يعرِّف علم النفس الانحراف بأنه سلوك شاذ يعبِّر عن التشوه المرضي للنزعات
الفيسيولوجية أو الأخلاقية أو العاطفية للشخص المنحرف.
وبشكل أكثر دقة، يعرِّف علم النفس الانحراف من خلال علاقته الحصرية بالجنس. حيث
يصبح الانحراف، من هذا المنظور، هو عملية تحقيق الرغبة الجنسية بطرائق غير اعتيادية
(كالبهيمية أو الاستغلال الجنسي للأطفال) أو حتى من خلال بعض الطرائق التي تبدو
شنيعة بالنسبة للبشر "الطبيعيين" (كالصنمية، واستراق النظر، والافتضاحية، والسادية
المازوخية...). مشيرين إلى أن الدراسات المنهجية للانحرافات بدأت بشكل مستقل عن
فرويد من خلال أعمال كرافت–إيبين وهافلوك إلّيس. لكن أصالة فرويد تجلَّت في تبيان
الانحرافات كبدائل لحياة جنسية يفترض أنها غير طبيعية، عوضًا عن تصويرها كشيء يقارن
بمعيار معين.
هذا ويمكن أن يكون أصل الانحراف هو ترسخ أو تراجع في الرغبة الجنسية
Libido
للمعني في مرحلة طفولية، لأن فرويد، حين عرَّف الجنسية الطفولية بأنها "حالة
استعداد ضار متعدد الإشكال"، فإنه أكَّد على امتثالها للعبة المحركات الجزئية كما
إلى تعددية المناطق المثيرة للشهوة التي تلتمسها. ما يعني أن الانحراف بالنسبة
للشخص الواعي هو عبارة على الظهور المتجدد لبعضٍ من معطى جنسي سابق. وبالتالي، فإنه
لا يمكن من هذا المنظور، ومن منطلق المفهوم الدارج لهذه الصفة، إخضاع "الانحراف"
لمحاكمة أخلاقية.
ملاحظة:
تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي،
تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل.
تعريب:
أكرم أنطاكي