المناجم في المغرب..كنوز تحت الارض..ومخاطر بيئية فوقها!!
تحتل صناعة المعادن مكانة هامة بين الصناعات التقليدية المغربية الأخرى حيث إن تقنيات صناعة المعادن والتفنن فيها متجذرة في المجتمع المغربي, وهي تدل على قدرة الصانع الفائقة على إنتاج تحف جميلة، غنية بأشكال وبدلالات رمزية عميقة. كما تعتبر بيئة المناجم من أهم المواضيع المطروحة عالميا وخاصة عربيا بما تزخر به الدول العربية من ثروات منجمية هائلة كالسودان وسوريا والمغرب والجزائر وليبيا ومصر وتونس….فهذه المناجم لها إنتاج قوي وباستمرار، لكن المشكلة المطروحة هي النفايات التي تخلفها هذه المناجم ومدى تأثيرها على المحيط البيئي، وكذلك خلال الإنتاج من استغلال مقلع المنجم إلى وحدة الإنتاج إلى التصدير سواء كانت هذه المناجم مكشوفة جوفية وتأثيرها على البيئة الجوفية من ماء وهواء وتراب. كما أن التلوث من مواقع المناجم المهجورة أحد القضايا البيئية الأكثر خطورة المتعلقة بصناعة التعدين في المغرب وأماكن أخرى في جميع أرجاء العالم.
تناولت دراسة قام بها الباحث خليل عبدالصمد وأخرون في جامعة كادي عياد المغربية ( Cadi Ayyad University) تقييما لتلوث التربة بالعناصر السامة Kettara في المناطق المحيطة بالمناجم المهجورة وتحديد الخلفية الجيوكيميائية ورسم الخرائط الجيولوجية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS ) في هذه الدراسة تم تحليل 41 عنصرا كيميائيا في عينات التربة المتوقع أنها ملوثة وأظهرت النتائج التي حصلوا عليها أن كل من النحاس والحديد والزنك والرصاص والزرنيخ تجاوزت القيم المسموح بها كما أظهرت الخرائط الجيوكيميائية تسرب هذه العناصر الناتجة من النفايات الى التربة مع هطول الأمطار مما يجعل هذه التربة غير صالحة للزراعة وستكون هذه الدراسة مرجع لصناع القرار في تحديد المواقع الملوثة بالمغرب لمعالجة التربة فيها . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه يدور حول كيفية التخلص من بقايا نفايات المناجم ؟! طرح الباحثون حلولا لتفادي خطورة هذه النفايات بالتوجه نحو نقل هذه النفايات خارج هذه المواقع واخضاعها لتهيئة لتحويلها الى مساحات خضراء أو القيام ببناء سياج على هذه المواقع لتفادي خطورة النفايات الممتلئة بها.