رأي القدس
2011-10-03
لا
نعرف ما هو حكم القانون الدولي فيما يتعلق بمئات الآلاف من المدنيين
المحاصرين، ولأسابيع عديدة، في مدينتي سرت وبني وليد الليبيتين اللتين
تخضعان لكتائب القذافي، وتحاصرهما قوات المعارضة الليبية، مع شن هجمات
مكثفة بين الحين والآخر، في محاولة لاستعادة المدينتين واعلان 'التحرير'
الكامل للأراضي الليبية.
ما نعرفه ان هؤلاء بشر وليبيون وعرب ومسلمون،
ويستحقون العيش الكريم، وكل انواع الحماية، حتى لو كانوا من انصار النظام
المخلوع، وينتمون الى قبيلته او القبائل الاخرى المتحالفة معها.
عندما
كانت كتائب القذافي تتقدم نحو مدينة بنغازي لارتكاب مجزرة فيها، حسب ما جاء
في تهديدات سيف الاسلام التي شاهدناها على شاشات التلفزة، سمعنا اصواتاً
تولول وتستنجد بساركوزي وكاميرون واوباما لحماية أرواح هؤلاء، والتدخل
عسكرياً بالطائرات والاساطيل، وفرض مناطق حظر جوي.
طائرات حلف الناتو
تقصف بصفة يومية المدينتين ليل نهار، وتستخدم كل انواع الصواريخ والقذائف،
وممنوع علينا ان نعرف او نتعرف على ضحايا هذا القصف وأعدادهم، فطالما انه
قصف من الناتو وطائراته وضد مدن خاضعة لنظام الطاغية، وكتائب ابنائه، فهذا
قصف حلال لا غبار عليه.
الحكومة الفرنسية اعترفت بان طائراتها اغارت 150
مرة على مدينة سرت وحدها في الايام القليلة الماضية، فما هي الاهداف التي
قصفتها في هذه المدينة المحاصرة ؟ من حقنا ان نسأل ومن حقنا ان نعرف. ثم
ماذا حدث للضحايا وهل دفنوا في مقابر جماعية، وكيف كان الدفن، هل على
الطريقة الاسلامية، ام على الطريقة الامريكية حسب ما قيل لنا فيما يتعلق
بدفن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن؟
المنظمات الانسانية، والصليب
الاحمر الدولي من بينها، التي دخلت الى مدينة سرت بعد اسابيع من الحصار
وصفت الوضع بأنه مريع ومزر، وتحدثت عن المئات من القتلى والجرحى تزدحم بهم
مستشفيات تفتقر الى ابسط انواع الادوية.
الفارون من المدينتين قالوا ان
الذين يحاصرونهما قطعوا الماء والكهرباء عنهما، وان امدادات الطعام والغذاء
معدومة، ومن المؤسف ان العالم كله يبارك هذه الاعمال، ويغض الطرف عن هذه
المعاناة الانسانية، لان اهل المدينتين يقفون في المعسكر الآخر مؤيدين او
مكرهين.
نتعاطف مع هؤلاء، ونبكي لمعاناتهم، فهؤلاء اهلنا، وهؤلاء عرب
مسلمون مثلنا، ودماؤهم محرمة، ولن يرهبنا حلف الناتو وانصاره عن قول كلمة
الحق، مهما كانت التكاليف والاتهامات الباطلة والظالمة.