** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مفهوم الكتابة بين التراث النقدي والنقد الحديث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

مفهوم الكتابة بين التراث النقدي والنقد الحديث Empty
15102012
مُساهمةمفهوم الكتابة بين التراث النقدي والنقد الحديث

مفهوم الكتابة بين التراث النقدي والنقد الحديثمفهوم الكتابة بين التراث النقدي والنقد الحديث Pict0131

د. عبد المجيد علوي اسماعيلي

مدخل نظري

تشكل الكتابة* ملاذا متوجسا مخيفا
للإنسان. إنها عالم زئبقي يصعب القبض على تلابيبه ودلالاته الهاربة. ولذلك،
فهي مجال إبداعي يقتضي – زيادة على الطبع، و الموهبة، و السجية- مرانا و
دربة و مراسا. كما أنها فضاء مفتوح على كل الإحتمالات، و المقاربات، و
التأويلات قد لا يعي المرسل من خلالها، بشكل نسبي، نقطة البداية و لا نقطة
النهاية، لأنها ساحة مجهولة وجزيرة حبلى بالأسرار والكنوز، ولو أن سؤال
البداية (كما يقول بارت) يعبر عن "قلق الحركة الأولى"1علما أن اختيار الباحث موضوع الدراسة، و تحديد متنه المرجعي، يفترض كونه "عاقلا به بما فيه الكفاية" 2. ويعتبر غاستون باشلار أن بداية بحوثه أخذت من وقته الشيء الكثير لأن الصفحات الأولى تكون "صعبة قاسية ذلك لأنها تلزمه كثيرا"3.

ومن البدهي القول إن سؤال الكتابة حظي
باهتمام الباحثين والمفكرين منذ القدم سواء أكانوا فلاسفة، أو منظرين، أو
نقادا، أو شعراء. وقد أضفى عليه - أي على سؤال الكتابة - نقاد الحداثة قيمة
مضافة أمثال رولان بارت R BARTHES، وغريماس GREMAS ، و جاك دريدا JAQUES
DERRIDA ، وغيرهم من كبار اللسانيين و السميائيين.4.






بيد أن السؤال المركزي الذي يمكن طرحه في
هذا الصدد: هو هل الكتابة بحاجة إلى تعريف؟ ذلك أن الكتابة –على حد تعبير
الباحث عبد الملك مرتاض- جمال مذاب على قرطاس، وسر متدفق على صفحة ورق،
وعالم صامت، و فضاء عجائبي تفك رموزه و مغاليقه بفعل القراءة الواعية
الجيدة الخبيرة المتسلحة بأدوات منهجية مضبوطة5.

1 في التراث النقدي العربي القديم:

أ- تصور ابن منظور:

الكتابة في منظور ابن منظور معادل موضوعي للجمع، و الضم6، وتعرف بالكتب7 –بفتح
الكاف وتسكين التاء- أي أن الكتابة هي أن" ينهض القائم بها بضم الحروف إلى
أصنائها، و الألفاظ إلى أمثالها، فتتجمع الحروف و الألفاظ وتنضم إلى بعضها
بعض على صفحة قرطاس فتتشكل رسوما متتابعة، وسطورا متوالية، هي التي يطلق
عليها ـ من الوجهة التقنية الصرفة ـ مصطلح خط "8.



ب تصور ابن خلدون:

أولى صاحب المقدمة للخط اهتماما
خاصا، باعتباره بيانا عن القول و الكلام اللذين بدورهما يضطلعان بوظيفة
الإفصاح عما في النفس و الضمير من المعاني. لذلك، يشترط في كل منها أن يكون
واضح الدلالة9. ومن أجل التدليل على هذا الربط المنهجي بين
الخط و الكتابة، عرض ابن خلدون أبياتا شعرية لأبي الحسن علي بن هلال الكاتب
البغدادي الشهير بابن البواب 10.


وهكذا، عرف ابن خلدون الخط بقوله
إنه:"رسوم و أشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس،
فهو ثاني رتبة في الدلالة اللغوية، و هو صناعة شريفة، إذ الكتابة من خواص
الإنسان التي يميز بها عن الحيوان"11.

ج- تصور ابن رشيق:

اعتبر صاحب العمدة أن شعرية النص تتحقق من
خلال لازمتين أساسيتين: لازمة المصنوع، و لازمة المطبوع. فتوظيف الشاعر
الصنعة اللفظية البديعة مطلب مرغوب فيه، شريطة عدم السقوط في التكلف و
الإسفاف، مما يفقد الخطاب الأدبي بهاءه و نضارته و جماليته. 12
ولذلك، قرر المرزوقي البعد الوظيفي للطبع في الكتابة بقوله:" فمتى رفض
التكلف و التعمل، وخلي الطبع المهذب بالرواية المدربة في الدراسة لاختياره
فاسترسل غير محمول عليه و لا ممنوع، مما يميل إليه أدى من لطافة المعنى، و
حلاوة اللفظ، ما يكون صفوا بلا كدر، وعفوا بلا جهد، و ذلك الذي يسمى
المطبوع."13.

2- في النقد الحديث:

أ- تصور سارتر:

يمكن تلمس مفهوم سارتر للكتابة من خلال
التساؤلات المركزية التي طرحها من خلال كتابه المشهور (ما الأدب؟) و
المتمثلة أساسا في قوله: ما هي الكتابة ؟ و لماذا نكتب؟ و لمن نكتب؟ مقررا
أن العمل الأدبي بمثابة خدروف لا يتحقق وجوده إلا بفعل القراءة "ويتكون هذا
الفعل من جملة افتراضات، و آمال، و خيبات، و أحلام، تعقبها يقظات ...
فالوعي القارئ عند شروعه في القراءة يتوقع، و ينتظر، يتوقع نهاية الجملة و
الصفحات التالية، و ينتظر أن تتأكد هذه التوقعات أو تخيب." 14.

وعلى هذا الأساس، تتلازم القراءة و
الكتابة في تصور سارتر النقدي- ذي المرجعية الفلسفية الوجودية- ، وهو تلازم
يحتفي بمفهومي الحرية و المسؤولية. ومن هنا، فقيمة المتلقي عند سارتر لا
تقل أهمية عن قيمة الكاتب " ولا يمكن للقارئ في إنطاقه المستمر لصوت النص،
إلا أن يكون حرا محكوما عليه بالحرية، مثل الإنسان الوجودي. فالنص
باعتباره بداية مطلقة، ومشروعا مفتوحا، يحتاج ، باستمرار، إلى من يكمله على
أحسن وجه خاضع لتأثير حرية القارئ بأقصى ما في هذه الحرية من شفافية. إن
للقارئ حرية صرفة، قدرة خلاقة محضة، فعالية غير مشروطة، وهو في ذلك لا
يختلف عن الكاتب..."15.

2- تصور بارت:

يعتبر بارت الكتابة و القراءة وجهين لفعل
واحد: فالنص نداء، و ما على القراءة إلا أن تلبي هذا النداء. ولذلك، خصص
حيزا هاما لثنائية الكتابة و القراءة في كتابه –همس اللغة le bruissement
de la langue، مميزا بين صنفين من النصوص: نصوص القراءة، وهي نصوص يستهلكها
القارئ مرة واحدة، و لا يعود إليها لأنها ذات مقصد مباشر. في مقابل نصوص
الكتابة: وهي النصوص التي يمكن للقارئ أن يعود إليها أكثر من مرة ليعيد
كتابتها مع كل عودة جديدة، لأنها ذات طبيعة رمزية. 16

وإذا تناول بارت القراءة بهذا الشكل، فان
الكتابة في تصوره إعدام لكل صوت، و على كل أمل. الكتابة ما تنفك تولد
المعاني، و لكن ليس قصد الاحتفاظ بها، و إنما قصد تبخيرها، إنها تحرر
المعنى. "الكتابة هي هذا الحياد، هذا التأليف الذي تتيه في ذاتنا الفاعلة.
إنها السواد- البياض الذي تضيع فيه كل هوية ابتداء من هوية الجسد الذي
يكتب. " 17.

وعليه، فالكتابة هي "علم متع اللغة".18
لذلك ، راح بارت يميز بين لذة النص ونص اللذة، واضعا حدودا فاصلة بين
اللذة le plaisir ،و المتعة la jouissance ،مؤكدا محدودية الأفق اللغوي
الفرنسي الذي لم يسعفه على رفع الإلتباس الموجود بين المصطلحين. 19.

ومن هذه الزاوية، أكد بعض النقاد أن من
شروط الكتابة الجيدة القراءة لكبار المؤلفين، و الإستماع لأحسن المتكلمين، و
الإكثار من الدربة و المران. 20

3 - تصور جاك دريدا:

أحل جاك دريدا فعل الكتابة محل السيميو
لوجيا ، معتبرا اللسانيات جزءا منها و خاصة في كتابه de la grammatologie
،بحيث ثار على مفاهيم غدت في تصوره كلاسيكية: من قبيل الصوت، و الكلام،
مشددا على ضرورة إقامة مكتوب الغياب على أنقاض منطوق الحضور. وذلك بالدعوة
إلى كتابة خالصة على اعتبار أن "موت الكلام هو أفق اللغة و أصلها.".21 وفي
هذا السياق، أولى دريدا اهتماما خاصا للغة الرياضيات ، لغة الجبر و
الهندسة بوصفها- لغة ميتة-22 langue morte ، من حيث عالميتها، و عدم
ارتباطها بماهية الكلام. " إننا "قد نعترض أحياناً على اعتبار الكلام
لباساً للفكر (...) لكن هل كنا نشك في أن الكتابة كانت لباساً للكلام؟"23
.لقد جعل دريدا من الكتابة موضوعا لعلم جديد يهتم ب "معالجة الحروف
الأبجدية التقطيع، القراءة، و الكتابة"-24 بغية –خلخة كل ما يُلحق مفهوم
وقواعد العلمية باللاهوت الأنطولوجي وبالمركزية العقلية والصوتية"25 واصفا
هذا العلم بمصطلح la grammatologie.

استنتاجات:

تأسيسا على ما سبق، نستنتج أن فعل الكتابة
أسال مدادا كثيرا على طول تاريخ الفكر الإنساني، عربيه ، و غربيه، علما أن
كل تصور نقدي إزاء الكتابة محكوم بشروط تاريخية وثقافية ومنهجية. ونحن
نعتبر أن الدرس النقدي العربي القديم كان رائدا في مسألة الإهتمام بسؤال
الكتابة بفعل وعي نقاده بعدة أسئلة عضوية داخلية: من قبيل علاقة الكتابة
بالخط، والبنية الصوتية للألفاظ بكل مقوماتها الجمالية، ودلالة المطبوع و
المصنوع. أما الخطاب النقدي الحديث، فقد قارب سؤال الكتابة من عدة زوايا
فلسفية وجودية، أو بنيوية محايثة ، أو تفكيكية نسقية في إطار علاقة الكتابة
بالنص 26.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مفهوم الكتابة بين التراث النقدي والنقد الحديث :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مفهوم الكتابة بين التراث النقدي والنقد الحديث

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: