** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 العرب بين الأزمة والحاجة إلى النقد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

العرب بين الأزمة والحاجة إلى النقد Empty
01092011
مُساهمةالعرب بين الأزمة والحاجة إلى النقد

العرب بين الأزمة والحاجة إلى النقد Arton1950-73629
يتردد
على مدار الساعة مصطلح الأزمة في وسائل الإعلام السيارة وفي الملتقيات
الفكرية وفي الدراسات الأكاديمية ، ولا يكاد يخلو أي خطاب في
الأدب والسياسة والاقتصاد الخ .. من توظيف واستعمال لهذا المصطلح.



والملاحظ أن الأزمة كثيرا ما تشير إلى أمر سلبي ينبغي تلافيه بسرعة والخروج منه، وإلا فإن القادم سوف يكون أشد قتامة، وقد كتب
عبد السلام بن عبد العالي
في "الأوان" مبرزا هذا التصور الرائج للأزمة بقوله: إن المفهوم المترسخ عن
الأزمة هو أنها حالة سلبية ظرفية عرضية، غير أن المساءلة الفلسفية لهذا
المصطلح يمكن أن تكشف بيسر عن جانب آخر لها، ونعني طابعها الايجابي من حيث
كونها يمكن أن تقترن بالخلق والإبداع والابتكار، وهذا ما أشار إليه أيضا بن
عبد العالي في مقاله المومأ إليه، وسنحاول في هذا المقام ربط الصلة بين
الأزمة ومفهوم آخر لصيق بها وهو مفهوم النقد، محاولين في نفس الوقت الوقوف
على الوظيفة الاجتماعية للفلسفة، في صلة بوضع مخصوص هو وضع العرب الآن
وهنا.

وكما ذكرنا فإن الأزمة حمّالة أوجه فهي مزدوجة الطابع،
سلبية وايجابية في آن، بمعنى انه يمكن أن تكون لها مفاعيل ايجابية، فهي من
جهة يمكن أن تؤدي إلي تغيير وتجديد، وبالتالي إلى نقلة ضرورية نحو عوالم
غير مكتشفة، ومن جهة ثانية وبالنظر إلي طابعها القطاعي فإننا قد نجد في هذا
المجتمع أو ذاك ركودا وتفسخا وانحطاطا في مستويات معينة، ونهوضا وتوثبا في
مستويات أخرى.



الأزمة يمكن أن تكون ايجابية إذن ، بل هي
ايجابية ضرورة إذا ما تمّ وعيها والعمل من ثمة على حلها، أي إنها لحظة تطور
إذا ما تم وعيها وتوفرت شروط تجاوزها وقد كتب ج ج روسو في توصيف عصره
قائلا " إننا نقترب من حالة الأزمة وقرن من الثورات " ايميل أو في التربية
إنها
تحيل على وضع غدا متفسخا متهالكا ، وبالتالي قابلا للسقوط في أية لحظة،
مما يعني وصول التناقضات الداخلية المتحكمة بهذه الظاهرة أو تلك درجتها
القصوى، بما يفتح السبيل أمام إمكانية إعادة صياغتها وبنائها على أسس
جديدة.

ومصطلح النقد غدا هو أيضا رائج الاستعمال، وفي الجدل المحتدم الدائر راهنا يوظف هذا المصطلح بكثرة وفي الغالب دون تدقيق يذكر.
وفي
الكثير من اللغات الأوربية هناك ارتباط بين الأزمة crise والنقد critique،
وقد بين الفيلسوف الفرنسي دوسانتي العلاقة الوثيقة بين هذين المصطلحين في
اللغة اليونانية على نحو خاص، فكلمة نقد في تلك اللغة تحيل إلي التمييز
والعزل والفصل والغربلة ومن ثمة الحكم ، يقول "دوسانتي" عندما نتعامل
مع كلمة نقد في نطاق جذرها اليوناني ترتسم أمامنا ثنائية، من جهة هناك
العزل / التحديد/ الحكم، ومن جهة ثانية هناك نقطة القطع مع نمط تنظيم واقع
هو في حالة صيرورة، هذه الثنائية تتجلي من خلال المعني المزدوج لكلمة نقد
التي تعني في نفس الوقت الحكم واللحظة الدراماتيكية للتغيير".
النقد
إذن يحيل إلى لحظة قطيعة / لحظة ارتباك، والمجال الذي يتجلى فيه بامتياز
هو الفلسفة ، فالفلسفة والنقد مندمجان، إذ تعرف الفلسفة خاصة باعتبارها
نقدا ، وعلى هذا النحو يتحدد التفكير الفلسفي باعتباره نقدا بالمعنى
الرئيسي للكلمة، أي إن العملية الفلسفية تبدو كمحاكمة فنحن معها في منطقة
توتر وإحراج ومحاكمة عقلية نقدية، ومثلما تتمظهر الأزمة في مجالات مختلفة
فإن النقد ينصب على قضايا من مشارب شتى .



ويفرض النقد ذاته كمهمة للانجاز عندما
يتعلق الأمر بأزمة تبحث عن حل، أزمة في حاجة إلى من يتمثلها ويرسم سبيل
التعامل معها. وهو ما يعني أن الأمر يتعلق بوضع لم يعد يقبل الاستمرار، فهو
يتطلب التجاوز، ونقده يسهل عملية انتقاله إلى نقيضه بالمعني الديالكتيكي
للكلمة، وإذا لم يحصل ذلك فإنه يتعفن فتزكم رائحته الأنوف، إنه جثة هامدة
لم تجد من يواريها التراب.
يضعنا مفهوم النقد مباشرة أمام توتر، أمام
ارتباك، وإذا لم يكن الأمر كذلك فان أي كلام يقال عنه انه يمثل نقدا لن
يكون سوى لغو، والفلسفة بوصفها حبا للحكمة من حيث دلالتها الايتمولوجية تجد
في النقد أبرز أسلحتها فقد نشأت باعتبارها نقدا، بل إنها اندمجت بالنقد
فصارت هي هو في غالب الحالات.



ومنذ نشأة القول الفلسفي ولد التناقض بين
اللوغوس والميتوس، بين العقل والإيمان، وكما يقول تيودور وايزرمان فـ" إن
تناقضا بين الإيمان والمعرفة ينشأ مع البداية الأولى لانبثاق الفلسفة "،
وهو ما يؤكده أيضا الفيلسوف الروسي فرانتسيف في كتابه مصادر الدين والتفكير
الحرّ بقوله " تشير الوقائع إلى أن الفكر الفلسفي يظهر في التاريخ
الإنساني عندما يكون قدر معين من المعرفة قد تجمع على نحو يتعارض مع
المعتقدات التقليدية ، إن الأفكار الدينية تقوم على الإيمان ، أما الفكر
الفلسفي فيقوم على المعرفة بوصفها نقيضا للإيمان الأعمى ".



لأجل ذلك فإن الفلسفة تعرف في وجه من
وجوهها باعتبارها نقدا، إنها تتجلى كمحاكمة يمثل أمامها الجميع دون استثناء
بما في ذلك هي نفسها حتى أن كانط سيعرف النقد بأنه امتحان حر يجري أمام
أنظار الجميع، لا مجال فيه للغش ، ولا سلطة فيه لغير العقل الذي يمتحن كل
شيء وفي قائمة أولوياته محاكمة ذاته، فالفلسفة تعلن على الملأ انه ليس هناك
من زعم أو قول يعلو على النقد، يجب إخضاع كل شيء إلى المساءلة كائنا ما
كان أرضيا أو سماويا ، مقدسا أو دنيويا ، ذلك ما تهمس به في أذن من يود
الإصغاء إلى صوت ندائها .



وهي ليست مساءلة فقط، وإنما هي أيضا موقف
ينبغي أن يؤسس وأن ندافع عنه بحمية، وإذا كانت السعادة هي الغاية من
التفلسف بحسب العبارة الابيقورية، فإن الفلسفة يجب أن تعي الاضطهاد المسلط
على البشر من قبل البشر أنفسهم، وبالتالي أن تربط الصلة بينها وبين أوسع
الناس الذين ينبغي أن تتوجه إليهم بخطابها العقلي النقدي وفي هذا الإطار
فقط نفهم صرخة ديدرو: " Hâtons-nous de rendre la philosophie populaire "
(لنعجـــــــــل بجعـل الفلسفة شعبــية ) وعندما يحصل ذلك فإن سلطة أعداء
الفلسفة على الجموع ستنحسر، لأجل ذلك فإن هؤلاء يناصبون الفلسفة العداء
ويهددون الفلاسفة بالويل والثبور ولاستباق الأمور يحذرون الجمهور منها بما
يشبه تحذيرهم إياه من السموم.



إنهم موقنون أن انتشار الفلسفة
يهدد مصالحهم التي تجد في الجهل صمام أمانها، لذلك يولولون ويصرخون في وجه
الجموع المقيدة بسلال البؤس والجهل حتى تلزم بيت الطاعة المزركش بالمحرمات
القدسية.



وعلى الفلسفة وهي تواجه أعداءها أن تكفّ عن
أن تكون الفلسفة فقط وعلى الفلاسفة أن يكفوا عن الامتلاء كبرياء
ارستقراطيا لأنّ " العامّة " لا تفهم ما يقولون فيتركون الجموع فريسة لشيوخ
وفقهاء التضليل، فقيمة الفلسفة إنما تحدد بالنجاعة العملية التي اكتسبتها
عبر تاريخها " انطونيو غرامشي.

على الفلسفة كما أبرز ذلك كارل
ماركس أن لا تخفي هويتها وراء الأحجبة فهي ممارسة برومثيوسية لا تعرف
التوقف، وإذا كان بعض المنتسبين إليها ينكصون إلى الوراء كلما تعلق الأمر
بنقد ما يجب نقده معلنين براءتهم ومشهرين توبتهم تجاه آلهة الأرض والسماء
فإنها يجب أن تواجههم بالقول إن الحق والجمال والفضيلة قيم تستحق الدفاع
عنها، وقد قضى سقراط ومن بعده كثيرون في ساحة الدفاع عن تلك القيم.



وليست الأزمة فقط حمّالة أوجه فالنقد
أيضا حمال أوجه، إذ هناك نقد مثالي تأملي يتركز على الأفكار في انفصال عن
سياقاتها الاجتماعية التاريخية السياسية، ونقد واقعي / مادي يتركز على
الفكر ضمن روابطه الصميمية بالوقائع التي أنتجته، كما أن النقد الفلسفي
(سلاح النقد) وثيق الصلة بالثورة الاجتماعية السياسية (نقد السلاح) وهو ما
تبينا قبل حين تأكيده من قبل ج ج روسو، وهو وصل به ماركس من بعده إلى
ذروته.



وإن كان هذا الشكل من النقد لا ينوب عن ذاك
فإن التلازم بينهما لا محيص عنه، يقول كارل ماركس : إن سلاح النقد لا يمكن
أن يحل محل نقد السلاح، القوة المادية لا يمكن القضاء عليها إلا بالقوة
المادية ، لكن النظرية تغدو هي أيضا قوة مادية حين تستحوذ على الجماهير "
نقد فلسفة الحقوق عند هيجل .



ونلاحظ عربيا سيادة مصطلحات كثيرة مرتبطة بالأزمة موضوع حديثنا مثل النكبة والنكسة
والهزيمة
في علاقة بالهيمنة الامبريالية، كما نلاحظ القرف من الدنيا وانتشار ثقافة
عذاب القبر وعلامات اقتراب الساعة وأحاديث تترى عن الهم والغم والكرب ووجوب
انتظار ساعة الفرج في صلة بالهيمنة الإقطاعية الطائفية العشائرية .



وتؤدي الذهنية المتشكلة جراء ذلك وظيفة
مؤثرة في تعطيل انتشار العقلانية النقدية العلمانية لدى الجموع المعنية
بامتلاكها، مما جعل المجتمع العربي ينوء تحت ثقل كمّ مهول من الأوهام
الكابحة للتطور التاريخي، تجد التعبير عنها في تلك الذهنية المتخشبة
المتخثرة، التي كثيرا ما يماهي أصحابها والقيمون عليها بينها وبين المقدس
الإسلامي لضمان انتشارها وديمومتها.



وهذا يطرح على جدول أعمال العقلانية
النقدية مهمة النهوض بتحليل وتفسير ما هو رائج، من خلال مساءلة الواقع
الملموس ،وإعمال سلاح النقد فيه، وفضحه في أذهان هؤلاء الذين يستغرقهم
يوميا ويمسك بتلابيبهم أينما ذهبوا، ولا ضرر هنا من رجّ الذهنية الرائجة
لجعلها تستفيق على ما لم تفكر فيه أبدا، مما يعني تصفية الحساب معها، بما
يسهل ولادة نقيضها الذي طال انتظاره عربيا أكثر من اللازم .

وعندما يتعلق الأمر بأمة تنوء تحت ثقل تخلفها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي فإن المثقف
وهو
هنا تحديدا الفيلسوف مطالب بأن يعتمد سلاح النقد، منبها إلى ما يتوجب عليه
التنبيه إليه، إسهاما في تحقيق تطور من شأنه أن يمكن من اجتياز المسافة
الهائلة التي تفصل بينها وبين الحداثة المفقودة ، النقد والدحض والتفنيد ،
ذاك ما تحتاجه أمة كأنما حكم عليها بأن تتعايش مع النكبة والانكسار
والكارثة، جراء التضحية بعقل افتقدته منذ تحكم برقابها المتكلمون والفقهاء
والمستبدون، وجاء العامل الخارجي الكولينيالي لكي يجعل حبل الحياة الذي يشدها إلى المستقبل حبلا رخوا مهددا بالانقطاع في كل حين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

العرب بين الأزمة والحاجة إلى النقد :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

العرب بين الأزمة والحاجة إلى النقد

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الأزمة الماليّة الرّاهنة (3) الثقب الأسود الرأسمالي وأزمة السيولة النقدية المتلاحقة أين هم العرب؟!
»  انقسام اليساريين العرب إزاء الأزمة السوريّة الخوف من التدخلات الأجنبية ومن الحركات الاسلامية
» تعمق الأزمة الثورية عالميا ومواجهة البروليتارية لعملية تفريغ فاتورة الأزمة على كاهله
» تعمق الأزمة الثورية عالميا ومواجهة البروليتارية لعملية تفريغ فاتورة الأزمة على كاهله
» آلهة العرب قبل الاسلام : هل عبد العرب الاصنام على هيئة انسان؟

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: