مقدمة
تعمل مؤسسة جون تيمبلتون كحافز خيري للبحث في مجال ما يُسميه العلماء
والفلاسفة بالأسئلة الكبرى. ونحن ندعم العمل في أحسن جامعات العالم في
مجالات مثل الفيزياء النظرية وعلم الكونيات وعلم الأحياء التطوري وعلم
الإدراك والعلوم الاجتماعية المُتعلّقة بالحب والمغفرة والأهداف والنوايا
وكذلك طبيعة وأصل المعتقد الديني. كما ونُشجع على قيام حوار معرفي وبعقلية
مُتفتحة بين العلماء وعلماء الدين حيث يتعاملون مع أكثر القضايا عُمقاً في
مجالات تخصصهم. ونعمل أيضا على تحفيز تفكير جديد حول خلق الثروة في بلدان
العالم النامي و بناء شخصية الفرد في المدارس والجامعات ودعم برامج تنمية
مواهب الأطفال الموهوبين.
إن السؤال الكبير الذي تتطرق إليه الصفحات المُقبلة له صِلة معاصرة واضحة.
ففي العقد الماضي كان هنالك نقاشات كثيرة حول تأثير اقتصاد السوق والعولمة
على العادات المُتأصلة والمُعتقدات والمؤسسات وذلك في الحلقات الدراسية
والكتب الشعبية والصحافة الجدّية. وقد أضافت الأزمات التي حلّت مؤخراً على
المؤسسات المالية الأمريكية والدولية المزيد من الضرورة المُلحة لإجراء
هكذا نقاش. ونحن في مؤسسة جون تيمبلتون يهمنا وبصورة خاصة تفسير العلاقة
بين هذه التطورات الاقتصادية والأخلاقيات والآداب- شخصية المرء بمعناها
الشامل. ما هي الأشكال التي تعمل بها السوق الحرة على تقوية أو تقويض فضيلة
الشخص و اهتمامه بالآخرين؟
يُجسّد هذا الكُتيب وبصورة مُرتبة النهج الذي نتبناه في الأسئلة الكبرى في
كل مجالات اهتمام المؤسسة. هذا وإن المُساهمين هم باحثون مُمَيّزون وشخصيات
عامة، يتطرقون إلى موضوع دائم النقاش و مثير للجدل مقدمين مجموعة من وجهات
النظر المختلفة وذلك بكتاباتٍ مُتحضرة و أنيقة. وبجمع هذا “النقاش” ودعوة
الناس للمشاركة، فنحن نرغب في بدء حوارٍ يتجاوز المواقف المُتعارف عليها
والتي توجد عادةً في مثل هذه النقاشات. كما ونرغب بإدارة دفة الحديث فيما
يخص الأسئلة الكبرى في اتجاه أكثر عمقاً في التفكير وأكثر دراسةً. ونأمل في
أن يكون هذا الكُتيب معينا لا ينضب للطلاب والأساتذة وأولياء الأمور
والقادة السياسيين ورجال الأعمال ورجال الدين وأي شخص آخر مُلتزم بالقضايا
المهمة الخاصة بالطبيعة البشرية وأهدافها، خاصة وأن هذه الأمور لها علاقة
بالترتيبات المعقدة للحياة العصرية. كما ويمكن طلب المزيد من نسخ هذا
الكُتيب