بل بدء الحديث عن الوقاية الالكترونية لابد أن نتطرق
إلى الوسائط أو الوسيلة التي ستتقدم لها الحماية وماهي هذه الوسيلة ودورها
وإمكانياتها وماهي استخداماتها ومدى تآتيرها وفعاليتها في تغيير مجرى
الأعمال القتالية وقلب موازين القوة إلى الضعف
أو إلى القوة وتحويل الهزيمة إلى النصر أو النصر إلى هزيمة.
في
بدايات القرن العشرين ظهرت أجهزة الاتصال اللاسلكية في الجيوش والأساطيل
وبدأت الدول المتحاربة القيام بالتصنت والتشويش أثناء خوض الأعمال القتالية
ومحاولة معرفة ما يقوم به الطرف المعادي ومنعه من إيصال الأوامر والسيطرة
على قيادة قواته وتعرض هذا العمل إلى تطور لاحق في الحرب العالمية الأولى
والثانية إلى ظهور وسائط أخرى لاسلكية رادارية وملاحية ووسائط توجيه
الأسلحة وتقنيات عسكرية أخرى وازداد نشاط وإمكانيات الاستطلاع والتشويش
اللاسلكيين يتوسع باضطرار وازداد تاتيرها على مجرى خوض الأعمال القتالية
وفي الوقت نفسه تطورت أساليب تامين السرية ضد السطع والحفاظ على الجاهزية
القتالية في ظروف تاتير التشويش.
من هنا ظهر الصراع الالكتروني أو ما يسمى ألان بالحرب الالكترونية والتي استلمت وتكونت من :-
-الحرب الالكترونية ELECTROINIC.WARFARE
-السطع الالكتروني INTELLIGENCE ELECTROINIC
- التشويش الالكتروني .COUNTER.MEASuRES ELECTROINIC
-
الوقاية الالكترونية ELECTRONIC . COUNTER. COUNTER. MEASuRES ونظرا
للتطور السريع واعتماد كافة الوسائط النارية الايجابية منها والسلبية على
مختلف أنواعها في استخدام التقنية الالكترونية أبتداء من جندي المشاة
المتحرك على قدميه إلى الطائرة في الجو والصاروخ والى أخره من المعدات
الأخرى .
وبالتالي لابد من وجود وسيلة وطرق وإجراءات
تؤمن عمل هذه الوسائط وإبقاءها على اتصال مع بعضها البعض وتحويل وإخفاء
أنظار العدو عن هذه القوات وخداعه وتامين السيطرة وقيادة القوات وإصدار
الأوامر والتعليمات إلي القوات وبصورة مستمرة وفي الوقت نفسه إرباكه
والإخلال بنظام السيطرة والقيادة علي قواته .وليس بغريب أن تتم برمجة خاصة
في الأجهزة الالكترونية والحواسيب لتقليد الأصوات الحقيقة للقادة و
الآمرين الميدانيين وذلك في إصدار الأوامر والتوجيهات إلي القوات وذلك عبر
خرق والدخول علي شبكة الاتصال للقوات وتغير اتجاه ومسار القوات. ومن
الأهداف السهلة التي في متناول أي هجوم الكتروني يستهدف.أسس البنية التحتية
المدنية مثل شبكات التليفون العامة ومرافق إنتاج وتوزيع الكهرباء والغاز
وموارد المياه وخدمات الطواري والنظم المالية وسكك الحديد والمطارات والأثر
البالغ الذي يفوق القنابل والضربات النارية والذي تحدثه فرقعة الكترونية
علي الساكت في وظائف بعض مثل هذه المرافق الخدمية ناهيك عن افتقادها جميعا
فهذا كفيل بشل إمكانيات أي جيش وسحق معنوياته وعن دعم المجتمع المدني لجيشه
فسوف ينهار إلي الحضيض مع الفوضى العارمة التي ستحل بالدولة من جراء
انقطاع التيار الكهربائي وتوقف المطارات والسكك الحديدية وتوقف الاتصالات
نتيجة لهذه الفرقعة الالكترونية وشل المنظومة الالكترونية والدخول علي هذه
والحواسيب والإخلال بنظام عملها وترسانتها أن أي دولة ممن ليس بمقدورها
إن تتحدي قوات أميركا التقليدية النووية قد تستطيع أن تنال منها بهجوم
الكتروني والادهي أنها تستطيع إن تقوم بغارتها دون أن تترك أثرا يشير
إليها أو يشئ بها وبهذا تتحاشى الضربات الانتقامية التي تردع عادة وتجعل
مجرد التفكير في مثل ذلك ضربا من المستحيل المرعب في الأمر الأمريكي وقد
تحول هذا الأمر إلي حقيقة حيث قامت جماعات من الروس والصيين باقتحام
الكتروني لشبكات البنتاغون بحثا عن المعلومات ضمن بضعة مواقع حكومية في
أمريكا منها مواقع وزارات الطاقة والداخلية والبيت الأبيض وتمكنوا من
إصابتها بشلل مؤقت في عدة مناسبات وبالتالي فأن الضربة الالكترونية قد
لاتاتي من دولة عظمي أو دولة ذات موارد كبيرة وإمكانيات عسكرية قوية بل قد
تأتي من دولة صغيرة أو حتى جماعات وإفراد يملكون قدرات هائلة في استخدام
الوسائط الالكترونية بتقنية عالية وإمكانيات ذهنية وعقلية جيدة .وهنا
السؤال الذي يطرح نفسه في كيفية تطوير والقيام بالإجراءات الالكترونية
المضادة . والتدابير الالكترونية المضادة للإجراءات الالكترونية المضادة
ومن هنا يبرز دور الوقاية الالكترونية .
COUNTER MEASURES ELECTROINIC
والذي يتمثل في :-
-مكافحة السطع الفني المعادي .
-الوقاية من التشويش المعادي .
-الوقاية من الأسلحة والموجهة نحو الإشعاع (( ذاتيا )) .
-تامين
التوافق الكهرومغناطيسي . لتنفيذ مكافحة السطع الفني المعادي بهدف الحد من
إمكانية العدو والاستطلاعية في كشف الإغراض والأنظمة الالكترونية
المستخدمة في قيادة القوات والأسلحة والعمل علي تقليل إمكانية السطع
المعادي في كشف أنواع وصنوف القوات والقوات الاحتياطية وذلك بالتعاون مع
قوات الهندسة والكيمياء في اتخاذ الإجراءات الكفيلة تمنع العدو الرصد
والتصوير وذلك بالاستفادة من الإمكانيات الطبيعية والصناعية .
تتمثل
الوقاية من التشويش المعادي في تقدير التشويش الايجابي عن طريق تغير
الدلائل النوعية للوسائط الالكترونية إثناء عمل التشويش وإثناء ذلك يتم
تغيير مدي عمل الوسائط الالكترونية ومدي زيادة القدرة المكافئة لمرسل
التشويش والتي يمكن إن تؤمن نفس فعالية الإبطال الكتروني في هذه الواسطة .
ويمكن إيجاد القيم العددية لهذه المواصفات عن طريق تحليل معدلات المعاكسة
الرادارية ومعاكسة الاتصالات اللاسلكية .
تتمثل الإجراءات الالكترونية المضادة في:
- العواكس اللاسلكية الدايبولية ، العواكس اللاسلكية الزاوية ، العواكس اللاسلكية العدسية .
-
الهوائيات الشبكية مغيرة الإشعاع . والأهداف الكاذبة والمصائد . وغيرها من
الوسائط والمعدات التي يمكن تمثيلها بالحقيقي وخلق منها صورة طبق الأصل
. مثل الهدف المراد تغطيته أو خلق بيئة حقيقية وتمثيل لإحداث معركة شبه
حقيقية في أماكن غير ألاماكن الحقيقية للتحرك أو القيام بالمناروة .
-
التشويش اللاسلكي السلبي ويتشكل نتيجة انعكاس الموجات الكهرومغنطيسة أو
الصوتية المشعة من الوسائط الالكترونية علي وسائط الكترونية أخري ويستهدف
توليد انعكاسات كاذبة للموجات الكهرومغنطيسة للوسائط الالكترونية
المعادية وذلك باستخدام المواد لها خاصة عكس هذه الموجات مثل العواكس
المشار إليها أعلاه. وأكثر هذه الوسائط استخداما من الناحية العملية
النصلات (CHAFF ) وهي عبارة عن شرائط أو رقائق معدنية أو زجاجية أو أي
مادة عاكسه أخري منتشر في الجو بأعداد كبيرة فتكون نوعا من الضباب
الالكتروني بين الواسطة الالكترونية ( الرادار ) والغرض أو الهدف يجعل من
الصعب اكتشاف الغرض أو الهدف أو مجموعة الإغراض والأهداف وتحديدها من خلاله
.
العواكس اللاسلكية الدايبوليةهي
عبارة عن راجفات (( VIBRATORS )) سلبية مصنوعة من أوراق معدنية أو من
ألياف زجاجية ممعدنة أو أوراق ألمونيوم مفضض وغيرها من المواد وتحدد
إبعادها من حيث الطول والعرض والسمك حسب إمكانياتها في تأمين أكبر انعكاس
وبعثره ممكنه وفعالة للموجة الكهرومغنطيسه وبأصغر أعداد ممكنة.
العواكس اللاسلكية الزاوية تتألف
من سطوح ذات إشكال هندسية ممتعامدة علي بعضها البعض الخاصية الرئيسية فيها
قدرتها علي استقبال قسم كبير من الترددات العالية الطاقة الساقطة عليها من
جميع الاتجاهات في مجالات الزاوية الداخلية التي تعكسها خارجا باتجاه
المحطة التي يأتي منها الإشعاع اللاسلكي . لذلك تتمتع معظم العاكسات
اللاسلكية وان كانت صغيرة الحجم تكبر المساحة والمغيرة للتبعتر(( الانعكاس
)).
العواكس اللاسلكية العدسية هي
عبارة عن كرة محاطة بطوق معدني وشبكات عاكسه للموجات تحت زاوية 45 درجة
وهي اكبر حجما من العاكسات اللاسلكية الزاوية وتستخدم لعكس الإشعاعات
اللاسلكية من جميع الاتجاهات .
الهوائيات الشبكية لإعادة الإشعاع .
تشبه
الهوائيات المستخدمة في الوسائط الالكترونية لكنها تستخدم في نظام أعادة
الإشعاع ونحصل علي هذا النظام عندما ترتبط الهوائيات في نقطة . فتح المغدي
أو دليل الموجة نحصل علي هوائي شبكي بسيط بالوصل ألازدواجي يستخدم هذا
الهوائي لعكس الإشارة وبعثرتها بدرجة عالية باتجاه مصدر الإشعاع .
وفي النهاية:-
يجب
أن تكون الوقاية في كافة مراحل المعركة ومن البداية وحتى النهاية أي حتى
تحقيق النصر سوا كان ذلك في الدفاع أو الهجوم أي أن الأساس في الوقاية منع
الضربات المفاجئة للعدو بأسلحة الدقة العالية والصواريخ الموجهة وضربات
المدفعية والطيران الأمر الذي إذا تم حدوثه أدي إلي نتائج سيئة والوقاية
عمل مستمر خلال المعركة وكقاعدة يجب أن تكون منسقة ومتينة خاصة خلال
المراحل الحرجة من المعركة .
- أن المعرفة الجيدة للأرض والدراسة
المفصلة لمنطقة الأعمال القتالية بكل ما فيها من ممرات ومحاور وطرق ونقاط
حاكمة ومسيطرة ومناطق صالحة للقتال يعطي قاعدة كبيرة وصالحة لتنفيذ وقاية
فعالة قائمة علي الأساس الاستخدام الهندسي والايرازول والإمكانيات الكبيرة
للعواكس الرادارية والأهداف المعادية والافخاخ الحرارية للعواكس الكاذبة
والتشويش السلبي بطرقه المختلفة وإذا ما اعتمدنا الأسس العلمية الصحيحة
لذلك أمكن نشوبه الصورة لدي الطرف المعادي وإعطاء صورة مختلفة تماما عن
الواقع الحقيقي لمواضع القوات ومرابط مدفعيتنا وصواريخنا ومطاراتنا وما إلي
ذلك من أهداف أخري وبالتالي منعه من إصابتها وتقليل من الخسائر في حالة
استخدما العدو لأسلحته.
أي أن الوقاية هي عملية مكلفة ماديا ومرهقة
للقوات وتحتاج إلي استمرارية في التدريب عليها وتوفير المواد الخاصة
بالوقاية وذلك لكافة صنوف القوات والبحت والتحري والاستطلاع وجمع المعلومات
عن الأسلحة وتطوراتها الجديدة والمتطورة ومعرفة نقاط الضعف والإيجاب لدي
العدو .
الوقاية تخص مسؤوليتها كافة القادة والأمرين والأوامر الصارمة
الشديدة في تنفيذ إجراءات الوقاية ولكن عند مقارنة تكلفتها مع تكاليف الغرض
الحقيقي فأنها تعتبر شيئا ثانويا وبالتالي يجب الاهتمام بها لأنها هي
مفتاح النصر أو الهزيمة لأي جيش.