أم حمود مرحبا بك
عدد الرسائل : 69
تاريخ التسجيل : 05/07/2015 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6
| | الغيب ذلك الغائب الحاضر | |
لا يمكننا الحديث عن الحقيقة الدينية او الالهية الا في اطار ما هو بشري , لان الحديث عن اي امر لا يتم الا بعد التفكير فيه و هذه العملية تتم على مستوى الوعي و ما يتم على مستوى الوعي شئ وما هو واقع بالفعل شئ اخر , فما يتم انتاجه من خطاب ديني على مستوى اللغة و السلوك انما يعكس شكلا من اشكال الوعي البشري و لا يعكس بالضرورة عالم الغيب كما هو بالفعل او كما هو خارج هذا الوعي فعالم الغيب كعالم متعالي و مفارق عالم ممتنع على الوعي البشري , فهو و الحالة هذه لا يستطيع ان يكوِّن صورة عنه او ينتج خطابا حوله الا بضرب من المجاز و التشبيه بما هو متعارف عليه في وَسَطِه و ثقافته فالراجح ان ما يتم انتاجه حول الغيب من قبل البشر مجرد مقاربة بشرية , او بالاصح هو نفسه هذا الفهم البشري للغيب كما هو حاضر في وعيه فليس الغيب غائبا تماما عندما يحضر في الخطاب البشري , بل هو غيب حاضر في الوعي و الخطاب و بناء التصورات و نسج الافكار و غائب من الناحية الواقعية و المادية التي يلامسها البشر في حياتهم اليومية . | |
|