مشعل يطيل الإقامة في عمان ويتسبب بعودة تيار (أردنة) الأخوان المسلمين
2012-07-08
خالد مشعل
عمان-
القدس العربي: مستجدات لا يمكن إسقاطها من الحساب السياسي على صعيد
العلاقة الأردنية بحركة حماس يمكن رصدها ببساطة مع طول إقامة رئيس المكتب
السياسي للحركة خالد مشعل في عمان.
وقام مشعل لأول مرة منذ 12 عاما
بتنظيم وعقد إجتماعات ذات طابع سياسي مع شخصيات أردنية بارزةأو حتى جلوسه
مع صحفيين وسياسيين عدة مرات والإدلاء بتصريحات علنية يمكن أن يفهم منها
بأن حماس تستعد للعودة إلى مساحة ما زالت محدودة في الخريطة السياسية
والإعلامية الأردنية.
مشعل وطوال فترة إقامته الطويلة في عمان منذ أكثر من عشرة أيام أطلق
تصريحا بين فيه بأن الحركة لا تنوي طرح مطلبها القديم على السلطات
الأردنية المتمثل بالسعي لإعادة إفتتاح مكب إعلامي لها في عمان.. لكن
ضمنيا وبصورة غير مباشرة إستأنف مكتب حماس نشاطه الإعلامي والسياسي في
العاصمة الأردنية بدون إفتتاح رسمي.
وتجلى ذلك بأن إستقبل مشعل نخبة من الكتاب والصحفيين الأسبوع الماضي في
لقاء خاص قال لـ(القدس العربي) أنه لم يكن مخصصا للنشر وكان عبارة عن جلسة
بين الحركة وأصدقائها.
ولوحظ هنا بأن حماس لم تسارع لنفي تعليقات مثيرة للجدل نقلت على لسان مشعل
في هذا اللقاء الخاص بين (الأصدقاء) خصوصا وان صحيفة الرأي نقلت فتوى تقدم
بها مشعل بخصوص قضية داخلية أردنية ملاحظا بأن تيار الحمائم في الأخوان
المسلمين هو الذي يميل الى التصعيد ومقاطعة الإنتخابات المقبلة وليس تيار
الصقور.
طبعا هذا التعليق أثار عاصفة جدل في المستوى المحلي وإعترض عليه متزعم
تيار الحمائم في الحركة الأخوانية الشيخ إرحيل الغرايبة الذي أنكر إطلاق
هذه الأوصاف أصلا مشيرا لإن بعض الصقور توهموا أنهم كذلك.
الغرايبة فاجأ الجميع أمس الأحد وهو يكشف عن خلافات جوهرية داخل التنظيم
الإسلامي في الأردن ثارت بوضوح مع إقامة مشعل الطويلة في عمان حين قال بأن
الخلاف لم يقتصر على الصف الأول في قيادة الحركة لكنه وصل للصف الثاني
والثالث من الكوارد موضحا بأن عنوان الخلاف هو الموقف من أولوية القضية
الفلسطينية.
بالنسبة للشيخ الغرايبة يرى البعض اليوم بأن التنظيم ينبغي أن يضع جميع
إمكاناته خلف القضية الفلسطينية مرحليا وهو رأي يستفيد منه عمليا أنصار
حركة حماس أما الرأي الخر فيرى بان مشروع الإصلاح الوطني الأردني هو
الأولوية على أن ذلك يخدم القضية الفلسطينية.
كلام الغرايبة موجه بوضوح للشيخ مشعل وقادة التنظيم المقربين منه وعلى
رأسهم الشيخ زكي بني إرشيد وإعترافات الشيخ الغرايبة برزت علنا عبر مقالات
في صحيفة العرب اليوم بعد (إستقرار) مشعل في إقامة طويلة نسبيا في عمان ,
الأمر الذي يوحي عمليا بإنتعاش التيار الداعي (لأردنة) تنظيم الأخوان
المسلمين وهو تيار كان الغرايبة أصلا في الماضي من أبرز قادته.
وليس سرا أن دعوات (أردنية) التنظيم الأخواني تنطلق اليوم من داخل بيت
الأخوان المسلمين بعد نشاطات علنية بارزة في عمان لمشعل وخمسة من قادة
حماس بينها عقد إجتماعات مع لجنة المبادرة الفلسطينية الساعية لمساندة
المصالحة ولقاء إعلامي ثان بحضور سياسيين وإعلاميين أبرزهم زعيم الجبهة
الوطنية الأردنية أحمد عبيدات والشيخ حمزة منصور.
وذلك يدلل على أن دعوات الأردنة إنتعشت وعادت للظهور بمجرد إنتهاء معالم القطيعة عمليا بين مؤسسات النظام الأردني وحركة حماس.