ا يمكن لهذه الحرب الإسرائيلية-الشيعية أن تبدأ دون أن تنتهي. وهناك حتمية
ما تؤكد أن الحرب ستنتهي لصالح إسرائيل لمجموعة مقاييس عسكرية و سياسية و
اقتصادية و عالمية. أما من يعتقد أن حزب الله سوف ينتصر فهو واهم واهم
واهم..حتى ينقطع النفس..!!
ولكن ماذا سيحدث بعد انتصار إسرائيل..؟
ستبدأ حينها اللعبة السياسية. و من صالح إسرائيل ومن خلفها أمريكا أن يبقى
حزب الله و تبقى عدته أو ما تبقى منها. و من صالح إسرائيل أيضا أن يظل حزب
الله قويا و مؤثرا على لبنان و إسرائيل. قد يقول أحدكم بأن ما أقوله لا
يتفق مع أهداف إسرائيل في حرب تموز 12, لكن ما أعتقده غير ذلك تماما..
فالمتأملين أمثالي يستطيعون تحليل التصريحات الاسرائيلية بشكل سياسي و ليس
عسكريا فقط. كل التصريحات الاسرائيلية هي في دفع حزب الله الى شمال
الليطاني, وبالتالي فكاتيوشات الحزب لن تصل الى شمال إسرائيل أو حيفا. و
بالتالي و بعد انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني فكل عتاده سيكون أقرب الى
بيروت مكمن صناع القرار (الأكثرية), كاليمين و الوسط اللبناني الموالي
للسعودية و مصر والأردن. و هنا ستبدأ لعبة سياسية أخرى لا يعرف مداها أحد..
كل ما أتصوره هو أن قوات حزب الله ستكون بمواجهة الحكومة المدنية المنتخبة,
وهذه الحكومة لا تقل عداوة عن أمريكا بالنسبة للكتلة اليسارية الباقية
(سوريا و ايران). و ستتحول إسرائيل و أمريكا الى متفرجين على ما سيحدث من
مهاترات بين الكتلتين (حزب الله و اليسار الباقي ضد الحكومة اللبنانية
المنتخبة واليمين العربي)..
حرب أخرى بعد الحرب. و دمار أكبر بعد الدمار. وثكلى أخر بعد ثكلى كل الحروب
على لبنان. ولكن لبنان لن يركع للشيطان وان طغى. ان من سيحارب و سينتصر في
لبنان هو جمال لبنان و أحرار لبنان. و سيكون النصر لهم, وان تأخر بعض
الشيء..