بن عبد الله مراقب
التوقيع :
عدد الرسائل : 1537
الموقع : في قلب الامة تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | لقرآن ونساء النبي | |
القرآن ونساء النبي 2010 / 4 / 05
بما أن المسلمين يعتبرون القرآن كلاماً نطق به الله عن طريق جبريل، وهو دستورهم الذي يقول عنه القرآنيون إنه يجمع بين دفتيه كل تعاليم الإسلام ولا يحتاج إلى أي أحاديث نبوية تشرح معانيه، فيجب علينا قراءة هذا القرآن قراءة نقدية تبين التناقضات العديدة به، والتي لا يمكن أن تكون قد أتت من إله في السماء يعلم السر وأخفى. وليس هناك من شك في أن محمد استغل موقعه من الدعوة الجديدة لإشباع رغباته الجنسية التي لم يتمكن من إشباعها مع خديجة التي كانت تكبره بخمسة عشر عاماً، وكان زواجه منها زواجاً مسيحياً قام بالإشراف عليه القس ورقة بن نوفل، ابن عمها، ومعلّم محمد الأول، الذي توقف الوحي لمدة ستة أشهر بعد موته. وذلك الزواج المسيحي لم يسمح لمحمد بالطلاق ولا بتعدد الزوجات. هذا الوضع خلق لمحمد عقدة نفسية عميقة جعلته يتصرف مع النساء بعد موت خديجة، تصرف الصائم الذي سمع مدفع الإفطار. ونتج عن هذا التصرف خلل كبير في بنية القرآن عندما تحدث عن النساء عامةً، وعن نساء النبي خاصةً. وسوف أتعرض هنا لتناقضات القرآن ومؤلفه، سواء أكان يجلس في السماء السابعة أو في بيت من الطين في يثريب. قد عرفنا من كتب التراث الإسلامي أن محمداً عاش بمكة بعد بدء رسالته ثلاث عشرة سنة، وعاش بالمدينة عشر سنوات. تزوج محمد خديجة بمكة وعاشت معه خمساً وعشرين سنة، عشر منها بعد بدء الرسالة، إلى أن توفيت في العام العاشر منها. في الثلاث عشرة سنة التي عاشها بمكة بعد بدء الرسالة، كشف محمد لأتباعه ستاً وثمانين سورة من القرآن قال إنها نزلت إليه من السماء. في كل السور المكية الست والثمانين لم يذكر القرآن أي شيء عن حياة محمد الخاصة أو عن زوجته خديجة أو عن العلاقات الجنسية المباحة لمحمد، كأنما خديجة التي كانت تعوله مادياً وكانت أول من شجعه على اعتبار نفسه رسولاً من الله، وأول من آمن بدعوته الجديدة، لا تسوى آية واحدة من رب السماء، بينما ذكر رب السماء زيد بن محمد الذي تنكر محمد لأبوته بسبب زينب، بالاسم، فقال (ولما قضى زيد منها وطراً). وتحدث مؤلف القرآن عن أبي لهب و أبي جهل، والوليد بن المغيرة، عندما كان محمد بمكة، وبعد أن هاجر إلى المدينة وتزوج رهطاً من النساء، كرّس القرآن عدة آيات لعائشة وحادثة الإفك، ولمناكفات حفصة وعائشة مع محمد، ولتآمر كل أزواجه ضده. أما كان الأولى بمؤلف القرآن أن يذكر المرأة التي لولاها لما أُتيح لمحمد أن يتفرغ للرسالة الجديدة؟ وبعد موت خديجة تزوج محمد سودة بنت زمعة، ثم الطفلة عائشة ذات السنوات الست وهو بمكة. ولكن القرآن صمت صمتاً كاملاً عن هذه الزيجات، ولم يذكر إن كان مسموحاً لرسول الله أن يتزوج امرأةً واحدة أم عشرين امرأة. وبعد أن هاجر محمد إلى المدينة وقويت شوكته بالأنصار، واكتسب مالاً وفيراً من أموال الخُمس التي تدفقت عليه بعد نجاح الغزوات، بدأت تظهر الآيات التي تتحدث عن نساء محمد. أول سورة جاءت بالمدينة كانت سورة البقرة التي فتحت باب الغزوات لمحمد فاشتغل بالحرب واقتناء السبايا. ثم جاءت سورة الأنفال بعد موقعة بدر لتؤكد للمسلمين أن كل الأنفال لله ولرسوله، وطبعاً لم يكن لهف ممثل في الأرض يستلم نصيبه من الأنفال غير