مدّ غصنه لعصفور أزرق
كان يرشد الهواء
ترك لنا قنديلاً يبصر الأشياء
وتعويذة من شر حاسد إذا حسد
خلّد لنا صندوق الحكايا
مطعماً بأحجار العصافير
وقلائد الباكيات
.............وجاء
سيد الحقائب في الشوراع اليتيمة
هويته سيجارة تعبث بالريح
وبوصلة عمره ورقة لم تكن يوماً سوداء..
بحث عن عمره الهارب في محفظتة الفارغة
أيقن أن الزمن لا يملك إلا عقربين !!!
جاء الذي كان قد جاء
وفي كفه حفنة من الكلام ,
وبعض صمتٍ , وقليل من غبطة الأصدقاء
وأصابع الرمل تنبش جسد القطن
و تلامس بقايا من بقاياه.
جاء الذي كان..
يؤثث الصباح بتنهيدةِ نقيٍّ
صلاته ترتيلة نايٍ
وأيقونتُه سماء بلا غيم
وروحه حانية تغني المواويل .
قصائده نجومٌ عاليةٌ
وبيته جنة لا تعرف إلا الماء والحنين .
وحيداً كان يا ماكان
وبعيد قصره
لكنه صغير في زاوية الكون
وكان ما كان
قصة تتسلل من بين الحنايا
فاصلة أخرى تلامس الجدار
كأن رسائله لم تصل إلينا
لكأن قنينة البحر
نثرت ملح الشعر
في داخله فأصبحت قنية رمل
تتراقص شمالا وجنوبا
عامودية الظل
تقطع بمنظورها شمس الليل
وتداعب صباح القمر بأصابع الماء .
يا ورداً يا زيت النهار
كنت تقطف لنا أقلام الرصاص
من بساتين اللغة المنسية
كنا نعبث بطابشير الطفولة
من أجل أن نعتق الكلام
يفيض بك ومنك قوس قزح
ويعبر فيك وبك
لون واحد لابياض ولا سواد .
كان ولم يكن
يقدم القرابين لدكان الحياة
يشتري العمر لليتامى
ويهديهم ورقا أبيض
ويمنحهم أغنية وطن .
في جيبه رحلة طويلة
وفي جيب قلبه
ما زالت تندس أحرفٌ
وجلنار..
لو اقتربوا منه
لأدركوا الحياة .
يا من يشعل فيها حضارة الطين
لقلبك الصغير ممر وباب خشبي
نقش عليه عقد من المفاتيح
لكننا لم نهتد إلى مفتاح صبرك !!!
ذلك الذي يمكن أن يكون
حصالة نضع فيها قطعاً ماسية
أو ربما حجراً منسيّاً
أو كوكباً أخضرَ
نستطيع أن نؤثث به نصف النهار .
يا حاضراً فينا، وموغلاً بنا
كيف نصنع الخبز ؟!
أنعيد صياغة الحكاية ؟!
أم نطلع في المساء
كما تهرب الفراشات من نور الرمل ؟!
الأحد يونيو 27, 2010 11:44 am من طرف ابو مروان