الأصوليّات الإسلاميّة والعنف المقدّس
[size=40]04فبراير 2016بقلم عمار بنحمودةقسم: الدراسات الدينيةحجم الخط
-18
+للنشر:[/size]
الأصوليّات الإسلاميّة والعنف المقدّس
تقديم كتاب "ذهنيّة التكفير ـ الأصوليّات الإسلاميّة والعنف المقدّس" للدكتور حسن حماد
1- الكاتب:
حسن حماد، المتحصّل أخيراً على الجائزة التقديرية في العلوم الاجتماعية، ولد وسط أسرة بسيطة وفقيرة في مدينة المنيا، وقد كان قلبه متيّماً بقريته الهادئة والعاطفيّة، التي أطلق عليها تسمية "عروس الصعيد" بحكم عشقه لها.
وكان للنيل بفيضه الغامر أثر على شخصيّته، فهو الذي غرس في نفسه حبّ الحياة وثقافة الخصوبة والنماء، ولكنّ نيران العشق كانت تتّقد شوقاً إلى القرية، بحكم القدر الذي كتب عليه هجرها نحو "جامعة الزقازيق"، حيث الرحيل من لذّة الحلم الطفوليّ إلى سطوة العقل ودرس الفلسفة، وقد صار الأستاذ رئيساً لقسم الفلسفة وتولّى منصب عميد في الكليّة ذاتها.
علّمته حياة "المنيا" روح التسامح واحترام الاختلاف، فثُلثُ سكانها من المسيحيّين، ولكنّ سنوات التعصّب والانغلاق اللّاهوتي الذي مارسه الإخوان المسلمون وجماعات الجهاد والتكفير والهجرة على كلّ التيّارات الفكريّة الأخرى حوّلت بيئته إلى سجن ضيّق تعبد فيه طائفة المذهب وتقضي بأحكام الفرقة الناجية بعد أن كانت فضاء يتّسع للديانات السماويّة على اختلافها، ولكنّها لم تستطع تغيير آفاقه الفلسفيّة الرحبة المؤمنة بالاختلاف والتّسامح، ولعلّ ذلك ما دفعه إلى وصف ذلك الوضع بالوباء، فقد مُنع الاختلاط في الجامعة، واستُعمل العنف ضدّ كلّ المخالفين لفكر "الإخوان" العدائيّين، ووصل الأمر بهذه الجماعات إلى إقامة محاكمات داخل المساجد لتطبيق الحدود على المسلمين والمسيحيّين. وكان ذلك يتمّ على مرأى ومسمع من رجال الشّرطة والسّلطة، الذين كانوا يقومون أحياناً بعقد صفقات مع هذه الجماعات الإرهابيّة.
أنجز حسن حماد أطروحة ماجستير موضوعها "الاغتراب عند إيريك فروم"، فاستفاد من مقاربته الفلسفيّة وساعدته أطروحته على فهم البنية الذهنيّة للحركات الأصوليّة. ثمّ أنجز أطروحة دكتوراه موضوعها "النظريّة النقديّة عند هاربارت ماركوز"، لتتجدّد رحلته العلميّة مع الحركات الأصوليّة، ويتسلّح بأدوات منهجيّة لنقدها وكشف بنيتها الخفيّة، [1] فتوّج اهتمامه بهذه الحركات بكتابه "ذهنيّة التكفير، الأصوليّات الإسلاميّة والعنف المقدّس" الذي صدر في طبعته الأولى سنة 2014، وقامت بطبعه دار مصر العربيّة للنشر والتوزيع. 2- الكتاب:
يقوم الكتاب في بنيته العامّة على مقدّمة وثلاثة فصول وخاتمة، فأمّا المقدّمة فحفر في مفهوم المقدّس وأثره في الوعي الإنساني، وقد استعان الكاتب في فهمه للظاهرة بمقاربات "روجيه كايوا" (Roger Caillois) و"مرسيا إلياد" (Mercia Eliade)، وأمّا الفصل الأوّل فمقاربة لمنابع التطرّف الدينيّ، إذ بيّن الكاتب أنّ المقدّس مفهوم تاريخيّ عرفته الإنسانيّة باختلاف حضاراتها وأديانها، وما القرآن سوى تجلّ من تجلّياته التي جعلت الفرق الإسلاميّة توظّفه في صراعها التاريخيّ حول الحقيقة الدينيّة. وقد كان لحديث الفرقة الناجية دور كبير في تضييق آفاق التأويل، وإقصاء المختلفين، فترسّخت بذلك عقليّة إقصاء الآخر.
