سوسية " ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
عدد الرسائل : 315
الموقع : ساحة الحرية تعاليق : احب الحياة لانها حرة ومستعدة ان استشهد من اجلها لانها الحرية تاريخ التسجيل : 05/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6
| | يهوه-الوهيم: الإله الزاني الذي اصبح إلها خصياً | |
[email=]والتر رَينهولد مارتيگ ماتفيلد أي دي لا تورّي[/email] [b] [/b] يهوه-الوهيم: الإله الزاني الذي اصبح إلها خصياً
يهوه-إلوهيم (يسوع المسيح) "الإله الزاني" الذي أصبح –روحانيا- "إلها خصيّا" بقلم والتر رَينهولد مارتيگ ماتفيلد أي دي لا تورّي, ماجستير في الآداب (النقد) 23/أيلول/2005 إعادة نظر وتحديثات خلال 17/آب/2007 "يزني: يقوم بممارسة علاقة جنسية وهو غير متزوج" "Fornicate: consummate a love affair when not married" p. 218. "fornicate." Albert & Lloyd Morehead, editors. The New American Webster Handy College Dictionary. New American Library. 1951, 1981. paperback). يخبرنا الكتاب المقدس العبراني أنه قد كان في الهيكل بغايا ومأبونين مكرسين للطقوس الدينية من الذكور (بالعبرانية. "قادِش") والإناث (بالعبرانية. "قادِشاه"), و نتعلم أيضا أن إسرائيل قد تورطت في طقوس زنا "تحت كل شجرة خضراء" (أنظر التثنية 23: 17-18, الأحبار 18: 22-23, الملوك الأول 14: 23-24, 15: 12-13, 23: 7). إن كلمة "قادش" تعني مقدّس وقد أطلقت على المأبونين والبغايا المكرسين للطقوس الدينية لأنهم قد "فرزوا أو كرّسوا" ليخدموا إله أو إلهة المزار أو الهيكل, فتجلب المتع الجنسية التي يوفرونها دخلا للقيام بواجبات الهيكل. كل هذا قد شجب من قبل كتبة الكتاب المقدس العبراني. إن اهتمامي هنا, من وجهة نظر أنثروبولوجية, هو استكشاف احتمال أن تكون عبادة يهوه-إلوهيم في الأصل قد تضمنت طقوس زنا و أنه قد كان في الأصل "إله زنا" أو إله تجاوزات جنسية. قد لا يكون بعض القراء واعين لكون العهد الجديد المسيحي يدّعي أن يهوه-إلوهيم في العهد القديم (الكتاب المقدس العبراني) هو ليس الله الآب, ولكنه يسوع المسيح في دوره ك "لوغوس" "الكلمة" (انظر انجيل يوحنا 1: 1, 14). لذلك فإن يسوع في دوره ك"الكلمة" يصبح على هذا الحساب "الإله الزاني" في العهد القديم. لقد أثير غضب أفلاطون من تصوير هومير و هسيود للآلهة والإلهات اليونانية منغمسين في أفعال الفحشاء كزوانٍ وزانيات, منساقين لرغباتهم الجنسية نحو بعضهم البعض بالاضافة الى رغاباتهم الجنسية نحو نظرائهم من البشر. في منهاجه الجديد المقترح لتعليم الصغار, لن يُُحافظ على هذه القصص, بل سوف تصور الآلهة والإلهات كمثل عليا للأخلاق وذلك لإلهام الأجيال الإخلاص الزوجي كتقليد. مع أن الأساطير الرافدينية والكنعانية المبكرة تصور قسما من الآلهة والإلهات كزناة, جاءت العصور اللاحقة لتعدل نوعا ما هذه الملحوظة, مصورة بعض هذه المعبودات الشبقة بشكل خلوق وعفيف. إنني أظن أن العبرانيين قد دخلوا خلال طور مشابه بخصوص طبيعة فهمهم لإلههم , يهوه-إلوهيم. إن بحثي, كمثل أبحاث الآخرين, يقترح أن يهوه-إلوهيم هو إصطلاح عبراني متأخر للطبيعة والصفات والمفاخر المنسوبة الى الآلهة والإلهات المبكّرة. إنني أظن أن توترا ربما حدث في نهاية العصر الحديدي الثاني (القرنين الثامن الى السابع قبل الميلاد) لكون المصلحين قد انكروا تمثيل الله كزاني شبق بالإلهات كما بالنساء الفانيات رغبة منهم في إله أكثر عفة وخلقا. إن التراث الريفي معروف بمناعته للمفاهيم الجديدة المنتجة في المراكز الحضرية, أي تغيير أنظمة الاعتقاد الأكثر قدما. وسيكونون آخر من يلقي بالا لفكرة أنه ليس ليهوه-إلوهيم عشّاق/عشيقات أو رغبات جنسية . لنبدأ مع يهوه. نتعلم أن هذا المعبود ليس إلاهة أو أنه "هي", ولا أنه "هو/هي" (خنثى لا جنسي), ولكنه إله وهو "هو." وكونه "هو" يجعلنا نتوقع أن تكون له أعضاء تناسلية, قضيب وخصيتان, وأن هذا ال"هو" يمتلك صفات ذكرية أخرى مثل لحية. إن الأساطير الكنعانية والرافدينية تذكر أن آلهتها الذكور يمتلكون شهوة جنسية صحيحة, وأنهم يمارسون الجنس مع الإلهات الإناث, وفي بعض الحالات يستطيعون إغواء النساء الفانيات أيضا. ولهم ذرية , من آلهة وإلهات, وأولاد من البشر أيضا. على سبيل المثال, يصور گلگامش ملك أُرُك في سومر كشخص يمتلك أبا بشريا (لوگالبَندا) و أم إلهة (نِنسون). بل أنه قد دعي إلى الجنس من قبل الإلهة عشتار, إلا أنه رفض طلبها, بعد أن لاحظ كم انها كانت غير وفية لعشّاقها الآخرين من البشر. إن كلمة "God" في الكتاب المقدّس المترجم إلى الإنجليزية هي مشتقة نوعا ما من الكلمة العبرية –إيل- , وقد خمّن بعض المختصّين بالآداب أن الإله الكنعاني إيل (إيل أو ألثور-إيل الأوغاريتي) ربما قد حول لاحقا من قبل العبرانيين إلى يهوه-إلوهيم (-يم هي 'جمع جلالة' والكلمة إلوهيم تعني "آلهة", مثل هذه الكلمات المجموعة توجد أيضا في اللغات الكنعانية والفينيقية والأشورية وهي تطلق على إله واحد كطريقة للتعظيم). يسمى الله "إيل إلوهي إسرائيل", أي "إيل إله إسرائيل" (التكوين33: 20) مما يستدعي كون إيل أحد أسماء يهوه حسب بعض المختصين. تشير الأساطير الكنعانية (خلال القرنين الثالث عشر الى الثاني عشر قبل الميلاد) والموجودة في أوغاريت (راس شمرا الساحلية المعاصرة في شمال سورية) إلى أن "أبا الآلهة", المسمى إيل أو إيل-الثور, متزوج من إلهة تدعى عثيرات والتي يعني اسمها " تلك التي تخطو على الماء," وأنه قد كان أبا لسبعين ابنا (يمتدح قضيبه في الإسطورة بالقول أن كان مثل رمح عظيم). إن إحدى صفات إيل هي "أب أدْم" أي أبو البشر , مما يستدعي –من وجهة نظري- أنه ربما قد أنجب البشرية (إلا أنه لا توجد أسطورة أوغاريتية حاليا تشرح الكيفية التي ظهر فيها الإنسان إلى الوجود). يعلق البروفيسور كروس على تصوير الإله الكنعاني إيل (من أوغاريت القديمة, خلال القرنين الثالث عشر الى الثاني عشر قبل الميلاد) مغويا امرأتين , ومحبلهما, ومولدهما ابنين, مع اشِارة إلى شبقه, و تشبيه قضيبه أو "عضوه" (مفردة "عضو" هي الكلمة العلمية المهذبة المفضلة لتحل محل "قضيب" لتجنب إثارة الحساسيات المسيحية) برمح عظيم في الأسطورة الأوغاريتية: "طويل هو عضو أيل مثل ذلك الذي لبحر عضو إيل مثل ذلك الذي لفيضان... يثني إيل رمحه/قوسه, هو يسحب رمحه العظيم... إيل يغوي زوجتيه, عجبا! الامرأتان تبكيان: يا زوج! يا زوج! ممتد هو رمحك/قوسك, مسحوب هو رمحك العظيم ... الامرأتان هما زوجتا إيل (الآن)... الاثنتان تتعنيان وتنجبان..." "إن إيل في هذا النص يرتقي إلى السمعة التي يطلقها معتقد سَكّونياتون وتتعلق بكونه رجل هرم جموح وشبق بشدة كما أنه ملائم لوضعه كمنتج وأب بدائي." (ص ص. 23-24. "إيل و إله الآباء." فرانك مور كروس. الأسطورة الكنعانية والملحمة العبرية, مقالات في تأريخ ديانة إسرائيل. مطبعة جامعة هارفرد. 1973. أعيد طبعه في عام 1994) بعض المختصين قد اقترحوا أن إيل الكنعاني قد تطور إلى الله العبراني المسمى إيل, وهي نظرة أتفق معها. لقد اقترح بعض المختصين أن يهوه-إلوهيم قد امتص بعض مفاخر وصفات وشخصيات إيل وبعل الكنعانيين مندمجين. يصوّر بعل في إحدى الأساطير يضاجع زوجة إيل الماجنة أشيرتو (طبقا للأسطورة حِثيّة), وذلك بموافقة إيل. وهو يحذر إيل مسبقا من أن زوجته تحاول أغراءه, يرد إيل بأن على بعل أن يذلها بأن يمارس الجنس معها! في أسطورة أخرى (من أوغاريت) يركب بعل "أخته" عناث ويمارس الجنس معها, هي متخذة شكل عجلة وهو متخذ شكل ثور! لقد اقترح بعض المختصّين أن بعض المواضيع والمفاهيم التي تظهر في الأساطير السومرية ربما قد حوّلت في فترة لاحقة من قبل العبرانيين و أضفيت على يهوه-إلوهيم. على سبيل المثال, في الأساطير الرافدينية يعتبر إله اسمه إنكي (إيا الأكَدي/البابلي) مسؤولا عن خلق الإنسان من طين للعمل في جنة أشجار الفواكه الخاصة به في أريدو في بلاد سومر حيث يقطن (تقول أسطورة اخرى أن إنكي قد خلق الإنسان للعمل في جنة الإله إنليل في نفّر). يصور إنكي في أسطورة أخرى معطيا خادمه المسمى أداپا "معرفة محرّمة" ولكنه يحرمه من الخلود. وهو يحذره من أن يأكل الخبز والماء الذي سوف يقدّم له في السماء من قبل الإله أنو, مخبرا إياه أنه عندها سيموت. والحقيقة أن هذا الغذاء سوف يعطي أداپا, ومن خلاله كل البشرية, الخلود. ينتبه أداپا إلى تحذيرإنكي و يمتنع عن استهلاك الخبز والشراب وعندها يؤخذ من قبل حرّاس بوابة أنو, تمّوز و نِنگِشزيدا, ويعاد إلى الأرض حيث يموت لاحقا. في أسطورة أخرى, يشوش إنكي اللغة البشرية الواحدة للعالم إلى بلبلة من اللغات نكاية بإنليل من نفّر. و في أسطورة أخرى كان إنليل و الإله المحرض لعمل طوفان يدمّر كل البشريّة. يعرقل إنكي عمل إنليل من خلال تبليغ الخطة إلى رجل يسمى, باختلاف حسب المصادر, زيوسودرا أو أرتاحاسيس أو أُتانپِشتِم (المقابل الرافديني لنوح والفلك) ,فيخبره أن ينقذ نفسه وعياله وحيواناته من خلال بناء قارب ضخم. أنا أفهم أن إنليل الذي أرسل الطوفان وإنكي الذي أنذر الإنسان من الطوفان, هما من يقف وراء تصوير سفر التكوين ليهوه-إلوهيم, الذي أرسل طوفانا وأنذر إنسانا واحدا فقط لكي يبني فلكا وينقذ نفسه, وعياله وحيواناته. من الجدير بالذكر أن نذكر تصوير الأساطير الرافدينية المبكرة لإنليل وإنكي الزانيين. في أسطورة وجدت في نُفر, حبث يقطن إن-ليل ("الرب الريح"), يصورالأخير مغتصبا إلهةً (نن-ليل, "السيدة الريح") شاهدها تستحم عارية في الفرات. فنفاه آلهة آخرون لفترة من الزمن من نفر غاضبين من تصرفه, ثم انه جعلها زوجته بعد ذلك (لقد استحمت عارية لكي ما تغريه حسب ما توحيه القصة). يقول ليك: "في إحدى القصص, "إنليل وننليل", يقوم بتخصيب ننليل البالغة في الأهوار, بالرغم من تحذيرها له بأنها "صغيرة على التقبيل" وأنه سيعاقب. وبالفعل... يُطرد من المدينة..إن قصة"إنليل وننليل", بموقعها على ضفة النهر وتركيزها على التخصيب, تلائم النموذج الذي يعطى عادة لإنكي: إثارة جنسية مرتبطة بالقضيب و فحولة جنسية. إلا أن هنالك تركيز على نقطة هي أن هذا الجماع غير الشرعي لا يحدث في إحدى المناطق الإباحية المنحلّة, ولكن في نفر, في مدينة ربما قد افتخرت أكثر من أي مدينة أخرى في ما بين النهرين بالعلم والعدالة والمعايير الأخلاقية. إن كان إنليل مقبولا كإله نفّري, فعليه أن يخضع لأحكام الحياة المدنية" (ص ص 153-154. "إنليل." جويندولين ليك. "ما بين النهرين, إختراع مدينة". لندن. كتب بنجوين. 2001) يعلق كرامر وماير على ارتكاب إنكي لسفاح القربي مع ابنته, وحفيدته, وابنة حفيدته في الجزيرة الفردوسية السومرية المسماة دلمون بما يلي: "..لقد أكل إنكي ثمانية نباتات قد كونتها نِنهُرساگ من منيه الذي فاض من قُبُل الإلهة أًتو... ومن ناحية جماع إنكي مع الإلهة أُتو....فقد كانت آخر حلقة من سلسلة من المغامرات الجنسية التي بدأت بتخصيبه ننهرساگ نفسها, والتي بدورها أنجبت نِنمو, تبع هذا تخصيبه لابنته ننمو التي أنجبت الإلهة نِنكُرّا, وهذه بدورها تبعها تخصيبه لحفيدته ننكرّا. والتي بعدها أنجبت ابنة حفيدته أتو." (ص 22. "إنكي وننهرساگ: أسطورة فردوس سومرية." سامويل نواه كرامر و جون ماير. "أساطير إنكي, الإله الماهر". نيويورك و أوكسفورد. مطبعة أوكسفورد. 1989. ) بوتيرو معلقةً على الآلهة التي هي مصدر رهبة لا حب, وكونهم أسيادا وليس البشر إلا خدما لهم: "نستطيع اقتباس العديد من الأمثلة الاخرى, إنهم كلهم يعكسون نفس شعور الاحترام , والخوف...إن المرء ينحني أمامهم, يرتعش.. إن المرء يرضخ لهم. لكن لا أحد يحبهم." (ص. 210. "النظام الديني." جين بوتيرو. "مابين النهرين, الكتابة, المنطق والآلهة". شيكاغو ولندن. مطبعة جامعة شيكاغو. 1992) بوتيرو معلقة على النصوص السومرية من الألف الثالث قبل الميلاد المصورة للآلهة والإلهات كوحوش وحيوانات يدفعها الشبق. إلا أنه بحلول الألف الثاني أصبح فعله مُنظفا وأصبحوا أو "تطوروا الآن"إلى أمثلة عليا للفضيلة: "بالتناظر مع هذا التطور في فرض السلطة من قبل الآلهة, غيّر تطور جديد شخصيتها...لقد فصلت الآلهة تدريجيا من ظواهر الطبيعة والثقافة..لقد أصبحت نقية أكثر فأكثر,خالصة من من ما قد كان "بشريا جدا," "بدائيا جدا," فظّا جدا, خشنا جدا, وحشيا جدا و حيواني ضمن بشريتها. إننا نعلم عن أساطير بالسومرية, من عصر ما قبل الألفية الثانية, تخبرنا, على سبيل المثال, كيف أن إنليل قد لحق بننليل الصغيرة والعذراء في سورة شبقه ورمى بنفسه عليها لكي ما يخصّبها, وفعل هذا ثلاث مرات...لقد كان هذا الفعل شنيعا لدرجة أن زملائه أنفسهم غضبوا من هذا التصرف الوحشي ونفوه إلى العالم السفلي...إن الأسطورة المؤلفة بالأكدية لا تحمل نفس النبرة الخشنة. من الواضح أن الأخلاقيات قد تطورت أيضا. ولكن , وفي جميع الأحوال, بدءا من بداية الألف الثاني تصوِر الآلهة كأشخاص رفيعين جدا, مقدّرين جدا, جليلين و محترمين جدا. وحتى عندما يستسلموا لهوىً فإنهم يبقون محترمين و بارزين كما هو لائق "بالطبقة العليا" الحائزة للسلطة. ليس التطورالسياسي وحده من غيّر العالم الإلهي شيئا فشيئا, ولكن تطور الأخلاق أيضا, وذلك تحت تأثير المؤثرالسامي القوي باضطراد, والوحيد لاحقا..." (ص ص. 215- 217. "النظام الديني." جين بوتيرو. "مابين النهرين, الكتابة, المنطق والآلهة". شيكاغو ولندن. مطبعة جامعة شيكاغو. 1992) أنا أظن أنه كما أن أفعال إنليل, ومن وراءها شبقه, كانت غير مقبولة للأجيال المتأخرة وأنه تحول إلى "مثل أعلى للخلق", كذلك فإن نفس الشيء حدث ليهوه (ويهوه هو صياغة متأخرة لإنليل الذي أرسل الطوفان ليدمر البشرية). إن كان بعض المختصّين مصيبين في تخميناتهم في كون يهوه-إلوهيم إصلاح و تحويل للآلهة أكثر قدما, مثل إن-ليل (الرب الريح), إن-كي (الرب الأرض) وإيل, عندها يكون تصوير هذه الآلهة "كزناة," قد يكون السبب الذي يقف وراء ملاحظة الكتاب المقدس العبراني لظاهرة طقوس الزنا المقامة في هيكل يهوه في أورشليم و"تحت كل شجرة خضراء" في المنطقة. وبعد هذا من حقنا أن نسأل بطرافة: إن كان ليهوه ذكر وخصيتان, فما جدوى امتلاكه لهم إن كان لا يستخدمهم؟" يصوّر يهوه في الكتاب المقدس العبراني بأنه لا رغبة جنسية له, وبأنه ليس له إلهةً زوجة, ولا عشيقة. إنه "متزوج" روحانيا من إسرائيل فقط, ربما كإعادة صياغة لأسطورة أكثر قدما تقول أن إنليل, وإنكي و إيل كانوا آلهة متزوجين, أو ربما كان هذاتحويرا أو قلبا لمفهوم رافديني لزواج ملك (يمثّل الشعب) بالإلهة إنانا/عشتار, لاستجلاب بركتها على الأمة. يعلق البروفيسور فرامير- كِنسكي على عدم تصوير يهوه بشكل إله برغبة جنسية قائلا: " إن الإله التوحيدي ليس إلها ذكرا من الناحية الجنسية. ليس قضيبيا إطلاقا, ولا يمثل الخصوبة الذكرية...إن الله لا يتم تخيله أسفل خاصرته... الله غير جنسي...الله لا يتصرف بطريقة جنسية. إن الله "زوج" إسرائيل من ناحية الاستعارة اللفظية ذات الصدى القوي والطابع التزاوجي. إلا أن هذا الزوج-الإله لا يقبل ولا يحتضن ولا يداعب ولا يعبّر بأي شكل جنسي عن ولعه بإسرائيل, بالرغم من الإجازة الشعرية التي تمنحها الإستعارة اللفضية... إن الله لا يتم تخيله بمصطلحات جنسية, والدافع الجنسي ليس جزءا من النظام الإلهي بكل بساطة. ليس لله ميول جنسية, ولا يشكل الله نموذجا للدافع الجنسي, ولا يمنح الله قوة جنسية...للكتاب المقدس, لا علاقة بين العالمين الجنسي والإلهي. والحقيقة أن الكتاب المقدس قد كرّس لفصلهما, لتشكيل الحدود بين التجارب الجنسية والتجارب المقدسة ولوضع حيّز من الفضاء والزمان بينهما. ما كان الله ليُظهِر الذات الإلهية أو غرض الله على جبل سيناء حتى تمتنع إسرائيل عن النشاط الجنسي لثلاثة أيام...لغرض الوصول إلى الله على المرء أن يترك العالم الجنسي. إن أحكام الطهارة في الشرائع المقدسة تفرض أيضا مرور وقت بين القيام بالنشاط الجنسي و الحلول في حَرَم القداسة." (ص ص. 188-189. "الجنس في الكتاب المقدس." تِكڤا فرايمر كنسكي. "في إثر الإلهات,و النساء,و الثقافة و التحويل الكتابي لأساطير الوثنية." 1993 كتب بالّاتين, 1992 المطبعة الحرة, جزء من اتحاد شركات ماك ميلان.) تبيّن كِسرة من الخزف مكتشفة في كنتلّيت العجرود وهو خان مسافرين من العصر البرونزي الثاني في جنوب النقب زوجا, يعتقد من قبل بعض المختصّين أنهما يهوه و "عشيرته" التي تصور بشكل إلهة بثديين, ويداهما متشابكتين عند المرفق باحتضان عاطفي. ويُشاهد هو واقفا مع ذََكَرٍ وخصيتين بارزين. لقد خمن بعض المختصين أن موسى ربما قد تم تقديمه إلى يهوه من خلال يثرو المديني. لقد خمّن البروفيسور بينو روثنبرغ أن خزف القُرَيّة الذي وجده في وادي تمنا في عَرَبة, والذي يعود تأريخه إلى العصر الرمسيسي (القرن الثالث عشر الى القرن الثاني عشر قبل الميلاد) قد يكون مدينيا. وهو يعتقد أن المصريين في العصر الرمسيسي كانوا يستخلصون النحاس من خاماته في هذه المنطقة بالإستعانة بالمدينيين. عندما يفهم بعض المختصّين أن كلمة قينيين (قِنايت) قد تعني "عمّال معادن" وأن المدينيين يسمون قينيين في الكتاب المقدس, يكون الربط الآن أكثر قوة على الأغلب. إن روثنبرغ يعتقد أن المصريين قد تركوا تمنة خلال فترة ما من حكم رمسيس الخامس (1140 ق. م). إلا أن المدينيين بقوا فترة أطول. لقد وجد وثنا مصوغا من النحاس ومصنوع محليا لشخص ذكر مع قضيب بارز, والذي خمن أنه قد يكون "إلها غير مصري", وأنا أتسائل إن كان من الممكن أن يكون هذا الإله في الحقيقة يهوه المديني؟ إن كل ما قلناه هو لإثبات أن ليهوه-إلوهيم "تأريخا طويلا" كإله مرتبط بالزنا و التهتك الجنسي وذلك من العصر البرونزي المبكر (الألف الثالث ق. م) إلى العصر الحديدي الأول (القرن الثاني عشر ق. م). إن آخر أعمال أعمال الزنا التي قام بها يهوه (أو يسوع المسيح بصفته لوغوس "الكلمة") مدونة في العهد الجديد عندما أصبح أبا لابن عذراء تدعى مريم. يصور الفن المسيحي هذا الفعل إيقونيّا كحمامة بيضاء تمثل "الروح القدس" هابطة عليها. ومما يثير الاهتمام أن زيوس قد اتّخذ شكل إوزة عراقية بيضاء لتخصيب ليدا, زوجة تِنداريوس, ملك سبارطة, في الأساطير اليونانية (هل أعاد المسيحيون المبكّرون صياغة هذه الأسطورة اليونانية للإله الذي يخصب زوجة رجل آخر متخذا شكل طير؟). لم يكن لدى الكثيرين من من عاشوا في العالم الهلنسي خلال القرن الأول الميلادي مشكلة في قبول حقيقة أن إلها قد اتخذ ابنا من خلال أم بشرية. إن الأساطير اليونانية التي تعود إلى زمن هوميروس وهسيود دائما ما كانت تؤكد على مفهوم إله شبق خفي (زيوس) يقوم بالزنا مع النساء (سيميل) و ينتج أطفالا بشريين (ديونيسيوس). ويبدو أن بعض الرومان احتضنوا هذه الأفكار اليونانية, لقد كان يفترض أن يوليوس قيصرمنحدر من الإلهة ڤينوس, وقد أصدر وريث عرشه (وحفيد أخته لابنتها), أغسطس قيصر(الذي ولد في عصره يسوع), عملا نقدية تظهر الإلهة ڤينوس شبه عارية مع ثديين مكشوفين, مدعيا لنفسه من خلال خاله, سلفا شبه إلهي. من وجهة نظر أنثروبولوجية (أحتضنها بنفسي), تعتبر كل الآلهة تصورات لمشاعر الحب والكراهية والشبق تضفيها البشرية المؤمنة بالتخاريف على معبودات مُتَخيلة إن ما أعتقده هو أن الكتاب المقدس العبراني قد حَفظ وبشكل صحيح فكرة أن إسرائيل القديمة قد انغمست فعلا في "أعمال زنا" طقسية مع بغايا ومأبونين في هيكل أورشليم و"تحت كل شجرة خضراء," وأن هذه الممارسات هي تذكارات لمفهوم أكثر قدما لم يبق منه غير أثره (خلال العصرين البرونزي المتاخر (1560 -1200 ق. م) و العصر الحديدي المبكر (1240- 1000 ق. م) ؟) عن يهوه كإله زانٍ شبق. إن كان الوثن النحاسي للإله القضيبي المكتشف في تمنة في وادي عربة هو في الحقيقة نسخة مدينية من يهوه, عندها نعلم أنه قد وجدت تصاوير لهذا الإله حتى العصور الرمسيسية المتأخرة (القرن الثاني عشر ق. م, العصر الحديدي الأول). إن الرسوم المتأخرة ليهوه مع أعضاء تناسلية مكشوفة وأذرع متشابكة مع الإلهة عشيرة في كنتليت العجرود (العصر الحديدي الثاني, القرن الثاني ق. م) هي دليل على أنه ليس كل إسرائيل قد احتضنت بعد المفهوم القائل بأن صور يهوه محرّمة وأنه لا حاجات أو رغبات جنسية عنده تتطلب وجود عشيقة أنثوية (عشيرة) مثل الآلهة والإلهات الأخرى للأمم المحيطة بإسرائيل ويهوذا. إن الكتاب المقدس اليهودي يصور "زوجة" أو "خطيبة" يهوه ك"إسرائيل الخائنة" (إشعياء 1: 21, إرمياء 2: 20, 3: 1- 8, حزقيال 16: 15- 16, هوشع 2: 5, 3: 3, 4: 15). ربما كان هذا قلبا للأسطورة الحثية التي تقول أن زوجة إيل الخائنة قد "أذلت" من قبل بعل بواسطة الجنس. بما معناه , أن علماء العبرانيين المتأخرين قد تلاعبوا ب أو أعادوا صياغة ماضي إسرائيل التأريخي ومعتقداتها الدينية نوعا ما من أجل أغراض إديولوجية. في الأساطير الكنعانية لإيل زوجة و هو أب لسبعين إلها وإلهة من خلال الولادة الجنسية, أي أن القضيب والخصيتين قد استخدموا لأغراص جيدة على العكس من أعضاء يهوه. تصوَر ذرية إيل على أنها في حالة مستمرة من لقتال مع بعضها البعض بل أنها, في بعض الأحيان, محتقرة لسلفها. ربما كان ما فعله الأنبياء العبرانيون المتأخرون أنهم أخذوا هذه الأساطير وحوّروها, جاعلين أبناء وبنات إيل المتمردين من الآلهة والإلهات, أبناء وبنات يهوه-إلوهيم المتمردين من رجال ونساء إسرائيل ويهوذا. وأصبحت زوجة إيل الخائنة الزوجتين الخائنتين إسرائيل ويهوذا. يدعي الكتاب المقدس العبراني أن الحثيين قد سكنوا في كنعان خلال فترة الفتوحات التي قام بها يشوع (التثنية 7: 1, 20: 17, يشوع 1: 4) و أن الإسرائيليين المتأخرين قد تزوجوا "أهل الأرض" هؤلاء وعبدوا آلهتهم وإلهاتهم (قضاة 3: 5). ربما كانت الأسطورة الحثية عن زوجة إيل الخائنة (أنظر حزقيال 16: 45- 46 حيث يكون أب أورشليم الخائنة حثيا و أمها أمورية) قد عبرت إلى الإسرائيليين خلال آبائهم وأمهاتهم الحثيين/الأموريين في العصر الحديدي الأول (1230-1000 ق.م), لتظهر ثانية إلى السطح في فترة الإصلاحات في إسرائيل ويهوذا في القرنين السابع والثامن ق.م كإسرائيل ويهوذا الخائنتين المحزنتين "لزوجهما" يهوه. إن ما أعتقده هو أن الكتاب المقدس من سفر التكوين إلى سفري الملوك قد ألف من قبل مؤلف واحد حوالي 560 ق. م. إن توبيخ إسرائيل بسبب حفاظها على طقوس الزنا حدث خلال هذه الفترة, وأعتقد أن روايته قد حفظت "فترة وسطية" (القرنين الثامن والسابع ق. م) عندما حاول المصلحون, من غير جدوى كما يبدو, أن يقدموا صورة "جديدة وأكثر عفة" ليهوه إلى الجماهير. إن هؤلاء المصلحين في الحقيقة قد "خنثوا" أو "أخصوا" يهوه, جاعلين إياه "خصيا لا جنس له" نوعا ما, وذلك لكونه يُصور كشخص لا احتياجات جنسية له, مثل الخصي, وحنينه الوحيد هو إلى "عروسه" إسرائيل لكي ما تعيد حبه الموعود من خلال عبادتها له بإخلاص و إطاعة أوامره و أحكامه (حزقيال 16: 53- 63). لذلك أعتقد أن يهوه-إلوهيم قد تحول من إله زان شبق إلى إله خصي بلا احتياجات جنسية. ومن ما يجدر ذكره هو تقديم يسوع المسيح في العهد الجديد كشخص لا يمتلك احتياجات جنسية أيضا, بالرغم من حقيقة أنه كان بعمر ثلاثين عاما فقط ساعة موته, وهذه مرحلة عمرية تمتاز بالنشاط الجنسي والرغبة عند معظم الرجال. في قاموس المرساة للكتاب المقدس (تحرير ديڤيد نويل فريمان, نيويورك. دبلداي. 1992. (6 أجزاء)) مقالتين عن الموضوع قد تكونا مفيدتين لذوي الاهتمام, كل منهما توفر مراجعا عن الموضوع متعلقة بوجهات النظر المختلفة عن مسألة إن كان قد وجد بغاء طقسي في الشرق الأدنى القديم وفي إسرائيل أم لم يوجد, المقالتان هما : إلَين ألدَرگودفريند. "البغاء في الكتاب المقدس". (ص ص. 505-510. الجزء الخامس) كارك ڤان دير تورن. "البغاء الطقسي." (ص ص. 510- 513. الجزء الخامس) يعترف كلا الكاتبين گودفريند و ڤان دير تورن أن هنالك مدرستين للفكر. تقول الأقدم أن البغاء المقدس قد حدث, إلا أن هذه الفكرة قد تم تحديها من قبل بعض المختصين المتأخرين (سبعينيات القرن الماضي وما بعدها). يقول گودفريند: "لقد افترض طويلا أن مصطلحي قادش/قادشاه يلمحان إلى ممارسة البغاء الطقسي في إسرائيل, إلا أن الدراسات الحديثة تتحدى بشكل جدي هذا الافتراض الشائع... إن الدور المفترض ل"قادِشتو" الرافدينية كبغي طقسية قد تم الاعتقاد بأنه يعطي دليلا على أن المقابل العبراني, ال "قادشاه", لها دور جنسي في في طقوس العبادة بالمقابل" (ص. 507. الجزء الخامس) يقول ڤان دير تورن: "إن عمل بغايا في الظل من الهيكل قد حدث في إسرائيل القديمة. إلا أنه من المؤكد أن أي ربط بين الأمر الأخير و بين طقس خصوبة افتراضي, ينتمي الى حيز التخمينات. هل حدث البغاء كمصدر للأرباح من أجل الهيكل؟, نعم . هل حدث البغاء كجزء أساسي في طقوس خصوبة؟ كلا. يبدو أن الوفاء بنذر قد كان أحد الدوافع التي تؤدي إلى البغاء غير الدائمي و ذلك كما ورد في بعض النصوص." (ص. 511. الجزء الخامس) " بصورة عامة, لقد كان تقارب كلمة "قاديشتو" الواضح مع "قادشاه" المؤثر الوحيد في جلب انتباه المتخصصين بالكتاب المقدس. إن الترابط بين المصطلحين دائما ما ادعي أنه يفوق مستوى البحث في مصدر الكلمة الأصلي, وأن الكلمتين هما مخصصتان للتعبير عن "بغايا طقسيات." إلا أن بحثا في النصوص التي توجد فيها مفردة قاديشتو تري أن المصطلح قد استخدم بكثرة, خصوصا في الألف الأول ق. م, للقابلة أو المولدة. لذلك يجب أن يمتنع عن تضييق الخناق على فعالياتها لتكون ضمن نطاق البغاء فقط. ومع ذلك, فإن المصطلح يشير أحيانا إلى البغي..باختصار, إن الدليل المقدم من الكتاب المقدس ومن المعلومات الأكدية والأغاريتية لا يقدم دعما لنظرية "البغاء الطقسي." لقد كان عمل البغايا في خدمة المعبد/الهيكل مألوفا في حضارات الشرق الأدنى القديم, مثلما أن ظاهرة البغاء كوسيلة للوفاء بالنذور كانت معروفة أيضا. إلا أنه في كلتا الحالتين لا يبدوا أنه كان هنالك ترابط محسوس مع طقوس خصوبة." (ص. 512. الجزء الخامس) يبدو لي أن الأمر لم يبت فيه بعد, البعض ييميلون إلى أن البغاء كان مصدرا من مصادر توفير الدخل للهيكل, والبعض الآخر ينكر هذا. يقول بلاك و گرين (1992) عن احتمالية وجود "بغاء طقسي" في مابين النهرين: "إن البغايا مذكورات برفقة مجموعات مختلفة من النساء المرتبطات لدرجة ما بنشاطات دينية. يبدو أن إنانا/عشتار قد قُدمت كإلهة حامية للبغايا. تشير الإلهة إلى نفسها كبغي في الأغاني الطقسية, و يستعار مصطلح حانة لتسمية معبدها... إن العديد من الأغراض المكتشفة في بلاد ما بي النهرين والمتراوحة في التأريخ بين عصور ما قبل التأريخ و العصر الآشوري الوسيط تصور مشاهد للاتصال الجنسي الذي قد فسّر, بشكل صحيح أو خاطيء, بأنه مثال للجنس الطقسي, وبالتحديد الزواج المقدس...إن التحليل صعب لأن الإشارات القليلة في المصادر المكتوبة ضبابية وغامضة, ولأن الكثير من المواد الإيقونوغرافيّة غير منشورة (انعكاسا للآداب العامة الشائعة في الأوساط الأكاديمية)...في التماثيل الأكثر أهمية المصورة للوصال الجنسي من العصر الآشوري الوسيط, يكون الرجل واقفا ودائما ما تكون المرأة مستلقية على بناء مرتفع, عادة ما يفسر على أنه مذبح. من المحتمل جدا أن تمثل هذه التماثيل وصالا طقسيا...قد يكون مرتبطا بشكل ما بمنظومة عبادة عشتار (إنانا) كإلهة للحب الجسماني و البغاء, ولقد وجدت فعلا في هيكلها في آشور.....من نفس البناء أتتنا نماذح لأعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية, قضبان من الحجارة والطين... ونماذج طينية لقبل المرأة وأشفارها. من ما لا شك فيه أنه قد كان لكل هذه الأغراض خصائص فائقة كتعاويذ, وبما أن المشاهد الجنسية التي تتضمن الزوج المجامع فقط بدون وجود أشخاص آخرين نادرة جدا, من الممكن أن تكون معظم المشاهد ممثلة لنوع من الجنس الطقسي بدلا أن تكون نوعا من الجنس الشخصي..." (ص ص. 150-152. "البغاء والجنس الطقسي." جِرِمي بلاك و أنتوني گرين. "الآلهة, والعفاريت, والرموز في بلاد ما بين النهرين القديمة", قاموس مصوّر. مطبعة جامعة تكساس, أوستن (منشور بمساعدة مطبعة المتحف البريطاني, لندن). 1992) هنالك وجهتا نظر متعارضتان عند بلاك وگرين فليراجعهما القاريء. ففي الأوساط الأكاديمية, كما في الحياة, هنالك لكل وجهة نظر وجهة نظر معارضة, و يجب أن تستطلع كل وجهات النظر بحثا عن الحقيقة. من الجدير بالذكر أيضا أن الكتاب المقدس يقترح أن إسرائيل ويهوذا عبدتا "ملكة السماء," حتى بداية السبي (عام 587 ق. م) وفي النصوص الرافدينية تكون هذه إنانا السومرية (عشتار الأكدية) المعروفة بأنها راعية البغايا وفاسقات الهيكل والمعروفة بتحويلها الرجال إلى نساء والنساء إلى رجال في نشاطات طقسية (حيث يمارس هؤلاء تبادل الملابس بين الجنسين). ولقد رفض گلگامش طلبها للجنس قائلا أنها قد أخذت عشاقها من البشر واستهلكتهم في الماضي. إن كانت "ملكة السماء" الخاصة بيهوذا مصممة فعلا على نمط إنانا/عشتار عندها تكون النشاطات الجنسية وأبن الرجال وبغاء النساء, قد حدث على الأغلب فعلا في هيكل أورشليم. يقول إرمياء واصفا يهوذا بالفاسقة, عابدة آلهة أمم أخرى( إرمياء 7: 6-13 بتصرف): "وقال لي الرب في أيام يوشيا الملك هل رأيت ما فعلت المرتدة إسرائيل كيف انطلقت إلى كل جبل عال وإلى تحت كل شجرة خضراء وزنت هناك.....وزنت مع الحجر والشجر....شعَّبتِ طرقكَ للغرباء تحت كل شجرة خضراء..." ( إرمياء 7: 18 بتصرف): "البنون يلتقطون الحطب والآباء يوقدون النار والنساء يعجن الدقيق ليصنعوا أقراصا لملكة السماء ويسكبوا سكبا لآلهة أخر..." (إرمياء44: 15-25 بتصرف): "فأجاب إرميا جميعُ الرجال العارفين أن نساءهم يقترن لآلهة أخر وجميع النساء الواقفات في محفل عظيم وجميع الشعب الساكنين في أرض مصر في فتروس قائلين* إن الكلام الذي كلمتنا به باسم الرب لا نسمع لك فيه* بل نعمل بحسب كل كلام يخرج من أفواهنا مقترين لملكة السماء وساكبين لها سكبا كما عَمِلنا نحن وآباؤنا وملوكنا ورؤساؤنا في مدن يهوذا وشوارع أورشليم فشبعنا خبزا وكنا بخير ولم نرى شرا.*ولكن منذ أهملنا التقتير لملكة السماء وسكب السكب لها صرنا محتاجين إلى كل شيء وفنينا بالسيف والجوع* ونحن إذ كنا نقتر لملكة السماء ونسكب لها سكبا أبِدون رجالنا كنا نعمل أقراصا لنخدمها ونسكب لها سكبا؟" يقول البروفيسور فرايمر كنسكي معلقا على طقس عبادة ملكة السماء وإنانا (ملاحظة: إن نِن-أن-نا تعني "سيدة السماء," واسمها الأكدي هو عشتار):"...إن الإلهة إنانّا (وتسمى أيضا باسمها السامي عشتار), والتي تمتلك وظيفة مهمة هي إشغار دور لا يُتَوَقع من النساء إشغاره ولايعتبر مرغوبا به إجتماعيا. إنها تمثل المرأة غير المهجّنة, كما تمثل كل مشاعر الخوف والجاذبية التي تثيرها هذه المرأة. إنها الاستثناء من الحكم, والمرأة التي لا تتصرف بطريقة مقبولة إجتماعيا, والإلهة التي تمثل تقاطع خطوط بين الجنسين والخطورة التي يمثلها مثل هذا التقاطع." (ص. 25 تكڤا فرايمر-كنسكي. "في إثر الإلهات,و النساء,و الثقافة والتحويل الكتابي لأساطير الوثنية." 1993 كتب بالّاتين, نيويورك. الطبعة الأولى 1992 من قبل المطبعة الحرة, جزء من اتحاد شركات ماك ميلان.) " تعيش إنانا بحكم غياب الأعباء كما يعيش الذكور من الشباب. فمثلهم تسمى "بطلة" كما تسمى "رجولية" مثلهم, بل أكثر منهم, وهي تحب الحرب وتبحث عن العشاق. إنها امرأة تعيش حياة رجل. وهذا يجعلها مختلفة عن سائرالنساء ويضعها على حدود الفروقات بين الرجل والمرأة. تمثل طقوس عبادة إنانا دورها كصاهرة للحدود بين الجنسين (وهكذا تكون حارسة للحدود أيضا), وذلك بسبب ما يحدث في احتفلاتها الدينية من ارتداء رجال ملابس النساء وارتداء نساء ملابس الرجال, وارتداء راقصين/راقصات أردية رجالية من الجانب الأيمن ونسائية من الجانب الأيسر. في هذا الأرتباك الطقسي للجنسين, وفي الترانيم الدينية المخصصة له, تمثل عشتار ليس فقط دور تخطي الجنس, بل حامية له في النهاية...إن تحرر إنانا من الأعباء المنزلية والقلق الذي تحدثه هذه الأعباء قد يمثل أحد أسباب وجود الطاقة الهائلة التي تستخدمها في مواجهة الآلهة والبشر. إنها تمث امرأة غير مشغولة بالواجبات الاجتماعية..إنها خطرة, ومخيفة, ومهدِدة بسبب حريتها, ومع ذلك, وفي نفس الوقت, فهي مرغوبة وجذابة. في غياب الأعباء تعتبر إنانا حرة لتكون المرأة الفاتنة من الطراز الأول. (ص. 29. تكڤا فرايمر كنسكي) "إن الجاذبية الجنسية هي في يد إنانا/عشتار, الشابة البالغة, التي لا تحمل عبء الأطفال. إنها غير مشغولة أو ملتهية بواجبات الأسرة ولذلك فهي قلقة ومهتمة بالعلاقات مع البشر. قد تتخذ شكل مراهقة, أو عروس, أو زوجة شابة ضجرة, أو بغي ,إلا أنها لا تتخذ شكل أم أبدا لانفسيا ولا جسمانيا, فتبقى مصدرا لإثارة رغبة الرجال. هي بدورها منجذبة نحو الذكور (البشر وحتى الحيوانات). إن إنانا هي عبارة عن تجسيد للجاذبية الجنسية والشبق, الشخص الذي تعتمد عليه كل الرغبات الجنسية و الوصال...تمثل إنانا الجاذبية الضرورية لكل وصال جنسي, بغض النظر عن الغرض الاجتماعي أو القيمة. إن هذا يمثل التعبير الجنسي , التجربة الجنسية الخام و القدرة غير المحددة بالتقاليد البشرية, وغير المقيدة برباط الزوجية. حتى الحدود التي تفصل بين الأنسان والإلهي أو بين الإلهي والحيوان (ولذلك ما بين الإنسان والحيوان) لا تقيد التعبير الجنسي عند إنانا فيعبر عنها بأنها عشيقة للبشر والخيول. تمثل إنانا/عشتار وتوفر الرعاية لتعبير البغايا الجنسي, ولكنها راعية للتعبير الجنسي بين الزوجين وذلبك بصفتها إشهارا, الذي هو أحد أسمائها, والذي يكرس إليه فراش الزوجية للعروس والعريس. إن إنانا هي متعة الكون الجنسية (هي-لي), وهي أيضا الإلاهة التي تجلب متعة الحياة للبشر. إن قوة الجنس هي قوة المتعة, فتجلب إنانا السعادة إلى الأطفال, والرقصات للنساء الصغيرات. إن إنانا هي روح اللهو. ,مواسمها الدينية مهرجانات ألعاب, ورقصات, وموسيقى, وهي نفسها "شا-أت مي-لي-سي-إم" أي "التي هي متعة." إن نكهة إنانا الجنسية مصدر للمتعة واللهو للجميع. (ص ص. 47-48 تكڤا فرايمر كنسكي) طبقا لما يقوله الكتاب المقدس يرسل يهوه-إلوهيم طوفانا ليدمر البشرية, إلا أن يحذر رجلا واحدا, نوح, لكي ما يبني قاربا لينقذ نفسه, وعياله, وحيواناته من أجل إيجاذ بذرة لبداية جديدة للحياة. في الأساطير الرافدينية كان الإله إنليل هو المحرض الرئيسي على إحداث الطوفان وكان الإله إنكي هو الذي حذر الرجل الواحد, أثارحاسيس, لكي ما يبني قاربا كبيرا لينقذ بذرة الإنسان والحيوان. أعتقد أن هذين الإلهين, إنليل وإنكي, قد صُهرا سوية وأعيدت صياغتهما كإله واحد, يهوه-إلوهيم. لقد اغتصب إنليل زوجته "المستقبلية" ننليل بعد أن شاهدها تستحم عارية في قناة مجاورة قرب نفر, بينما اغتصب إنكي ابنته, وحفيدته, وابنة حفيدته في دلمون. وبإعادة صياغة لهذين الإلهين الذان كانا مسؤولين عن الطوفان وتحذير رجل واحد لكي ما يبني قاربا فيخلص من الطوفان, تحولا إلى إله واحد هو يهوه-إلوهيم الذي لا حاجات جنسية له. يبدو أن العبرانيين عارضوا التصوير الرافديني لإنليل وإنكي كوحشين أو حيوانين منقادين لشهواتهما , الجنسية, بينما يعتبران في الأساطير مسؤولين جزئيا عن خلق البشرية وفناءها بالطوفان. لذلك فقد غيروا الأساطير عن طريق عدم منح يهوه احتياجات جنسية مثل التي تمتلكها الآلهة الرافدينية, ولذلك فهو لا يتورط في أي مغازلة أو مغامرة جنسية "مخجلة" مع إلهة أنثى أو مع امرأة. الاستنتاجات: أعتقد أن الإله العبراني يهوه-إلوهيم هو إعادة صياغة متأخرة وتحوير لأشكال أكثر قدما لآلهة من بلاد ما بين النهرين, وسوريا, وفينيقيا, وكنعان. لقد صُوِر هؤلاء الآلهة ممتلكين لشهوة جنسية صحية وقد مارسوا الجنس ليس فقط مع الإلاهات بل مع النساء الفانيات ولم تكن ذريتهم من المعبودات فقط بل من البشر كذلك. لم يكن لإله العبرانيين حاجات أو رغبات جنسية, لذلك فهو غير محتاج لزوجة أو عشيقة, ولذلك فقد أشرت إلى كونه إله خصيا. لقد تبعت المسيحية المتطورة عن اليهودية هذا التقليد مصورة المسيح في دوره كالكلمة أو لوغوس كما جاء في العهد القديم كشخصية لا احتياجات أو رغبات جنسية لها أيضا. لقد حث يسوع القادرين على أن يصبحوا أكثر قربا من الله من خلال أن يكونوا من من "أخصوا أنفسهم من أجل ملكوت السماوات" (متى 19: 12) منكرين على أنفسهم رغباتهم الجنسية وممتنعين عن الزواج (يتبع الكاثوليك من القسس والراهبات هذا التقليد). من خلال ملاحظات البروفيسور فرايمر-كنسكي عن "ملكة السماء" يستطيع المرء أن يرى لماذا كان كل إسرائيل ويهوذا مغرمين بها ويعبدونها (الملوك, والأمراء, والشعب كما لاحظ النبي إرمياء) ولماذا كان من الصعب على الأنبياء العبرانيين أن يقنعوا شعبهم بفكرة "إله خصي غير جنسي." المصادر: لأجل إغواء إيل للامرأتين راجع: pp. 23-24. "`El and the God of the Fathers." Frank Moore Cross. Canaanite Myth and Hebrew Epic, Essays in the History of the Religion of Israel. Harvard University Press. 1973. Reprint of 1994. Also cf. pp.123-127. "Shachar and Shalim and the Gracious Gods." J. C. L. Gibson. Canaanite Myths and Legends. Edinburgh, Scotland. T. & T. Clark, Ltd. 1956, 1978. لأجل اغتصاب إنليل للإلهة وطرده راجع: "Enlil and Ninlil" (pp. 47-48. Gwendolyn Leick. A Dictionary of Ancient Near Eastern Mythology. Routledge. London & New York. 1991, 1998. ISBN 0-415-19811-9 paperback) and p. 153. "Enlil." Gwendolyn Leick. Mesopotamia, the Invention of the City. London. Penguin Books. 2001. لأجل ممارسات إنكي الجنسية مع ابنته وحفيدته وابنة حفيدته في دلمون راجع: p. 22 in Samuel Noah Kramer & John Maier. Myths of Enki, The Crafty God. New York. Oxford University Press. 1989. ISBN 0-19-505502-0. لأجل ممارسات بعل الجنسية مع زوجة إيل (إيل-قُنِرشا) المسماة أشِيرتو راجع: p. 39. "(El)qunirsha." (Gwendolyn Leick. A Dictionary of Ancient Near Eastern Mythology. London & New York. Routledge. 1191, 1998. ISBN 0-415-19811-9. paperback). لأجل ممارسة بعل للجنس مع "اخته" عناث راجع: pp. 116-118, "Poems About Baal and Anath." (James B. Pritchard. Editor. The Ancient Near East, An Anthology of Texts and Pictures. Princeton, New Jersey. Princeton University Press. 1958. paperback) لأجل المختصّين الذي اقترحوا أن يهوه قد امتص الصفات والخصائص والشخصيات للآلهة الأكثر قدما راجع الأعمال التالية: Norman Cohn. Cosmos, Chaos, and the World to Come, The Ancient Roots of Apocalyptic Faith. New Haven and London. Yale University Press. 1993. Frank Moore Cross. Canaanite Myth and Hebrew Epic, Essays in the History of the Religion of Israel. Cambridge, Massachusetts. Harvard University Press. 1973. Tikva Frymer-Kensky. In the Wake of the Goddesses, Women, Culture and the Biblical Transformation of Pagan Myth. 1993 Ballantine Books; First edition: 1992 The Free Press, a division of Macmillian, Inc. T. H. Gaster. "Myth, Mythology." p.481. Vol. 3. G.A. Buttrick. Editor. The Interpreter's Dictionary of the Bible. Nashville, Tennessee. Abingdon Press. 1962. John Gray. Near Eastern Mythology, Mesopotamia, Syria and Palestine. London. Hamlyn. 1969. ISBN 0-600-03638-3. Robert Graves & Raphael Patai. Hebrew Myths, the Book of Genesis. New York. Greenwich House. [1963, 1964], reprint 1983. S. H. Hooke. Middle Eastern Mythology. London. Penguin Books. (1963) 1981. Stephen Herbert Langdon. Mythology of All Races, Semitic. (Vol. V). Boston. Archaeological Institute of America. 1931. Mark S. Smith. The Early History of God: Yahweh and the the Other Dieties in Ancient Israel. Grand Rapids, Michigan. William B. Erdmans Publishing Co. 1990, 2002. ISBN 0-8028-3972-X. Mark S. Smith. The Origins of Biblical Monotheism, Israel's Polytheistic Background and the Ugaritic Texts. New York. Oxford University Press.2000. ISBN 0-19-513480-X. ترجمة :ابن المقفّع
| |
|