عزيزة
فريق العمـــــل *****
التوقيع : 
عدد الرسائل : 1394
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
 | |  لا يوجد هنالك شئ اسمه طبيعة بشرية. | |
لا يوجد هنالك شئ اسمه طبيعة بشرية.
 لا يوجد هنالك شئ اسمه طبيعة بشرية. اذا وجد البشر انفسهم في بيئة قاسية و صعبة تهدد حياتهم فان غريزة البقاء ستحولهم الى وحوش و اذا وجدو انفسهم في بيئة ملائمة تعزز حياتهم و تؤمنها فان غريزة البقاء تجعلهم يتعاطفون مع بعضهم. الانسان من اكثر الكائنات الحية قدرة على التكيف. نحن بحاجة الى اسابيع قليلة او شهور لكي نتكيف الى البيئة التي نعيش فيها. فاذا اخذت شخص من منطقة حارة في خط الاستواء الى القطب الشمالي, اذا لم يقضي نحبه في الشهر الاول فان سبب ذلك انه قد تكيف مع البيئة الجديدة.في المانيا لم تتجاوز النازية عشرة بالمئة خلال سنوات طويلة من وجودها و لكن مع الكساد و الانهيار الاقتصادي لم تكن النازية بحاجة الى ان تقوم باكثر من عدد من عروض القوة و استعراض الوحشية بحق مجموعة من البشر حملتهم مسؤولية الازمة و اذا بالمجتمع باسره ينساق وراء فكرة وحشية اودت بحياة 60 مليون انسان. في رواندا استطاعت اذاعة راديو متواضعة يجلس وراءها احد المضطربين عقليا الهام مجتمع الهوتو لابادة التوتسي. و تقبل مجتمع الهوتو هذا النداء بكل رحابة صدر. البوسنة و الهرسك و صربيا قدمت مثالا اخر لمدى استعداد البشر للتحول الى وحوش لابادة ابناء جنسهم تحت اي ذريعة كانت عندما تحاصرهم الازمات. و بالتاكيد فان هنالك في الجانب الاخر الاف الملاحم البشرية للتعاون و الوقوف مع بعضنا البعض. فعندما ضرب التسونامي جنوب شرق اسيا هرع البشر من كل مكان لنجدتهم و ارسال المساعدات اليهم و برغم اننا بنينا عالمنا على اساس التنافس و الانانية فاننا نستعيد انسانيتنا في حالات عديدة و نشعر بزهوة و سعادة لا مثيل لها عندما نتعاون و نساعد بعضنا و ان كان هذا لا يحدث سوى في حالات استثنائية.الان قارنوا ما يجري في سوريا و العراق و غيرها من الدول العربية بهذا الذي قلناه. ان الازمة العالمية التي جرى تصريفها الى دول العالم الثالث بدات تنخر جسد هذه المجتمعات. و عندما يسيطر الياس على مجتمع متأزم فان اي فكرة كانت مهما كانت غبية و وحشية يمكنها ان تتحول الى الفكرة السائدة في المجتمع. يستطيع اي احمق مضطرب عقليا ان يقود المجتمع باكمله وراءه الى اي جحيم يريده و في شهور قليلة يتحول مجتمع متمدن من المدنية الى وحشية بطريقة لا يمكن استيعابها و تصديقها.يتحدث الناس عن مؤامرات و ماسونية و صراعات دولية لتبرير ما يجري. هذه الاشياء ربما تكون حقيقية. و لكن عندما يكون لديك مئات الالاف من الناس الذين لا يترددون في ذبح الاطفال و تفجير انفسهم في المدارس و الجامعات و الساحات العامة فان تبرير ما يجري بانها مؤامرة خارجية تفتقر الى الحجة الكافية. في الحقيقة فان المجتمعات هذه تغرق في الياس في عالم متأزم يهدد بقائهم و يسحق كرامتهم و يتقبلون بسهولة نداء التحول الى وحوش ضارية عندما لا يجدون مخرجا اخر لمحنتهم. انه اضطراب في الوعي الجمعي ينتشر كالطاعون.لعل افضل من وصف هذه الحالة الانسانية بكلمات قليلة هو تشي جيفارا عندما قال:"اذا فرضت على الإنسان ظروف غير إنسانية ولم يتمرد ..سيفقد إنسانيته شيئا فشيئا"تتعرض البشرية مع الازمة الرأسمالية التي لا فكاك منها الى ظروفا لا انسانية تشتد يوما بعد يوم و غياب البدائل الاجتماعية و الحركات الاجتماعية التي تقدم حلولا منطقية لتغيير طريقة الحياة السائدة على الارض ستدفع البشر باتجاه الوحشية. و بغض النظر عن المكان الذي انت تعيش و اي كانت المسافة بينك و بين المناطق التي تغرق في الوحشية و الدماء فان الدور سياتيك اينما كنت لانه ببساطة لم يعد هنالك مكانا آمنا في الارض. العالم باسره يعيش ازمة خانقة و سيفقد الاغلبية انسانيتهم اذا لم نقلب المعادلات الحالية. انظر فقط الى نتائج الانتخابات الاخيرة في السوق الاوروبية و كيف حصلت القوى النازية و العنصرية انتصارات كاسحة لم تشهد لها اوروبا مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية. انظر الى الحرب غير المعلنة بين روسيا و الغرب و تصاعد الروح القومية الروسية و الاوكرانية. تجول بين نشرات الاخبار او حاول ان تتمعن خارطة العالم و ابحث عن اي بلد تريد سترى وجهتنا.تامل المشهد البشري لدقائق بدون ان تبدي رايا فيه فقط تامل ما يحدث. هل ترى ان ما نقوله حقيقة مهولة و ليس تهويل للحقائق؟لم يفت الاوان بعد بمقدورنا تغيير ذلك الان. فالوحشية برغم كل شئ ليست سائدة بعد. دعونا نجعل من فكرة التغيير الاجتماعي, الفكرة السائدة على الارض. | |
|
اليوم في 3:23 pm من طرف