ولكنّ دائرة إشعاع المقدّس اتّسعت لتشمل المجالات السياسيّة والاجتماعيّة والنفسيّة، وهو ما دعا الكاتب إلى اعتبار أنّ توظيف الدّين لخدمة الأغراض السياسيّة والدنيويّة والحياتيّة للبشر، هو من أبشع أنواع السيطرة التي يمكن أن تُمارس على الإنسان. وهو الذي أورث الحركات الأصوليّة والإسلام السياسي عقليّة احتكار الحقيقة وحق التحدّث باسم الإله وباسم المقدّس.
يطرح الكاتب في مقدّمته مشروعاً لنقد التّراث والتحرّر من بذور التعصّب، فكلّ تفكير في مقاومة الأصوليّة دون استحضار التّراث يُعدّ علاجاً ظرفيّاً غير مجدٍ، لأنّ علل الحاضر ضاربة بجذورها في الماضي، والمقدّس أشبه ببقعة زيت يتّسع أثرها في محيط الفكر مادمت الينابيع التي تتفعّر[2] منها قائمة إلى اليوم، بل إنّها زادت فيضاً على أشياء وشخوص وأفكار ليست في الأصل مقدّسة بفعل الإعلام، ولذلك تلازم التطرّف مع الإرهاب وصار لزاماً مواجهته في ساحات شرعيّته التاريخيّة وخطاباته المعاصرة. يقوم الفصل الأول من الكتاب على بحث في منابع التطرّف الدّيني، ولا يقف الكاتب بحكم تكوينه الفلسفيّ عند زاوية واحدة للحقيقة قد تحكمها الخلفيّة الإيديولوجيّة أو المواقف الذاتيّة، فقد بحث في العوامل الاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة والنفسيّة، وقسّمها إلى عوامل ذاتيّة وأخرى موضوعيّة، فأمّا العوامل الذاتيّة للتطرّف فقد ارتبطت بالأزمة الاقتصاديّة والخواء السياسيّ، وبهيمنة الخطاب الأبويّ وغياب الحرّية، وبتدنّي السياسة التعليميّة، وتفشّي الجهل والخرافة، اللذين أضعفا البعد النقديّ ومكّنا الفكر الأصوليّ من الانتشار والاستمرار، إضافة إلى تزايد مشاعر اليأس والخوف والتطلّع لمجيء مخلّص. وقد استطاع الكاتب في هذا القسم أن يجمع بين المقاربة الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي يدين بها إلى المرجعيّة الماركسيّة في فهم التاريخ وتمثّله، ولكنّه استطاع أن يدعمها بمقاربة فرويدية تحاول الحفر في الطبيعة اللّاواعية للشخصيّة العربيّة الإسلاميّة، وبمقاربة لسانيّة اهتمّت بطبيعة الخطاب وعلاقته ببنية الفكر العربي.
وأمّا العوامل الموضوعيّة للتطرّف فمن أهمّها سقوط النظام الشيوعيّ، وغزو أمريكا للعراق، وعولمة الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد بدا الكاتب في هذا القسم بوجه المحلّل السّياسي الذي اعتمد أحدث المقاربات العلميّة لمعرفة التحوّلات العالميّة وأثرها في نشأة التطرّف وانتشاره.
وفي الفصل الثاني يحلّل حسن حماد الأصوليّة بنيةً منتجة للإرهاب، وفي هذا القسم يغلب التناول الفلسفي، إذ يسعى الكاتب إلى تحديد المفاهيم، مثل مفهوم التجربة الدينيّة، وعلاقة المقدّس بالدنيويّ، وعلاقة الدّين بالسياسة، ومفهوم الإيديولوجيا، والإسلام السياسيّ، ليتوّج هذه المسارات بالبحث في الأصوليّة باعتبارها رابطاً إيديولوجياً لجماعات الإسلام السياسيّ، وهو بحث في المشترك الذي يمثّل ثوابت الفكر الأصوليّ رغم اختلاف التسميات وتعدّد التوجّهات. وقد استعان الكاتب ببعض المقاربات المعاصرة التي سعت إلى تحليل الخطاب الديني ونقده مثل نصر حامد أبو زيد (ت 2010م) الذي درس الخطاب الديني وفكّك بنية الفكر الأصوليّ فخرج من تلك الحرب الضروس التي خاضها بتهمة التكفير وعقوبة التطليق القسريّ لزوجته، وخليل عبد الكريم (ت 2002م) الذي عُرف بجرأته في دراسة الموروث الديني ولقي بدوره التهمة نفسها، وصلاح قلنصوة والعفيف الأخضر (ت 2013م) ممّن اعتمدوا مقاربات علميّة في فهم الظّاهرة الأصوليّة. ليستخلص من مسارات النقد والتحليل تلك الثوابت التي شكّلت الفكر الأصوليّ كالكهنوت السياسيّ أو الحاكميّة لله والطابع العنيف لجماعات الإسلام السياسيّ، والخصائص الذهنيّة للعقل الأصوليّ، وهو لبّ الكتاب وجوهره.
