رتكب النظام السوري مجزرة كبيرة في حمص
تعبر عن مدى وحشية النظام وتخبطه في مواجهة الشعب السوري وهو تخبط يقترب
إلى مرحلة اليأس وعدم القدرة على التمييز في اتخاذ القرارات حتى إن القصف
الوحشي طال البيوت والمساجد والكنائس وقتل فيه النساء والأطفال والشيوخ
ربما ليظهر للعالم إصراره على استخدام المواجهة الأمنية واستهتاره بالرأي
العام العربي والدولي استنادا إلى موقف روسيا في مجلس الأمن وهو الموقف
الذي لا يمكن تفسيره سوى بالانتهازية الروسية التي قارب نفوذها بالأفول في
الشرق الأوسط ودفاعها عن سوريا هو دفاع لا أخلاقي ولا يمت إلى الإنسانية
بصلة.
إن
طبائع الدول الديكتاتورية والأنظمة القمعية هو استهتارها بالرأي العام
وعدم تقديرها لشعوبها والنظام السوري سيبقى أحد الأنظمة القلائل في العالم
التي على استعداد للتضحية بالآلاف من شعبها من أجل تثبيت حكمها وتمجيد
زعمائها لكنها لا تدرك أن التاريخ في المحصلة الأخيرة لن يكتب سوى الخزي
والعار في صفحاته لمثل هذه الأنظمة وستظل الأجيال القادمة شاهدة على
انتصار الشعوب وقدرتها على الانتصار وهو ما سوف يتحقق في سوريا بلا شك
ويكاد يشبه اليقين.
ما ارتكبه النظام البعثي في حمص عار على جبين
الإنسانية ويؤكد أن الدول الكبرى تبحث عن مصالحها بغض النظر عن المبادئ
والقيم الإنسانية وهذا ما يتجلى في الأزمة السورية حيث تقف الدول الكبرى
عاجزة عن تغيير واقع شعب يقتل على مرأى ومسمع الرأي العام الدولي وتتم
مناقشة حق الشعب السوري في الحياة والبقاء في أروقة الأمم المتحدة وتخضع
للمساومات الدبلوماسية وتقديم التنازلات لإرضاء هذه الدولة أو تلك.. إنه
نوع من التواطؤ غير المقبول ولا يمكن السكوت عنه ويجب أن يخجل العالم من
هذا الموقف المتردد ويصدر القرارات الحاسمة التي تردع النظام السوري
وتوقفه عند حدوده.
فاق النظام السوري الديكتاتوريات واستمرأ العنف
والموت والمجازر بحق شعبه وآن للعالم أن يقف بجانب الشعب السوري في محنته
ويبادر إلى إيقاف الموت وأن يخرج الملف السوري من المساومات السياسية
ويدخل باب الجرائم العظمى وإلا فسيموت الآلاف من شعب سوريا إذا لم يتحرك
العالم.
نحيي الشعب السوري على صموده ووقوفه ضد النظام الديكتاتوري
ويستحق شعب سوريا منا التحية والتقدير على مواجهته الكبيرة لآلة العنف من
قبل نظام الأسد القمعي.