** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الايديولوجيا ومعضلة التعبير الثقافي: تساؤلات مفتوحة هل يبقي المثقف ممثلاً لدور الضحية؟  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الايديولوجيا ومعضلة التعبير الثقافي: تساؤلات مفتوحة هل يبقي المثقف ممثلاً لدور الضحية؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

الايديولوجيا ومعضلة التعبير الثقافي: تساؤلات مفتوحة هل يبقي المثقف ممثلاً لدور الضحية؟  Empty
09112011
مُساهمةالايديولوجيا ومعضلة التعبير الثقافي: تساؤلات مفتوحة هل يبقي المثقف ممثلاً لدور الضحية؟

هل يبقي المثقف ممثلاً لدور الضحية؟
الايديولوجيا ومعضلة التعبير الثقافي: تساؤلات مفتوحة هل يبقي المثقف ممثلاً لدور الضحية؟  I2_20080308042715

علي محمد اليوسف


بين الايديولوحيا والابداع تتوسط آصرة الحرية.تقفز الي الذهن بلا
استئذان كجسر علاقة بين الطرفين:الايديولوجيا ــ الحرية ــ الإبداع.والحرية
اثراء واغناء لكل منهما الايديولوجيا والابداع منفردين كلا علي حدة.
فبالحرية تكون الايديولوجيا انسانية عادلة ديمقراطية وبالحرية يكون الإبداع
انسانيا اصيلا متجاوزا اللامألوف فاتحا ابواب المستقبل المعاصر.وآصرة
الحرية اشمل من مفهومي الايديولوجيا والإبداع منفردين او مجتمعين
معا.فتاريخ الانسان انثربوجيا هو تاريخ حريته قبل أي اعتبار جاء لاحقا منذ
وعي الانسان وجوده كائنا يروم سيادة الطبيعة وتاكيد ذاته الانسانية
المتفردة المميزة.
الايديولوجيا في نشدانها الحرية تغتني بنفسها وتغني
انسانها. والإبداع في نشدانه الحرية تتعمق انسانيته ويأخذ فضاءا متسعا
لتجربته بالضد من اية وصاية سوي وصاية الارادة والاختيار الحر لئلا يضمحل
دوره وتخبو جذوته في الحياة.... ويبقي ما ذكرناه في اطار التعميمات ونسبية
القياس علي اعتبار ان علاقة الحرية بالإبداع والايديولوجيا مسالة قائمة
عندنا علي نطاق الوطن العربي بتفاوت درجة حدتها وتباين اسلوب معالجتها من
قطر عربي لاخر. فمصادرة حرية المبدع العربي ومعاناة المثقف العربي اشبعت
شجبا وادانة وتشهيرا بمرتكبيها دونما جدوي او طائل علي نطاق الوطن العربي.
لكن
يبقي مؤشر الحرية، حرية المثقف العربي المبدع مرتهنا براينا بمسالتين ليس
من الصالح الخلط بينهما او التفريط باحداهما والا اصبحت المطالبة بالحرية
الثقافية والإبداعية وهما مفتعلا، تجعل المثقف المبدع يبحث دوما عن غربة
المكان خارج وطنه واسوأ حال يصله الانسان هو حين يجد حريته اصبحت خارج
وطنه. في ذلك الموقف يمتلك تبريرا ذاتيا زائفا في طبيعة تنصله من اية
مسؤولية تجاه مجتمعه في غربته عن الوطن.