ويستخلص حسن حماد في هذا الفصل أهم الخصائص الذهنيّة التي ميّزت العقل الأصولي وهي التالية:
- "العقل الأصوليّ هو عقل نكوصيّ ماضويّ، يقدّس الماضي ويتحرّق شوقاً للعودة إلى الأرحام المرجعيّة في الفقه واللغة والأفكار...، ومن هنا يتّسم العقل الأصولي بهذا الحنين الجارف لاستعادة الماضي التاريخيّ للأسلاف والعودة إلى العصر الذهبيّ للسّلف الصالح، ومن ثمّ يتمّ نفي الحاضر والمستقبل لحساب هذا الزمن المطهّر من كلّ الخطايا، وتتحوّل منظومات الأفكار الفقهيّة وقيم وممارسات الأسلاف إلى منظومات مقدّسة لا يجوز نقدها أو مراجعتها أو مخالفتها أو حتى المساس بها."[3] - عداوة العقل الأصولي للتفكير العلميّ وانجذابه اللاّعقليّ الأسطوريّ...، فهو "يستخفّ بمبدأ السببيّة ويفسّر العلاقة بين الإنسان والعالم والأشياء من خلال عناصر غيبيّة ومن خلال الخوارق والمعجزات."[4] - الذهن الأصوليّ يعاني من أحاديّة البعد، فهو يعجز عن إدراك أنّ للحقيقة عدّة أوجه وليس وجهاً واحداً، إنه يعجز عن التفكير بشكل جدلي من خلال الـ"مع" والـ"ضدّ"، والشيء ونقيضه. فالذهن المتطرّف يعطي لنفسه الحقّ في الامتلاك المطلق للحقيقة، وهذا الزعم يعطيه الحقّ في نفي الآخر ورفضه، ثمّ تكفيره تمهيداً لسحقه وتصفيته.
- العقل الأصولي عقل دوجمائي، وهو نوع من الاعتقاد المطلق في امتلاك الحقيقة التي تعلو فوق النقد والشكّ.
- اعتماده على الثنائيّات المتقابلة مثل ثنائيّة الرّوح والجسد والدنيا والآخرة والجنة والنار، والإيمان والكفر، وقد تولّدت هذه الثنائيّات من أسلوب تعامل متطرّف مع الحقيقة. فالرّحم المنطقي هو المسؤول عن التشدّد الدّيني والعنف المقدّس.
في الفصل الثالث والأخير من الكتاب يعتمد الكاتب المقاربة النفسية ومكتسبات النظريّة الفرويديّة من أجل البحث في أسرار العنف المقدّس، وهو بذلك يشقّ طريقاً بكراً ما تزال مسارات أبحاثها في خطواتها الأولى، وهي كثيراً ما تشكو من نقائص التعميم وغياب الدّقة في التناول، ذلك أنّها تُعنى بالأشكال التقليديّة للإرهاب وتذر الأشكال الحديثة التي تتجدّد أساليبها باستمرار دون تحليل.
إنّ قيمة العمل البحثي الذي أنجزه حسن حماد تكمن في كونه عُني بالإرهاب المقدّس، وهو مفهوم يختلف عن المفاهيم السائدة للإرهاب، وقد عرّفه بأنّه "شكل خاص جدّاً من الإرهاب يؤمن أصحابه بأنّ رسالتهم مقدّسة، وأنّ غايتهم سامية، وهي الدفاع عن عقيدتهم في وجه خصومهم وأعدائهم. وهذا الشكل من الإرهاب يتأسّس من خلال منظومة معيّنة من المعتقدات والمسلّمات الإيمانيّة التي تجعل صاحبها يعتقد في أنّ ما يقوم به من إرهاب هو جهاد في سبيل الله وفي سبيل تحرير العالم من مصادر الشرّ الكامنة فيه."[5] ليس أيسر على الباحث من أن يوظّف النظريّات الفلسفيّة، والمقاربات النفسيّة، ولكنّ المهمّة الأصعب التي يقوم بها حسن حماد في كتابه هي تبيئة مفهوم الإرهاب وإخراجه من طور التعميم إلى الدقّة والتخصيص عبر طرح إبستمولوجيّ وعقليّ لشكل فريد من الإرهاب يختلف في مفاهيمه وفي طرائق مقاربته عن الأشكال الأخرى السائدة في العالم. فالشخص الذي يمارس الإرهاب حسب رأيه ليس شخصاً جانحاً من الناحية النفسيّة، رغم الإقرار بوجود بعض الخلل والاضطراب في شخصيّته. وبذلك فقد تجنّب الكاتب الوقوع في مزالق المقاربات السائدة التي تعتبر الإرهاب ضرباً من العصاب، مطمئنّة إلى النتائج الجاهزة التي قدّمتها المقاربة الفرويديّة للعنف الإنساني وأشكال