الندوة الدولية لأحزاب ومنظمات ماركسية لينينية:
ليتحمّل الأزمة
المتسبّبون فيها..! الاشتراكية هي الحلّ
8 ماي
في جوّ من الأخوّة والرفاقية الثورية،
التأمت بفرنسا في بداية نوفمبر الفارط "الندوة الدولية لأحزاب ومنظمات
ماركسية لينينية". وقد تناول الاجتماع بالتحليل الأزمة الاقتصادية للنظام
الامبريالي والوضع الدولي وخلص إلى ضبط بعض المهام التي تعهّد الماركسيون
اللينينيون بتحفيزها في البلدان التي يعملون فيها.
تكتسي الأزمة الاقتصادية للنظام الرأسمالي
الإمبريالي طابعا عاما. فهي نتاج طبيعة هذا النظام ولا يمكن تاريخيا أن
يوجد لها حلّ دون وضع حدّ للنظام الذي أفرزها ودون أن يحلّ محلّه مجتمع
الشغالين أي المجتمع الاشتراكي. وخلافا لما يذهب إليه المحلّلون
الاقتصاديون البورجوازيون من أنّ الأزمة بلغت القاع وأنّ هناك بداية
انتعاشة اقتصادية فإنّ مختلف المؤشرات تبيّن أنّ الأزمة متواصلة وأنّها ما
تزال فاعلة بقوّة في اقتصاديات البلدان الرأسمالية الأكثر تقدّما ولكن في
البلدان التابعة أيضا. ويمثـّل العمال في جميع هذه البلدان ضحاياها
الرئيسيين. وتشترك الحلول التي تطبّقها البورجوازية في كلّ بلد من أجل
تخطّي الأزمة في السعي إلى إلقاء تبعاتها على كاهل الشغالين والشعوب. وفي
هذا السياق تطبّق سياسات تجمع بين إجراءات ذات طابع نيوليبرالي وأخرى تنتمي
إلى صنف الإجراءات الحمائية وتخلق الاعتقاد بعودة الكاينيزية. غير أنّ كلّ
هذه الإجراءات ليس لها من هدف إلاّ الدفاع عن الرأسمال الكبير وعن مالكيه
أصحاب المجموعات المالية والصناعية الكبرى.
وفي ظرفية الأزمة تسعى القوى الامبريالية
إلى تصفية حساباتها فتشحذ من حدّة المواجهة بين الدول الامبريالية وتفاقم
من خطر الحرب. وبالفعل فإنّ وجود قوّاتها العسكرية في مختلف أصقاع العالم
يستجيب لهدف اكتساح أسواق جديدة واقتسام العالم من جديد. غير أنّ الشعوب لن
تموّل هذه الحروب.
ومن ناحية أخرى يضخـّم آلاف العمال صفوف
العاطلين عن العمل كما هو الشأن بالنسبة للمزارعين الذين يجبرون على مغادرة
أراضيهم بحثا عن الغذاء ولكنّهم لا يجدون في أحسن الأحوال سوى قلّةٍ
الشغلَ والهجرة علاوة على الفقر واليأس. ليس للعمال مسؤولية في الأزمة وليس
عليهم تحمّل تبعاتها. فليتحمّلها المسؤولون عنها: القوى الامبريالية
وأصحاب البنوك ومالكو رأس المال. غير أنّ الطبقة العاملة والشعوب تأبى
الاستسلام أمام هذه الوضعية. فهي تقاوم وترفرف أعلامها في كافة القارات كلّ
يوم وبأكثر قوّة. ونحن الماركسيون اللينينيون نساهم في هذه النضالات من
خلال دعوة العمال إلى النضال من أجل وضع حدّ لعالم رأس المال. إنّنا نؤكّد
أنّ التزامنا هو تجاه الطبقة العاملة العالمية وشعوب العالم. نحن نناضل إلى
جانبهما من أجل وضع حدّ لأعمال الطرد بالجملة ومن أجل أن تطبّق الحكومات
برامج تخلق مواطن الشغل وتضمن التعويضات التي تكون كافية لتغطية الحاجات
الأوّلية للعاطلين عن العمل ومن أجل أن يقع احترام التشغيل الجماعي وأن
تضمن حقوقهم وخاصّة منها الحقّ في العمل. ونناضل أيضا ضدّ تنامي ظاهرة
مرونة العمل ومن أجل أن تعود المصالح العمومية بالنفع على الأكثر فقرا وأن
لا يقع التفويت فيها للخواص.
