** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  دعوة إلى كتابة ثالثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

	  دعوة إلى كتابة ثالثة Empty
25042015
مُساهمة دعوة إلى كتابة ثالثة

دعوة إلى كتابة ثالثة
 
	  دعوة إلى كتابة ثالثة Los20surreales20gifs20de20bill20domonkos-150
رولا حسن
 
     
 
 
 
 
 
 لا أعتقد أن الكتابة شأن ذكوري محض ولا هي كذلك شأن إنثوي، بل هي فعل إناسة ينبثق عن فكر حي، نوع من مخاطبة تؤكد الوجود في نطق جارح .أن تكون كاتبا يعني أن تشارك الآخرين تفاصيل حياتك. هذه الملاقاة مع الآخر عبر الكلمة كانت لزمن طويل وقفا على الرجل، وإن كانت هناك استثناءات أنثوية. وقد عملت المجتمعات قاطبة على أن لا تذاع كتابة المرأة ولاتعرف. فأسر المرأة يعني أسرا للأدب والفكر والإحساس, وهو ناتج عن وضع مجتمعي معين، فيما يتعلق بشؤون العلم والمعرفة. المرأة وضعت في معظم العصور في كينونة تلهب الإلهام فكانت منطلقا إلى أحلام الرجل، وفي أصل كل روائعه.
 
 {المرأة أصل الخيرات»
 
 هكذا أرادتها السلطة الذكورية وشرائعها وعظائم الحضارات كافة رافضة إياها شريكة في عملية الخلق الإبداعي. تحكي إحدى المرويات التاريخية أنه في القرن العاشر للميلاد وفي بيزنطة تحديدا وبعيد موت الإمبرطور ميخائيل ارتقى ابنه ثاوفيلوس ولم يكن متزوجا بعد فانهمك البلاط البيزنطي عبرموفديه في المدن والأقاليم الشاسعة بالبحث عن أجمل فتيات الإمبراطورية العظمى لتتربع على عرش قلب  مليكها. اصطفت الفتيات الجميلات في قاعة القصر وتشتت الملك بين وجوههن الفاتنة إلى أن وقع بصره على كاسيا، وكانت أجملهن على الإطلاق، وقد عرف عنها بالإضافة إلى نبل مولدها ذهنها المتوقد وثقافتها الواسعة فاضطرب ثاوفيلوس لرؤيتها وقد نالت حظوة في عينيه، فما كان منه إلا وقف أمامها وفي يده التفاحة الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة عربون الخيار وأغوته محاسنها حتى الذروة قائلا برعونة ظاهرة (المرأة أصل كل الشرور)، مشيرا بذلك إلى حواء أم العذابات البشرية. أدركت كاسيا قصده وأجابت بسرعة بديهة ولمعة فكر وهي تحدق في عينيه في عقل يحاور عقلا: )ولكن المرأة أصل الخيرات) مشيرة إلى البتول مريم وشفيعة القسطنطينية، وكلها يقين ان الإمبرطور سيكون أوسع فكرا واستنارة وعلما، لكن ثاوفيلوس استاء من سرعة خاطرها وعمق فكرها وأعرض عنها بتفاحته الذهبية إلى أخرى أكثر اقتناعا بالتقاليد وبسطحية المرأة وخضوعها الفكري للرجل.
 
كاسيا وبحسب التقاليد البيزنطية قضت أيامها متوحدة في أحد الأديرة وقد ذاع صيتها كشاعرة ملهمة. وتقول المرويات اللاحقة ان الإمبراطور لم يكف عن زيارتها بعيدا عن الأضواء. يتوضح من خلال هذه الرواية التاريخية وضع المرأة ومكانتها إزاء الرجل في كل ما يتعلق بأمور المعرفة والعلوم .فالديكتاتورية الذكورية أرادتها ملهمة خيال لا أكثر. أي أن تكون المرأة عنصرا استفزازيا في المعنى الإيجابي للكلمة وشيئا من الصدمة يأخذك خارج ذاتك يرميك في هوة الحلم حيث الرؤى والمعنى.
 