الحرية قبل كل شي مسالة التزام
مبدئي قائم علي الارادة والاختيار الكامل الجاد بالانسان العربي ارضا
ومصيرا، حاضرا ومستقبلا، تاريخا وحضارة.. ان ذلك كافيا بجعل مطالبة المبدع
او المثقف العربي بالتأسيس الديمقراطي الذي يكفل له الإبداع بعيدا عن
(شبهة) استقطاب طروحاته تلك من قبل مناهج ليبرالية اجنبية في توخيها ــ علي
الاقل علي حد تعليلنا نحن ــ تجويف الفكر الثقافي العربي وتعميم سطحيته
والاستحواذ علي مقدراته بضمنها اختياراته الوطنية ــ القومية وصولا لتعطيل
النهوض الحضاري الذي تراه يهدد مصالحه السياسية ــ الاقتصادية بما اصطلح
علي تسميته بالغزو الثقافي الخارجي. ان ارتهان مبدا الحرية لدي المثقف
المبدع ينبع من/ويستمد من انه معني بخلق فلسفة وجود انساني حضاري يعيد
للأمة ثقتها بنفسها ويوقف حالة التدهور التي تعانيها وازدواجية القيم في
الكثير من مناحي حياتها... ايضا باشتراط الابتعاد عن مؤثرات الفكر الأجنبي
المعاصر في غير توجهاته الدولية الإنسانية الليبرالية الحقة في جعل دول
العالم الثالث او ما يسمي دول الجنوب تدور سياسيا وحضاريا في فلكه وتجيير
مصالحها الوطنية ضمن صيغة الوصاية وافراغ خصائص الهوية القومية وملامح
المحلية من مضامينها لتصب في خانة ما اطلق عليه النظام العالمي الجديد في
نهاية التاريخ واحكام سيطرة القطب الامريكي الواحد علي العالم نهايات القرن
العشرين.

(2)
منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي عنفوان وضع الايديولوجيا
العربية السياسية الوطنية والقومية علي صعيديها التنظري والتطبيقي علي محك
الاختبار تحيطه هالة من التأييد الشعبي المطلق، وظل الفكر الاخر، الفكر
الثقافي الإبداعي (الأدبي ــ الفني) لعقود الخمسينات والستينات والسبعينات
تقريبا يرفد الفكر الإبداعي الايديولوجيا القومية والوطنية سواء اكانت
حاكمة او كانت علي شكل احزاب وتنظيمات خارج مركزية استلام السلطة يرفدها
بنتاج ادبي وثقافي وابداعي فني يلتزم الانسان العربي حتي بتفاصيل حياته،
وبقي التوازي وعدم الاختلاف الجوهري الذي يؤدي الي قطيعة بينهما سائدا ما
بين الايديولوجيا العربية السياسية التي كانت مغرمة بشعارات رومانسية تنشد
(جذريا) وليس اصلاحيا فقط اوضاع الوطن العربي ومشاكله برمتها علي صعيد
الشعارات والاعلام الصاخب الذي يطغي علي أي منجز او تطبيق واقعي ولو لبعض
هذه الشعارات وبقي الفكر الإبداعي العربي الثقافي يعبر فنيا بأطر وخصوصيات
تعبيرية في الشعر والقصة والنقد والرواية وحتي الفنون التشكيلية علي صعيد
الإبداع التقني المتميز في اللوحة. كان هذا توجه ومنطلق الفكر الإبداعي
الثقافي ــ الفني لمعظم نتاجه ليس بتبعيته سياسيا للايديولوجيا السائدة في
السياسة والاعلام ولكن لنقل من حاجة ومستلزمات الضرورة التي كان يمليها
الواقع العربي والخلافات والمصالحات احيانا واضطراب اوضاعه السياسية
وتعقيدها وتشابكاتها في حينها. بقي الفكر الإبداعي ــ وكان في غالبيته
محكوما تقريبا بانتماءاته الإيديولوجية للأحزاب السياسية علي اختلافها حتي
بدأ رجل الشارع القارئ العادي المتابع لصحيفة او مجلة ادبية ثقافية يجد في
النتاج الإبداعي الرائج وقت ذاك الذي يضخ له انما يمثل شريحة ايديولوجية
لحزب سياسي معروف لديه بطروحاته وادبياته السياسية الاقتصادية الفكرية.
ليست بصيغ الخطابة والتواصل المباشر وانما بخصوصية الصيغ والاشكال الفنية
وكان مما يبعث علي الاطمئنان الحذر لدي القارئ او المواطن العادي من وجود
اختلافات بين هذا الإبداع الأدبي ــ الفني فهو وان كان في معظمه موظفا
لخدمة توجهات مؤسساتية سياسية وانظمة حكم فهو لم يكن كذلك في بعضه ولا يخضع
لمثل هذه الوصاية وانما يدور في خطاب ايديولوجيات سياسية غير حاكمة تعمل
علي نشر الإبداع الذي يتوافق مع توجهاتها والمعبر فنيا عما هو سائد ويعانيه
المواطن في مجتمعه ومحيطه وعلاقاته العربية والعالمية فقط بفارق تأكيد
اختلاف ان الإبداع الادبي الثقافي الفني يتميز بخصوصية فنية ومستلزمات
ابداعية تنأي به عن المباشرة والخطابية التي هي من سمات ( الايديولوجيا )
وليس من سمات الإبداع الادبي الثقافي الفني.
لذا ــ بحكم الوصاية
الايديولوجية حتي وان كانت غير مباشرة علي الإبداع ــ عمت تيارات واتجاهات
ادبية ثقافية تناسب تماما محصلة وعي واستيعاب البنية العامة ثقافيا للمجتمع
القريب من تيار الواقعية الاشتراكية وقد وصلت تأثيرات هذا التيار في
اضفائه ملامحه وخصائصه الانسانية الاجتماعية حتي علي الفنون التشكيلية.
وبمرور الوقت ازدادت هوة التباعد والجفاء والقطيعة والانتقاد الجارح
المتشفي بين الفكرين الايديولوجي خاصة الحاكم والفكر الإبداعي الذي اخذ
بعضهم يحاول من خلاله شق استقلالية ذاتية علي صعيد عطائه الادبي والفني عن
الوصاية المباشرة او غير المباشرة للايديولوجيا التي كان يعتنقها ويخدمها
تنظيميا فاتجه نحو التغريب المتطرف في التجريب التقني الفني في ملاحقتها
افرازات العصر الثقافية والفنية عالميا.
اتسعت الفجوة وتضخمت عوامل
اقتناع المثقف المبدع بالقطيعة مع الفكر الايديولوجي او بالاعم مع
الايديولوجيات السائدة حتي بلغت ذروتها واستفحالها وحدتها تأخذ شكل
(اللارجعة) اللاعودة الي الالتقاء واستمرت القطيعة بالامتداد لعقود اكثر من
اصابع اليد الواحدة التي تلت مرحلة الخمسينات واخذت طابع الازمة المستعصية
علي الحل، بل المستعصية علي التفكير في حلها كمرادف للتراجع السياسي
والتقهقر. خلال هذه العقود كان خلالها الفكر الايديولوجي السياسي يحاول
الايهام مستميتا التشبث بامكانية بعث جذوة الاندفاع الذاتي للمواطن التي
تراجعت بل انكفأت بارادة الانزواء المسبق للأسباب التي تتعلق بالتركيبة
المؤسساتية المؤدلجة والتطبيق الواقعي المسخ للافكار السياسية. وتعلل بعض
المفكرين والمبدعين الذين لم يرتضوا ان يكونوا ادوات اعلام وتجميل
للايديولوجيا الحاكمة من الذين هاجروا عن اوطانهم العربية والذين لم
يستطيعوا لاسبابهم الشخصية من الهجرة ان اسباب جفوتهم وانقطاعهم وسحب ثقتهم
بلا رجعة عن تدعيم توجهات الفكر الايديولوجي السياسي الحاكم السائد الذي
اصبح هدفه الاحتفاظ بالسلطة قبل أي اعتبار مبدئي عقائدي اخر.. واتهموا هذا
الفكر الاخير السياسي انه مهما حاول ويحاول من تجميل صورته وستر عيوبه
واخفاقاته فهو مدان مرفوض اساسا من قبلهم عن قناعتهم كونه فكرا وممارسة
مفروزين عن / وناتجين من / واقع سلطوي مدان في تركيبته وتدهوره وسقوطه
وتمكن هذا الفكر السياسي من استغفال حركة الجماهير العربية وحقوقها في
الحرية والديمقراطية والانسانية في ابسط مراتبها واستغل عواطفها الوطنية
وطموحاتها القومية النبيلة في تزييف القيم والابقاء علي قمع الجماهير
واضطهادها كلما حاولت تاكيد هويتها وفرض شخصيتها او محاولة الخروج عن خانة
