غرباوية مرحبا بك
عدد الرسائل : 27
تاريخ التسجيل : 17/07/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | علاقة الأخلاق بقطع أجزاء من الجسم؟ | |
[email=nawalalsaadawi@yahoo.com?subject=%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%20%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9%20-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82%20%D8%A8%D9%82%D8%B7%D8%B9%20%D8%A3%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D9%85%D8%9F&body=Comments%20about%20your%20article%20%20http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=307716] nawalalsaadawi@yahoo.com[/email]
2012 / 5 / 15
More Sharing Services
var addthis_config = {"data_track_clickback":true};
مآسى الشعب تمر دون انتباه، الإعلام أصابته حمى الانتخابات، أصبحت الانتخابات هدفاً فى حد ذاتها، ومقعد الحكم هدفاً فى حد ذاته، الكل يتنافسون على خدمة مصر، ومن أجل الشعب المصرى لا ينامون الليل، وينفقون الأموال بالملايين على الدعاية الهوائية، لا أدرى متى يمكن أن نقطع الحبل السرى بين الانتخابات والديمقراطية؟ وهل يمكن تحقيق الديمقراطية بتغيير وجه رئيس الدولة والنظام الحاكم كما هو؟ والدستور لم يتغير؟ والتعليم والثقافة والإعلام لم تتغير؟ العقلية لاتزال مغلقة على الموروثات، والعبودية راسخة فى النفوس والمؤسسات.
من أجل الشعب المصرى يتصارعون، والشعب المصرى خارج هذه اللعبة الانتخابية، الشعب المصرى خارج السياسة.. ومَنْ هو الشعب المصرى؟
مأساة طفل مصرى، كتبت عنها الصحف، لم أقرأ رداً أو تعليقاً واحدا من المتنافسين على خدمة الشعب، أو أحد من النشطاء السياسيين أو الاجتماعيين، مر الخبر كأن لم يكن، واستمرت حمى الانتخابات، واستمر الناس فى حياتهم دون أن يدركهم الوعى، أو تتحرك خلية واحدة فى مخهم ليفكروا، يتصارعون من أجل الحصول على العيش والغاز والسكر والشاى والمعسّل، يأتى «المعسّل» أولاً، لزوم الرجولة، المعسل أهم من العيش لأطفالهم ونسائهم، فالرجولة هى حياة الرجل، من يفقد رجولته كمن يفقد حياته وأكثر، الطفل محمد عمرو «عمره سنة ونصف السنة» فقد عضواً من جسده، أهم عضو فى نظر الناس، العضو المختص بالرجولة والإنجاب، يمكن أن يفقد الرجل كبده، أو ساقيه أو عينيه الاثنتين، ويظل رجلاً كامل الرجولة، لكن أن يفقد هذا العضو؟ فهذه هى الكارثة الكبرى فى نظر نفسه والناس. ولد الطفل محمد بصحة جيدة كامل الجسد فى كرداسة عام ٢٠١٠ لكن جهل الأب والأم أفقده الصحة والفرح، وأصبح طفلاً معاقاً حزيناً ناقص الجسد، فاقد الرجولة كما يقول عنه الناس، لماذا؟ الطبيب قطع عضوه الطفولى الصغير مع الغرلة أثناء ختانه.
والدة نبى اليهود «موسى» لم تختن طفلها فغضب عليها الرب، حتى أمسكت حجراً وقطعت غرلة الطفل، تقول التوراة: «هدأ غضب الرب حين رأى الدم ينزف من جسد الطفل، وأصبح العهد المقدس بين الرب وشعبه المختار أن يقطعوا غرلة أطفالهم الذكور مقابل الأرض الموعودة (فلسطين)».
ارتفع وعى الشعب اليهودى وأبطل الكثير من الموروثات، ومنها عمليات تختين الأطفال الذكور، حرصاً على الصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية للرجال، لكن الشعب المصرى لم يدركه الوعى بعد بمخاطر هذه العمليات، لأن القليل من الأطباء يملك هذه المعرفة الجديدة، وإن ملكها فإنه لا يملك الشجاعة لتبنى قضية حساسة تتعلق بقطاع من الشعب «الأطفال» ليس لهم أصوات فى الانتخابات.
الأب والأم لهذا الطفل المسكين، مثل الملايين من الشعب المصرى يقدمون على تعريض حياة أطفالهم للخطر، تحت اسم عملية «الطهارة»، عمليات جراحية تودى بحياتهم أو تسبب لهم عجزاً أو عاهة أو مشكلة جسدية أو نفسية تبقى معهم حتى الموت، هناك صمت كبير حول هذه الأمور إلا النادر القليل، الطبيب فى كرداسة، مسقط رأس الطفل، قطع بالمشرط عضو الطفل، كان يريد قطع الغرلة فقط، لكن الطبيب جاهل أو ضعيف البصر أو غير متمرن، فى كلية الطب لم نتدرب على إجراء عمليات الختان، فهى عمليات صغيرة ينظر اليها الأطباء شذراً ويتركونها للممرضات أو الممرضين وحلاقى الصحة يقوم الطبيب الجراح المحترم بعمليات كبيرة لاستئصال، الكلية أو الكبد أو المعدة أو الطحال أو المخ العقل الجماعى البشرى يتطور ببطء شديد بالنسبة لعمر الإنسان، الحكومات والدول تقوم على التحكم فى العقل لإخضاع الإنسان للقهر، تقول الصحف المصرية إن الأب تقدم ببلاغ إلى نيابة كرداسة يتهم فيه الطبيب بالخطأ، لكن النيابة أهملت البلاغ، تحت الإيمان بأن خطأ الطبيب إصابة الأقدار، بمعنى أن خطأ الطبيب هو إرادة الله حاول الطبيب اتهام الأب بالكفر وعدم الإيمان بالله، ذهب الأب، إلى النيابة، صدقت النيابة الطبيب، لأنه متعلم من طبقة محترمة، لم تصدق الأب، رجل الشارع، الذى لا قيمة له «مثل الشعب المصرى» إلا فى خطب المرشحين فى الانتخابات.
الأب الفقير أراد أن يفرح بابنه فطلب من الطبيب إجراء العملية قبل مجىء العيد، طلب الطبيب، من الأب والأم الخروج من غرفة العمليات حتى لا يريا مأساة الطفل، وعادت الأسرة بطفلها إلى البيت، الذى أصبح مريضاً بالحمى يصرخ بالألم.
اتصل الأب بالطبيب الذى قال له، ده شىء عادى، لكن تدهور حالة الطفل جعل الأب يستشير طبيباً آخر، الذى كشف الحقيقة المروعة، أن الطفل فقد العضو كله فى عملية الختان، وأن إنقاذ حياة الطفل يتكلف عشرة آلاف جنيه لإجراء عمليات أخرى، منها أولاً عمل قسطرة للطفل للتخلص من بوله وبرازه، ذهب الأب الفقير إلى مستشفى قصر العينى المجانى، حيث أصبح الطفل مادة للتدريس لطلبة الطب، وفقد الأب والأطباء الأمل فى شفاء الطفل، تم تجريم ختان البنات فى مصر قانوناً عام ٢٠٠٨، بعد أن تعرضت بعض البنات للنزيف حتى الموت أثناء العملية، منهن الطفلة «بدور» التى كتبت عنها من قبل، لكن ختان الأطفال الذكور مستمر حتى اليوم، رغم مآسى الأطفال التى تمر دون انتباه، من المفجع أن هناك من يريدون العودة بنا إلى الوراء وإباحة ختان البنات، تحت اسم الحفاظ على أخلاقهن، هل نكتسب الأخلاق الحميدة بالتربية السليمة؟ أم بقطع أجزاء من أجسام الأطفال؟ | |
|