سمية مرحبا بك
عدد الرسائل : 133
الموقع : سرير الحبيب تاريخ التسجيل : 09/04/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | الجزائر التي ... | |
الجزائر التي ... نورالدين لشهب Monday, October 11, 2010 أفهم أن المثقف، وتحت أي عنوان يشتغل، سواء في المجال السياسي الذي يهدف إلى التغيير الجذري أو الإصلاح المرحلي، أو في مجال حقوق الإنسان الذي يسعى إلى إسعاد الجنس البشري، أو مثقف مستقل ينشر الوعي بين الناس ولا يبخل في المشاركة الواعية والعاقلة من جهته في تأطير الرأي العام،أو كاتب صحفي له رأي فيما يجري من أحداث يشارك في صناعتها مسؤولون وفاعلون يتحملون تبعاتها التي يسجلها التاريخ ويستفيد منها المجتمع بشكل عام...الخ. فهذا المثقف، الذي أعنيه وكما أراه شخصيا، وتحت أي لواء يشتغل مسجلا حضوره الفاعل في دفاعه عن الإنسان، لابد له من أن يستحضر أنه يمكن أن تعترضه عقبات وعراقيل شتى، وبما أننا في عالمنا العربي والإسلامي لم نتخلص بعد من جدلية الثقافي والسياسي إيجابا أو سلبا، تبعا لأهمية هذي السلطة ومهمتها، فإن أهم هذه العراقيل تبقى هي السلطة القمعية التي ترفض أي حراك اجتماعي كيفما كان نوعه ومصدره، ولذلك فإن المثقف المسؤول صاحب رسالة إنسانية ينتفع بها الناس كما يعتقد هو طبعا، لا يلقي بالا إلى هذه السلطة القمعية أبدا ولا يتحجج بمعارضتها ما دام صاحب رسالة ولا يبغي من نشاطه وحركته سوى المنفعة العامة !! مناسبة هذا الكلام هو ما يكتبه هذي الأيام أنور مالك في جريدة الشروق الجزائرية يزعم لنفسه كما يريد أن يقنعنا، ما دمنا أحد قراء هذه الصحيفة، بأنه كان مستهدفا في شخصه من المخابرات المغربية التي أرادت أن توظفه لخدمة مصالح المغرب، وأعتقد بناء على ما قدمته حسب فهمي الشخصي لدور المثقف وحركته في المجتمع، أن صاحبنا أنور مالك لو كان مثقفا حقيقيا صاحب رسالة يسعى من ورائها لإسعاد الناس، وتحت أي عنوان يختاره سواء كان صحفيا أو حقوقيا أو أكاديميا كما يحب أن يدعي لنفسه، لما تحدثت معه المخابرات أصلا لما تجد نفسها أمام شخصية مثقفة وواعية ولها مشروع وذات رسالة، لأن لكل وظيفته هو موليها، فالمخابرات لها وظيفتها والمثقف له وظيفته أيضا، المثقف يحرض ويوجه ويؤطر، والمخابرات تراقب وتضبط حركية المجتمع في علاقته مع مؤسسات الدولة. ولكن بدا لي أن الرجل ما هو بمثقف ولا صحافي ولا أكاديمي كما يدعي مرحا، وحكمي هذا صادر من قراءتي لنصوصه التي ينشرها في المواقع الالكترونية إلى درجة أني حفظت أسلوبه في عملية إنشاء هذي النصوص، ولم أجد لها جنسا في الصحافة ولا في الأدب ولا في المنحى الأكاديمي في الكتابة، صاحبنا يبدو لي من خلال كتاباته لم يسبق له أن قرأ كتابا واحدا في التاريخ وعلوم السياسة والاجتماع والانتروبولوجيا بله أن يكتب فيما هو أكاديمي، فكلامه كله مجرد أضغاث أحلام وترهات يريد منا أن نقتنع بها فقط، فهل الأكاديمي هو من يقول حكى لي أحد، وجاءني خبر من مصدر، ولو شئت أن أتحدث لما كفتنا المجلدات، وهل يمكن لمحقق أن يتحدث دون وثائق وصور وبيانات وخرائط واستنباط أفكار ونتائج من الدراسة ؟؟! بالطبع لا.أما حكايته عن لقاء ياسين المنصوري فهذي كذبة باينة كما تقول اعتابو، وأنا على يقين أنه لم يلتق به بتاتا، وحكمي صادر من نصوصه نفسها التي يكذب بعضها البعض، تصور أنه لا يعرف من هو ياسين المنصوري، فكيف التقاه وتكلم معه؟ ولم يذكر لنا حتى الجهاز المخابراتي الذي يشرف عليه، ولم يخبرنا بأنواع المخابرات المغربية وأصنافها ما دام يتحدث عنها كموضوع رئيس في خرجاته الأخيرة،ثم حين تكلم عن موضوع حديثه مع ياسين المنصوري بدا لي أنه يختلق كلاما من عندياته، إلى درجة أنه يصور لنا ياسين المنصوري وكأنه شيخ جماعة في خميس الزمامرة، أو مقدم في دوار وادي الرمان، وليس رجلا مثقفا صاحب خبرة في مجال عمله... فهل المنصوري لم يبق له سوى أنور مالك حتى يجلس معه ويناقش معه العلاقات المغربية الجزائرية وكأنهما في مقهى شعبي؟ الحقيقة أن السيد أنور مالك يريد أن نتوهم معه أنه رجل مهم، والحقيقة أنه يبيع الوهم لنفسه وليس لجريدة الشروق ولا الشعب الجزائري كما يتوهم بعض القراء السذج، لأن المخابرات الجزائرية ومعها الشعب الجزائري يعلمون أن أنور مالك أحرق مركبه مع الجزائر لما كان يسب ويشتم في رموز الدولة ويتقول فيهم كلاما نابيا لا يليق بمثقف حقيقي يرنو للإصلاح، ويدعي أنه مع الوحدة المغاربية ويصف البوليساريو بالعصابة... أنور مالك كلامه كله تناقض ولا أريد أن أكشف عن أشياء خطيرة بحق جريدة الشروق ومؤسسات الدولة الجزائرية وأنا لا أصدقه فيما قاله لي طبعا، والمجالس أمانات كما كان يقول لي في نهاية كل حديث معه، وهو كاذب فيما يقول، لا أريد أن أتحدث عنه ولا يهمني شخصه، لقد غدر بنفسه وقتل نفسه بنفسه وانتهى ومات، فاذكروا أمواتكم بخير، ونسأل الله تعالى أن يرحم ضعفنا.ما يهم، هو أننا كمغاربة يجب أن نعلم أن الشعب الجزائري العظيم هو منا ونحن منه، إننا نعيش جميعا سواء، فمشاكله من مشاكلنا، وحاضره من حاضرنا، وتاريخه من تاريخنا، ومستقبله من مستقبلنا، وأمنه من أمننا... باختصار نحن شعب واحد. إن إخوتنا الجزائريين يتألمون كما نتألم ويرجون من الله ما نرجوه جميعا بأن يبعث الله لهذه المنطقة رجالا صالحين إخوة متحابين يذودون عن الأرض والعرض. فينبغي أن نستحضر أن قطع العلاقات المغربية-الجزائرية هي قطع صلة الرحم مع الأخوال والأعمام والأبناء وحتى الأزواج، لنا علاقات جد طيبة مع إخوة وأصدقاء جزائريين، يا ليث لو كانت الحدود مفتوحة لشربنا قهوة في تلمسان مع أصدقاء أعزاء نبادلهم الحب والأخوة الصادقة، وفي الشلف وعنابة وتندوف وغيرها من المدن والحواضر الجزائرية العزيزة على قلوبنا... إن الجزائر التي نحب هي هؤلاء الأخلاء من صحفيين ومثقفين ورجال صالحين... والجزائر التي نفتخر بها هي شعب المليون شهيد وجمعية علماء المسلمين.. إنها الجزائر التي نتتلمذ على إنتاجها الثقافي الرصين مثل المفكر الكبير مالك بن نبي والروائي الطاهر وطار والمفكر محمد أركون الذي اختار أن يدفن ببلده المغرب.. الجزائر التي نحب هي الشعب الجزائري الذي بكى إخوته المغاربة بدموع حرى حين طردوا عام 1975 وتركوا ذكرياتهم بالجزائر وخرجوا لا يلوون على شيء إلا إيمانهم كونهم مظلومين، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من الحسام المهند... حين نحب الجزائر فإننا نحب أنفسنا، وحين نكره الجزائر أكيد أننا نكره أنفسنا، والعكس هو الصحيح طبعا، فرجاء أيها الإخوة المغاربة..أيها الإخوة الجزائريون.. نحن كشعبين شقيقين غير مسؤولين عما يفعله السفهاء منا..