** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
حول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني محمد عادل شريح I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 حول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني محمد عادل شريح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

حول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني محمد عادل شريح Empty
15072015
مُساهمةحول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني محمد عادل شريح

حول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني
حول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني محمد عادل شريح 1384100_714668645214715_1240185867_n

إن كلمات من نوع "الإنسان" و "الإنساني" و "الأنسنة" و غيرها من اشتقاقات ، تتردد كثيراً في خطاب المثقفين العلمانيين العرب وأحياناً غير العلمانيين ، فهناك من يقول - دفاعاً عن رغبته في الأخذ عن الفكر الغربي - أن هذا الفكر هو فكر " إنساني " ولا ضير في الأخذ عنه ، وهناك من ينادي " بأنسنة الفكر الإسلامي " وقد تبنى مشروع الأنسنة في الثقافة العربية الإسلامية ( محمد أركون مثلاً ) . وقد حَضرت منذ فترة وجيزة بعض المحاضرات في إطار الندوة الفكرية التي حملت اسم ( المشترك الإنساني ) التي نظمتها دار الفكر في سوريا .
وفي حين كان الكثير من المحاضرين والمشتركين يتساءلون عن الحكمة من تنظيم مثل هذه الندوة في مثل هذا الوقت، حيث يرى الكثيرين في الصراع الدائر عالمياً صراع حضارات و صراع قيم ، كنت أتساءل مع نفسي ما هو المشترك وما هو قبل ذلك الإنساني؟.
وقبل أن نشرع في الإجابة على هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى أهميته ، ذلك أن كثيراً من الخلط الفكري و التشويه يشوب الثقافة العربية الحديثة جراء غياب تعريفات دقيقة لمصطلحات حمالة لأوجه متعددة ، من جهة أخرى فإن"الإنسانية" مصطلح مخادع فهو ككلمة مشتقة من الإنسان يحظى بمقبولية مسبقة لدى بني الإنسان ، إذ كيف يمكن لأحد أن ينفيه دون أن ينفي نفسه ؟
الإنسانوية كمفهوم حداثي
إن الأنسنة هي الطابع الغالب على الفكر الغربي الحديث ، بل هي إحدى الأفكار المؤسسة للمنظومة الغربية بشكل عام ، ولكي نجنب أنفسنا كثير من التداعيات الخاطئة ، فإننا سوف نتحدث عن "الإنسانوية" كتيار فلسفي ذو مضامين محددة تاريخياً و فكرياً .
يعود تيار " الإنسانوية " إلى عصور النهضة الأوروبية وقد هيمن هذا التيار على الأدب و الفنون و القيم الاجتماعية و الفردية لذلك العصر ، و قد جاءت هذه التسمية في سياق الصراع الذي نشب في تلك الفترة بين الكنيسة المسيحية التي هيمنت على الحياة الأوروبية طوال العصور الوسطى مع التيار الجديد الذي كان يسعى للتحرر لا من المسيحية فقط بل من الدين عامة ، و قد تصدى أنصار التيار الجديد للكنيسة وعارضوا طروحاتها من خلال العودة إلى الأصول اليونانية الرومانية السابقة للمسيحية .
لقد أطلق اسم الإنسانويين Umanisti بداية على الشريحة المثقفة في عصر النهضة لأنها كانت مولعة ولعاً شديداً بالثقافة القديمة اليونانية و الرومانية الوثنية ، وكانوا يسمون دراسة الثقافة القديمة بالإنسانويات Umanita أو الآداب الأكثر إنسانية Litera Humaniores ، وقد سعى هؤلاء لإحياء التراث الأفلاطوني في الفلسفة في محاولة منهم للتصدي لأرسطو الذي تبنته الكنيسة وشيدت على أساسة كل علومها اللاهوتية.
لكنهم في الحقيقة لم يكونوا أوفياء لأفلاطون أو لغيره من فلاسفة اليونان بقدر ما كانوا يستخدمونهم في حربهم ضد المسيحية. لكن أكثر ما تعلق به " الإنسانويون " هو مقولة الفيلسوف اليوناني القديم (براتاغورس) "الإنسان هو مقياس كل ما هو موجود على انه موجود ، و كل ما هو غير موجود على أنه غير موجود" .
ولعل هذه المقولة هي أفضل مدخل لفهم المحتوى الفلسفي للإنسانوية ، يقول كرين برنتين في تعريف الإنسانوية : إن ( الإنسانيين ) كانوا كذلك " لأنهم اعتقدوا أن الإنسان هو معيار كل شيء و أن كل امرء مقياس نفسه . شعارهم ( الفردية ) ، كان هؤلاء الرجال فرديين يقابلون ( التابعين ) الجبناء الذين ينتمون إلى رهبان العصور الوسطى " .
وهكذا فإن بداية عصر النهضة ، هو بداية عصر الإنسانيات Umanita على مستوى الفكر و الأدب و الفن و الأخلاق ، بل و على مستوى الدين (فقد استكملت هذه الدعوة الإنسانوية بالاحتجاج البروتستانتي ، و هو في جوهره رفض للمؤسسة و سلطانها و تكريس للسلطة الفردية في شئون المعتقد) ، إن الإنسانوية هي ثورة شاملة على القديم بكل أشكاله ، فالإنساني يرفض المسيحية ، حتى و إن اقتصر الرفض في تلك المرحلة على رفض الأخلاق والمؤسسات ، ذلك لأن الدين المسيحي كما يقول ميكيافيلي في الأمير"يدعوننا إلى الاستخفاف بحب الدنيا و يجعلنا أكثر رقة و ليناً ، أما القدماء فكانوا على عكس هذا ، كانوا يجدون أسباب بهجتهم في هذا العالم " .
والإنسانوي يرفض الفلسفة المدرسية ، فلسفة تابعي أرسطو الجبناء من اللاهوتيين ، والإنساني يرفض الأخلاق السائدة و يحرر نفسه منها ، و يرفض التصور القديم للعالم .
و لنا أن نستمر طويلاً في الحديث عما يرفضه الإنساني ، و لكن مقابل هذا الكم اللامتناهي من النفي و السلب الهادف إلى تدمير القديم ، ما الذي يثبته ؟
إن الإنساني يثبت شيئاً واحداً و أساساً لكل ما يمكن أن يعترف به و يقبله - و هو الإنسان الفرد ، و لو حاولنا أن نختصر الإنسانية في كلمة واحدة لكانت هذه الكلمة - الفردية .
لقد بدأت الفردية تظهر أولاً كمبدأ أخلاقي ، ثم أصبحت مبدأً اجتماعياً و صارت في المحصلة مبدأً وجودياً (أنطولوجياً) يرى في الفرد صورة الواقع الأكثر جوهرية و قيمة عليا في الوجود ، أي أنها ترفض وجود أي مستوى أعلى من مستوى الوجود الفردي .
لقد عرف شيلر ، و هو إنسانوي متأخر من القرن التاسع عشر و بداية العشرين، في كتابه (الإنسانية ، 1893) بقوله إن هذا المذهب الفكري (ي المذهب الإنسانوي) هو التعبير الحديث عن مقولة براتاغورس القديمة في أن "الإنسان مقياس كل شيء" . لقد عبر هذا الإنساني المتأخر إلى حد ما ، عن جوهر الدعوة الإنسانية ، فهذه الدعوة هي دعوه لتحرير الإنسان من كل سلطة خارج حدود الإنسان ذاته، تحريره من فكرة الإله ، وتحريره من الكنيسة ، وتحريره من سلطه العادات .
لقد قام رابيليه - أحد ابرز رموز الأدب في عصر النهضة - بتأسيس ديره الخاص ، وقد أراد له أن يكون "ديراً علمانياً حقاً يقبل الرجال و النساء على السواء ، و قد نقش على مدخله هذا الأمر السار : افعل ما تشاء". لقد قدم رابيليه نموذجاً لما يعنيه (الإنسانوي) بالتحرر، هذه الفكرة التي تطورت بعد ذلك و كونت مضمون الفكرة اللبرالية .
إن المذهب الإنساني يرى بأن على الإنسان الفرد أن يصنع معاييره الخاصة للخطأ و الصواب و الخير و الشر و الجميل و القبيح . و الإنسان بعد ذلك هو سيد نفسه ، و سيد مصيره ، و هو سيد الطبيعة و لا مكان لأي سيد آخر في هذا الكون سوى الإنسان .
إن الإنسانوية باختصار هي تأليه الإنسان . هذا هو خلاصة الأمر في الحديث عن الإنسانوية كتيار فكرى أسس للحداثة الغربية منذ بدايات عصر النهضة ، إنه انقلاب على فكرة الإله لصالح الإنسان في فهم الكون و المجتمع ، و إن كل ما تلا ذلك من ازدهار للفكر الفلسفي في الغرب منذ القرن السابع عشر حتى بداية القرن العشرين ما هو إلا محاولة لإعادة بناء العالم معرفياً من زاوية الرؤية الجديدة التي يحتل فيها الإنسان نقطة المركز ، و ليس غريباً و الحال كذلك أن تكون هذه الحداثة قد وصلت إلى فكرة المادية ، و إلى بناء حضارة مادية ، فالمادية كامنة في أصولها الأولى.
الإنسان في الرؤية الإسلامية
نعود الآن إلى السؤال الذي أثرناه في بداية بحثنا ، إذا كان الإنسانية كتيار فكري في الغرب (و قد أسميناه بالإنسانوية) هي تأليه الإنسان عبر تكريس مركزيته الوجودية ، فما هي الإنسانية من وجهة نظر إسلامية ؟ و ما هي حقيقة تكريم الإنسان الواردة في القرآن الكريم ؟
