مصير بائس لعملاء اسرائيل
رأي القدس
2010-10-14
لا يمر شهر دون ان تكشف السلطات اللبنانية عن اعتقال شبكة من الجواسيس المتعاملين مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي، وهناك تقارير اخبارية تنقل عن مسؤولين لبنانيين امنيين قولهم ان المئات الذين جرى اعتقالهم هم بمثابة قمة جبل جليد هائل، وان هناك اعدادا كبيرة لم يتم كشف النقاب عنهم او اعتقالهم.
السيد حسن نصر الله زعيم 'حزب الله' اللبناني كشف في خطابه قبل الاخير عن اسماء الحيتان الكبار الذين قال انهم تورطوا في عملية اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، واكد ان هؤلاء من جميع الطوائف، وغير مقتصرين على طائفة واحدة.
بالامس كشفت صحيفة اسرائيلية عن الاحوال البائسة التي يعيش في ظلها هؤلاء العملاء الذين هربوا الى اسرائيل قبل افتضاح امرهم، او رافقوا قواتها اثناء انسحابها مهزومة من جنوب لبنان من جانب واحد في العام الفين.
هذا العميل الذي قالت الصحيفة ان اسمه نجم فواز ينتمي الى عائلة ثرية في جنوب لبنان حسب قوله، وان اسرته كانت تملك اسطولا من الشاحنات (150 شاحنة) ومئات الدونمات، وقدم خدمات جليلة للجيش الاسرائيلي اثناء فترة تعامله معه، ولكنه يعامل معاملة الكلاب على حد وصفه، ومهدد بالطرد من شقته هو وزوجته المصابة بالسرطان، ويتقاضى بضعة مئات من الدولارات شهريا حصل عليها بعد استجداءات متعددة امتدت لسنوات.
وربما هذه ليست الحالة الوحيدة التي تكشف عن كيفية استخدام الحكومة الاسرائيلية للعملاء العرب كورقة 'كلينكس' تستخدمهم في تنفيذ الاعمال القذرة ضد ابناء جلدتهم ثم تقذفهم الى سلة المهملات دون اي رحمة او شفقة.
فهناك قصص مرعبة لجواسيس فلسطينيين ولبنانيين تحولوا الى مدمني مخدرات، او آخرين يتسولون لقمة خبزهم في الشوارع، ويواجهون بالاحتقار والنبذ من عرب المناطق المحتلة عام 1948.
لا نعرف ما اذا كان العملاء الحاليون الذين لم يتم اكتشاف امرهم بعد او الراغبون في السقوط في مستنقع العمالة في المستقبل يقرأون شهادات هؤلاء المغرر بهم مثل العميل نجم، واحوالهم المعيشية المهينة تحت حماية اسيادهم الاسرائيليين، ولكن ما يمكن معرفته، والجزم به، ان اياماً حالكة السواد تنتظر هؤلاء، حيث خياراتهم محدودة جداً، فاما الوقوف امام حبل المشنقة تنفيذاً لحكم بارتكاب الخيانة العظمى، او القضاء في السجن ما تبقى من سنوات حياتهم، او تسول المساعدات المالية من أرباب عملهم الاسرائيليين.
هؤلاء العملاء يستحقون كل ما يلحق بهم من عقوبات، لان اياديهم ملطخة بدماء الشرفاء المقاومين الرافضين للاستكبار الاسرائيلي واحتلال الاراضي العربية، وقد سقط بسبب عمالتهم العشرات ان لم يكن المئات من الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
حركة 'حماس' شنت حملة شرسة لمطاردة هؤلاء واعتقالهم وتقديمهم الى العدالة، وكذلك فعلت وتفعل السلطات اللبنانية، وكنا نأمل لو ان هذه الجهود بدأت مبكراً لحفظ ارواح العديد من القيادات الميدانية في فلسطين ولبنان، ولكن ان تبدأ متأخراً خير من ان لا تبدأ مطلقاً.