من سياسيين انتهازيين لا يفكرون إلا في كراسيهم، وصحفيين لا يهمهم تأطير المجتمع بقدر ما تهمهم مصالحهم المادية بالدرجة الأولى. علينا جميعا أن نرقى إلى درجة المسؤولية عما نلفظه من أقوال بحق بعضنا البعض ( أكتب هذا المقال وأنا أسمع الأخ حفيظ الدراجي يقول الشعب المغربي الشقيق.. هو فرح بالنصر المغربي على تنزانيا بالرغم من المنتخبين الشقيقين يلعبان في مجموعة واحدة) فلنتذكر كلام القرآن باعتبارنا شعبين مسلمين " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" فرب كلمة يقوله العبد ولا يلقي لها بالا تهوي به سبعين خريفا في جهنم والعياذ بالله، أنور مالك ليس هو الجزائر، والجزائر ليست هي أنور مالك، هو أساء للجزائر في شخص رموزها ورجالاتها وصحافتها وتاريخها...الخ، قبل أن يسئ لنا نحن المغاربة عندما خلط الجميع في بوثقة المخزن والمخابرات دون حياء.... هذي هي الحقيقة التي وددت أن أؤكد عليها ولاتهم شخصيته بقدر ما تهم قيم الأخوة الصادقة التي تجمعننا والجزائريين..ولا نريد لها أن تتأثر تحت أي طارئ سياسي أنى كان.إنها الجزائر التي..، نحب شعبها، ونعشق زيارة أرضها، ونقدر فيهم قيمة الحرية ونعظمها. على سبيل الختام:قد يقول قائل أني تراجعت عما قلته سابقا بخصوص " صفعة أنور مالك..." !! لست نادما عن أي حرف كتبته، ولم أدافع عنه كما توهم بعض القراء المغاربة والجزائريين ودعاة الانفصال الذين كتبوا لي يصفونني بالمثقف العظيم والمفكر الجليل، لم أدافع عنه بتاتا وإنما كنت أتعاطف معه كصاحب رأي ليس إلا، ووجهت له نقدا كونه لم ير إلا الصوت الانفصالي ولم تقع عينه على الصوت الوحدوي الغالب، كما قلت بأن المقالات التي يكتبها تنقصها المعطيات الموثقة، وذكرت أمثلة،كما أني لم أهاجمه الآن لأنه تطاول على المخابرات والمخزن كما قد يزعم أحد، لقد سحبت تعاطفي معه بعدما تيقنت أنه لا يستحقه وكفى، لأنه رجل تنقصه الأخلاق التي قد نجدها عند السكير والعربيد، وربما حتى عند الكلب ولو أنه حيوان فهو أحرص ما يكون على قيمة الوفاء، ولا أريد أن أخوض كما يفعل هو في كيفية تعامله مع الكثير من المغاربة الطيبين بشكل مخابراتي لئيم. لي أصدقاء جزائريون وأحباء ولا زلت أثق في الشخصية الجزائرية التي تعشق الحرية وتناضل من أجلها ولا تنتظر جزاء ولا شكورا من أحد..لست نادما أبدا لأني كنت أعرف مراميه وكان بالنسبة لي رجلا مشبوها ولم أسمح له ولا لغيره أن يوظفني ضمن أجندته، أقول كلمتي وأمضي بعيدا عن عقدة المخابرات كما يفعل هو.أما ذكره لموقع " هسبريس" في جميع مقالاته، فلنا كلمة ولا نريد أن ننزل إلى مستواه، ويكفي فخرا " هسبريس" أنه قام بعملية الإشهار لها في جريدة الشروق من حيث لا يدري، ونفس الشيء فعله مع موقع " الجزائر تايمز" الذي ارتفعت نسبة متابعتها من 5 آلاف إلى 25 ألف في الأيام الأخيرة. سنعود في مقال قادم بحول الله للحديث عن الأخوة المغربية الجزائرية وكيف أن المغاربة استقبلوا الجزائريين وشاركوهم في كل شيء، وكيف أن المخزن( الذي يذكره أنور مالك دون وعي بالكلمة ومدلولاتها) أغدق عليهم الأموال الطائلة حين هربوا من بلادهم بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830 وبقوا بالمغرب حتى الآن إلى درجة أن ضمت النخبة المخزنية جزءا كبيرا منهم. | |
|
الأحد أكتوبر 17, 2010 3:13 pm من طرف سمية