فحكومات البلدان الرأسمالية تعمل، من خلال
تنفيذ بعض الأعمال وسنّ بعض القوانين، على إثارة الكراهية تجاه الأجانب
وعلى تجريم الهجرة. ولعلّ منشور العار الذي وافق عليه البرلمان الأوروبي
يمثل أحسن مثال على ذلك. وتجاه هذه السياسة نطالب بتمتيع المهاجرين بالحق
في العمل في الأماكن التّي يعيشون فيها ونهتف مع البروليتاريا في هذه
البلدان: «هم يعملون هنا ويعيشون هنا وسيبقون هنا».
وبينما تتفشى المجاعة في أنحاء عديدة من
العالم تحطّم القوى الامبريالية اقتصاديات البلدان التابعة وتنهب مواردها
الطبيعية وكذلك تضارب في أسعار المواد الغذائية والمواد الأوليّة وتتسبّب
في التأخّر والركود. كما أنّ البورجوازية العالمية بجشعها والاحتكارات
بسعيها إلى الهيمنة على الأسواق وعلى العالم تسبّبتا في تحطيم الوسط
الطبيعي. ومع ذلك نجدها تتظاهر بإقرار إجراءات لحماية البيئة. فالاعتمادات
المخصّصة من قبل الاقتصاديين النيوليبراليين لمواجهة هذا المشكل لا تعدو أن
تكون مهزلة. ولذلك نساند التحرّكات الشعبية المندّدة بالمسؤولين الحقيقيين
عن الأزمة البيئية والمطالبة بتطبيق حلول بديلة تتعارض مع الرأسمالية
باعتبارها المسؤول المباشر عن الكارثة.
إنّ الغضب يعمّ العمال والشعوب الذين
يدعون إلى النضال المباشر لمواجهة الأزمة والمتسبّبين فيها وما ينتج عنها
من انعكاسات. وفضلا عن ذلك فإنّه من الضروري التأكيد على أنّ الثورة
الاشتراكية وحدها كفيلة بوضع حدّ لهذا المرض المزمن للرأسمالية. ويجانب
الصواب كلّ من يقول أنّه يمكن مواجهة الأزمة والمحافظة على حقوق الشغالين
بتعديل العلاقات الاجتماعية على نحو أفضل أو بدمقرطة العلاقات الدولية. فهم
يسعون إلى صيانة مصالح المجموعات الصناعية والمالية.
حقيقة تمرّ الرأسمالية بأزمة كبيرة. وهي
الأزمة الأكثر خطورة والأكثر حدّة التي عرفتها البشرية خلال السنوات
الثمانين الأخيرة. وفي المقابل فإنّ الرأسمالية ليست على أبواب الانهيار.
فهي قادرة على التعافي. غير أنّ قوّة العمال والشعوب أكثر بأسا إذا نحن
وحّدنا صفوفنا للقضاء عليها.
نحن، الشيوعيون الماركسيون اللينينيون،
أخذنا عهدا على أنفسنا أن نقود الثورة الاجتماعية للبروليتاريا إلى
الانتصار. ومن أجل تحقيق النجاح في هذه المهمة فإنّنا نعمل على توحيد كلّ
القطاعات الاجتماعية والسياسية المعنيّة بالنضال ضدّ الهيمنة والاضطهاد
السياسي والاجتماعي ومن أجل الظفر بالحريّة والاستقلال. وسيشهد التاريخ
أنّنا قادرون على ذلك.
الندوة العالمية
لأحزاب ومنظمات ماركسية لينينية