كلمة «مهرج أقرع»، التي صرفتها الزميلة غادة عويس للمذيع المصري عمرو أديب قد لا تكون لائقة بين الزملاء، خصوصا مع إقراري بصعوبة «معايرة» من له شعر بسبب مؤشرات التصحر التي تغزو رأسي، وإن كانت في كل حال مفردة تقرر واقعا ولا تدعي.
كنت أفضل أن تكتفي الزميلة عويس بمفردة «تهريج» ليس لعمرو فقط وإن كان كبير المهرجين، ولكن لكل ما تتحفنا به فضائيات إعلام الإنقلاب المصري، لكن كلمة «أقرع» تعكس واقع الحال، وبالتالي لن تكون نقدية أو شتيمة.
شاهدت برنامج الأخ عمرو، الذي حاول فيه السخرية من طريقة حديث الزميلة «النِمرة» عويس مع ضيف إسرائيلي، ورغم تحفظي الشديد على فكرة إستضافة إسرائيليين على شاشة «الجزيرة» من حيث المبدأ، ورفضي لكل التبريرات، إلا أن الزميلة كانت «نمرة» كعادتها في الأسئلة النقدية والشرسة، وهو ما لا يفعله عمرو أديب عندما يستضيف جنرالات الانقلاب.
حديث أديب عن عويس كان تمحكيا وانتقاداته خارج السياق ولا مبرر لها.
نحن كمشاهدين عرب نستمتع بين الحين والآخر بالأخبار المصورة التي «يكمن» فيها الزملاء بـ «الجزيرة» للزملاء المصريين، والعكس أيضا.
يخيل إلي أحيانا بان الإعلام الفضائي المصري يصرف الكثير من الوقت في «اصطياد» مشاهد من «الجزيرة» للتعليق عليها والسخرية منها والهجوم على دولة قطر بدون مسوغ، والإشكال أن «الجزيرة» أيضا تفعل الشيء نفسه وهي تصطاد من الإعلام الرسمي المصري البائس فتعيد التعليق عليه بطريقة تؤذينا كمشاهدين.
شخصيا أفضل أن تركز الزميلة «النِمرة» على إبداعاتها، وهي متعددة بعيدا عن ترهات الردح المصرية، وأقترح على الزميل الأقرع تخفيف منسوب السماجة السياسية ولو قليلا.
الشريان و«مجاهدي التويتر»
الزميل السعودي المتألق داوود الشريان «بق البحصة» على «أم بي سي» عندما انفعل مطالبا «مجاهدي التويتر» من السعوديين والخليجيين بإرسال أولادهم إلى ساحات القتال، بدلا من أولاد الناس.
الشريان توعد بفتح هذا الملف قائلا: أنتم تأخذون عيالنا للجهاد وتبقون عيالكم!
المثير في المسألة أن مداخلة المذيع السعودي الصريحة لم تكن مبهمة، فقد وجه خطابه لأسماء محددة ذاكرا إسم العرعور والبراك والعريفي وغيرهم، متحدثا عن دور هؤلاء في أفغانستان ثم العراق فسوريا.
بإعتقادي، وأمري إلى ألله، أن رسالة الشريان لم تكن موجهة لمشايخ الجهاد الإلكتروني فقط، بل لمن وراءهم من أجهزة الإستخبارات العربية، التي تدير «مقاولات الجهاد»، بحيث إرتدت إشكالات المقاتلين إلى الدول الخليجية نفسها.
صرخة الرجل إستفزت بي بعض الاستفسارات القديمة: هل يخضع رجال الظل والمخابرات العرب للرقابة والمساءلة؟ ما هي الوسيلة التي نقول فيها لجنرالات الاستخبارات في الأنظمة العربية بأنهم يخطئون كبشر احيانا ولا بد من محاسبتهم؟ أثق مسبقا بعدم وجود إجابة.
رئيس يتخلى عن الوزير
ظهر رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور على شاشة تلفزيون الحكومة «ودودا» ولطيفا وناعما – كالعادة – بعدما تخلى عمليا عن وزير التعليم العالي الجديد بعد أن أثار الأخير «ضجة عندما إقترب من ملف «مقاعد الجامعات الإستثنائية»، التي يرى غالبية الخبراء والمسؤولين أنها «دمرت» المؤسسات الجامعية.
لا يعرف القارىء العربي بأن الغالبية الساحقة «أكثر من 70 %» من مقاعد الجامعات تخصص للإستثناءات، حسب وزير سابق في ما يتنافس «بقية الشعب» على المقاعد المتبقية.
شخصيا قابلت على الأقل سبعة من وزراء التعليم العالي والعشرات من الأساتذة ورؤساء الجامعات وسط حالة إجماع على ما أوصى به الوزير الجديد وهو طازج بالمناسبة ودخل الحكومة بالتعديل الأخير، لكن بعض القوى الكلاسيكية في البرلمان وخارجه تريد الاحتفاظ بالامتياز المدمر المسمى بمقاعد الاستثناءات بدلا من التركيز على وزارة التربية والتعليم لرفع منسوب الحظ في مدارس الأطراف والمخيمات قليلة الحظ.
سؤالي بسيط: ما دامت الحكومة ستتخلى فورا وعند أول حالة دوران لقرار جدي وعلمي لوزير دخلها للتو فما الذي أتى بالرجل وزيرا أصلا؟
هفوة أوباما
لا ندري.. لعلها الحقيقة وليس مجرد «هفوة» للرئيس باراك أوباما، تلك التي تناقلتها الفضائيات بداية من قناة الحكومة «دبليو» وهو يقول «نحن ندرب قوات داعش».
عشرات بل مئات المثقفين العرب يؤمنون بأن «داعش» تنظيم أنتجه الأمريكيون وهو ما أشارت له هفوة مماثلة لهيلاري كلينتون.
قد تكون توضيحات البيض الأبيض صحيحة، لكنها قد لا تكون.. باختصار وبصورة مباشرة: أنا لا أستبعد وجود علاقة.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان