نقلت شابة مغربية (19 عاما)، تدعى "حفيظة نعيم" صباح يوم السبت 24 أكتوبر على وجه الاستعجال إلى المستشفى الكبير لمدينة "بولونيا" الإيطالية إثر إلقائها بنفسها من نافذة إحدى بلديات ضواحي المدينة (بودريو) حيث استقبلت ،الشابة المغربية، من طرف عمدة هذه البلدية.
وعن الأسباب التي دفعت بالمواطنة المغربية للإقدام على هذه الخطوة اليائسة أوردت صحيفة "لا ريبوبليكا" في موقعها الإلكتروني أن مصالح الكارابينييري (الدرك) فتحت تحقيقا في الموضوع مباشرة.
وفي الوقت نفسه عقد عمدة البلدية، الذي ألقت"حفيظة" بنفسها من إحدى نوافذ مكتبه ، ندوة صحفية أشار إلى أن الشابة المغربية و أسرتها المتكونة من والديها و أخوين يصغرانها سنا كانوا في الأيام الأخيرة على اتصال دائم بالمصالح الإجتماعية بالبلدية ذلك نتيجة الإفراغ الذي تعرضت له الأسرة يوم 14 أكتوبر الجاري من المسكن الذي كانت تستأجره نتيجة عجزها عن تسديد واجبات الإيجار إثر فقدان رب العائلة –الأب- لشغله كبستاني والذي يعد كمعيل وحيد لأسرته. فالأسرة كانت شبه مشردة فبينما كانت الأم و الإبن الأصغر يحظيان بعطف إحدى الأسر الصديقة كانت "حفيظة" تحظى بدورها بعطف إحدى صديقاتها بينما الأب و الإبن الذي لم يتجاوز 15 ربيعا يتخذان من السيارة ملجأ لهما، ورغم جميع المحاولات التي قامت بها الأسرة لدى المصالح الاجتماعية للحصول على مسكن يأويها فإنها بقيت دون حل يذكر وذلك لأن الحصول على سكن اجتماعي يخضع لمسطرة معقدة حسب عمدة البلدية فبالإضافة إلى أن هناك لائحة انتظار طويلة لا يمكن تجاوزها ولذا فإن المسألة تتطلب الكثير من الوقت و الصبر –حسب تعبير العمدة- ولذا فقد اقترح العمدة على الأسرة ك"حل مؤقت" العودة إلى المغرب ريثما يتم الحصول على السكن وهو ما قد يكون تقبله الأب –حسب العمدة- الذي استقبله يوم أمس الجمعة في حين أن "حفيظة" أجهشت بالبكاء بمجرد ما أخبرها العمدة –حسب روايته- بحل العودة إلى المغرب وأنها لا ترغب في هذه العودة لتلتفت إلى النافذة التي كانت مفتوحة ملقية بنفسها من علو حوالي سبعة أمتار، لتنقل إلى المستشفى في حالة قد لا تكون خطيرة حسب الكشوفات الأولية.
وقد صرح الأخ الأصغر (15 سنة) للشابة المغربية إلى أن حالتهم المزرية تواصلت منذ أكثر من سنة منذ أن فقد أبوهم منصب شغله لتتفاقم منذ 14 أكتوبر الجاري نتيجة الإفراغ من السكن الذي كان يأويهم وهو ما حدا بهم اللجوء إلى عمدة البلدية ومصالحها الاجتماعية راغبين في مساعدتهم وهو ما كانت ترغب في التعبير عنه "حفيظة" باسم الأسرة دون أن يكون حل العودة إلى المغرب في الحسبان.