المارقة" كما يسميها انسي، يشخص
فقاعات الاستمنائي (شارلوت) حيث يتبحر الملعون الخليقة، و هو يستمني، و يصل إلى لذة لعنته بالتحلل من القيم و المروق عليها) (2).


ثم يورد باروت مقاطع من ديوان لن مليئة بالقذارة حيث يصف أنسي الحاج عملية الاستمناء، ثم يقول باروت: ( بل إن الانتهاك الفضائحي لـ( الملعون (يصل إلى درجة انتهاك الخطاب الوطني في مرحلة اتساع الدور الاجتماعي و
السياسي لهذا الخطاب، و استقطابه قوى اجتماعية واسعة، ففي (نشيد البلاد)
يجابه انسي لذة "الخيانة" بعد أن جابه في" شارلوت" " لذة اللعنة" و هما في الآن ذاته لذة المروق و الكشف عن انحطاط القيم و تفككها و تحللها:




يا بلادي، في الموت إذا استرعيتك فلرحمك

أوسعه، أطرز ضفته بروثي، لأرفع علمك عضوي

أوهمك ذلك "مسيحي"أنا أشبعك بوهم عضوي

أنت ، تصدقين و ترتاح أعصابك ، عضوي أنت

عضوي أنت؟

يا بلادي عضوي الليل، انك تخذلين استهزائي

ماذا أعطيك؟

-خائن (3)

من هنا فـ(الملعون) في شعر الحاج ، هو إنسان قلق )وجودية( مجنون يائس، متمرد فضائحي منحط ، معزول مارق، لا قيمي، و مريض كبير، إن الأطروحة الجمالية الكبرى في لن هي
التفكك الروحي و القيمي و الجسدي ل"الفرد" من كونه ملعونا ، أي ما يسميه
انسي بتشرش السرطان في الروح و الجسد و في العالم أيضا، و لم ير انسي في
زمنه الا "زمن السرطان" الذي يعيش فيه تفككه روحه "الأزلي" و مجابهته
العبثية للمستحيل، و في هذا التفكك يعيش أنسي إشكالية في لعنة الجماعة له
، و اشمئزازه منها، و يقود اللعنة إلى أقصاها … و بذلك يندرج (لن) في
انتهاك كل مقدس، إذ أن لن هو الرفض المارق، اللاعن الملعون، لكل ما هو
سائد…) (4).


هذه الاعترافات الإبداعية؟؟ و النقدية تمكن أي دارس لهذا التيار أن يطلع على حجم القذارة الخلقية، و الانحطاط الخلقي و السلوكي، المبرر لها تحت لافتات الإبداع و الحرية؟؟ و المسوغة بالأساليب الدراسية، و المسوقة بالدراسات النقدية.

لقد
ترسخ عند أهل الحداثة أن الإبداع لا يأتي إلا من خلال ممارسة الانحراف ،
فجربوا المخدرات و الزنى و الشذوذ و حكوا ذلك في كتبهم، و من أجل ذلك تصدى
الناقد محمد مندور لمواجهة هذا الفهم الحداثي القائم على شهوة تلبست بشبهة
فقال: ( و الذي نلاحظ بوجه عام هو أن أدباءنا و خاصة شعراءنا المعاصرين قد
فسروا عبارة التجربة الشخصية التي يجب أن يصدر عنها الشاعر، و إلا كان
شعرا كاذبا، و بذلك أدخلوا على الأدب و بخاصة الشعر مقاييس الصدق و الكذب
، و فسروا الصدق بأنه ما كان صادرا عن تجربة شخصية و معاناة حقيقية أو
مشاعر ، و فسروا الكذب بالتصنع المفتعل الذي لا يستند إلى تجربة…) (5)


(
الوهم الخاطئ الذي يسيطر أحيانا على بعض الأدباء الناشئين، فيدفعهم إلى
الانحلال و العربدة و التسكع في الحياة بحجة اكتساب التجارب الشخصية التي
يظنون أن لا غنى لهم عنها لكتابة الأدب أو قرض الشعر) (6).


و
إذا كان محمد مندور يتحدث عن بعض فئات الشباب في عصره فان الحديث اليوم عن
الحداثة يقتضي أن ننظر في حياتهم و شعرهم و تجاربهم بصورة أوسع ، حسب ما
في كتبهم من مجون و خلاعة و اعترافات بالفواحش و الخبائث.


و
الذي يهمنا في كلام مندور أنه لا حظ هذه الظاهرة و سجلها في كتابه، و هو
الذي لا يتهم من قبل الحداثيين، بل هو من طلائعهم الأوائل ، أما اليوم و
قد سيطرت المفاهيم الانحلالية و أصبح الأصل
عندهم التحلل من القيم و أضحى ذلك لديهم من أهم المعالم الثقافية و
الأدبية و العملية، فقد جعلوا الانحراف الخلقي أحد ثوابتهم ، كما جعلوا
هدم الفضيلة و الطهارة و النقاء و الخير أصلا من أصولهم.


و لو أخدنا رواية (الخبز الحافي)
المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الحداثيون و الاخلاق :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الحداثيون و الاخلاق

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» النقاد الحداثيون العرب في مهب التفكيك
» مستويات الاخلاق في فلسفة الحق حاتم حميد محسن
»  الاخلاق عند الحيوان
» الضمير و الاخلاق و الانسانية
» الاخلاق ... الائتلاف...والانخراط الفسادي

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: