أيقن المجتمع الدولي بأن الحرب
شر لاخلاص منــه ، والنزاعـات المسلحة سمة من سمـات الحياة البشرية لذلك
اتجه نحـو تخفيــف ويــلات هــذه النزاعـات لإستحالة منعها .
وحاول
وضع قواعد تنطم النزاعات المسلحة وهذه القواعد هي وليدة القيم والمبادئ
الأخلاقية التي تدعو في إطارها العام إلى نبد الحروب بين الدول و الشعوب
واللجوء للحل السلمي للمشكلات التي تنشأ بين الدول .
وإذا ماوقعت الحرب او النزاع فإن اعتبارات ذات طابع إنساني يجب مراعاتها .
ولذلك
نجد أن القانون الدولي الأنساني وصل إلى هذا المصطلح بعد مسميات سابقة
منها ( قانون الحرب ) و ( قانون النزاعات المسلحة) وأخيراً القانون الدولي
الإنساني .
فقد عدل المجتمع الدولي على تسميته بقانون الحرب عندما أدرك عدم دقة هذه التسمية لسببين هما :
السبب الأول: أنـه دعـى إلـى عـدم مشروعية الحرب وبالتالي يجب عدم الأعتراف بها بوضع قواعد تنظمها
السبب الثاني : أن الحرب صراع ينشأ بيـن دولتيـن أو أكثر وأن هناك من الصراعات ماتنشأ
بين دولة و طرف أخر وبالتالي لايمكن تسمية ذلك الصراع بالحرب لأنه ليس بين
دولتين وخاصة في فترة محاربة الإستعمار (حركات التحرر) فمن هنا أجاءت تسمية
القانون النزاعات المسلحة ليشمل النزاعات الدولية والغير الدولية لان هذه
القواعد تهدف إلى تخفيف ويلات النزاعات المسلحة على الكائن الذي اسمه
الأنسان تحت أي مسمى وفي كافة الظروف .
إلا أنه في السنوات الأخيرة وفي
مؤتمر الخبراء الحكوميين الذي عقد دورته الآولى بجنيف 1971 استخدمت
اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاول مرة مصطلح القانون الدولي الأنساني في
الوثائق التي قدمتها الى المؤتمر.
ويقصد بالقانون الدولي الأنساني
مجموعة من القواعد والمبادئ التي تضع قيوداً على استخدام القوة في وقت
النزاعات المسلحة للحد من الأثار التي يحدثهاالعنف من الأفراط في استخدامه
بما يتجاوز القدر اللازم للضرورات الحربية ' وتجنيب الأشخاص الذين لا
يشتركون بشكل مباشر في الأعمال العدائية وقوع العدوان عليهم .
والهدف من استخدام هذا المصطلح دون غيره هو ابراز الطابع الإنساني الخالص لقانون النزاعات المسلحة "قانون الحرب "
وسنتناول في الأعداد القادمة نشأته و مصادره ومبأدئه ومميزاته والأشخاص والأعيان المحمية .... الخ
ونجيب
على سؤال يفرض نفسه وهو مدى دقة تسمية القواعد المنظمة للنزاعات المسلحة
بالقانون الدولي الأنساني ونحن نعرف أن القانون مجموعة من القواعد الملزمة
.... فمن أين يستمد القانون الدولي الأنساني إلزاميته ؟!