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) ( الإسراء7) إن كرامة بني آدم هي خلقهم على فطرة تأهلهم لمعنى الخلافة الواردة في القرآن الكريم في أكثر من موضع (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) ( البقرة 3) و هذه الفطرة هي الحرية التي جُعلت في جبلتهم و التي يمتازون فيها عن أصناف المخلوقات الأخرى كالملائكة من المخلوقات العليا و البهائم من المخلوقات الدنيا ، و جعلتهم أهلاً لحمل الأمانة التي هي التكليف (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب 72 ) .
والتكليف له معنيان ، الأول: هو حرية الإرادة و القدرة على الفعل الحر و المختار في شروط الحياة الأرضية .
أما الثاني: فهو مسؤلية الإنسان عن هذا الفعل و هذا الاختيار ، هذه المسؤلية التي تتحدد تبعاً لها مكانة الإنسان الفرد الوجودية ، و إن أرقى مكانة للإنسان الفرد في الحياة هي مرتبة العبودية، حيث تتحقق الإرادة الإلهية السامية عبر الإرادة الإنسانية الحرة و المختارة ، ويتحقق غرض وغاية خلق الإنسان عبر الفعل الإنساني الحر والمختار، و بذلك يتحقق معنى الخلافة .
إذن فالإنسانية من منظور إسلامي هي كل ما هو مناسب لفطرة الإنسان ، و فطرة الإنسان كما هو كماله وغاية وجوده لا يتحقق إلا بالعبودية لله عز و جل. ولذلك فإن إنسانية الإنسان لا تتحقق في أي سياق يخرجه عن عبوديته لله كحقيقة مرتبطة بوجوده وإن الدين الذي هو مجموع العقائد و الشرائع والقيم و الأخلاقيات التي اشترعها الله لعباده هي ما يناسب فطرة الإنسان و هي ما يحقق إنسانيته .
وإن كل دعوة للإنسانية و الأنسنة و التأنيس و غير ذلك من مصطلحات الحداثة في ثقافتنا العربية الإسلامية هي دعوة مكذوبة إن لم تنبع من صميم الإسلام و من منطلقاته في فهم الإنسان والوجود .
وإني استغرب هذه الدعوات التي يطلقها البعض "للأنسنة" أي لتبني المنظور الإنسانوي الغربي للحياة و تكريس الإنسان كقيمة مطلقة في الوجود ، كما هو حاصل في الحضارة الغربية ، دون أن يرى في ذلك خروج بالإنسان من دائرة الأديان . و الحقيقة أن الأمر لا يعدوا أن يكون تلاعباً بالمصطلحات و خلطاً للمفاهيم .
في النهاية إذن . ما هو المشترك الإنساني ؟
إن المشترك الإنساني ليس محصلة جمع المتناقضات في سلة واحدة ، إن المشترك الإنساني هو ما يشكل حقيقة الإنسان ككائن مخلوق في هذه الدنيا ، إنه الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالإنسان ليس بإله وليس بمركز للكون . ولأننا لا نهدف في هذا المقام إلا أن نوضح الفرق الشاسع بين المفاهيم المختلفة وإن اشتركت بالاسم ، نقول: من حق من يشاء أن يدعوا للإنساوية الحديثة ، ولكن ليس من حقه أن يلبس دعوته رداءً إسلامياً.
و من حقه هنا ليس الحق بمعنى الحقيقة و لكن الحق بمعنى حرية الاختيار ، فما الذي نفعله إن كان البعض يمقت نفسه و يمقت بني الإنسان لدرجة أن نفسه تسول له أن يتأله.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ) (غافر10)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني محمد عادل شريح :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

حول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني محمد عادل شريح

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» حول مفهوم الإنسانية والمشترك الإنساني
» لنهضة بين التمركز الذاتي الأوروبي والمشترك الإنساني العام
» مفهوم الباراديغم وانتقالاته في العلوم الدقيقة والإنسانية محمد مريني مـدخــل
» الشأن الإنساني في عصر الخوصصة والعولمة من أجل إعلان عالمي لأخلاقيات العولمة والتنمية محمد عابد الجابري
» مفهوم القطيعة في فكر محمد أركون ضرار بني ياسين

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: