[rtl]مراهقة الأدب النسوي[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]حيدر عبد الرضا[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]
ان المتابع لمشهد اشراقات وانفتاحات معالم مخيلة الأدب والفنون النسوية، وعلي صعيد آليات الأعمال الأدبية والنصوص الابداعية، وعلي مدي ممارسات حقل الرواية والقصة القصيرة والقصيدة تحديدا، لربما سوف يلاحظ، ما عليه هموم ومخيلة وعاطفة أدب المرأة من أفكار وتجليات موضوعية محدودة وقاصرة شكلا وموضوعا ومضمونا. فعلي سبيل المثال، لو ذهبنا الي حقل الكتابة الروائية عند المرأة الكاتبة المتزوجة، لما وجدنا سوي موضوعة (الزوج / الأولاد / الهواجس الخاصة). أو الحديث الطويل عن موضوعة وحبكة حريتها المقموعة في ظل الزوج والأولاد، فيما تستشعر هذه الزوجة الكاتبة، بأن حياتها الشخصية قد أضحت في ظل هذه الأجواء الزوجية، شبه منهارة وعقيمة وضائعة. هذا موجز مما نجده في أغلب موضوعات الرواية النسوية والقصة القصيرة، وبالمقابل الآخر من هذا الوضع والموقف، نعاين هناك بروز ثمة موضوعة أخري ملازمة لعالم الأدب النسوي وتحديدا في القصيدة الشعرية، وهي الإباحية والمشاعية في صوت سلوكيات الراوي والدلالات الشبقية الغوائية، ولدرجة وصول الأمر الي حالة من الرجاءات والتوسلات الجنسية الفاضحة والمشينة بحق تلك الشاعرات. هاتان الموضوعتان تحديدا، ما تتكون منه وعليه، افرازات المادة المخيالية النسوية الأدبية : أما (هموم زوجية) أو حالات إباحية منحرفة الي أقصي الحدود، والي حد بعيد من الهذيان والانحلالات الاخلاقية، حيث مطالبة العالم الرجالي والمجتمعات، بمزيد من نداء الحرية والانتشار والجبروت النسائي المراهق والمندفع نحو غايات مخيالية محدودة وهامشية من آفاق المشاركة الحقة في حركة الابداع والنمو الأدبي والثقافي المستقل جنسويا. علي مثل هذه الشعائرية وجدنا أفكار الأدب النسوي، وتبعا لهذا لابد لنا من مساءلة أدب المرأة وثقافة ومخيلة المرأة، بشكل جدي ودقيق : لماذا كل هذا التسيب والانحراف والمحدودية في مخيلة مشهد المرأة الكاتبة دائما، لاسيما وانها دائما محصورة داخل قواقع وشرنقة صرخات (الجنس / الحياة الزوجية) ودون خروجها الي مجالات خصبة أخري من بناء الموضوعة المتفردة والفريدة؟ لعل من مبررات المرأة الكاتبة دائما، وهي تقول وتؤكد بأن دورها كربة منزل أو مطلقة أو أرملة أو مراهقة أو شاذة هو ما يحتم عليها الكتابة بذلك الشكل. ولكن اعتقد من جهتي كوني رجل بأن في عالم الرجال الأدباء تتوفر ثمة ظروف ومواقف عصيبة جدا وقاهرة جدا، فمثلا هناك أدباء كثيرين هم بلا زوجات وبلا علاقات عاطفية وبلا بيوت وبلا آمال وطموحات وبلا خصوصيات، ألا أنهم متوحدون مع ذواتهم ويكتبون أجمل الابداعات في الرواية والقصيدة والقصة القصيرة، عن مواقف وحالات بعيدة كل البعد عن وجوه حيواتهم الشخصية والعاطفية، ودون حتي ورود اشارة أو لمحة عن تفاصيل حقائق ذواتهم الواقعية. وكيف يعيشون مع الجوع والحرمان العاطفي أو مع أجواء نيران الحرب والرصاص والموت البارد : ان معظم ما يكتبه الادب الرجالي هو في الواقع منفصل عما يعيشوه من عذابات وتجارب قاسية، ولو تعلم المرأة في الأدب النسوي لحظة واحدة، كم ان الرجال عانوا في الحروب والمعتقلات والمنافي، لما تمكنت في يوم من الايام علي كتابة قصة قصيرة أو قصيدة، أو حتي مجرد القول والادعاء بأنها كاتبة قصصية أو روائية أو شاعرة مثلا، وذلك لأن انطباعات تجارب الرجل هي دائما أكثر خصوبة وامتداد وحدية، من عالم تجارب المرأة، وذلك لأن المرأة أيضا دائما هي خاضعة ومتأثرة بصغائر الأشياء، أي بمعني ان المرأة عندما تواجه تجربة قسوة الزوج في المنزل، تكون خاضعة ومتلاشية إزاء هذا الموقف الطبيعي، والي حد وصولها الي نقطة المؤثر والمهيمن علي كيانها الذاتي، كذلك عندما تشعر بالحاجة الي الجنس والعاطفة، تراها تبدو محمولة الي فضاءات من الخيال والخوف أحيانا من عدم وصولها الي واقعة الأحساس الحقيقي بعاطفتها، وعلي هذا الأمر نري المرأة في الأدب النسوي وتحديدا في الرواية والقصة ، راحت تدون كل ما تشعر به من سطحية ومراهقة وضعف حال في مقدرة عدم مقاومة ما تشعر به من هواجس انعطافية. وفي الختام أقول مبررا أن ما يحاول ان يرصده ويكشفه مقالنا هذا، هو ما تكتبه المرأة الكاتبة في الأدب النسوي، من موضوعات روائية وقصصية وشعرية، تناولت هموم الحياة الزوجية، وبشكل ينحصر داخل اطارات حضورية من عذابات قسوة الزوج أو مشاجراتها مع أبنائها أو مع الخادمة او الطباخ أو في صالون الماكياج أو من خلال المطالبة بحريتها المقموعة في أحضان الحياة الزوجية التي هي بلا نوافذ وأضواء، علي حد تعبير مقولات الأدب النسوي الروائي، وبالمقابل من هذا هناك من تكتب وهي غير متزوجة، حيث نراها تصف الأشياء والعلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة، بطريقة سمجة وخالية من روح الحشمة والتربية والحجب العرفية. هكذا وبأختصار شديد وجدنا الأدب النسوي في مجال الرواية والقصة القصيرة والقصيدة، مجرد أصوات من الهموم الزوجية وإباحيات ودعارة ومراهقة ثقافية بعيدة جدا عن فضاء ملامسة المعني الثقافي والكتابة الابداعية الجادة والرصينة. ووفقا لهذا المضمون من بناء الموضوعة النسوية، راحت أغلب الكاتبات في عالم الأدب، تقيم حكاياتها وهواجسها وافكارها، التي هي لا تنتمي الي نطاق الابداع الحق،و لا الي مواطن التأريخ المعرفي الراسخ، بل ان عوالم ثقافة المرأة، راحت تكون لذاتها صورة هامشية قريبة الي المنطوق الشفوي منها الي كتابة الذكريات عن حياة الزوج الظالم وعن مراحل تحرر المرأة الحقيقية في شوارع الابتذال والمراهقة والفواصل الطبقية والمظاهر البرجوازية وأحلام الانثي في دفاتر العذراء التي تبحث عن فارس طموحات جسدها وشبقها وملذاتها الواهمة في سماءات القصور والابطال والعلاقات المحرمة.[/rtl]