تهميش ذكوري
 
 هكذا أرادها الرجل وقبل بها لكن المرأة كتبت, وعندما كتبت اضطرت أن ترضخ إلى كثيرمن المعوقات والموانع التي فرضتها عليها المجتمعات والأزمنة. فلجأت إلى الرموز والتشابيه والأساطير والاستعارات للتعبيرعن حياتها. من هنا نفهم اختيارها للشعر كفسحة فضلى لتقول من خلالها وقدر المستطاع حقيقتها وخيباتها وانفعالاتها. وهذا واضح في تجارب سافو ولويزلابي وكريستين دو بيران وكثيرات ممن ثرن على أوضاعهن وقدرهن الذي رسمه الرجل سلفا. وقد همشت كتابات النساء وسط تكاثر فعل الخلق الذكوري الحر في تطوره ونموه والقادر على التعبيرعن ذاته وتجاربه المعيشية واستيهاماته ورؤيته للكون من دون وجل أو خوف من عقاب على عكس المرأة التي بحثت عن ركن صغير لها في عالم الأدب وقد باتت قدرتها واضحة على العطاء الفكري. وهنا لا بد من التنويه أن الحكام في اللعبة الكتابية كانوا دوما رجالا فمن خلال معايير وقيم وضعها الرجل صنفت الكتابات الأنثوية وحوكمت ولم تسلم منها إلا أسماء قليلة تفاوتت الحقبات بينهن بفترات طويلة من الصمت الأدبي والحياتي، فالأدب يرتبط إلى حد بعيد بالحياة، وقصة المرأة كما الرجل مع الكتابة، إنما هي قصة حياة مدونة عبر موهبة رفيعة من صدق وعفوية، هكذا هي كتابات جورج صاند أو اورور دوبان بارونة دو دوفان وكتابات الشهيدة هيباتا من القرن الرابع للميلاد. 
 
المرأة الكاتبة كانت تتعرض لشتى أنواع المضايقات والمحاكمات والضغوطات إن  هي عبرت عن أحاسيسها ورؤيتها لأشيائها بذاتية واضحة لقد ترجمت على صعيد القلم وفي خلوة الأنا فرديتها وجوهرها في بطولية نادرة. ولا ريب أن التشريعات اضطلعت بدورها في تحجيم المرأة اجتماعيا وسياسيا وفكريا مع أن الإنسان قائم فيها منذ بدايته وتكوينه. 
 
فلوبير و{مدام بوفاري»
 
وكثيرا ما كتب الرجل عن المرأة وحلل نفسيتها وعواطفها ولعله في ذلك لم يفصلها عن الارتباط به شأنه دوما، فلغته لغتها وأبعاده أبعادها رافضا كل خصوصية لها. هكذا فعل  فلوبير برائعته –مدام بوفاري- وقد سار  على طريقه كثيرون. من هذا المنظار تصبح المرأة (شيء)الرجل ويصبح وجودها مرتبطا بوجوده هذا يعني أن المرأة لا توجد إلا قدر ما يعيها الرجل وقدر ما يعبر عنها فتسقط مقولة مساواتها به لذا نظر دوما إلى كتاباتها على أنها أقل شأنا من كتابات الرجل. من هذه الزاوية نفهم إشارة سيمون دوبوفوار في كتابها (الجنس الآخر) إلى تلك الكاتبة التي رفضت أن يوضع رسمها إلى جانب نساء عديدات امتهن الكتابة الأدبية، فمن وجهة نظرها أن مسألة المرأة مرتبطة إلى حد بعيد بمسألة الرجل. لاننكر أن المرأة أحبت في أوقات كثيرة رؤيتها كدمية جميلة، وإن قلة من الثائرات تجرأن على رفض هذه الرؤية وعشن من جراء ذلك في معاناة وتكسر كشفت في مفارقة عن مواهبهن الكامنة، إلا ان ذلك لا يعني بالضرورة أننا نتحدث عن كتابة ذكورية وكتابة إنثوية، فالأدب هو الأدب وفعل الكتابة هو فعل الكتابة، إلا أن وضع المرأة وخصوصيتها انعكسا من خلال انتقائها موضوعاتها وتطويرها للأفكار وتعبيرها عن همومها ومسائلها وأشيائها الحميمة.
 
الكتابة موقف
 
 وأعتقد أن ما يميز الكتابة هو الموقف الذي يلتزمه الكاتب حيال اللغة والأسلوب والموضوعات المختارة في كيفية معالجة عقلانية. على هذا النحو تغدو الكتابة محورا لتفاعل العلاقات الإنسانية ولعلها كذلك وجه ابداع. وقد كانت التغيرات الاجتماعية وكذلك الاكتشافات العلمية والإصلاحات السلوكية على مر العصور  سبيلا مكن المرأة الحديثة من التعبير عن أناها، كما تراه من دون تجميل  في سرد هي بطلته وراويته في آن واحد. هذا شيء حديث إذا ما قورن بوضع المرأة كما عَرف عنه الرجل في قديم آدابه. ولا شك أن مشاركة المرأة الخفرة في الدورة الاقتصادية منذ الثورة الصناعية أسهمت في نفيها كموضوع أدبي رامية إياها كذات مستقلة. ليس غريبا إذن أن ننادي بكتابة ثالثة تفسح للجميع ذكورا وإناثا مجال الخلق الواسع لتجلي الإنسان بأبعاده كافة. كتابة تكون فعل تاريخ وسيرورة وزمن لا بد أن يجيء، ولا سيما أننا عبرنا عتبة الألفية الثالثة بعد الميلاد.
 
 
• شاعرة وكاتبة سورية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

دعوة إلى كتابة ثالثة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

دعوة إلى كتابة ثالثة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: