اعداد الشباب السوري الهارب من الخدمة العسكرية في تزايد خوفا من مشاركتهم في القتل


عميدة مذيعي اي بي سي تعتذر عن محاولاتها مساعدة ابنة سفير سورية في نيويورك الحصول على عمل
































لندن
ـ 'القدس العربي': لم تتغير المعادلة السورية دوليا من ناحية استمرار
الاستقطاب بين الشرق والغرب، فأمريكا وحلفاؤها ما زالوا مصرين على رحيل
الرئيس بشار الأسد كمقدمة لحل الأزمة، وبالنسبة لهم لم تعد خطة عنان
بنقاطها الست ناجعة او حتى موجودة، أما روسيا والصين فقد اكدتا في اجتماع
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو تمسكهما بخطة عنان
ومعارضتهما لحل من الخارج او حل يشمل رحيل الأسد وتغيير للنظام بالقوة.
وظلت
روسيا تؤكد انها في موقفها من الأزمة السورية لا تدعم الأسد، وقد أكدت مرة
أخرى على لسان نائب وزير الخارجية غيداني غاتيلوف الذي قال 'اننا لم نقل
أبدا ان بقاء الأسد في السلطة ضروري لانهاء الأزمة السياسية'. وترى صحيفة
'التايمز' ان هذه التلميحات تعني استعدادا روسيا للموافقة على نقل السلطة
لحليف للاسد، نائبه مثلا، أي تبني الطريقة اليمنية حيث وافق علي عبدالله
صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور. ولكن جوهر الموقف الروسي هو
انه يريد ان يكون جزءا من حل الأزمة ولهذا ظل يؤكد على ضرورة الحوار بين
المعارضة والنظام، حيث حملت موسكو المعارضة المسلحة جزءا من المسؤولية عن
مجزرة الحولة نهاية الشهر الماضي، ولهذا أكد غاتيلوف على أهمية اظهار
الطرفين الاستعداد للتقدم من أجل الحوار.
وفي الوقت الذي يدعو فيه كوفي
عنان المجتمع الدولي لانقاذ خطته ودعمها قبل ان تدخل البلاد في حرب أهلية
فان المعارضة تؤكد يوميا انها تخلت عنها ولم تعد مقيدة بها وتعلن يوميا
انها كبدت قوات النظام خسائر فادحة، فقد اعلن المرصد السوري في لندن ان
المعارضة قتلت 12 جنديا سوريا، نهاية الاسبوع، وأعلنت امس عن اشتباكات
عنيفة في مدينة اللاذقية أدت الى مقتل 15 جنديا نظاميا.

الهاربون من الجندية

وفي
ظل استمرار العمليات العسكرية وتوسع نشاطات الجيش فان استمرارها سيؤثر
عاجلا ام آجلا على قدرة الجيش على السيطرة على البلاد، واشارت تقارير الى
ان جيش النظام يعاني من أزمة تخلف المجندين عن الخدمة العسكرية اضافة
لاستمرار هروب الجنود من بين صفوفه حسبما تعلن المعارضة يوميا. وعلى الرغم
من ان أعداد الجنود الهاربين من الجيش لا يزال قليلا الا ان استمرار الحرب
وقصف المدن أخذ يدفع الكثير من المطلوبين للخدمة الفرار الى الدول
المجاورة او التخفي داخل البلاد خشية ان يستخدمهم الجيش في قصف المدن
والبلدات.
وفي تقرير لصحيفة 'واشنطن بوست' نقل عن شاب اسمه حمزة كان
يخطط للخدمة العسكرية الاجبارية الا ان اندلاع العنف واستخدام النظام اليد
الحديدية أديا به للبحث عن طريقة لتجنب الخدمة حيث قال انه لم يكن قادرا
على الذهاب لان الجيش من المفترض ان يحمي الشعب وليس بشار الأسد. وظاهرة
الهروب من الخدمة ليست جديدة فقد كان الشباب يتجنبون الخدمة بالسفر الى
الخارج بذريعة الدراسة او السياحة، لكن الظاهرة تفشت وفي الظرف الحالي حيث
زاد عدد الفارين من الخدمة نوعا ما وخلال الأشهر الأخيرة الماضية. فمن لا
يستطيع الهرب للخارج والانضمام لمخيمات اللاجئين، يقوم البعض بالاختباء في
مناطق الجيش الحر، حيث يتجنبون نقاط التفتيش. ومع انه من الصعب تحديد عدد
الفارين او تقييم تأثيرهم على قدرات الجيش السوري الا ان مجرد اعلان
النظام بداية هذا الشهر عن عفو عام عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية يشير
الى ازمة الهروب من الخدمة حيث اعطى البيان الحكومي تسعين يوما لمن هم
متواجدين داخل البلاد و120 يوما لمن هم في خارجها في اشارة لازمة تجنيد.
وبحسب
تقييم جوزيف هوليدي الذي نقلت عنه الصحيفة فان المتهربين من الخدمة
العسكرية او تراجع عدد المجندين لا يؤثر كثيرا على قدرات الجيش النظامي
لانه يعتمد في ادارة العمليات العسكرية على الجنود النظاميين. فهروب
الشباب وان كان نافعا للمعارضة لان بعضهم ينضم لصفوفها الا ان البعض يرى
باستبدالهم بمؤيدين للنظام من العلويين تعميقا للخلافات الطائفية، خاصة ان
النظام يعتمد ايضا على جماعات الشبيحة التي تقوم بمهام تنظيف المدن والقرى
من المقاتلين بعد اجبارهم على التراجع نتيجة للقصف الشديد.
ويحذر
المحللون من تحول الانتفاضة من ثورة تطالب بانهاء النظام الى حرب أهلية
بطابع طائفي. فقد بدأت الانتفاضة التي قتل فيها اكثر من 10 الآف شخص حسب
أقل التقديرات، الا انها توجهت نحو العسكرة، خاصة ان المعارضة ظلت تطالب
اصدقاءها بتسليح مقاتليها، ويتهم النظام كلا من قطر والسعودية بدعم
المعارضة ماليا وعسكريا. وحتى من هم في سن الخدمة القانونية وموالون
للنظام يخشون من المشاركة في العمليات العسكرية في المدن الثائرة، ولهذا
فهم مثل المعارضين لا يذهبون لمعسكرات التجنيد، ومن يهرب منهم يقول انه لن
يعود الى سورية الا بعد سقوط النظام ويفضل معظمهم وضع اللاجىء على تجديد
جواز سفره المنتهي خشية مصادرته من قبل مسؤولي السفارات السورية في
الخارج. مما يعني تعرضه للترحيل من البلاد التي يقيم فيها.

باربرا وولترز تعتذر

من جهة اخرى عبرت المذيعة الأمريكية التلفزيونية الشهيرة بابارا وولترز عن
بالغ أسفها من استخدام ثأثيرها لمساعدة ابنة سفير سورية في الامم المتحدة
بشار الجعفري شهرزاد في محاولتها الحصول على مقعد للدراسة في واحدة من
اشهر الجامعات الامريكية وهي جامعة كولومبيا، ومساعدتها لتأمين عمل لها
كمتدربة في برنامج يديره الصحافي البريطاني المعروف بيرس مورغان في محطة
سي ان ان.
وأظهرت رسائل الكترونية استطاعت المعارضة السورية كشفها ان
وولترز البالغة من العمر 82 عاما وعميدة مذيعي شبكة اي بي سي تدخلت لتأمين
دراسة لابنة الجعفري. وعملت الجعفري البالغة من العمر 22 عاما مستشارة
اعلامية للرئيس الأسد قبل ان تعود الى أمريكا، وكانت علاقتها معه قريبة
لدرجة انها كانت تكتب اليه يوميا متحررة من الرسميات حيث كانت تناديه
بالرجل المتأنق ـ ديود حسب اللهجة الامريكية - وكانت شهرزاد تظهر وحيدة
الى جانب الرئيس عندما كان يقابل الصحافيين الغربيين. ومن خلال معرفة
وولترز بوالد شهرزاد بشار الجعفري الذي تعرف عليها منذ سبعة اعوام استطاعت
المذيعة الامريكية الحصول على اول لقاء مع بشار الأسد مع شبكة تلفزية
امريكية، حيث حظيت مقابلتها في نهاية كانون الاول (ديسمبر) باهتمام عالمي.
وأظهرت
الرسائل الألكترونية المسربة ان وولترز وشهرزاد ظلتا على اتصال بعد
المقابلة. وتقول الصحيفة ان شهرزاد اتصلت مع باربرا بعد عودتها الى
نيويورك. والعلاقة قريبة بين الاثنتين لدرجة ان شهرزاد تناديها 'امي
بالتبني' ومن جهتها تناديها وولتزر بـ البنت العزيزة'.
وقد التقتا على
غداء في كانون الثاني (يناير) في مطعم في مانهاتن العليا، وحسب الصحيفة
فان الجعفري طلبت من وولترز مساعدتها في الحصول على وظيفة في اي بي سي.
وقالت وولترز انها رفضت مساعدتها لان هناك سيكون تضارب في المصالح، ولكنها
عرضت مساعدتها بطرق اخرى. وبعد اللقاء كتبت وولترز الى الجعفري تقول لها
انها اتصلت مع بيرس مورغان في سي ان ان و'اثنيت عليك وارسلت لهم سيرتك
الذاتية'، وسألتها ان كانت لا تزال تفكر بالانضمام لجامعة كولومبيا وعرضت
مساعدتها، ولم تحصل الجعفري لا على الوظيفة او قبول للدراسة. وتقول
الصحيفة ان وولترز كانت واحدة من قلة دعاها السفير السوري في الامم
المتحدة على حفلة خاصة في الشهر الذي اندلعت فيه الانتفاضة العام الماضي،
وان من بين المدعوين كان مراسل لقناة 'برس تي في' المدعومة من ايران، ولكن
وولترز لم تحضر. واكدت وولترز التي تقدم برنامجا يوميا ان الجعفري عندما
عادت الى نيويورك طلبت مساعدتها للعمل في اي بي سي لكنها رفضت وقالت ان
هذا سيكون تضاربا في المصالح ولكنها قالت انها ستذكر اسمها لمؤسسات
اكاديمية واعلامية وبالنظر الى ما حدث فانها تعبر عن اسفها الكبير.
يذكر ان وولترز عندما التقت مونيكا لوينسكي بعد الكشف عن علاقتها مع بيل كلينتون شاهد المقابلة 74 مليون مشاهد.