13 مايو 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد الفيلسوف اليوناني سقراط في ألوبكية بآتيكا حوالي سنة 470 ق.م. وتتلمذ على يدي بروديقوس وثيودوروس السيراني. لم يترك آثارا مكتوبة. وقد اعتبرت محاورات أفلاطون رافدا هاما في الكشف عن شخصيته وملامح فكره أو فلسفته. عرف بإسهاماته في مجال الأخلاق إذ أخذ على عاتقه مسؤوليّة تعليم الناس الفضيلة وإدراك قيم الخير وكرّس نفسه لذلك قولا وعملا وأكّد أهمّيّة الجانب المعرفي في هذا السياق فلا عمل بدون علم والإنسان عامة لا يمكنه أن يفعل الشر وهو يدرك كونه شرّا. كما اشتهر بمنهجه التوليدي في إنتاج المعرفة عبر الحوار والجدل وهو المنهج المعروف بأسلوب "إلينخوس" (Elenchus) (تعني المجادلة). فالحقيقة عنده تتولّد من تبادل الأفكار ونقدها وتصحيحها إذ كان يعلن منذ البدء لمحاوره أنّه لا يعلم شيئا وأنّه يريد التعلّم منه ويستدرجه في فحص ما يدلي به من أفكار وتقييمها لينتهي به إلى اكتشاف ما قد يعتريها من زيف أو قصور. وقد أثارت طريقته هذه نقمة الكثيرين وانزعاجهم وخاصة السفسطائيين الذين كانوا يتكسبون من ادعاء العلم وكذلك عدد من رجال السياسة فناصبوا سقراط العداء، خاصة وأنّ نهجه كان مرفقا بمسحة تهكمية ساخرة.
وفي سنة 399 ق.م اتهمه أعداؤه بإفساد عقول الشباب وبإنكار الآلهة فقدّم إلى المحاكمة وحكم عليه بالإعدام عبر تجرّع السمّ لجرأته أمام هيئة المحلفين. وكان لديه فرصة للفرار من سجنه لكنّه رفض واختار مواجهة مصير الإعدام.
توفي سقراط سنة 399 ق.م تاركا أثرا واسعا في الكثير من الأعمال الفلسفية التي جاءت بعده.
راجع:· بدوي، عبد الرحمن. (1984).
موسوعة الفلسفة.(ط.1). بيروت: المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر. مج1، ص ص 576-579.
· طرابيشي، جورج. (2006).
معجم الفلاسفة. (ط.3). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر . ص ص 365-367.