يتردد على مسامعنا في وسائل الإعلام المختلفة
وبصورة متكررة لفظ { أزمة } وكثيراً ما نسمع على سبيل المثال لا الحصر عن :
أزمة الصواريخ الكوبية ، أزمة كوسوفو ، أزمة دار فور.
*وقد نشأ في أوائل الستينات من القرن الماضي أسلوب جديد في إدارة العلاقات والنزاعات الدولية سمى بإدارة الأزمات .
*الاستعداد للمواجهة أصبح في حد ذاته مطلبا حيويا يوفر الكثير من المميزات
*يجب أن نخطط لمستقبلنا وإلا سوف يخطط له الآخرون بما يخدم مصالحهم .
نحاول في هذه المقالات دراسة خبرات جديدة لفنون الإدارة والقيادة أثناء
الشدائد أو الأزمات نبدأه بمفهوم الإدارة والأزمة على أن نفرد إعداد
قادمة لتناول الأزمات القائمة حالياً نشئ من التفصيل.
مفهوم الإدارة والأزمــة:
الإدارة هي القيام بالأعمال والنشاطات المختلفة .وهي تنفيذ الأعمال
بواسطة الآخرين عن طريق تخطيط تنظيم وتوجيه ورقابة مجهوداتهم لتحقيق هدف
محدد .
- لها معنى عضوي وتعني الإدارة بهذا التعريف مجموعة الأشخاص المكونين لمرفق عام / منظمة / هيئة بتكويناتها الداخلية .
والإدارة هي ذلك النشاط الذي يهدف إلى الوصول إلى الهدف بأفضل الوسائل
وأقل التكاليف في حدود الموارد والتسهيلات المتاحة وتحسين استخدام تنفيذ
الأعمال عن طريق مجهودات أشخاص . ونلخص وظائف الإدارة في التخطيط والتنظيم
والتوجيه والمراقبة
وتسمى بالإدارة الموقفية تلك المرتبطة بموقف أو
حادث معين وبالتالي فهي مؤقتة بطبيعتها لأنها تنشأ كرد فعل للمشكلات
.وتتميز بالآتي :
* سرعة التكيف والاستجابة للمواقف الطارئة
* اختيار الأعضاء حسب مهاراتهم وخبراتهم
* القدرة على إنشاء علاقات سريعة أثناء العمل والقدرة على نسيانها بمجرد انتهائها .
وتلعب هذه الإدارة الدور الرئيسي هو تحقيق المرونة الفائقة في التعامل مع
التغيير الديناميكي الذي طرأ على البيئة مما يحتم سرعة الاستجابة وسرعة
التصرف .
قد أثبت هذا النمط في الإدارة فاعليته ومن أمثلتها :
* غرف العمليات الأمن العام
* حالات الحرب وظروف الطوارئ العامة
* الكوارث الطبيعية
* مقاومة الأوبئة والآفات.
وتقوم هذه المنظمة بالاضطلاع بمهام مواجهة الموقف الطارئ واحتوائه تبعا
لظروف كل حالة ولكن هناك مهام عامة وهي :
* تحديد مسؤولية كل جهة في مواجهة الموقف الطارئ وتنظيم والتخطيط والتنفيذ .
* تحقيق التكامل بين عمليات مواجهة الموقف الطارئ وضرورة الحياة اليومية .
* تحفيز كافة الجهات على المشاركة في مواجهة الموقف الطارئ
* الاستخدام الأمثل لكافة الموارد المتاحة
* تحقيق شبكة اتصالات فعالة على كافة المستويات لتوفير المعلومات
* توحيد مصدر المعلومات والتصريحات عن التطورات
* تأكيد أن مواجهة الموقف مسؤولية جماعية وتعاون فعال لكل القطاعات
- تعريف الأزمـة :
الأزمة هي نتيجة نهائية لتراكم مجموعة من التأثيرات أو حدث مفاجئ يؤثر على
المقومات الرئيسية للنظام ويشكل تهديد صريح واضح لبقاء المنظومة أو النظام
نفسه .
كما أنها موقف مفاجئ يواجهه متخذ القرار في المنظومة ( وزارة ،
مؤسسة ) تتلاحق فيه الأحداث وتتشابك الأسباب بالنتائج مما يؤثر على قدرة
القرار في السيطرة عليه أو على تطوراتها المستقبلية تحت ظروف التهديد
الخطير لمصالح وأهداف المنظمة ومن هذا أصبح للأزمة أربع خصائص متمثلة في :
- المفاجأة ،، ضيق الوقت ،،تهديد المصلحة والقيم ،،غموض وتضارب المعلومات في أغلب الأحيان .
- تختلف الأزمة عن الأشكال الأخرى القريبة منها ، كالمشكلة الصدمة ،
الكارثة والصراع ، فإنها تؤدي إلى إصابة المقومات أو الأعمدة الرئيسية
للفرد قيمة في قيمة واتجاهاته وللمنظومة في أهدافها ووسائلها وللمجتمع في
مبادئه وقياداته والأزمة هي موقف مفاجئ أو متوقع ينبع من البيئة الداخلية
أو الخارجية ، يهدد قيم أهداف أو مصالح أمن الدولة الخارجي أو الداخلي
والشرعية الدستورية ، ويتطلب سرعة التدخل والمواجهة للتحكم في تأثيراتها
المنتظرة أو المتوقعة .
- – المشكلـة :
تعتبر السبب الرئيسي
لإحدى الحالات الغير مرغوب فيها وقد تكون سببا لحدوث الأزمة يمكن التعامل
مع المشكلة وحلها بتنظيم الجهود والاستخدام الجيد للإمكانيات وعندما تتعقد
المشكلة وتزداد حدتها وتشكل تهديدا للفرد أو المجتمع فإنها تصبح أزمة .
وهذا ما يفرق المشكلة عن الأزمة ، حيث تحتاج المشكلة إلى التفكير والجهد
المنظم للتعامل معها والقضاء عليها . حيث أن الفرد أو المنظمة يمكن أن
يتعاملوا مع المشكلة في فترات طويلة تمتد إلى أيام عديدة ، أما الأزمة فلا
يمكن أن تتحمل تفاعلاتها وتأثيراتها المختلفة مدة طويلة حيث أن دورة حياة
الأزمة سريعة للغاية ابتداء من مرحلة الاحتكاك والاشتعال والاصطدام حتى
مرحلة تغيير الأهداف وقبول الأمر الواقع،
يؤكد ذلك أن المشكلات ليست
شيئا سلبيا تماما ولكنها أحد العوامل الهامة الدافعة للابتكار والتطوير ،
ومواجهة المشكلات بشجاعة يطور قدرة الفرد أو المنشأة في الممارسة الناجحة
كما أن التعامل مع المشكلات تصنع أناسا أفضل . وكل موقف نواجه فيه مشكلة
يتعين علينا أن نستفيد منها في بناء شخصيتنا ومنظمتنا وببساطة نستطيع القول
أن المشكلة تعني أن هناك طرقا ووسائل غير صحيحة مستخدمة وأن هناك طريقا
سليمة يجب أن تتبع والحسم النهائي لأي مشكلة يعتمد على طبيعة المشكلة
وحدتها فالمشكلة البسيطة تتطلب مجهودات أقل بينما المشكلة الأكثر صعوبة
تحتاج إلى مجهودات أعمال أكثر .
الصدمة :
هي شعور فجائي وجاد
بالغضب لحدوث نتائج غير متوقعة وقد تكون الصدمة أحد عوارض الأزمة أو أحد
أسبابها أي أنها تكون الغلاف الخارجي للأزمة وباستيعاب الصدمة يمكن الوصول
إلى جوهر الأزمة .
الخلاف :
هو تعبير عن التضاد أو عدم التكافئي سواء في الشكل أو المضمون وقد يكون أحد أسباب نشوء الأزمة واستمرارها .
الصراع أو النزاع : ينشأ الصراع من تعارض المصالح وتكون أبعاده واتجاهاته
وأطرافه معروفة وهو يتشابه مع بعض الأزمات التي تعبر عن تصارع بين طرفين
وتمهد العوامل التالية لظهور النزاع .
- يؤدي وجود تعارض في الأهداف
أو المصالح أو التصرفات إلى التنازع بين الأفراد والقيادات داخل الكيانات
التنظيمية والاجتماعية المختلفة .
يوجد أربعة أسباب للنزاعات التي تنشأ داخل المنظمات والمؤسسات المختلفة :
* نزاع ناتج عن تضارب القرارات في المستويات الإدارية المختلفة
* النزاع الوظيفي بين الأقسام أو القيادات الإدارية نتيجة اختصاصاتهم ومسؤولياتهم .
* النزاع بين الخبراء من ناحية والمنفذين من ناحية أخرى .
* التعارض بين الجوانب القانونية وتسمى المعايير الشكلية من جهة والغير الشكلية من جهة أخرى وهي المعايير المطلوبة والمعتادة .
سلبيات ظهور النزاع :
- انخفاض الإنتاج
- خلل وتخبط في نظام المعلومات والاتصالات
- انشغال الأفراد المشاركين في النزاع عن إنجاز مهامهم بازدياد الضغط
النفسي والقلق والكبت وتدني الشعور وبالتالي النقص في الأداء .
مزايا ظهور النزاع :
- اعتراف وإدراك واستغلال الجوانب السلبية للنزاع
- ضرورة التغيير وتقييم القرارات والأداء وتشجيع الابتكار والإبداع من أجل تنمية الموارد البشرية والمادية
- وضع نظام قوي للوقاية من النتائج المدمرة للنزاعات
- خصائص الأزمــة :
- التعقيد والتشابك والتداخل في عناصرها ، وأسبابها
- المفاجأة ، واستحواذها على بؤرِة الاهتمام لدى المؤسسات والفرد .
نقص المعلومات وعدم دقتها .
مصدرها يمثل نقطة تحول أساسية في أحداث متشابكة ومتسارعة
تسبب في بدايتها صدمة وتوتر معتبر مما يضعف إمكانيات الفعل المؤثر والسريع لمواجهتها
تصاعدها
المفاجئ يؤدي إلى الشك في البديل المطروح لمواجهة الأحداث المتسارعة لأن
ذلك يتم تحت ضغط نفسي عال وفي نقص المعلومات وعدم دقتها .
مواجهة الأزمة
يتطلب درجة عالية من التحكم في الطاقات والإمكانيات وحسن توظيفها في مناخ
تنظيمي ، كما يجب أن تكون هناك اتصالات فعالة تؤمن التنسيق والفهم الموحد
بين الأطراف المعنيين بالأزمة .على أن الأزمة هي موقفا يتسم على الخصوص بما
يلي
التهديد :
هو الإجراءات والأفعال التي تصدر من فرد أو مجموعة
أفراد أو نظام بالإشارة أو القول أو الفعل من أجل الاستجابة لمطالب أو شروط
محدودة يسعى الطرف الأول لتحقيقها من قبل الثاني مع التلويح باستخدام
القوة . والتهديد أنواع :
تهديد سياسي :
هو عبارة عن أفعال أو ردود أفعال تجاه الدول الأخرى ، وهذا التفاعل قد يأخذ صورة صراعية أو تهديدية .
تهديد عسكري :
يتمثل
في التهديدات الخارجية المباشرة للدولة من دول جارة تتسابق في مجال
التسليح لتخلق خلل في التوازن العسكري يؤدي إلى وجود تهديد للدولة
واستقرارها .
تهديد اقتصادي :
يتمثل في فرض قيود اقتصادية على صادرات
الدولة أو إيراداتها خاصة من الموارد الغذائية ، أو فرض قيود على دخول
التكنولوجيا الصناعية المتقدمة للبلاد.
تهديد اجتماعي :
يتمثل في زيادة الفجوة والفوارق بين طبقات المجتمع نتيجة لسوء توزيع الدخل الوطني
زيادة على التناقضات العرقية أو الدينية أو الإيديولوجية مما يتسبب في وجود أزمات .
على أن مصادر التهديد تتمثل في :
التهديد الداخلي :
هو التهديد الذي يصدر من فرد أو جماعة أو نظام معين داخل الدولة نفسها لفرض شروط معينة لتحقيق مطالب لفئة معينة داخل الدولة نفسها .
التهديد الخارجي :
هو التهديد الذي يصدر من فرد أو جماعة أنظام معين من خارج الدولة لفرض شروط معينة أو لتحقيق مطالب لفئة داخل أو خارج الدولة .
والتهديد يكون بعدة أسليب منها :
قد
يكون التهديد باستخدام القول أو التصريحات أو بأداء عمل معين ضد الطرف
الآخر ، وقد يكون هذا العمل سلبيا أو إيجابيا ويؤدي في النهاية الغرض منه .
القول والتصريحات :
قد
يصدر من فرد أو منظمة باستخدام الإعلام ، وذلك من خلال تصريحات للمسؤولين
أو مؤتمرات صحفية أو إلقاء خطاب أو استخدام التليفون من جماعة إرهابية على
سبيل المثال .
أداء عمل معين :
قد يصدر التهديد من قبل الفرد أو
الجماعة الدولة بأداء عمل سلبي أو إيجابي ، فالعمل السلبي مثل إلغاء
اتفاقية دفاع مشترك بين الدولة ( أ ) و الدولة (ب) الأمر الذي يؤدي إلى
تعرض الدولة (ب) لهجوم الدولة ( ج ) المتفوقة عليها ، أما العمل الإيجابي
فيأتي باستخدام القوة المسلحة بين دولتين لتحقيق هدف أو مصلحة معينة
– المفاجأة :
المفاجأة
قد تكون إما في المكان أو الزمان أو الأسلوب وعلى الطرف الذي يستخدمها أن
يخطط تماما لاستثمار نتائجها بسرعة لتنفيذ ما خطط له من قبل لتنفيذ
المفاجأة .
المفاجأة في المكان :
تعني مفاجأة الطرف الآخر من حيث لا
يحتسب ولا يقدر ، فعلى المستوى العسكري قد يكون الهجوم من اتجاه بعيد في
مؤخرة أو أجناب الطرف الآخر مفاجأة له فيربكه بفقده السيطرة على قواته ،
والمفاجآت على المستوى العسكري إما أن تكون مفاجأة تكتيكية أو على مستوى
التشكيلات والوحدات العملياتية تنفذها التشكيلات العملياتية أو إستراتيجية
وهي التي تقوم بها الدولة بمختلف أجهزتها " مثال ذلك ما تحقق من قبل القوات
المصرية والسورية في حرب أكتوبر 1973 .
– المفاجأة في الزمان :
هو
اختيار التوقيت المناسب الذي يتم فيه إجراء بحيث يكون في وقت لا يتوقعه
الطرف الآخر ، الذي يشكل له ضغطا معينا على تصرفاته من أجل تحقيق أهداف
الطرف الأول.
- ضيق الوقت :
الحدث المفاجئ لا يتيح وقتا كافيا للرد
عليه والاستجابة له ، وإن كان الرد عليه يجب أن يكون سريعا للغاية لما
يمثله من تهديد للمصالح الوطنية ، كما أن الاستعداد لا يكون كافيا لمواجهته
. ويؤثر ذلك على صناع القرار ويضعهم تحت ضغط ذهني كبير و يتسبب في إرباكهم
ولكن يمكن التغلب على ذلك بالتدريب والتنبؤ بالأزمات .
– تحليل الأزمــة :
مجموعة
من الإجراءات المستمرة يتم دراسة الأزمات المتوقع حدوثها وجمع كل ما يتاح
من بيانات ومعلومات عنها ثم الخروج بسيناريوهات الحركة لمراحل تطورها
والإجراءات المناسبة لمجابهتها من خلال حساب دقيق للأفعال وردود الأفعال
للخروج بأنسب البدائل المتاحة في أفضل ترتيب وأولويات عرضها على متخذي
القرار .
– إدارة الأزمــة :
هي سلسة من الإجراءات والأعمال التي
يقوم بها فريق إدارة الأزمات لمجابهة الأحداث بدءا من وقوعها وحتى انتهائها
وتتطلب اتخاذ إجراءات .
وقرارات سريعة تعتمد على البيانات والمعلومات المتوفرة وحساب ردود الأفعال المتوقعة للأطراف الأخرى في الأزمــة .