محمد نفسه. ثم أتت سورة آل عمران ولم تذكر شيئاً عن نساء محمد. وكان محمد في ذلك الوقت قد دخل في النصف الثاني من عقده السادس وكثرت نساؤه وما ملكت يمينة، وهو كان رجلاً بشراً عادياً مثلنا، كما يقول لنا القرآن (قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يُوحى إليّ) (الكهف 110). ونحن نعرف أن الرجل البشر إذا بلغ الخمسين وما فوقها تتدنى مقدرته البدنية والجنسية بمقدارٍ كبير عما كانت عليه في عز الشباب، وقد يصعب عليه إشباع رغبات زوجة واحدة ناهيك عن تسعة زوجات وما ملكت يمينه. وهنا أتى محمد بسورة الأحزاب، التي رغم اسمها لم يذكر بها الأحزاب إلا في خمس آيات فقط، بينما تحدثت السورة عن علاقات محمد الجنسية وزوجاته في أكثر من عشرين آية. وسورة الأحزاب هي رابع سورة أتت بالمدنية، والسورة رقم 90 حسب ترتيب "النزول". فبعد أن أنزل الله تسع وثمانين سورة لم يذكر فيها نساء رسوله، خطر له أخيراً أن يُنظّم البيت النبوي بالمدينة، وكان محمد وقتها قد تزوج سودة بنت زمعة، وعائشة، وحفصة بنت عمر، وأم سلمة، وأم حبيبة. فخاطبهن القرآن، وكانت أول مرة يخاطب فيها القرآن المرأة، فقال: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا) (الأحزاب 32). فالقرآن هنا وضع الشروط والقيود على نساء النبي اللاتي كن يختلطن بالرجال عندما يزورون بيوت محمد، وقد رأى محمد شباباً أقوياء يزورون بيوته، وكبشر مصلنا، لابد أنه شعر بشيء من الريبة. فجاء بهذه الآية ليقول لزوجاته من أجل أن يكن أفضل من بقية النساء عليهن أن يتقين الله وأن يتحدثن بطريقة لا توحي للرجال بأي مضمون جنسي حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، وما أكثر القلوب المريضة في الأعراب الذين زامنوا محمد. ثم جاءت الزلزلة الكبرى عندما رأى محمد بنت عمته زينب بنت جحش، وهي شبه عارية، وتمتم وقتها "سبحان الله مقلب القلوب". فسمع الله هذه التمتمة وأوعز إلى زيد بن محمد بالتبني أن يطلق زينب حتى يتزوجها محمد. ولكن لتطييب خاطر زيد، قال له محمد "اتق الله وأمسك إليك زوجك" ولم يكن جاداً فيما قاله. وطبعاً حدث هذا الكلام في خلوة بين محمد وابنه زيد، ولكن رب محمد يعلم الأسرار ( يعلم السر وأخفى) (طه 7)، فأنزل آية في نفس سورة الأحزاب، تقول لمحمد (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمتَ عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً) (الأحزاب 37). ولأن محمداً كان يستحي من أصحابه، والله لا يستحي من الحق، قرر الله أن يبدي للعيان ما كان محمد قد خبأه في صدره، وهو رغبته في زواج زينب. يخبرنا الإسلاميون أن الله قرر أن يكشف ما في صدر محمد ليثبت للمؤمنين أنه لا حرج عليهم في زواج نساء أولادهم بالتبني إذا طلقوهن. وطبعاً لم يكن كافياً أن يخبر الله المؤمنين بذلك الحق المكتسب بآية في القرآن فقط، فلا بد لمثل هذه الخطوة الجبارة أن يبينها الله بالفعل وليس بالقول فقط ،لأنه كان يخاطب أمةً من الأميين. فزوج الله زينب لمحمد بلا مأذون ولا شهود، لأن رب محمد كان هو المأذون والشهود، ومن أحسن من الله شهادةً؟ وجاء محمد إلى بيت زينب وطبّق القول بالعمل ودخل بها بلا مقدمات (ونِعمَ أجر العاملين) (العنكبوت 58). ولأن بعض الأعراب الذين في قلوبهم مرض لاموا محمد على زواج طليقة ابنه بالتبني، كان الرد الفاحم من رب محمد أن يقول (ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (الأحزاب 40). وبجملة واحدة حرّم الله التبني الذي مارسته البشرية على مدى آلاف السنين، وما زالت الأمم المتقدمة تمارسه على نطاق واسع من أجل رعاية الأيتام واللقطاء. ولزيادة التبرير لذلك الزواج السماوي أنزل رب محمد (ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدراً مقدورا) (الأحزاب 38). فزواج محمد من زينب هو فرض فرضه الله عليه لحكمة يعلمها هو. ويبدو أن محمداً لم يكن له مفر من هذه الزيجة لأنها سنة الله في الذين سبقوا. ومع أن القرآن يقول لنا هذه سنة الله في الذين من قبلنا، لم يعطنا الله مثلاً على نبي أو رسول آخر كان قد تزوج طليقة ابنه بالتبني، وعلينا أن نعتمد على شيوخ الإسلام ليأتوا لنا بالأمثال من سنة الله هذه. ويظهر الكرم الإلهي الفائض لمحمد في نفس السورة عندما قال له (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأةً مؤمنةً إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصةً لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرجٌ وكان الله غفوراً رحيما) (الأحزاب 50). أولاً لغة القرآن هنا تجعل من الزوجة مومساً يعطيها الرجل أجرها مقدما ليمارس معها الجنس متى شاء (أزواجك اللاتي أتيت أجورهن) وكان من المستحسن أن يقول (مهورهن) أو (صداقهن) حتى لا يصبح الزواج خدمة يقابلها أجر. ثم بعد أن أحل الله لمحمد جميع أزواجه اللاتي دفع مهورهن، وجميع ما ملكت يمينه مما أفاء الله عليه من الغزوات، أحلّ له كذلك بنات أعمامه وبنات عماته وبنات أخواله وبنات خالاته اللاتي هاجرن معه. والمقصود من هذه الآية هو التوكيد على صحة زواجه من زينب بنت جحش لأن أعمام محمد االتسعة لم يومن منهم إلا حمزة قبل نزول هذه الآية، والعباس آمن بعد فتح مكة، أما الآخرون فماتوا على كفرهم. وبالطبع فإن الأعمام الذين لم يؤمنوا لم يكن من المحتمل أن يزوجوا بناتهم لمحمد. وأما بنات عماته فلم تهاجر معه إلا زينب لأن عماته لم يسلم منهن غير اثنتين فقط، ولم تذكر لنا كتب التاريخ الإسلامي هجرة عمته الأخرى التي أسلمت أو هجرة بناتها إن كان لها بنات. فكل الآية كان المقصود بها زينب بنت جحش، رغم أنه لم يذكرها بالاسم. ثم يزيد الكرم الإلهي فيحل الله لمحمد أي امرأة وهبت نفسها له بشرط أن تكون قد وقعت موقعاً حسناً في نفس رسول الله، لأن الله لا يمكن أن يطلب منه أن يتزوج امرأة قبيحة أو كبيرة في السن لا يمكن أن يشتهيها محمد، لذلك قال (إن أراد النبي أن يستنكحها). وكلمة "يستنكحها" هنا كلمة غريبة لأن الفعل على صيغة يستفعل تعني أن شخصاً ما فعل شيئاً إنابةً عن شخص آخر، كأن يقول الأب للعريس "لقد استنكحتك ابنتي"، وعندما يقول (إن أراد النبي أن يستنكحها) نفهم منها أن النبي أنكحها لرجل آخر، ولكن القرآن يقصد هنا أن النبي نفسه أراد أن ينكحها. وقد أفاض الله في توضيح النساء اللاتي أحلهن له حتى لا يكون في نفس محمد أي حرج. ولكن يبدو أن محمد لم يكتف بالنساء اللاتي وهبن أنفسهن له، فكان يطلب من أي امرأة جميلة يراها أن تهب نفسها له، كما فعل مع أميمة بنت النعمان عندما قال لها: هبي نفسك لي، فقالت له: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة. وجملة (قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم) جملة اعتراضية لا معنى لدخولها في الآية لأن الحديث كله عن النساء اللاتي أحلهن الله لمحمد وليس للرجال الآخرين. ثم يضيف القرآن في الآية اللاحقة من نفس السورة (تُرجي من تشاء منهن وتؤي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جُناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزنّ ويرضين بما أتيتهن كلهن والله يعلم مافي قلوبكم وكان الله عليماً حليما) (الأحزاب 51). لا مثيل لهذا الكرم الإلهي الذي سمح لمحمد أن يأوي إليه من يريد من النساء اللاتي يهبن أنفسهن له، وأن يؤخر قراره بالنسبة للأخريات فلربما ملّ من بعض من اللاتي آواهن، فيختار من اللاتي في الانتظار. ويبدو أنّ كل هذا الكرم ليس المقصود به محمد وإنما هو هبة من الله لأولئك النساء حتى تقر أعينهن بمضاجعة محمد ولا يحزنّ ويرضين بما أتاهن محمد. منتهى الحلم على أولئك النساء البائسات. وهذا نوع من إكرام الإسلام للمرأة. وبعد كل هذا الكرم أراد رب محمد أن يكون عادلاً في حق النساء، فقال لمحمد (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن أزواجاً ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيباً) (الأحزاب 52). وهنا يحذر الله رسوله أنه لا يحل له أي نساء بعد هذا العدد الهائل من الحريم، ولا يجوز لمحمد أن يبدل هؤلاء الأزواج اللاتي حددهن الله في آياته بأزواج أخريات حتى وإن أعجبه حسنهن. فالله يعلم أن (العين لا يملاها إلا التراب) كما يقول المثل العامي. وطبعاً بعد أن أباح الله كل هؤلاء النسوة لمحمد وهو في منتصف الخمسينات من عمره، ولأن محمد كان يعرف أنه لن يستطيع إشباع رغبة كل هؤلاء النساء، التجأ إلى ربه الذي أنزل تحذيراً للرجال الآخرين (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناءه ولكن إذا دُعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيما) (الأحزاب 54). وبما أن المثل العامي يقول (أبعد البيضة من الحجر والأنثى من الذكر) فإن محمداً أراد أن يمنع الرجال الآخرين من دخول بيوته حتى لا تتاح لهم فرصة مناجاة نساء النبي، لأنه كان يعرف أن أكثرهم في قلبه مرض، وقد حذره الله عندما أمر نساء النبي أن لا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. ومن باب الاحتياط منعهم من الجلوس ببيوت النبي في انتظار أن يكتمل طهي الطعام لأن الطعام تطهوه النساء، والجلوس في الانتظار يخلق فرصة للكلام مع النساء. وحتى يكتمل الحجر على نساء النبي منع الله المؤمنين من أن يتزوجوا نساء النبي بعد موته أو الاختلاط بهن. ويبدو أن محمداً لم يكن يعلم أن الحميراء التي كان عمرها ثمان عشرة سنة عندما توفي محمد، سوف تأتي بحديث يبيح رضاع الرجل الكبير حتى يتمكن من الدخول عليها وعلى غيرها. وبالطبع إذا منع الله المؤمنين من دخول بيوت النبي، فلن يستطيع منع نساء النبي من الخروج لقضاء حاجتهن، فاحتاط لذلك وقال (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) (الأحزاب 59). فمن أجل حماية نساء النبي أصبح الحجاب أو إدناء الجلابيب فرضاً على كل نساء المؤمنين. والسبب الذي قدمه القرآن سبب واهي جداً، لأنه يقول إن الغرض من ذلك هو أن يعرف الرجال أن المرأة التي تدني جلابيبها هي امرأة مسلمة فلا يتعرضون لها. وبالطبع يمكن لأي امرأة مسلمة أو مشركة أن تدني جلابيبها عندما تخرج فلا يعاكسها الرجال الذين كان يجب على محمد أن يعاقبهم بدل أن يُحجّب النساء، لكنه اختار أن يضع العربة أمام الحصان. وحتى يطمئن محمد أكثر على نسائه، قال لهن القرآن (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب 33). من السهل علينا أن نفهم أن يأمرهن رب محمد بالقرار في بيوتهن حتى لا تُتاح لهن فرصة اللقاء برجال آخرين، أما أن يأمرهن بإيتاء الزكاة فأمر يصعب فهمه إذ لم تكن أي منهن تعمل عملاً يدر عليها دخلاً، ولم تكن أي منهن من الأغنياء، بل قد بلغ بهن البؤس أن طلبنا من النبي أن يزيد مصروفهن، فغضب محمد وجاء بآية تقول لهن (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً) (الأحزاب 28). فكيف يأمر رب محمد هؤلاء النساء الفقيرات بإيتاء الزكاة التي تُخرج من المال الفائض بعد أن يحول عليه الحول ولا يصرفه صاحبه؟ أمرٌ لم يتطرق له الفقهاء. ومع أن نساء النبي هن أمهات المؤمنين وقدوتهم الحسنة، فإن رب محمد لم يكن متأكداً من حسن سيرتهن، فقال لهن (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشةٍ مبينةٍ يُضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا) (الأحزاب 31). والمعروف أن الفاحشة المبينة هي الزنا، وعقاب الزنا هو الرجم للمتزوجة، وإدخالها النار يوم القيامة. فكيف يضاعف لها العذاب. فعذاب الرجم لا يمكن أن يُضاعف، وعذاب جهنم لا يُعقل أن يضاعف لأن النار هي النار التي تشوي الجلود والتي يبدلهم الله بجلود غيرها. فلا يمكن أن نتخيل كيف يُضاعف هذا العذاب. ثم أن الآية تنم عن عدم الثقة في سلوك أمهات المؤمنين. ثم جاءت حادثة الإفك عندما اختلت عائشة بصفوان بن المعطل، فجاءت سورة النور، والتي هي رقم 24 في المصحف ولكنها رقم 102 في ترتيب النزول، مليئة بالآيات التي تحاول تبرئة عائشة ومنع المؤمنين عن ترديد قصة عائشة وصفوان، وبدأت من الآية 11 (إن الذين جاءوا بالإفك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شراً بل هو خيرٌ لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) (النور 11). والذي تولى كبره هو حسان بن ثابت، الذي جلده محمد، ثم أصبح شاعره المفضل، ولكن الإخباريين حاولوا تبرئة حسان فزعموا أن الذي تولى كبره كان عبد الله بن أبي بن سلول. وتستمر الآيات من 11 إلى 20 في تفنيد حادثة الإفك. ثم يختمها بالآية 23 التي تقول (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم). وطبعاً فإن كل نساء النبي كن محصنات غافلات مؤمنات، فويل لحسان بن ثابت من جهنم. ولما ضاجع محمد مارية القبطية في غرفة حفصة وانكشف أمره، طلب من حفصة أن تستره ولا تخبر أحداً، وفي المقابل أقسم أن يُحرّم عليه مارية ولا يقربها بعد ذلك. ولكن رب محمد أشفق عليه وأتى بسورة التحريم، وهي السورة رقم 107 حسب ترتيب النزول، وسماها التحريم لأن محمداً قد حرّم على نفسه إحدى ملكات يمينه، فقال له ربه معاتباً (يا أيها النبي لِمَ تُحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم) (التحريم 1). والغريب أن الأنبياء الآخرين لما حرّموا على أنفسهم أشياء معينه لم يعاتبهم الله وأقر ما حرموه، فمثلاً عندما حرَم يعقوب على نفسه بعض الطعام، قال القرآن (كل الطعام كان حِلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة) (آل عمران 93). فلم نسمع إله القرآن يعاتب يعقوب أو يسأله لماذا حرّم على نفسه ذلك الطعام الذي أحله الله له ولبني إسرائيل ثم تستمر سورة التحريم، (وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت مَنْ أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) (التحريم 3). ومن الواضح أن إله السماء (إن وجد) لا يمكن أن يقول هذه الكلمات لأن محمد أخبر حفصة بتحريم مارية، وحفصة أخبرت عائشة، ولما ذكرت عائشة الحديث إلى محمد، عرف أن حفصة قد أعلمتها. فهل تحتاج هذه القصة إلى أن يخبر العليم الخبير محمداً بما حدث؟ وإذا كان العليم الخبير قد أخبره بما قالت حفصة لعائشة، لماذا عرف بعض الحديث وأعرض عن بعض؟ ألم يخبره ربه بكل الحديث، أم لم يصدق بعض ما أخبره به ربه؟ وعندما انتشرت القصة بين نساء محمد، غضب محمد وهجرهن شهراً كاملاً، ثم جاء بالآية التي تقول لنسائه (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيباتِ وأبكارا) (التحريم 5). وربما نسي صاحب القرآن أنه كان قد قال لنفس نساء النبي (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) (الأحزاب 32). فمن أين يأتي بنساء خيراً منهن؟ هل أراد أن يوحي لنا أن نساء النبي لم يكن يتقين الله؟ لأنهن لو أتقين الله فلن يكون هناك نساء مثلهن، دع عنك خيراً منهن. فكل الصفات التي ذكرها في الآية تنطبق على زوجات محمد. فهن مسلمات ومؤمنات، وقانتات وتائبات وثيبات وأبكارا. أما سائحات فليس هناك من يعرف المقصود بها. وأظن أن المقصود كان "ساجدات" ولكن لأن الكلمات لم تكن منقطة، ولأن الخط كان بدائياً، أعتقد من نسخ الآية لاحقاً أنها "سائحات" فأدخل المفسرين في "حيص بيص". ولا نفهم كيف يقول رب محمد لنساء النبي (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن)؟ ألم يقل له في سورة سابقة (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن أزواجاً ولو أعجبك حسنهن) (الأحزاب 52). فكيف يبدله أزواجاً خيراً منهن؟ وهذا سهو بشري لا يمكن أن يأتي من إله في السماء، وهو لا شك نتيجة الاعتماد على الذاكرة دون الكتابة وإذا كان القرآن قد نزل من عند إله السماء لجميع أهل الأرض، كما يزعمون، ومهمة الكتب المقدسة هي هداية الناس ليعبدوا رب السماء، فما هو المبرر لأن ينزل رب السماء أكثر من ست عشرة آية في سورة الأحزاب، وأكثر من عشر آيات في سورة النور، وأربع آيات في سورة التحريم عن نساء محمد؟ هل إشباع الرغبات الجنسية المحمدية يقود إلى الإيمان برب السماء؟ ألم يكن من الأفضل أن ينزل آيات عن الأفيال من أجل إقناع الهنود، وآيات عن الكانجاروا kangaroo من أجل إقناع سكان أستراليا من الأبروجنيس، وربما آيات عن بيوت الجليد the igloo لإقناع الأسكمو، مثلما أتى بآيات عن البغال والحمير وبيوت الوبر لإقناع البدو؟ أعتقد أن كل هذه الآيات عن نساء محمد تثبت أن القرآن صناعة بشرية بحتة. ولأنه صناعة بشرية نجده قد بخس المرأة حقها، وهو يقول لنا (لا تبخسوا الناس أشياءهم). فلو كان محمد في عز الشباب عندما هاجر إلى يثرب، وكان له زوجة واحدة فقط، لما عامل الإسلام المرأة معاملة الخادمة أو المومس التي يجامعها زوجها بأجر. وكنتيجة حتمية لغيرة محمد على نسائه العديدات اللاتي لم يكن من الممكن له إشباعهن جنسياً في ذلك العمر، فرض قيوداً شلت حركة المرأة وعطلت نصف المجتمع وأدت إلى تخلف المسلمين الذي نراه بايناً لنا ولغيرنا. وحتى يغطي محمد على الشك في إشباع نسائه جاء بأحاديث مثل "أُتيت في الجماع قوة أربعين". ويالها من أمنية يستحيل تطبيقها حتى في عصر الفياجرا.
| |
|