** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
من أسئلة البزوغ والأفول  حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 من أسئلة البزوغ والأفول حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بن عبد الله
مراقب
مراقب
avatar


التوقيع : من أسئلة البزوغ والأفول  حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية Image001

عدد الرسائل : 1537

الموقع : في قلب الامة
تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

من أسئلة البزوغ والأفول  حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية Empty
27092012
مُساهمةمن أسئلة البزوغ والأفول حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية

من أسئلة البزوغ والأفول

حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية



مطاع صفدي



يعيش العرب بدون
تاريخ معاصر يسجل لهم أحداثهم الظاهرة والمحجوبة والمفجعة في أغلبها،
والسعيدة في أقلّها. وقد حفل حاضرهم القريب بما يسمى بالنهضة العربية منذ
نهاية الحرب العالمية الثانية، أي مع المرحلة الموصوفة بالتحرير من
الاستعمار الغربي، وتشكيل الدول الوطنية المستقلة، وذلك لأول مرة منذ مئات
السنين التي غاب فيها العرب من سطور التاريخ ومن هوامشه في وقت واحد. هذه
النهضة المعاصرة اعتبرت أنها تمثل الحقبة الثانية التالية على بوادر النهضة
الأولى خلال أواخر القرن التاسع عشر والمنتهية عقب الحرب العالمية الأولى،
على أثر انهيار الأمبراطورية العثمانية وانتقال وطن العرب من التبعية
التركية إلى الاستعمار الغربي الذي قسمه إلى ما يشبه الكانتونات، وتوزعها
بين السلطتين البريطانية والفرنسية. أما النهضة الثانية فقد ابتدأت مع
مرحلة الاستقلالات الوطنية المنشئة للدول ذات السيادة منذ خمسينيات القرن
العشرين وأشرفت على الانقضاء مع عودة أحدث أشكال الاستعمار وأعلى مراحله،
تحت السيطرة الامريكية وحليفتها الصهيونية العالمية والاقليمية.

هذه النهضة الثانية
الممتدة زهاء نصف قرن، قد ابتدأت مع أرقى الأهداف الانسانية للمجتمعات
العربية المستيقظة من سباتها، والصاعدة إلى طليعة الأمم المعاصرة الواعد
بأفضل ظروف الحرية والعدالة والرخاء، لكنها سرعان ما اصطدمت بمختلف العوائق
الذاتية والخارجية التي راحت تجهض الآمال القومية والوعود الاجتماعية
والنهضوية واحداً بعد الآخر. فتشكلت جدلية التقدم من الهدم الكثير والبناء
القليل، من التعثر شبه الدائم والنجاح الجزئي المبعثر. فلم تستطع معظم
أقطار العرب تجاوز عتبة الاستقلال النسبي إلا قليلاً، في الوقت الذي سيطر
فيه الصراع السياسي مع أشكال النفوذ الاستعماري المتجدد، ما جعل هذه
الأقطار حبيسة في مواقع الدفاعات الأولية عن أبسط مصالحها الحيوية. فشلت
حركة التحرر الوطني وعجزت عن النمو المتوازن بين شرطي التنمية المادية
والتنمية الانسانية المستديمة؛ وكادت حقبة النهضة الثانية أن تستنفذ أهم
إمكانياتها على إثر التتابع المضطرد لمسلسل الحروب الاقليمية مع اسرائيل،
وأصدائها من الحروب الأهلية المعلنة أو الخافية.

فالسؤال ماذا حدث
حقاً للنهضة الثانية لا يمكن أن تأتي أجوبته إلا عبر تسجيل موضوعي شامل
للوقائع الرئيسية ودلالاتها والكشف العلمي عن مختلف أسباب ونتائج الأحداث
الكبرى والانعطافات الحاسمة التي تولدت عنها. إنها قراءة حَدَثية وفكرية
لنوع من التاريخ الذاتي التحليلي للحاضر العربي والاسلامي الموشك على
الانقضاء والاندثار في غياهب النسيان. وهو السؤال غير المنحاز، والمبرّأ من
الأفكار والأحكام المسبقة، والهادف إلى تكوين الأجوبة العلمية عن أصول
المشكلات التي داهمت الجيل النهضوي ولم يكن مستعداً لها، ولا قادراً على
الإحاطة بها والتعامل معها. الأمر الذي قلب معظم آمال المرحلة إلى انتكاسات
من كل نوع على صعيد السياسة والثقافة والاجتماع والاقتصاد. وما هو أخطر من
كل ذلك فقدان الانسان العربي لثقته بذاته وأمته وعصره: بدلاً من تراكم
الانجازات الإيجابية على هذه الأصعدة، تتابع تراكمُ الانعكاسات، وتنامي
أصول التخلف وتجديد وسائله، وتعقّد آلياته. هذا في الوقت الذي تنامت
تغييرات عميقة في كينونة المجتمعات العربية، ويمكن تصنيف الأهم منها في
خانة التقدم والإيجابيات، لكنها مع ذلك ظلت محجوبة عن الوعي والتأثير
العميق وراء جمود الأغلفة السياسية التي تحاصرها وتكبت تحركها كما تطمس
معالم ظهورها وانتشارها. فالتطور كان يفعل فعله المؤثر في عمق الذات
العربية، وخاصة على مستوى الأفراد والجماعات المدنية، ما يساعد على تغيير
أنماط التفكير والعادات والمعاملات، وبروز النخب الواعية والمتخصصة في شتى
ما تتطلبه الحياة الحديثة، بحيث يمكن القول إن معظم مجتمعاتنا قد انخرطت في
إعادة صياغة كياناتها الحضارية، وتقاربت أنماط معيشتها من بعضها، بينما
شاركت في التفاعل مع نماذج المدنية العالمية، وتعاطت مع شؤون العصر
وتحولاته السريعة من حولها. لكن هذا المحصول الهائل والمتنوع من مكتسبات
الحداثة التي عمَّت المكان العربي وسكانه، في العمران والتواصل الجغرافي
والاعلامي بين مراكز التحضر والمدن الجديدة المتباعدة، وما صاحبها من إعادة
صياغة الهرم الاجتماعي تلقائياً بحسب توزع أدوار العمل والانتاج والتحسن
المتفاوت في مستويات المعيشة، رغم كل هذا التبادل العظيم والشامل الذي
انخرطت فيه الحياة العربية بصورة عامة خلال نصف القرن الماضي، فقد حالت
السياسة الرسمية خاصة إلى جانب مؤثرات أخرى، دون أن يُحدِثَ هذا التطورُ ما
هو منتظر منه في إنتاج النسق المتكامل بين كل عناصر التقدم المبعثرة هذه،
حتى يبلغ حدَّ التشكيل الشامل والمتناغم بين عوامله، واعدةً بكينونة عربية
جديدة حقاً وقابلة للمشاركة الفعالة والمتميزة في مسيرة المدنية العالمية
المعاصرة لها، والمحيطة بها من كل جانب، والتي تمارس عليها تحديات الوجود
أو اللاوجود كلَّ آن، بما تبدعه من وسائل التقدم وثمرات العلم والتفوق
الفكري والتقني. وما يصاحبها كذلك من أدوات التدمير الشمولي، وما تسببه من
صراعات دولية متفاقمة ومظالم وانحرافات لا حدَّ لها تهدد البيئة الحيوية،
كما تتناول صميم البنى الاجتماعية والقيم والثقافات؛ دون أن يكون لحضارة
العرب المعاصرة أدنى مشاركة فعلية في تفهم مشكلات البشرية والمساهمة في
ابتكار الحلول لمدنيتها العليلة.

فماذا حدث حقاً لقصة
النهضة بعيداً عن مبالغات الأدلجة أو التخرّصات السياسوية، أو المنهجيات
الجاهزة والجامدة. وكيف ولماذا هدرت الامكانيات الخصبة في كل ميدان، التي
تمتعت بها أجيال النهضة وجرى إجهاضها، واختطاف مشاريعها الاصلاحية الواعدة
واحداً بعد الآخر من يد الطلائع المتنورة، وجرى قَلْبُها إلى عكس أهدافها.
كيف أمست النهضة مغدورة من قبل بعض دُعاتها الأوائل وبُناتها المفترضين. قد
تكون هناك تشخيصات كثيرة وتحليلات انفعالية متسرعة لأسرار النهوض والنكوص
في آليات التقدم والتخلف. ولكن ليس هناك بعْدُ ما يكشف عن الأسس المغلوطة
أو الموهومة في انطلاقات ثقافة الانتصار قبل أن تتحول إلى مناحات جلْد
الذات تحت أطلال التراجيديا الانهزامية المعبّرة عن ثقافة العجز والانهيار.
ذلك هو العبء الأكبر الذي يُترك للمراجعة التحليلية الشاملة.

إلى أي حد كان اسم
النهضة أو الانبعاث وحده بديلاً عن صنع كيانها المادي أو الروحي، وتأسيس
شخصيتها المفهومية في مخيلة الرواد والاتباع من فعلاء السياسة والعقائد. هل
كانت معاول التعمير تضرب حقاً في صخر الواقع المنيع، أم أنها كانت تكنس
الرمال عن الرمال في الصحارى العربية الأزلية. هنالك طبقة من المقولات
الثابتة، سواء كانت منحدرة من التراث، أو متساقطة من آفاق التغريب، تقف
سداً حائلاً بين البصر والبصيرة من ناحية والواقع من الناحية المقابلة. هذا
فضلاً عن أن رؤية الواقع كما هو، حتى بعد التمكن من قشع تلك الطبقة
العازلة والناسخة غير الأمينة لتضاريس العالم، تظل تلك الرؤية من أشق مهام
الفكر الباحث عن الحقيقة العارية كما هي؛ ذلك أن فهم الواقع لا يقل صعوبة
والتباساً عن محاولة تغييره. وكم تدافعت تجارب النهضة تحت عناوينها الكبرى
نحو التغيير السريع قبل استكناه موضوع التغيير وتفكيك عقده المتشابكة.

لا شك أن جيل النهضة
الثانية، بقدر ما يعيش الخيبة في معظم مساعيه، فإنه يطالب نفسه على الأقل
بالمراجعة الشاملة والأمينة لقصة تجاربه الكبرى تحت أعلام المشروع النهضوي
الذي قد يوشك على الانطفاء النهائي، لولا أن بعض رواده لم يُقعِدْهم اليأس
إلى درجة الامتناع عن التطلع مجدداً إلى مرحلة ثالثة من قدر النهضة المفروض
على أجيال الغد كما اليوم والأمس. وتحت طائلة هذا المنظور المستقبلي
النبيل ينبغي أن تتم قراءة الماضي القريب، وإعادة اكتشافه من جذوره الفكرية
والعلمية، حتى امتدادات فروعه؛ فليس ثمة إصلاح حقيقي لمجتمع لا يعترف
بأخطائه، ويقوم أولاً بتفكيك أحابيلها والغوص على أسرارها وقواعدها
المتجذرة ليس في الفراغ، ولكن في عمق النسيج الذاتي للأمة، قبل ومع تعرضها
المتمادي لتصاعد وتيرة الطغيان الدولي وتعقد أشكاله ضد أبسط نوازع
الاستقلال والحرية والكرامة لدى أجيالها. فالنهضة العربية لا تكافح عوائقها
الذاتية فحسب، على ما فيها من مناعة الاستعصاء التاريخي، والقدرة على
المناورة والتكيف مع بوادر التقدم وإنجازاته الطارئة، وإجهاضها من داخلها،
بل مُقدَّرٌ لها أيضاً أن تحتل موقع المركز المستهدف من أعتى قوى الغزو
والاستغلال المنظم، الكونية.

الوطن العربي
والاسلامي ينجلي مع الألفية الثالثة، عن ساحات للصراع العالمي الأخطر التي
سوف تتقرر في رحابها مصائرُ مدنية الإنسان على وجه هذه المعمورة، إن كانت
متجهةً نحو تحقيق أهداف التاريخ في العدالة والسعادة للجميع أو نحو
البربرية وانتهاء الجنس البشري نفسه. ذلك هو المعنى الانطولوجي المتبقي
لكينونة النهضة العربية، من حيث أنها تحمل بوصلة المستقبل لذاتها،
وللإنسانية عامة. من هنا تأتي نبالة الرسالة الشمولية الواقعة على عاتق
الجيل النهضوي، الذي عليه في قفزته الاصلاحية الجديدة، أن يتعلم كيفية
الانطلاق هذه المرة من الحقيقة وتراثها وحدها، وأن يودع عصر الوهم والضلال،
والتحايل على الذات وعلى الآخر، إلى غير رجعة أبداً.

حتى لا تمضي أهم حقبة
معاصرة من يقظة الوعي، ومحاولة الانبثاق العربي مجدداً في خارطة عالم
مداهم ومغاير كلياً لما كان عرفه العرب من أنماط العيش والتعامل والتفكير
قبل عشرة قرون على الأقل، وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، نقول حتى
لا تنقضي هذه الحقبة في مهب الريح، أو يُساء تفسيرها بحسب الأمزجة الفردية
أو الأدلجات المصطنعة، فإنه يبدو أن من أخطر المهمات الحضارية، وربما من
أَنبلِّها هي أن تلتقط النخبة المثقفة المبادرة برفقة ذلك الجيل الذي عانى
ولا يزال، جدلية النهضة والظلمة معاً، منخرطاً في تجارب الزمن الضائع، وأن
تقوم باستقراء محصول التجربة الغني بما تنطوي عليه مآثر الوقائع الفاصلة،
والرموز والدلالات الملتبسة، ثم تعيد بناءها، وفْق أنساق من الوحدة
المتكاملة قد تساعد على استنهاض ذاكرة جماعية، تجعل الماضي القريب حياً
مشاركاً في إنتاج ما سوف يتجاوزه نحو مستقبل مختلف؛ لن يَكف رّوادُه عن
أفعال التقييم والمضاهاة بين ما ينبغي عليه أن ينتجه هو ضداً على نواقص
الماضي وارتكاباته.. وبين ذاكرة الشهادة العادلة، على تمارين الحرية الأولى
الوليدة، ومحاولاتها الشاقة السابقة، في إثبات الوجود الكياني الرخص
لمجتمعات عصرية، هي في طور التنمية والتجريب (الطفولي)، وسط خضم عارم من
نماذج الصدمات المتلاحقة على إيقاع الانقلابات والحروب الاقليمية والأهلية
والغازية من جهة، وطفرات التقدم المفتعل أو المؤّمل، وحصادها من الارتكاسات
السلبية والإيجابية في الحراك الاجتماعي، من جهة أخرى.

هل يمكن حقاً تلمس الأجوبة الصادقة أولاً مع ذاتها، على السؤال الوجودي المركزي:

لماذا كان ما كان، ولم يكن غيرَ ما كان عليه!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

من أسئلة البزوغ والأفول حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

من أسئلة البزوغ والأفول حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» من أسئلة البزوغ والأفول حول المشروع النهضوي العربي في حقبته الثانية
» مقدمات لتحليل عوامل إخفاق المشروع النهضوي القومي العربي
» في حماية المشروع الديمقراطي العربي؛ تشخيصات وتطلعات
» "الدولة" في المشروع العربي
» المشروع السياسي العربي وبناء الدولة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: