** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
النص القرآني ومشكل التأويل I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 النص القرآني ومشكل التأويل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

النص القرآني ومشكل التأويل Empty
24102011
مُساهمةالنص القرآني ومشكل التأويل

النص القرآني ومشكل التأويل 1313507121



النص القرآني ومشكل التأويل

بقلم: الدكتور المصطفى تاج الدين


* مقدمة:

يستطيع
المتتبع لجدل الأفكار وصراع المذاهب واختلاف النظريات أن يرجع ذلك إلى
قضية المعنى ومشكل التأويل. فالأديان والفلسفات وإن أجمعت على تسميات
واصطلاحات ومواضعات فإنها اختلفت في المعاني التي حملتها هذه الاصطلاحات
اختلافاً وصل إلى حد التعارض والانشطار. فالائتلاف حاصل في الأوضاع الأصلية
للمفاهيم، بينما الاختلاف ظاهر في تأويلات المفاهيم واستعمالاتها. لهذا
احتل مفهوم التأويل حيزاً معتبراً في المجال التداولي العربي الإسلامي
وارتبطت به المعارك الكلامية المعروفة، وجر المسلمين إلى كثير من الجدال
والصراع حتى إن ابن القيم ردّ إليه ما أصاب المسلمين من فرقة وخلاف.1
ولعل
معترضاً يقول: ما فائدة الاشتغال بقضية التأويل وقد أصبحت طللاً دارساً لا
يكاد يجيب؟ وقتلت بحثاً حتى أن المتقدم لم يترك للمتأخر مجالاً للزيادة
والاستطراد؟ ثم أن القرآن الكريم قد فُسّر وأوِّل وانتهى البحث في معانيه؟
وتوضحت طرق استخلاصها. وتقوم هذه الدعوى على أساس فكري، ومستند نظري له
أبعاده النفسية والحضارية ولذلك سأتخذ من اعتراضها السالف مدخلاً لهذا
الموضوع الخطير مستهدفاً التوسط بين إجابتين تطرفتا تعصباً وتسيباً
وانغلاقاً وسيولة.
فهناك من يعتقد أن كتاب الله قد فسره العلماء
الراسخون في العلم تفسيرات أضاءت -على سبيل الاستغراق- معانيه، وما علينا
إذا أردنا أن نعود منه بقبس من الفهم وشهاب من الإدراك سوى أن نعكف على هذه
المصنفات الجليلة ففيها ما يشبع النهم ويروي صدى الصادي. ولا مجال بعدها
لمستزيد، ولا لمجتهد برأيه في كتاب الله.
وهناك في الطرف المقابل اتجاه
يرى أ ن النص القرآني نص لغوي مفتوح على جميع التأويلات، ولهذا فمعنى النص
يتعدد بتعدد قراءاته ويتنوع بتنوعها، ويلتقي الاتجاهان –من حيث اعتقاد
التناقض- في غاية واحدة هي قتل المعنى واغتياله.
وسنحاول بإذن الله التطرق إلى المحاور الآتية:

1-
معنى مصطلح التأويل: حاولنا سبر غور هذا المصطلح، وإعادة النظر في
تعريفاته، فتبين كيف أن الخلاف في مضمونه في التراث كان خلافاً لفظياً وليس
كما يظن الكثيرون انشطاراً في الرؤى بين مؤيد للتأويل ومعارض له.

2- المعنى التاريخي وانحسار التأويل: تطرقنا فيه للموقف المتعصب من التأويل.

3- المعنى الذاتي وانحراف التأويل: عرضنا فيه للموقف المتسيب من التأويل.

4-
الأصول الدينية لنظرية التأويل الحديثة: وأبرزنا فيه مظاهر الترابط
والتداخل في الآراء النقدية الغربية حول ظاهرة النصّية بين التصورات
الأدبية وخلفياتها الدينية.

5- ضوابط التأويل: وتتضمن اقتراح مجموعة من الضوابط العاصمة من قواصم الإتجاهين السابقين.

* مفهوم التأويل:

لقد مرّ مصطلح التأويل بمرحلتين:2

1- المرحلة الأولى: تميزت بكون المصطلح حمل فيها دلالته اللغوية الأصيلة.

2- المرحلة الثانية: حمل فيها المصطلح على دلالته الاصطلاحية الحادثة، ويشير ابن تيمية النص القرآني ومشكل التأويل Rhm إلى
هاتين المرحلتين بقوله: "إن التأويل في عرف المتأخرين من المتفقهة
والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة ونحوهم هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى
المعنى المرجوح لدليل يقترن به، وهذا هو التأويل الذي يتكلمون عليه في أصول
الفقه ومسائل الخلاف... وأما التأويل في لفظ السلف فله معنيان: أحدهما
تفسير الكلام وبيان معناه سواء وافق ظاهره أو خالفه فيكون التأويل والتفسير
عند هؤلاء متقارباً أو مترادفاً، وهذا -والله أعلم- هو الذي عناه مجاهد أن
العلماء يعلمون تأويله، ومحمد ابن جرير الطبري يقول في تفسيره: القول في
تأويل كذا وكذا، واختلف أهل التأويل فلي هذه الآية ونحو ذلك ومراده
التفسير. والمعنى الثاني في لفظ السلف وهو الثالث من مسمى التأويل مطلقاً
هو نفس المراد بالكلام."3

ونمثل للمرحلة الأولى بما ورد في المعاجم
اللغوية القديمة، حيث ركزت على التفسير اللغوي للمصطلح. ولم تشر إلى معانيه
الاصطلاحية الحادثة، قال الأزهري (توفي 280ﻫ) في التهذيب في مادة (آل)
فيما حكاه عن ابن الأعرابي: "الأول الرجوع وقد آل يؤول أولاً"4. وعن
الأصمعي: "آل القطران يؤول أولاً إذا خثر"5. وفي هذا المعنى المآل والعاقبة
وينسجم معه معنى آخر وهو السياسة"، قال [أي الأصمعي]: وآل مآله يؤوله
إيالة إذا أصلحه وساسه، قال لبيد:

يصوح صافية وضرب كرينة بمؤثـر تأتالـه إلهامـها

إنما هو "نفتعله" من ألته أي أصلحته."6

فالسياسة إنما تكون بقصد إصلاح الأمر والبلوغ به إلى المآل الأسلم، وهو بهذا ينسجم مع معنى العاقبة كما أسلفنا.

وقال
الأزهري: "قلت ومنه قولهم ألنا وإيل علينا أي سسنا وساسونا، ويقال لأبوال
الإبل التي جزأت بالرطب في آخر جزئها: قد آلت تؤول أولاً، أي خثرت فهي آيلة
وقال ذو الرمة:

ومن آيل كالورس تصح سكوبه متون الحص من مضمحل ويابس

ويقال طبخت النبيذ حتى آل إلى الثلث أو الربع أي رجع."7

والملاحظ
في المعاني التي ساقها الأزهري أنها تدور حول معنيين: معنى الرجوع ومعنى
العاقبة. ولم يبتعد ابن فارس (توفي395ﻫ( عن هذين المعنيين إذ قال: "أول،
الهمزة والواو واللام أصلان، ابتداء الأمر وانتهاؤه... وآل يؤول أي رجع.
قال يعقوب: أول الحكم إلى أهله أي أرجعه وردّه إليهم، قال الأعشى: أوول
الحكم إلى أهله.

قال الخليل: آل اللبن يؤول أولاً وأوولاً: خثر...
قال أبو حاتم: ... والغيالة السياسة من هذا الباب لأن مرجع الرعية إلى
راعيها... ومن هذا الباب: تأويل الكلام وهو عاقبته وما يؤول إليه."8

ويجعلنا
هذان المعنييان اللذان يدور عليهما مصطلح التأويل عند المتقدمين نسأل عن
مستند الإمام الطبري (310ﻫ) في جعل "التفسير" من مرادفات التأويل حين قال:
"وأما معنى التأويل في كلام العرب فإنه التفسير والمرجع والمصير."9

ونستطيع أن نجيب عن هذا التساؤل بأحد هذه الاحتمالات:



إما أن المعاجم اللغوية أغفلت هذا المعنى، وهو احتمال غير وارد إذ تستحيل
المواطأة على إغفال معنى يتمتع بوظيفة إجرائية مهمة في مجال التداول العربي
وهي وظيفة يستمدها من علاقته بالقرآن الكريم.

• أو أن معنى التفسير
نفسه كان معنى اصطلاحياً حادثاً، وإذ سلمنا بهذا –وهو لا يبعد- سقط
الاعتراض على تحميل مصطلح التأويل معاني ودلالات أخرى مع تطور الزمن، فيكون
المعنى المتأخر للتأويل –وهو الحمل على غير مقتضى الظاهر- معنى معتبراً في
مجال التداول.