تصعيده، وذلك باعتماده على رؤية جدليّة للعالم تربط بين الظواهر المتنوّعة للوجود، أي بين الإنسان وواقعه، وبينه وبين الطبيعة، وبينه وبين الآخرين. فزاوج بين الطرح النفسي الذي كثيراً ما تضيق آفاقه التحليليّة وبين الطرح الاجتماعيّ والسياسيّ والثقافيّ والعقائديّ الذي يكشف زوايا متنوعة من الحقيقة الإنسانيّة، ولعلّه تأثّر بفلسفة "هاربارت ماركوز" (Herbert Marcuse) (ت 1979م)، في مخالفته المنطلقات وعدم الوقوع في رؤية للإنسان ذي البعد الواحد، ومحاولته إيجاد تفسير عقلاني لما هو غير عقلانيّ، أو قدرته على الربط بين طبيعة المجتمعات المعاصرة، والمقتضيات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة.[6] ونتيجة لهذه الرؤية الجامعة التي تجاوزت حدود النظرة الضيّقة للإرهاب، فقد أوجد حسن حماد آليّات للتعرّف على سيكولوجيا الإنسان المتطرّف، لعلّ من أهمّها التعصّب الشديد والنزوع العدواني التدميري والنرجسيّة والتمحور حول الذات والارتباط السّاديّ المازوخيّ بالعالم. وتبدو استفادة الكاتب في هذا القسم من أبحاث "فرويد" (Sigmund Freud) (ت 1939م) و"إيريك فروم" (Erich Fromm) (ت 1980م) الذي قارب العدوان في كتابه "تشريح التدميريّة البشريّة"[7] واهتم بمسألة الحرية[8]. ولا يكتفي الكاتب بهذين المرجعين وإنّما ينفتح على أبحاث نظريّة أخرى "لتيري إيجلتون" و"ألبير كامي" و"كولن ولسون" و"فاوستو أنطونيني" دون أن تأسره تلك المنطلقات النظريّة في دائرتها الثقافيّة وتفرض عليه ضرباً من المركزيّة الثقافيّة التي أوقعت كثيراً من الباحثين في هوّة الإسقاط، واستنساخ النظريّات الجاهزة، فقد استطاع حسن حماد أن يقارب الفكر الأصولي بالاعتماد على مكتسبات الفلسفة وعلم النفس، ولكنه حوّل تلك المعطيات النظريّة إلى عيّنات تطبيقيّة لفكر حسن البنا (ت 1949م) والسيد قطب (ت 1966م). ولذلك فالإفادة مزدوجة من الكتاب، ففي متنه أرضيّة نظريّة تعرّف القارئ بأحدث مقاربات العنف والإرهاب، وبحث تطبيقي في أشكال التطرف والإرهاب في السّاحة السياسيّة المصريّة يمكن أن يقدّم نموذجاً لدراسة سائر الحركات في العالم. وهو لا يكتفي بتشخيص الدّاء وإنما يقدّم في نهاية الكتاب بعض الوصفات العلاجيّة التي يمكن أن تقلّص من الظاهرة.
وبعد تناول الجذور المادّية والثقافية والمعرفية للعنف الديني وتجلياته السّيكولوجية والسّلوكية يحاول الكاتب في خاتمة الكتاب الإجابة عن السؤال الذي يظلّ حائراً:
"لماذا يتصدّر التيّار الأصولي الإسلاميّ (كما يُسمّى تيّار الإسلام السياسي) المشهد السياسي المعاصر بهذه الصورة المرعبة؟ ولماذا ينشغل العالم بهذا الضجيج أو الصخب الذي لا ينتهي حول الخطر الإسلاميّ؟ لماذا لا نجد مثيلاً لذلك لدى الديانات الوضعيّة: كالبوذيّة والزرادشتيّة والهندوسيّة؟"[9] وهو يقدّم الإجابة في آخر كتابه في شكل مقارنة يعقدها بين الإسلام وغيره من الأصوليات الإبراهيمية الأخرى. هذا الكتاب محاولة جريئة لتفكيك الظاهرة الأصولية، اتّخذ كاتبه من مكتسبات العلوم الإنسانيّة والفلسفة رافداً لفهم التطرّف والإرهاب وكشف بنيتهما الخفية، ولم يكتفِ بمجرد مقاربة علميّة تحلّل الظاهرة، وإنّما حاول في خاتمتها تقديم حلول قد تساعد الإنسانية على تجاوز محنة الانغلاق اللاهوتي، وتفتح باباً للحوار والتسامح بين بني البشر. فالكاتب يخوض جولة أخرى من جولات صراع فكريّ طويل بين الفلسفة والسلطة، قاربه بعمق في كتاب يحمل العنوان ذاته.[10]