(الادلجة ) لكل مناحي حياتها. وقد يكون خطأ هذا الطرح التعميمي وربما مأزقه
ايضا يكمن في عدم الدقة من جانب سلبية الفكر الإبداعي في ادانته الفكر
الايديولوجي السياسي السائد، ليس اولها عدم التفريق بين تطبيق هذا النظام
او تلك المؤسسة وتحقيق بعض المكاسب والمنجزات الشعبية العريضة بصوابية منهج
وتصور سليمين.. وبين اخفاق النظام الاخر في تشويهه تلك المبادئ اذا ما
اراد لها التطبيق ومنع الجماهير المغلوبة علي امرها حتي من ابسط مشاركة في
رسم بعض تفاصيل مصيرها ومستقبلها.. وثانيهما تعالي واحجام الفكر الإبداعي
ــ للاشتراطات التي لا تقبل الاختلاف ابدا كونه لا يمثل مؤسسات سلطة حاكمة
او نظام ــ عن تمكنه من اعطاء بديل ــ يفتقد اساسا لوسيلة تنفيذه علي
الواقع في التطبيق ــ يمكن ان يوضع موضع الاختبار لما يريد ولما يجب ان
تكون عليه الامور وهنا نؤكد علي مسالة في غاية الاهمية هي ان لا نغفل او
نسقط من حسابنا وننسي الاخذ بالاعتبار الاستقلالية لطبيعة الادب والفن
واختلاف كل من الفكرين الايديولوجي والابداعي فللفكر الايديولوجي سماته
الخاصة به وللفكر الإبداعي خصوصياته التقنية الفنية الإبداعية الخاصة به
ايضا.. وان اشكال ووسائل التوصيل للآخرين ووسائل التوصيل للفكر الفني
الإبداعي التي تختلف جدا وبما لا يقاس ولا يقبل المقارنة مع اشكال ووسائل
التوصيل المباشر المجرد من القيمة الفنية والجمالية التي تضطلع بها
الايديولوجيا في مخاطبتها للجماهير المتسم بالمباشرة والخطابية السياسية ــ
الاعلامية التي تتوخي الاقناع والتعبئة فقط.
وثالث هذه الاشكالية سلبية
الفكر الإبداعي الادبي الفني (إلانتقادية) في رصده سلبيات الواقع العربي
وازماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية اذ نجد الانجرار والاسراف من قبل
الفكر الإبداعي لتضخيم تلك السلبيات والاخفاقات الايديولوجية السياسية بحق
احيانا علي انها علي صعيد التطبيق العملي انما هي معضلات مزمنة مستفحلة
يستحيل حلها او معالجتها ضمن الاشتراطات التي ترتكز عليها وتعتمدها
الايديولوجيا السياسية السائدة من جهة..... وكذلك اشتراطات الامكانات
الذاتية والموضوعية للأمة في ظل سياسات الانظمة العربية القائمة من جهة
اخري.

(3)
هنا لابد لنا من اعطاء لمحة سريعة عن الاعلام العربي بمؤسساته
واقطابه والقائمين عليه المرتبط بالانظمة الحاكمة فهو اسثناء من حالة
القطيعة التي اشرنا لها سابقا، قطيعة الفكر الإبداعي بالضد من الايديولوجيا
المؤسسية الحاكمة فالاعلام الرسمي العربي علي الدوام هو محل ثقة الانظمة
الحاكمة للاضطلاع بمهمته المعهودة له ايديولوجيا وسياسيا وتنفيذ الغرض
الموكول له في خدمة وتدعيم توجهات المؤسسة الحاكمة وخدمة اهدافها وتنفيذ ما
ترغبه وتريده لاعتبارات واضحة مفهمومة.. فالاعلام الرسمي العربي هو الابن
الشرعي للتركيبة المؤسساتية الحاكمة.. والابن اللقيط للتنظير الايديولوجي
السياسي التبريري المعسول للأنظمة... ثم تاتي بعد ذلك سهولة مهمات الاعلام
الرسمي ووسائله المتنوعة في تحقيق التعبئة التضليلية واستغفال الجماهير
وتخديرها وخداعها بالتقاط الاعلام الرسمي ورصده لظواهر مدانة مجتزئة من
الواقع الاجتماعي والاقتصادي المأزوم بل المتهرئ ووضع الترقيعات والمعالجات
الوقتية التخديرية لتدعيم سمعة النظام وتثبيت ركائزه في الحكم اكثر من أي
اهتمام مصيري اخر يهتم بتحقيق او تقديم معالجات جذريه عميقة.
