** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
	  موريس بلانشو:  الصورة بصفتها جثةً I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  موريس بلانشو: الصورة بصفتها جثةً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

	  موريس بلانشو:  الصورة بصفتها جثةً Empty
28062015
مُساهمة موريس بلانشو: الصورة بصفتها جثةً

موريس بلانشو:
الصورة بصفتها جثةً
	  موريس بلانشو:  الصورة بصفتها جثةً Saulbellow


شاكر لعيبي
 
 
 
 
تتلخّص نظرية أفلاطون عن الفن، كما شرحها في (الجمهورية) بمرموزة الكهف: استحالة الفن (والصورة Image ضمناً) على نقل معرفة موضوعية عن الواقع. فحوى المرموزة هو التالي: تقبع الكائنات البشرية في كهف تحت الأرض، له ممرّ طويل باتجاه النور الخارجيّ، عاشت تلك الكائنات هناك منذ الطفولة، وقُيّدتْ أرجلها وأعناقها بالسلاسل، فلا تستطيع الحركة والرؤية، سوى ما يقع حصرياً أمام أنظارها، فالسلاسل تمنعها من الالتفات. على مقربة منها نار تتصاعد يفصل بينها والكائنات طريق مرتفع. بالنتيجة لا يرى البشر سوى ظلال الأشياء والموجودات تتحرك أمامها، فلنقلْ صورة للظلال وحدها تسقط أمام أبصارها على جدار الكهف.
ما نراه وفق أفلاطون ليس سوى الظلّ، سوى الوَهْم، سوى وَهْم الواقع. الفن لا يستطيع تقديم تَصوُّر موضوعيّ للوجود، وإذا كانت الصورة نمطاً فنياً فبإمكاننا القول أنها تقدّم بالأحرى أوهاماً عن الواقع.
أما موريس بلانشو فقد اختار الجثة كمثال نموذجيّ وكاستعارة للصورة ، منطلقاً من فكرته عن الأفتتان fascination. ولفهم العلاقة التي يقيمها بلانشو بين مفهوم الافتتان والصورة، تتوجب العودة إلى الأصل الاشتقاقي اللاتينيّ للمفردة التي تأتي من الفعل اللاتينيّ fascinare أي خلَبَ وسَحَرَ، أو ألقى قدَرَاً، نصيباً، ظلالاً. ثم أخذت المعنين التاليين الذين يهماننا هنا. أولاً: السيطرة على شخص أو شيء، تجميده بتثبيت النظر عليه، وكان يُستخدم عند الحديث عن بعض الحيوانات، والسلطة المُنوِّمة المعطاة لبعض الزواحف لشلّ حركة فريستها وتسهيل القبض عليها. ثانياً: الأسْر أو الجذب عند الحديث عن تأثير وميض الحاجيات اللمّاعة على بعض الحيوانات. للافتتان علاقة أصلية إذنْ بالنظر الخلّاب، وسلطة التنويم المغناطيسيّ والوميض السحريّ.
جعل بلانشوالافتتان، كما تقول أليس ديلموت - التير، في تعارُض مع السيطرة التقليدية المنسوبة للبصر (الرؤية)، ففي حين يقترح البصر مسافة تتجنب الاتصال والالتباس وتسمح اللقاء بالحاجية والسيطرة عليها؛ يكشف الافتتان، خلافاً لذلك، مجال المبصور (أو المنظور إليه) الذي لا يستطيع الافلات من مجال الدهشة والصلة الخلّابة: المبصور يَفْرض نفسه فرضاً على النظرة (أو البصر). الصورة وفقاً للشائع تلي الحاجية التي تعيد، هذه الصورة، تقديمها re-présente في موقف الـ (بَعْد،أو الفيما بعد) الذي يفترض في آن واحد تبعيّة وجودية وصلة زمنية بين الصورة والحاجية. لكن بلانشو يتشكك جذريا في ذلك الـ (بَعْدُ، الفيما بعد) الذي لعله يَسِمُ، وفق رؤيته، مصيرها الفلسفيّ. النتيجة هي توصُّله إلى مفهوم آخر للصورة: إنها تتميز بقدرتها على تقديم الغياب عند حضور الجوهريّ وعبر التباسه، فما نراه في صورةٍ حاضرةٍ أمامنا ليس إلا حاجية أو كائن غائب في حقيقة الأمر، ما نراه يقع فينا، في افتتاننا.
يختار بلانشو الجثة كمثال نموذجيّ للصورة والافتتان الذي تولِّده: "الصورة، للوهلة الأولى، لا تشبه الجثة، ولكن غرابة الجثة يمكن أن تكون هي أيضاً غرابة الصورة". مثل الصورة، تفلت الجثة من التصنيفات الشائعة: هي ليست تلك التي كان على قيد الحياة، ولا أخرى، ولا مجرد "شيء". ومثل الكتابة، فإن الحلم وكل ما يتعلق بالمجال الفتّان للمخيلة، فإن سبيل وجود الجثة ليس ببساطة سبيل عدم الوجود: توجد الجثة في منطقة وسطى بين ما يَفْصل ويوحِّد الحياة والموت، وهي كالصورة التي تحتلّ مساحة غريبة ومقلقة بين الواقع - الذي يُفترَض لها تمثيله - وتحوّلها في المخيلة. الجثة تُضاعف الحيّ، أنها تشبهه تماماً دون أن تشبهه رغم ذلك، لأننا نَعِيْها على أنها أكثر جمالاً وضخامة وأكبر من الحيّ. في مواجهة الجثة، نقوم بتجربة - الشَّبَه التقريبيّ عن جدارة، شَبَهٌ لا يشابه شيئاً".
على التباعد الزمنيّ واختلاف المنطق الفلسفيّ بين أفلاطون وبلانشو، ثمة مساءلة لقدرات الصورة على النقل الموضوعيّ، لكنها مساءلةّ من طبيعتين نظريتين مختلفتين: عند أفلاطون الصورة في حقل الوَهْم، وعند بلانشو في نطاق افتتان وتحوّلات الذات التي تتخيّل. الصورة حاضرة بصفتها غياباً عند كليهما: ظلاً عند أفلاطون وجثة عند بلانشو.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

موريس بلانشو: الصورة بصفتها جثةً :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

موريس بلانشو: الصورة بصفتها جثةً

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» براهين ساد: موريس بلانشو ترجمة حسين عجة
» المرض بالغرب» لجورج طرابيشي ... عقدة التفوق الغربي بصفتها عصاباً جماعيا
» جماليات اللون في القرآن الكريم اللون من أهم وأجمل ظواهر الطبيعة ومن اهم العناصر التي تشكل الصورة الادبية لما يشتمل عليه من شتى الدلالات الفنية، الدينية، النفسية، الاجتماعية الرمزية والاسطورية. للون دوره الخاص في الصورة الفنية القرآنية لان اللون قد وظف في
» حوار مع الأنّاس موريس غودلييه
» القرد العاري : دراسة في التطور – ديزموند موريس

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: