حالما وانت تتابع المطر من وراء نافذتك
ناعسا يحدق في مسافة وجهك
يهمس باذنك ويجتاح كآبتك
يسعفك بهلوسته
يخبرك بجنونه ثم يرتمي على جناحيك كالمذبوح
اخبرني ايها المجنون ماذا حل بشراعك
وانت راحل الى بلاد الصقيع الباردة
كطير يبحث عن عشبة ضائعة
حيث لا اصدقاء في الطريق المعتم
بينما كنت ماسكا ريشة قلبها
ترسم لها قمرا وعصفور
بينما كنت غريقا في مستنقع رأسك الملتهب
مشتبكا مع عظام ايامك
تحاول اخراج المسامير من مسامات جلدك
باحثا عن يرقة لروحك التائهة
في فوضى وجدانك
عن لحظة تستمني بها على موتك
فتمد يدك مرتين الى الله
مرة للشوق ومرة للمعصية
فيخذلك البحر مرات ومرات
ويقول ليس ثمة فراشات في احشائي ايها المهاجر
وليس ثمة قوارب ناجية من قبضتي
كل شيء ذوبه المطر
ثم يمسح قدميه بناصيتك ويختبئ وراء غيمة
مااجمل الغيوم
مااثقل المطر
في ثوبها تموت كل الازاهير والفراشات
تتسلق على حطام ذاكرتك
تصعد من خلال ثقب الفكرة
تمد يدها في فمك
ثم تذوب كقطعة ثلج تحت لثتك
كقطة تتقافز في صدرك تاركة ندوبها على وجهك .
الجمعة يونيو 25, 2010 10:36 am من طرف سميح القاسم