ان غالبية
الاصدارات الادبية والثقافية والفنية التي تقوم عليها وصاية سلطة الاعلام
الحكومية الرسمية ماعدا استثناءات متميزة جدا في اقطار عربية مثل مصر،
لبنان وبعض دول الخليج العربي التي لديها دور نشر غير خاضعة لرقابة الدولة
وجدت تلك الاصدارات وتجد دائما طريقها للنشر وهي تفرض نفسها باصالتها
واهميتها.. وما عداها كانت هناك اصدارات ونتاج ادبي وثقافي وفني يمثل وصفا
ذكيا للوضع العربي المازوم بتكرار نفس المفاهيم والمفردات واللغة التي ترضي
السياسة الحاكمة في اشتراك قاتل قولب الحياة العربية ومفردات الحرية
والديمقراطية والحقوق الاساسية للانسان العربي بمعلبات (سوقية).
وكان
الجاد الصادر من بعض الاقطار العربية المفروز عن هذا الكم المطبوع تحت
وصاية وحراب الايديولوجية السائدة الرسمية يراوح بين فكين في طموحة العاجز
عن الاسهام التأسيسي لهيمنة ثقافية ادبية ومعرفية عامة جادة غير مؤدلجة
بالسائد يتوخي شحن الذهنية الجماهيرية العربية وتحديث الحياة برمتها لانه
كان يتوسط اتجاهين وان بديا متناقضين في توجهاتهما الا انهما متفقين
بالمحصلة ربما عن غير قصد مسبق باضاعة الطريق الصحيح امام الجماهير العربية
وتغييب دورها وتضييعها بسيادة وهيمنة تيارات من التفكير المسطح القديم لكي
ينهض من قبره ويحرك الاحياء من الناس. الاتجاه الاول المتسم بالتحليل الذي
ينتشر بين ثنايا العمل الادبي والفني الذي تطغي عليه صفة التجريح
الانتقادي العميق بما يفقد الانسان العربي ثقته بنفسه وينوء بحمل هذا
الواقع الماساوي الموضوع فوق كاهله ناهيك عن عجزه من تمثله ورفضه. والاتجاه
الثاني المهووس بالحداثة الاجنبية المستوردة في تنصله التام لامكانية
معالجة الواقع العربي بوسائلة الذاتية الخاصة دونما التطلع الي خارج الحدود
في البحث عن مستوردات التحديث الاصلية واستحالة ــ حسب زعمهم ــ تشكيل هذه
الحداثة وتحقيق المعاصرة المنشودة بضوء معطيات وتحديات الواقع والحياة
العربية في ازمتها المعاصرة.

(4)
من مسائل علاقة الايدلوجية بالإبداع هو في اختلافهما في نظرتهما
وتقويمهما لموازنة المعادلة ــ التي يبدو ستكون ازليه في المجتمعات العربية
ــ تلك هي علاقة المعاصرة بالتراث وكيفية فهم المستقبل بضوء امتداد الحاضر
في رحم الماضي من جهه وامتداد الحاضر في غموض ومجهولية المستقبل العربي من
جهة اخري. بينما كنا نجد الفكر الايديولوجي القومي السياسي خاصة قبل ان
يصبح تجربة حكم في مصر وسوريا والعراق واقطار عربية اخري. كان رواد النهضة
العربية خاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر واضحا لديهم في ادبياتهم
وطروحاتهم استيعاب مسالة موازنة المعاصرة مع التراث بما يحفظ للأمة
العربية هويتها المميزة وتاسيس ما اصطلح علي تسميته مؤخرا بالمشروع النهضوي
الحضاري العربي.. وكان واضحا في هذه الادبيات تغليب جانب التنظير الخطابي
علي حساب الممارسة والتطبيق المغيب بنسبة تفاوت عالية جدا لصالح التنظير
فقط الذي اعتبر التراث العربي ما قبل الاسلامي والاسلامي باطلاقية غير
مؤطرة تحديدا بمرحلة او بمراحل زمنية يمكن اعتمادها ولا واضحة فيه مضامين
هذا التراث وفي أي من الجوانب منه يمكنه ان يخدم حاضرنا مع او / بمعزل عن
منتجات الحداثة المعاصرة الاجنبية وما بعد الحداثة اذ غلب الاسلوب
الانتقائي في الافادة من التراث ابداعيا وسياسيا. الي جانب هذه الصورة
المؤدلجة للتراث نجد تخلف الفكر الإبداعي الثقافي والادبي عن مثل هذا
الالزام القسري الذي يطوي في بعض جوانبه تذويب حدود استقلاليته ليس فقط
المشروطة بخصائصة التعبيرية الفنية والجمالية. بحدود استقلاليته في عدم
التبعية للفكر الايديولوجي ــ السياسي حتي ولو اقتصر الامر علي صعيد
التنظير. لذا عمد الفكر الإبداعي كرد فعل مغاير تماما ان لم يكن بالضد من
التنظير الايديولجي في بحث علاقة المعاصرة بالتراث.. اذ اعلن تمسكه
والتزامه بتجريبية فنية جمالية يغلب عليها تاثيرات المؤثرات الاجنبية
الثقافية الفنية الوافدة من الخارج والسائدة عالميا وضرورة اعتمادها حتي لو
كان علي حساب التضحية بملامح وخصوصية الهوية والمحلية العربية لحاقا بركب
المعاصرة الفنية المندفع قدما بمتواليات رياضية وهندسية. ولا يعدم هذا
التضاد والاختلاف من منحي استثنائي التزم الحد الوسط التوفيقي ــ التلفيقي
ما بين الفكرين الايديولوجي السياسي والابداعي الادبي.. وبقيت صحة وسلامة
هذه المزاوجة النظرية لفك اشكالية علاقة المعاصرة بالتراث بمنهج انتقائي
تجزيئي تمثل في تأرجح الكثير من نتاجات هذا الفكر الإبداعي بين قطبي
الانجذاب تارة نحو تغليب المؤثرات الاجنبية في التجربة الإبداعية التي
تتطلبها التقنية المعاصرة الفنية الحديثة وبين مؤثرات جذب الموروث وخاصة
الموروث الشعري من المهم ان نقر ان ليس لدينا موروث كمي ونوعي ادبي تعبيري
قصصي او روائي او مسرحي يمكننا أي يمكن لصاحب الانتاجية الإبداعية الافادة
منه في تقنية الشكل وانما فقط علي صعيد المضامين الموزعة في حوادث التاريخ
والفلسفة والحضارة العربية والاسلامية ولنا القليل من الموروث في مجال
القصة مثل كتاب الف ليلة وليلة ومؤلفات الجاحظ وابن المقفع ان في سقوط
الفكر الإبداعي الثقافي في نتاجاته الفنية الجمالية وفي تنظيراته النقدية
الصادرة عنه في مطبات التجزيئية الانتقائية واغلب الاحيان العشوائية
للحداثة جاءت لتحقيق هدفين : اولا تكريس انفصاليته ــ نقصد انفصالية الفكر
الإبداعي ــ واستقلاليته عن تبعية او مماشاة الفكر الايديولوجي المسيس.
وثانيا تاكيد نزعة التجريب والاخذ من المعطيات التقنية الفنية لما تتطلبه
العملية الإبداعية في ترسيخ هويته الحداثية وعصريته الإبداعية حتي لو جاءت
علي صورة تهجين وافتعال التبعية ومواكبة المعاصرة الفنية والادبية عالميا.
فمن السهولة ان نجد الان وخاصة علي صعد التجربة الشعرية وحتي القصصية
والفنون التشكيلية تقنية فنية متقدمة جدا عصية علي الاستقبال والتلقي
والهضم. في حين من الصعوبة ان نعثر ويمكننا التعميم علي نطاق الوطن العربي
علي معيار او مستوي من التذوق الفني الشعبي ومستوي حتي متواضع من الاستقبال
لمثل هذه الاعمال الإبداعية من غير المعنيين في شؤون الادب والفن ومن
المختصين في متابعة الاعمال الفنية والجمالية وهذا لا يسعف الاخذ بوجهه
النظر النقدية القائلة بان التجربة الإبداعية الاصيلة مقياس نجاحها (القلة)
او (الصفوة) المستقبلة لها وليس في احتضان الجماهير الواسعة العريضة ومن
الجدير بالذكر بان الاقبال الغير الاعتيادي علي عمل ادبي او فني هابط لا
يخلق منه ابداعا اصيلا ايضا، اذ ان اردأ الروايات علي سبيل المثال هو ما
يصلح فيلماً للسينما ويحقق نجاحا كبيرا في شباك التذاكر علي حد تعبر الناقد
الاستاذ نجيب المانع. ما قصدناه ان من اخطر الاشكالات والازمات التي جرها
علي نفسه الفكر الإبداعي بخاصة في مجالي القصيدة العربية الجديدة والفنون
التشكيلية هي اشكالية التواصل والتوصيل مع وللمتلقي. وبذلك عزل الفكر
الإبداعي نفسه عن أي مسايرة مع مناهج التحديث الشامل العام الذي يطرحه
دائما الفكر الايديولوجي السياسي بصرف النظر عن مدي جدية هذه الطروحات او
زيفها التطبيقي. ولا نعتقد انفسنا مغالين بان عطاءات الفكر الإبداعي في
مغالاتها الافادة من تقنية الحداثة الفنية السائدة عالميا كانت ماثلة
امامها كهدف جعلها تغفل او تهمل ان محصلة الوعي الثقافي لعموم واغلبية
شرائح المجتمعات العربية لا يتعدي في مستواه العام الثقافة الواقعية وهموم
حياته اليومية. لكننا نميل ونفهم ان الحداتة والمعاصرة منهج حياة متكامل ان
لم يكن شاملا في خطوطه ومدياته العامة العريضة فلا يفيدنا ناقصا في تلبيه
تحديث مفاصل جانب من جوانب حياتنا ونجد ان ما هو ضروري من وسائل تحديت في
المجال الصناعي والزراعي مثلا في قطر عربي ما لا يتوقع ان ياخذ مداه في
الانتفاع العام اذا ما تم بمعزل متلا عن الذي يتم في جوانب البناء في
المرتكزات والبني الاقتصادية. فالتحديث والعصرنة الناقصة المجتزاة تقود
حتما الي نتائج ناقصه مجتزاة مشابهة أيضا لا تاثير جدي لها علي تحديث مجمل
الحياة. والانتقائية الناقصة في التحديث علي مستوي البني الفوقية من فكر
ثفافي وادبي وفني وجمالي معرضة للزوال والاضمحلال ما لم تستنبته وترعاه
وتسقيه ارض اجتماعه شعبية عريضة تري في تعميم وسائل التحديث رفاهيتها
وسعادتها. فالحداثة في مجمل وسائلها تمثل مجالات متداخلة في. العمق،
البنائي. الهرمي للمجتمع وليست الحداثة (موضة) طافية علي سطح المجتمع. ومن
واجب ومسؤولية الحداثة الإبداعية عصرنة وتحديث وسائل معيشة المجتمع وتحقيق
وجود ديمقراطي انساني للفرد العربي وتمتعه بحقوقه كاملة وعدم تغييب دوره
كانسان يدرك بوعيه ما يحيط به وما هو دوره وحقوقه فيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الايديولوجيا ومعضلة التعبير الثقافي: تساؤلات مفتوحة هل يبقي المثقف ممثلاً لدور الضحية؟ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الايديولوجيا ومعضلة التعبير الثقافي: تساؤلات مفتوحة هل يبقي المثقف ممثلاً لدور الضحية؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  الايديولوجيا ومعضلة التعبير الثقافي: تساؤلات مفتوحة
» المثقف والتأثير الثقافي ـ مبارك أباعزي
» مولد الايديولوجيا
» الحكومة ومعضلة التواصل
» الجيش ومعضلة رحيل مبارك

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: