بإمكان لعبة Tetris تقليل أثر الصدمات النفسية والعاطفية

بإمكان لعبة Tetris تقليل أثر الصدمات النفسية والعاطفية

[rtl]لا يوجد شيء أفضل من الهوس حيال الوصول إلى المرحلة النهائية من لعبة تيترس ومشاهدة تلك المكعبات وهي تسقط مثل المذنبات من السماء، ولكن الضغط الشديد الناتج بسبب هذه اللعبة وبقية الألعاب المشابهة لها هو ما يجعلها مناسبة جدًّا للتقليل من اثر الصدمات النفسية الناتجة عن الاضطرابات السريرية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
وقد صرّحت المؤلفة الرئيسية للدراسة إيميلي هولمز Emily Holmes: «حسب علمنا فإنّ هذا العمل هو الأول من نوعه الذي يظهر أنّ ‘المنع المعرفي البسيط’ له فائدة في تقليل الذكريات المتطفلة نتيجة للصدمات التجريبية عن طريق عمليات توحيد الذكريات، وهذا ما يجعل الأمر مثيرًا للاهتمام كون الذكريات المتطفلة هي إحدى الأعراض المميزة للـPTSD ».
أراد الباحثون من مجلس البحوث الطبية «the Medical Research Council» وحدة المعرفة وعلوم الدماغ «Brain Sciences Unit» في المملكة المتحدة أن يحققوا في العلاجات التقليدية الخاصة بالـPTSD ومن ضمنها الطرق المختلفة للعلاج النفسي والذي يُطبَّق مرة كل شهر بعد معاناة الشخص من حادث مؤلم.
وأظهرت دراسة سابقة من قبل بعض أفراد هذه الدراسة بأن لعب تيترس خلال أربع ساعات بعد تعرض المريض لمشاهد مؤلمة بإمكانه تقليل استرجاع وتذكر الذكريات المؤلمة اللاطوعية، لكنّ التطبيق العملي لهذه الدراسة كان محدودًا جدًّا.
و بالطبع فمن غير المرجح أن يرغب ضحايا الصدمات الشخصية مثل الاعتداء أو حوادث السير الخطيرة باللعب بهذه اللعبة بعد مرور ساعات من حصول الحادث، لذلك قامت هولمز مع فريق عملها بتمديد النطاق الزمني إلى 24 ساعة لرؤية ما إذا كان بالإمكان قمع الذكريات المؤلمة خلال 24 ساعة بعد التعرض لها. ففي التجربة؛ شاهد المتطوعون أفلامًا تحتوي على مشاهد مؤلمة بغرض تحفيز «ذكريات متطفلة مؤلمة تجريبية».
وبعد مرور 24 ساعة عاد المتطوعون إلى مكان التجربة، وتم تنشيط ذكرياتهم السيئة من خلال مشاهدتهم لصور تذكرهم بها، وبعد ذلك قام نصف المتطوعين بلعب تيترس، بينما طُلب من النصف الآخر أن يجلسوا بهدوء. وبعد ذلك، قام المتطوعون بكتابة مذكراتهم خلال الأسبوع التالي، وأشاروا فيها لأي ذكريات مؤلمة مرتبطة بالفيلم الذي قاموا بمشاهدته.
تم نشر نتائج البحث في مجلة «Psychological Science» والتي أظهرت أنّ المتطوعين الذين قاموا بلعب تيترس قد عانوا من ذكريات متطفلة (لاطَوعية) بنسبة أقل بكثير من بقية المتطوعين الذين لم يقوموا بلعب اللعبة.
والأهم من ذلك؛ وُجد أنّ المزاوجة بين إعادة تنشيط الذكريات الأليمة، عن طريق مشاهدة الصور من الفيلم، وبين لعب تيترس كانت مزاوجةً موفقة لدورها في تعطيل الذكريات المتطفلة في المستقبل. وقد قامت هذه المجموعة بتجارب أخرى، قاموا فيها بتنشيط الذكريات الأليمة، وجعل المتطوعين يلعبون تيترس، كل على حدى، وتم التأكد بأن المتطوعين عانوا من ذكريات متطفلة أقل عند جمع العمليتين، وليس عند تفريقهما.
تقول نظرية العلماء أن الألعاب مثل تيترس تشكل عملًا إبصاريًا مكانيًا تفاعليًا بإمكانه تكوين’ عائق فكري’ من شأنه تعطيل الاندماجات اللاحقة الناتجة عن الذكريات المتطفلة، ونتيجةً لذلك، سيقل معدل تذكر المشاعر العاطفية السلبية وآثارها الناتجة عن الصدمات في المستقبل.
وصرّحت إيلا جايمس Ella James التي شاركت في تأليف البحث: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه، وعلى الرغم من رغبة الأفراد في نسيان الذكريات المؤلمة، فقد توجد فوائد من تذكرها، على الأقل ضمن ظروف مُعينة -لِجعلها أقلّ تكرارًا في الذهن» .
[/rtl]

[rtl]المصدر[/rtl]

بإمكان لعبة Tetris تقليل أثر الصدمات النفسية والعاطفية

بإمكان لعبة Tetris تقليل أثر الصدمات النفسية والعاطفية :: تعاليق

بإمكان لعبة Tetris تقليل أثر الصدمات النفسية والعاطفية