فدوى فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1539
الموقع : رئيسة ومنسقة القسم الانكليزي تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7
| | في هذا الكهف التهم البشر بعضهم و لا احد يعرف السبب ! | |
[size=36]في هذا الكهف التهم البشر بعضهم ولا أحد يعرف السبب![/size] من بين جميع المحرمات التي مارسها البشر على مرّ الزمن يعتبر أكل لحوم بني جنسهم أكثرها إثارة للجدل، إلّا أنّنا قد نجد ذلك أمرًا شائعًا عند باقي المملكة الحيوانية، فالأمهات قد تأكلن أبناءهن أو العكس، وقد يأكل الصغار بعضهم البعض، وفي بعض الحشرات (كحشرة فرس النبي مثلًا) تقوم الأنثى بافتراس الذكر بعد اللقاء الجنسي، إلّا أنّنا نجد في الوقت الحالي أدلة متزايدة تقترح أنَّ البشر لم يتجنبوا هذا الفعل طوال الوقت، فقد اكتشف علماء الآثار عظامًا بشرية متآكلة في كهف كوف (Gough) في المملكة المتحدة وفي مناطق أخرى من أوروبا والأدلة تشير إلى أنّها بقايا وليست عظامًا مدفونة.في عام 1903 تم اكتشاف ما عُرِف بأقدم هيكل عظمي بريطاني كامل بزمن يعود لحوالي 7150 سنة قبل الميلاد في كهف كوف في منطقة شيدر في بريطانيا وقد سمي بـ “رجل شيدر” تبعًا لاسم المنطقة، ما يميز رجل شيدر -عدا عن كونه أقدم هيكل عظمي كامل في بريطانيا- هي الآثار القاسية والعنيفة على عظامه، حيث يعتقد الدارسين لحالته بأنه من المحتمل أنه كان وجبة غذاء لآخرين إلّا أنَّ ذلك لم يُثبَت أبدًا، وفي السنوات الأخيرة تم اكتشاف بقايا عظمية بشرية مختلفة أخرى يقول علماء الآثار أنّها بقايا ناتجة عن افتراسهم وليست جثث مدفونة.” لقد وجدنا أدلة غير قابلة للشك لجثث تعرَّضت للتهشيم والتقطيع والمضغ بالإضافة إلى تحطيم للعظام الاسفنجية وسحق للعظام بغية الحصول على نقي(نخاع) العظم” تقول سيلفيا بيلو (Silvia Bello) من متحف لندن الوطني لقناة BBC.منذ آخر تنقيب تم سنة 1992، قامت سيلفيا وباقي زملائها من الفريق بتحليل العلامات والآثار الباقية من سكان كهف كوف خلال عصور ما قبل التاريخ، وجدوا أنّ هذه العظام تعود لحوالي 15 ألف سنة مضت، وقد كان أفضل تخمين وضعوه حينها أنَّ سكان هذا الكهف قد أكلوا بعضهم البعض وذلك باعتبار أنَّ هذه الآثار لم تكن مكتشفة بعد عندما وجد علماء الآثار بقايا بشرية أخرى في أماكن مختلفة تبدو وكأنها عوملت كنفايات اعتيادية.” ما تم ملاحظته بشكل متكرر خلال تلك الفترة من الزمن هو ندرة الجثث المدفونة وشيوع البقايا البشرية المختلطة مع النفايات الاعتيادية” يقول سيمون بارفيت (Simon Parfitt) أحد أعضاء الفريق.وبحسب تقرير BBC فلم يكن البالغين فقط من تعرّضوا لذلك، إذ وجدوا بين البقايا عظامًا لطفل ذو ثلاث سنوات ويافعين اثنين.بالطبع أكل البشر لبني جنسهم ليس افتراضا يميل علماء الآثار والأنثربولوجيا إلى إطلاقه بسهولة أو ببساطة فهو أمر مقلق وغير مريح بالنسبة لهم لسببين، أحدهما يقتضي بأنّ هذا الافتراض يشير إلى جانب مظلم من جوانب الطبيعة البشرية، والآخر يكمن في الصعوبة الكبيرة في إثباته.من أصعب الجوانب إثباتًا هو إمكانية التفريق بين العظام المتآكلة نتيجةً لقضمها كونها طعامًا وبين العظام منزوعة اللحم بعد الموت نتيجةً لطقوس شعائرية أو ثقافية، والمفتاح في تمييز ذلك هو إيجاد علامات واضحة للمضغ (آثار لأسنان بشرية) أو آثار سحق لاستخراج ومص نخاع أو نقي العظم، وهذا ما وجدته بيلو وفريقها في كهف شيدر وخاصةً بالنسبة لعظام الأصابع.نشرت بيلو وفريقها نتائجهم العام الماضي، وقد توصَّلوا فيها إلى احتواء كهف كوف على أدلة تشير إلى أنَّ أسلافنا قد تغذوا على بعضهم البعض.ونُشِرَت مؤخرًا ورقة أخرى تصف أدلة مشابهة في مواقع مختلفة مما يدعم هذا الافتراض، حيث وجد باحثون ألمان علامات عض وقطع على عظام نياندرتال تعود لـ 45 ألف سنة في غوييت، بلجيكا، هذه العلامات مشابهة لآثار العض على عظام حيوانات أخرى، مما يشير إلى أنّ النياندرتال تغذّوا على بعضهم البعض، ولكن لماذا؟ ما الذي دفعهم لذلك؟لا يمكننا تحديد السبب بوضوح عندما ننظر إلى جزئيات الأمور، فكل مجتمع له أسباب مختلفة وتحديد الدافع وراء ذلك صعب ومعقد، ولكن قد تندرج الدوافع بشكل أساسي ضمن سببين رئيسيين: أولهما أنَّ أسلافنا قاموا بذلك لأنهم كانوا يتضورون جوعًا ويائسين، والآخر يتعلق باعتقاداتهم كالطقوس الدينية أو الممارسات التقليدية.وبحسب بيلو فإن الآثار التي وجدوها لا تشير إلى أنَّ سكان الكهف قد تعرّضوا لظروف موت عنيفة، وهذا يقترح أنَّ العلامات التي وجدت على العظام حدثت بعد موتهم بغية الحصول على نخاع العظم، أي من المحتمل أنّ أسلافنا قد تغذوا على جثث غيرهم نتيجةً لظروف معيشية قاسية حينها، وقد وجدوا في نفس تلك المواقع أيضًا عظام جمجمة لا تبدوا عليها آثار عنيفة كتلك الموجودة على العظام الأخرى إلّا أنها مهيأة على شكل كؤوس أو أوعية، وفي هذا الشأن لا يمكن الجزم فيما إذا كانت هذه الجماجم استعملت كأوعية أو أنها كانت على هذا الشكل نتيجةً لطقس أو تقليد، وفي جميع الأحوال قد لا يمكننا التأكد من الدوافع والأسباب وراء مثل هذه الأمور بدون البحث والتحليل بشكل أوسع وأعمق. | |
|