• أو أن الطبري رأى في الإرجاع والعاقبة معنى
التفسير، أي إرجاع الألفاظ والعبارات إلى معانيها المقصودة، أو الوصول
باللفظ إلى معناه المراد.

أما المرحلة الثانية فنمثل لها بلسان
العرب لابن منظور حيث نجده يسوق المعاني الأولى للتأويل، لكنه يزيد عليها
المعنـى الجديد الذي استقر عند علماء الكلام والأصول وغيرهم كما أشار إلى
ذلك ابن تيمية، قال صاحب اللسان: "الأول الرجوع... وأول الكلام وتأوله:
دبره وقدره، وتأوله وفسره... والمراد بالتأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه
الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ."10

فهذا
المعنى الأخير، الذي لم نجده في المعاجم المتقدمة له صله بالتطور الحاصل في
علم التفسير، إذ مع استقواء ظاهرة النـزاع الكلامي احتيج إلى حمل ما لا
ينسجم من القرآن مع المذهب الاعتقادي على غير مقتضى الظاهر ليتسق المعنـى
القرآني مع اعتقاد المفسر. ولقد ساد هذا المعنى الاصطلاحي الجديد حتى رفع
من قدر التأويل فجعل متعلقاً بالدراية واقتصر التفسير على الرواية،11 كما
أن التأويل أصبح مدار اشتغاله على المعاني، ووقف التفسير عند حدود المفردات
والألفاظ.12

وفي هذه المرحلة أصبح التأويل على صلة كبيرة بالمجاز،
ويظهر هذا عند الإمام الغزالي، فالتأويل عنده "عبارة عن احتمال يعضده دليل
يصير به أغلب على الظن من المعنى الذي يدل عليه الظاهر، ويشبه أن يكون كل
تأويل صرفاً للفظ عن الحقيقة إلى المجاز."13

وهذا ما نجده عند
الآمدي في الأحكام14 والباجي في إحكام الفصول15 وغيرهما. ذلك أن التأويل
والمجاز يلتقيان في معنى واحد هو العدول عن اعتبار ظواهر الألفاظ
والعبارات، فالتأويل: "صرف الكلام عن ظاهره إلى وجه يحتمله"،16 والمجاز "كل
لفظ تجوز به عن موضوعه."17

وبالجملة فإن مفهوم التأويل يدور حول معان ثلاث:

- التوضيح: ويكون
التأويل فيه مرادفاً للتفسير حيث تشير الأوضاع اللغوية اشتقاقاً وتركيباً
إلى المعنى من غير التوسل بالآليات الاستدلالية الذهنية أو اللغوية. ولقد
ذهب ابن تيمية النص القرآني ومشكل التأويل Rhm إلى
أن هذا هو المقصود من مصطلح التأويل عند مجاهد والطبري18 وهذا غير مسلم به
إلا على جهة التغلب، فنحن نعرف أن مجاهداً  من الذين توسعوا في استعمال
العقل في التفسير حتى عدَّ نواة التفسير العقلي، بل حكى الطبري عنه نفيه
لرؤية الله مما يفيد حمله للغة القرآن على مقتضى الظاهر أحياناً، أما
الطبري فلم يكن التأويل عنده يعني التفسير مطلقاً بل استعمله أيضاً في معنى
الترجيح.19

- التصيير: والمقصود
منه التحقق العيني للدلالة اللغوية في القرآن ومآلها إلى فعل واقعي ويشير
لهذا قوله تعالى:﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي
تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ
رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ
نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾ (الأعراف:53). فتأويل
القرآن هنا معناه تحقق نبوءاته وأخبار وعده ووعيده، وهذا هو ما عناه ابن
تيمية من أن معنى التأويل هو نفس المراد بالكلام.20

- الترجيح: ومداره
حمل اللفظ على أحد محتملاته من المعاني بدليل يقترن به، ويستلزم الانتقال
الترجيحي استثمار آليات استدلالية نصية وذهنية تسعف ضبط عملية التأويل
وتلمس الخيوط الرابطة بين المعنى المتبادر والمعنى التأويلي، ولهذا جعلوا
التفسير متعلقاً بالرواية، والتأويل متعلقاً بالدراية.21

وإذا كان
هذا الذي بسطناه متعلقاً بالخلاف في المصطلح من جهة اللغة، فإن ثمة خلافاً
أشد في إعماله النصي، أقصد تفسير القرآن، واستمر هذا النـزاع في طريق خطي
متصاعد إلى حيث اكتمال ملامح مدرستين في التفسير هما: مدرسة الرأي المعتمدة
على العقل في التأويل، ومدرسة الأثر المستندة إلى النقل.

ولو عدنا
إلى أحد التفاسير المبكرة والمعتمدة كتفسير الطبري لاتّضح بجلاء أن التربة
الفكرية التي نـزل فيها القرآن كانت مؤهلة لاستثارة مشكل التأويل، فقد
اختلف المسلمون الأوائل (السلف) في تفسير قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي
أَنـزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ
زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
رَبِّنَا﴾ (آل عمران:7)، على رأيين:

واحد يقصر معرفة تأويل القرآن
على الله تعالى، ولا يشرك معه أحداً في العلم بذلك التأويل، وأما الثاني
فيشرك مع الله الراسخين في العلم من العلماء، ونحن لا يهمنا هنا اعتماد
موقف معين أو نصرته، ولكن المقصود أولاً فهم أسباب هذا الخلاف، والتدليل
على توافر أرضية صلبة ومناسبة لنشأة السجال حول التأويل منذ عهد مبكر من
عمر الرسالة الخاتمة.

فقد ذهب أصحاب الرأي الأول إلى أن جملة
"﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾" مستأنفة على الابتداء ويلزم الوقف عند
القراءة على كلمة "﴿الله﴾"، وهو بهذا يفردون الله بمعرفة تأويل القرآن، وقد
أورد الطبري أقوال أصحاب هذا الرأي من الصحابة كعائشة النص القرآني ومشكل التأويل Anha،
وابن عباس،22 ومن العلماء كالإمام مالك بن أنس.23 ومُثّل لأصحاب الرأي
الثاني –الذي مفاده إشراك العلماء مع الله في الحكم أي معرفة التأويل- بابن
عباس أيضاً!! ومجاهد ومحمد بن جعفر بن الزبير.24 والذي نستخلصه مما أورده
الطبري أن الخلاف في الحقيقة دائر على مصطلح التأويل ومحتملاته في اللغة
والاصطلاح، فالتأويل الوارد في سياق الآية يشير إلى معانٍ مختلفة، ولهذا
نجد الإمام الطبري يثبت هذه المعاني دون إظهار الخيط الرابط بينهما، ولو
فعل ذلك لاتّضح سبب الخلاف ومآله بين الاتجاهين.

- فالمعنى الأول
أشار إليه حين قال: "اختلف أهل التأويل في معنى "التأويل" الذي عنى الله
جلّ ثناؤه بقوله: ﴿وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾، فقال بعضهم: معنى ذلك الأجل
الذي أرادت اليهود أن تعرفه من انقضاء أمر محمد ، وأمر أمته من قبل الحروف
المقطعة من حساب الجمل مثل: ﴿الم﴾، و﴿المص﴾، و﴿الر﴾، و﴿المر﴾، وما أشبه
ذلك من الآجال."25 فمعنى التأويل هنا هو العاقبة، واستدل على هذا المعنى
بما روي عن ابن عباس النص القرآني ومشكل التأويل Anha من أن التأويل تأويل يوم القيامة،26 وما روي عن السدي  الذي قال: "وتأويله عواقبه".27

-
والمعنى الثاني قال عنه الطبري: "وقال آخرون: معنى ذلك وابتغاء تأويل ما
تشابه منآي القرآن يتأولونه إذا كان ذا وجوه وتصاريف في التأويلات على ما
في قلوبهم من زيغ وما ركبوه من الضلالة."28

فالخلاف في تفسير الآية
بين الصحابة والعلماء إذاً خلاف لفظي، والسبب راجع إلى حمل التأويل على بعض
محتملاته في اللغة والاصطلاح دون بعض. فإذا كان التأويل هو التفسير
والمرجع والمصير،29 فإن القول بقدرة العلماء على تأويله بالمعنى الثاني
الذي هو العاقبة ومعرفة الغيب –وهي أشياء اختص الله تعالى بعلمها ويمتنع
عقلاً وشرعاً وجود شريك له فيها- جنوح عن المقصود، وحمل للمصطلح على غير
مدلوله، وهو ما لا يجوز اختلاف المسلمين حوله، بله الصحابة الكرام
والتابعين وعلماء الأمة. ولهذا نستطيع –مطمئنين- استبعاد إرادة هذا المعنى
من لدن من أشرك مع الله غيره في معرفة التأويل، كما سنتمكن من فك التعارض
الوارد في الروايتين اللتين ساقهما الطبري عن ابن عباس والتين بمقتضاهما
يكون رأي ابن عباس ممثلاً للاتجاهين معاً في وقت واحدٍ، وهذا في غاية
التناقض، إذ لم نضع في الاعتبار اختلاف الفهم لمصطلح التأويل فمن المؤكد أن
ابن عباس النص القرآني ومشكل التأويل Anhma لا
يجرؤ أن يدعي معرفة التأويل الذي هو المصير والعاقبة، ولهذا روي عنه نفي
الاشتراك مع الله في معرفة هذا النوع من التأويل30 غـير أنه من الراجح أن
يأنس في نفسه القدرة على معرفة التأويل الذي معناه التفسير او الترجيح بين
معاني الألفاظ والتراكيب، ولهذا روي عنه قوله: "أنا ممن يعلم تأويله".31
ومن هنا نستنتج أن الخلاف في مفهوم التأويل كان خلافاً لفظياً في أغلب
جوانبه اللهم إلاّ ما كان متعلقاً بالتأويل الاعتقادي الكلامي، ولا نجازف
إذا قلنا إن الاتفاق على معاني التأويل الثلاثة: التوضيح والترجيح والتصيير
كان حاصلاً من حيث المضمون إذ استثمر المفسرون بالمأثور أيضاً الترجيح
المعتمد على الاستدلال، ولم يغفل المفسرون بالرأي أهمية التوضيح في ضبط
المعنى فاعتمدوا أيضاًُ على الإسناد العقلي. أما الخلاف الحقيقي فلم يكن
مجترحاً في هذا المجال بل كان مرتبطاً بمجال توظيف عملية التأويل وكيفية
هذا التوظيف.
* المعنى التاريخي وانحسار التأويل:
نقصد
بالمعنى التاريخي (Historical meaning) مجمل المعاني التي استنبطها
المفسرون الأوائل كالصحابة والتابعين والعلماء بعدهم، والتي مثلت إطاراً
دلالياً للغة القرآنية. غير أن المعنى التاريخي يثير كثيراً من المشكلات في
الفهم والتفسير المتجدد للنص، إذ يؤدي الارتكاز عليه وحده إلى السقوط في
تعارض بين التأطير التاريخي للمعنى القرآني وبين صلاحيته لكل زمان ومكان
ومن جهة أخرى يؤدي ذلك إلى الوقوع في وهم المطابقة بين الكلام المفسر
والكلام المفسَّر في التنـزيه والقدسية. والواقع أن رهن المعنى في دلالته
التاريخية مثَّل خطراً على الفكر الإسلامي، وعلى النصّ القرآني في حد ذاته،
إذ جرد كلام الله تعالى من الشهادة الخالدة على الناس، والتحرك الإيجابي
مع صيرورة التاريخ البشري. لقد كانت دوافع أصحاب هذا الاتجاه مفهومة، إذ
واجهوا تياراً لا يقل خطورة على النص منهم، وهو تيار غالى في تجاهل المعنى
التاريخي وأنتج تأويلات شاذة بعيدة عن مقصدية المبدع المنـزل.

لذلك
حصر أصحاب الدعوة لاعتبار المعنى التاريخي مهمة المفسِّر في النقل والإسناد
وأنكروا استعمال الرأي في استخراج المعنى لأنه –أي المعنى- معطى سلفاً
وغاية ما يتحرك فيه عقل المفسر هو الترجيح بين المعاني التاريخية المختلفة
والاختيار بينها بواسطة الإسناد وتحقيق النص كالجرح والتعديل. ولقد أشار
أبو حيان الأندلسي (توفي745ﻫ) إلى هذا حين قال: "وقد جرنا الكلام يوما مع
بعض من عاصرنا فكان يزعم أن علم التفسير مضطر إلى النقل في فهم معاني
تراكيبه بالإسناد إلى مجاهد وطاوس وعكرمة وأضرابهم، وأن فهم الآيات متوقف
على ذلك. والعجب له أنه يرى أقوال هؤلاء كثيرة الاختلاف متباينة الأوصاف
متعارضة ينقض بعضها بعضاً، ونظير ما ذكره هذا المعاصر أنه لو تعلم أحدنا
مثلاً لغة الترك إفراداً وتركيباً حتى صار يتكلم بتلك اللغة ويتصرف فيها
نثراً ونظماً، ويعرض ما تعلمه على كلامهم فيجده مطابقاً للغتهم قد شارك
فيها فصحاءهم، ثم جاءه كتاب بلسان الترك فيحجم عن تدبره وعن فهم ما تضمنه
من المعاني حتى يسأل عن ذلك: "سنقراً" التركي أو "سنجراً"؛ ترى مثل هذا يعد
من العقلاء؟ وكان هذا المعاصر يزعم أن كل آية نقل فيها التفسير عن السلف
بالسند إلى أن وصل ذلك إلى الصحابة، ومن العرب الفصحاء الذين نـزل
بلسانهم... وعلى قول هذا المعاصر يكون ما استخرجه الناس بعد التابعين من
علوم التفسير ومعانيه ودقائقه وما احتوى عليه من علم الفصاحة والبيان
والإعجاز لا يكون تفسيراً حتى ينقل بالسند إلى مجاهد ونحوه وهذا كلام
ساقط."31
لقد استند معارضو التفسير بالرأي إلى بعض الآثار الموهمة لما
ظنوه من إنكار تأويل القرآن على مقتضى ما تشير إليه اللغة، والعلوم التي
اكتسبها المفسر.
ولعل العلماء الذين ناصروا –باعتدال- التفسير بالرأي
كانوا على وعي بخطورة ما يؤدي إليه توقف الأنظار عن معانقة كتاب الله
واستخلاص معانيه بحسب تغير الأزمان والأحوال، ففتحوا باب الاجتهاد في
التفسير، وأدركوا سر قابلية المعنى القرآني للتجدد والاختلاف، إذ لو أراد
الله تعالى أن يجمع الناس على معانٍ محددة لأنـزل القرآن محكماً كله،
ولأوصى رسوله أن يفسره كله. ولكنه شاء أن ينـزل إلى الناس كتاباً متحركاً
نابضاً بالحياة شاهداً على الناس أينما كانوا ومتى وجدوا، فضَمَّن كتابه
المتشابه والمشترك والمجمل والعام، وأرشد الناس إلى المقاصد العامة التي
يُستَهدى بها في تعيين الدلالات وإظهارها. إن الآراء التي لا ترى في معاني
القرآن سوى دلالاتها التاريخية تلتقي مع الرؤية الكنسية الجامدة في تفسير
الكتاب المقدس حيث يحتاج القارئ للواسطة الدينية أو المذهبية لفهم النص وإن
كان على اطلاع بيِّن على اللغة التي كتب بها النص المفسَّر، ولذلك انطلقت
نظرية التأويل في الغرب أ و ما يسمى بالهرمينوطيقا (Hermeneutic) للإجابة
عن سؤال ملح هو: كيف يعيش النص في زمن القارئ، وتستمر حيويته في الإفراز
الدلالي؟ وما العلاقات التي ينبغي أن تربط المعنى التاريخي بالمعنى الذاتي؟

* المعنى الذاتي وانحراف التأويل:

إذا
كان المعنى التاريخي هو دلالة النّص زمن نـزوله، أو في لحظات اكتساب فيها
بعض القراء سلطة التأويل بسبب مكانتهم الدينية أو العلمية، فإن المعنى
الذاتي (Individual meaning) هو دلالة النص زمن قراءته، فيصبح محور المعنى
التاريخي هو تاريخ النص، بينما يصير محور المعنى الذاتي هو ملتقى النص
بميولاته، واعتقاداته، وحتى أوهامه وشهواته.
ولقد عرف تاريخنا التفسيري
أنصاراً للمعنى الذاتي مثلتهم المدارس الكلامية والفلسفية والتصوّفية، حيث
حملت القرآن على مقتضى النظر القبلي للمؤوّل، فبنى أتباعها تفاسيرهم على
أساس مذهبي خالص.
ويشير ابن تيمية إلى خطأ هؤلاء إذ يلبسون لفظ القرآن
ما دلّ عليه من معنى تارة أو يحملونه دلالات لا يطيقها وضعه الأصلي، فيكون
خطؤهم في الدليل والمدلول معاً.33
وتكمن خطورة هذا الاتجاه في جعل النص
تابعاً للمتلقي حيث تنقلب عملية التبليغ إلي اتجاه معاكس. فبدل أن يتجه
المعنى من النص إلى القارئ، فإنه يتجه من القارئ المزود برؤى قبلية ومعانٍ
جاهزة إلى النص الذي تنتهك بنيته التركيبية والدلالية ليفصح عن معانٍ غريبة
عنه وربما متناقضة معه، وسنحاول من خلال هذه الخطاطة إيضاح الاتجاه
الطبيعي للمعنى والاتجاه المعاكس له:
الاتجاه الطبيعي للرسالة الاتجاه المعاكس للرسالة:
- المرسل (الله) المرسل (الله)
- الرسالة (القرآن) المتلقي (العارف) الرسالة (القرآن)
- المتلقي (المؤول) المتلقي (المؤول)
ومن
خلال الخطاطة يظهر أن الوضع الطبيعي للرسالة ينقلب من خط عمودي إلى دائرة
يتكرر فيها حضور المتلقي مرتين: المرة الأولى التي تمثل المرجعية الجاهزة
والخلفية الفكرية للمؤول، والمرة الثانية حيث يستثمر تراكيب النص ومقاصد
المرسل للدفاع عن أفكار مرجعيته، وإبراز أن المعاني القبلية الموجودة في
ذهنه هي نفسها التي يحملها النص ويدعو إليها أو يبقيها ويتبرم منها، وذلك
بحسب موقف المؤول منها قبولاً أو رفضاً، فالمعرفة العقلية إذاً سابقة على
النص.
وقد أدى هذا المنحى التأويلي إلى عدِّ القرآن مصدراً رمزياً تستند
إليه كل فرقة في دفاعها عن أ فكارها وتصوراتها حتى ظهرت في تراثنا آراء
عدمية تؤكد قبول النصّ لكل التأويلات، ليس فقط المتقاربة بل وحتى المتناقضة
منها.34
وفي العصر الحاضر حيث هيمنت التصورات العدمية، تسربت إلى الفكر
النقدي العربي مقولات الاستقلال الدلالي للنص، وانفتاحه لكل القراءات
وحرية المتلقي في تحطيم سياق النص لصالح سياق المتلقي. وسنحاول أن نلخص
أصول هذه المقولات وأهم الانتقادات التي وجهت إليها ثم نشير إلى بعض
النماذج العربية في هذا المجال.
* الأصول النظرية لنظرية التأويل:
إن
ما نقصد الكشف عنه هنا هو الحلقات الواصلة بين التصورات النقدية في المجال
الأدبي وأصولها الاعتقادية، وسنرى كيف تختلط مجالات التأويل الديني
والأدبي بعضها ببعض، وكيف تأثّر النقد الجديد في الغرب ببعض الاتجاهات
الدينية في التأويل.
يشير ستيفان كوللّيني Stifan Collini إلى هذه
المسألة، فالتأويل في نظره ليس نتاج النظريات الأدبية في القرن العشرين، بل
إن المعارك والخلافات حول إظهار خصائص هذا النشاط تعود إلى تاريخ طويل في
الفكر الغربي، تلك المعارك التي نتجت عن المهمة العظيمة لتأسيس كلمة
الله.35 ويرجع نيوتن Newton سبب هذا الارتباط إلى مركزية الدين في الثقافة،
هي مركزية تحملنا على "الاعتقاد بأنه ربما كانت المساجلات المهمة –في
القرن العشرين- حول التأويل وقد انطلقت من فضاء الدين ومنه إلى الأدب."36
لقد
كان السؤال الملح في الغرب هو كيف ينبغي النظر في الإنجيل؟ هل ينبغي النظر
إليه في لغته الخاصة أم تقتضي قراءته التوسط بقبول مذهب الكنيسة؟37
وهنا
جاءت إجابة مارتن لوثر مزعزعة للنظام التأويلي القائم ومحتجة عليه، فقد
دعا لوثر إلى الحرية في قراءة الإنجيل. "لقد كان لوثر هو الأول الذي انخرط
في طريق مذهب تعدد المعني في الكتاب المقدس، وهذا يعني أن كل اختلاف في
التأويل هو معطىً سلفاً وموجود في النص، وقال بهرمينوطيقا متعددة الطرق في
التأويل تفيد في فهم تاريخ التاويلات بصفتها تداولاً لآفاق الماضي
والحاضر."38
لقد كان المذهب البروستانتي إذاً عاملاً حاسماً في نشأة
نظرية الاستقلال الدلالي للنصوص (Semantic autonomy) وهي نظرية "أخرجت
للضوء الهوة بين المعنى الحرفي للنص وسياق التطورات والأحداث."39
إن
المستفيد الأول من هذا التحول في الفكر التأويلي الغربي هو المتلقي، إذ
انتقل الاهتمام من النص إلى القارئ ومن الارتباط بالمعنى التاريخي إلى
الإيمان بالمعنى الذاتي ونسبيته المطلقة. وتم تحطيم المرجع الذي تحاكم إلى
أساسه التأويلات وأقيمت مقامَه مرجعيات متعددة بتعدد الذوات المؤولة وهو ما
يسميه (Todorov) بالعدمية إذ يقول: "إن العدمية تجيء بالطلع من انهيار
العقائد المشتركة للمجتمع. وهو لم يكن في يوم من الأيام كونياً لأننا نعلم
أن هناك مجتمعات مسيحية وإسلامية وبوذية... أما الشيء الذي حصل بمجيء
ديكارت والثورة الصناعية والتغيير الحديث للعالم فهو النـزعة الفردية
(Individualism)، فقد راحت الهوّيات الجماعية الكبيرة تتفكك لكي يحل محلها
الأفراد، وراح كل فرد يختار لنفسه ما هو صالح وما هو غير صالح، ويقول هذه
إحداثياتي ومرجعياتي... وهذا ما يؤدي إلى العدمية."40
لقد أسهم غادامير
(Gadamar) بفلسفته التأويلية في تحطيم أطر المعنى الموضوعي إلى حد بعيد إذ
ساند فكرة الاستقلال الدلالي للنصوص، تلك الفكرة التي تعني أن "اللغة
المكتوبة كلَّها تظل مستقلة عن العالم الذاتي لأفكار الكاتب الفردية
ومشاعره".41 ولهذا فهو يلغي الحقيقة في النص، وإحالته على معنى خارجي من
ذاته، مانحاً بذلك –على غرار النقد الجديد- الأهمية الكبرى للتأويل.42
ويرفض
غادامير الاعتراف بثنائية المعنى والدلالة، وهو تقسيم يراعي حق النص في
الإبلاغ وحق المتلقي في التأويل، فالمعنى (meaning) يشير إلى مقصد النص في
زمنه الخاص به والدلالة أو المغزى (signafication) تفيد ما يدل عليه النص
في زمن القارئ.43
فما دمنا –في نظر غادامير- لا نفهم النص إلا في علاقاته بمقامنا، فليس هماك إذاً فرق بين المفهومين.44
والحقيقة
أن كثيراَ من الانتقادات قد وجهت إلى نظرية الاستقلال الدلالي للنص
اللغوي، غير أنها لم تستطع مواجهة المدّ الكاسح لنظريات النقد الجديد،
فترسّخ مبدأ الحرية في التأويل وغدا مسلمة من مسلمات الاشتغال التفسيري.
وانتقلت
أفكار النقد الجديد إلى المجال العربي، ووجدت مناصرين كثيرين ولا سيّما من
الذين اقتنعوا بضرورة تجاوز المرجعية الجمعية للأمة الإسلامية، وناصروا
تحطيمها، وأقاموا مقامها مرجعيات بديلة شملت مجمل الفلسفات الوضعية،
والعقائد المادية التي عرفها الغرب منذ عصر النهضة. غير أن مبدأ الاستقلال
الدلالي والإيمان بحرية التأويل المطلقة ظلت مرتبطة بالنصوص الإنسانية ولم
يتجرأ معتقدوه على تطبيقه على النص القرآني، إلا أن تراجع المؤسسات
التقليدية في المجتمع الإسلامي، وقوة الصراع بين الفكر الإسلامي ونظيره
العلماني فك كثيراً من الأصوات من عقالها، وأصبح من السهل الادعاء بأن
القرآن الكريم نص لغوي وحسب، وأن المدخل اللغوي كافٍ لتفسيره واستخلاص
معانيه.
يرى الدكتور حسن حنفي أن معنى النص قد "يتغير حسب الأحوال
النفسية للقارئ الواحد، وحسب الفروق بين الأفراد وتبعاً للبيئات الثقافية
والحضارات والعصور. وقد يأخذ النص الواحد معاني مختلفة طبقاً لمراحل العمر
الواحد، وطبقاً للتجارب المكتسبة حتى ليبدوا النص مساوقاً وتابعاً لتطور
الفرد في مراحل عمره، وكأن أعماق الشعور تطابق تطابقاً موضوعياً مستويات
النص."45

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

النص القرآني ومشكل التأويل :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

النص القرآني ومشكل التأويل

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» النص القرآني ومشكل التأويل
» الدلالة الصوتية في النص القرآني
» النص القرآني عند محمد شحرور ياسين سليماني
» إعادة قراءة النص القرآني وفق مقاربات محمد أركون
» النص القرآني بين طوبى الخلود وفاعليته في الزمن والمكان

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: