فن العلاج النفسى بالإسترخاء .
بدأ العلاج باستخدام أسلوب الاسترخاء فى العلاج النفسي منذ أن قدم العالم
الأمريكي الشهير "جوزيف وولب" العديد من الأبحاث فى استخدامه لذلك الأسلوب
بنجاح فى علاج العديد من الاضطرابات النفسية وعلى رأسها القلق النفسي .
فتوتر عضلات الجسم يعتبر استجابة قديمة عند الإنسان .. بحيث يمكن أن نطلق
عليها اسم " الاستجابة الأثرية" – إذا صحت التسمية – فهي كالأعضاء الأثرية
التى لم تعد ذات وظيفة حيوية فى العصر الحالي
فقد كانت هذا الاستجابة ضرورية فى الحفاظ على الجنس البشرى فى العصور
السابقة حيث كانت الأخطار التى تهدد حياة الإنسان ممثلة فى الوحوش
والحيوانات المفترسة تتطلب القوة العضلية سواء للدفاع عن النفس والقتال ..
أو للهروب والفرار . ولكن هذه الاستجابات الممثلة فى التوتر العضلي
والتغييرات الفيسولوجية المصاحبة له والتي تهيئ الجسم للقتال .. استمرت
تلك الاستجابات كرد فعل سريع عند الشعور بالانفعال أو الخوف أو القلق ..
ولكنها أصبحت بلا وظيفة فى عصرنا الحالي .. بل أنها تعيق التفكير الموضوعي
وتسبب المزيد من الاضطراب الفكري والوجداني
وقد لوحظ أن هناك اختلافات فردية فى مدى قابلية العضلات للانقباض فقد وجد
أن عضلات الرقبة تتوتر أكثر من غيرها من عضلات الجسم عن البعض بينما تتوتر
عضلات الجهاز الهضمي عن البعض الآخر .. وهكذا
ولكن وجد أن توتر العضلات الإرادية (مثل عضلات الجبهة أو عضلات الرقبة أو
عضلات الظهر .. وخلافه) يحدث بصورة أكثر وضوحا عن توتر عضلات الأعضاء
الداخلية والأحشاء
ولقد أثبتت الأبحاث بشكل قاطع وجود علاقة بين شدة التوتر النفسي وزيادة التوتر العضلي
ويمكن أن يحدث التوتر العضلي بصورة مستمرة أو على شكل نبضات أو انقباضات
مثل الحركة ألا إرادية التى تحدث لعضلات الوجه أو مثل رعشة اليدين وقضم
الأظافر ورمش جفن العين .. أو فرك اليدين وهز الركبتين وخلافه
: ولكن السؤال هو
ما هي فوائد الاسترخاء ؟ وفى اى الحالات يفيد استخدامه ؟
نستطيع أن نقول إجمالا أن المران على الاسترخاء هو تنمية لقوة التحكم فى
الذات والتخلص السريع من الانفعالات والقلق النفسي .. بحيث يمكن للفرد أن
يستعمله عن الشعور بالتوتر العصبي أو القلق أو الخوف ..و قبل حضور اجتماع
هام أو قبل دخول الامتحان كذلك قبل مواجهة موقف يحتاج إلى الثبات والهدوء
كما يمكن استخدامه مع أسلوب التطمين التدريجي لمواجهة المواقف المسببة للقلق والتوتر عموما
أيضا .. يمكن استخدامه فى علاج حالات الضعف الجنسي حيث يؤدى القلق
والانفعال والخوف من الفشل إلى عدم الانتصاب أو إلى القذف السريع ، وهنا
يتم التركيز على استرخاء الجزء الأسفل من الجسم خاصة عضلات الفخذين والحوض
والظهر . ويستخدم أسلوب الاسترخاء أيضا فى علاج حالات تشنجات الأمعاء
والأحشاء الداخلية وفى حالات الصداع النصفي وخفقان القلب والقولون العصبي
والأرق
كما يؤدى الاسترخاء دورا هاما فى تغيير الأفكار الهدامة وفهم طبيعة القلق
وبث الثقة فى النفس خاصة عندما يبدأ الفرد فى الشعور بتزايد قدراته على
التحكم فى انفعالاته من خلال تمرينات الاسترخاء
ولكن كيف يمكنك التدريب على الاسترخاء ؟
أولا .. يجب أن تعلم انك تتعلم الآن خبرة جديدة تمكنك فوراً من التخلص من
القلق والتوتر النفسي إذا استطعت إجادتها . الاسترخاء هو إيقاف كامل ومؤقت
لتوتر عضلات الجسم .. فالعضلات تكون فى حالة من التوتر البسيط حتى أثناء
النوم أو الراحة .. وهذا التوتر والانقباضات البسيطة يمكن ملاحظتها فى
حالات القلق و الاضطرابات الانفعالية .. وهذا التوتر هو شرارة توهج وإثارة
مراكز الانفعال
وما سنذكره الآن هو نموذج لتدريب كامل على الاسترخاء .. ولكن يجب أن تعلم
انك يمكن أن تمارس الاسترخاء لجزء من عضلات الجسم .. ولدقائق معدودة وفى
اى مكان قبل أو عقب التعرض لموقف قلق أو مزعج
وان التدريب والوصول إلى مستوى جيد من التحكم فى الانفعالات عن طريق
الاسترخاء يتطلب التركيز فى ممارسة التمرينات كما يتطلب الانتظام اليومي
فى التدريب لمدة ثلث ساعة أو أكثر .. ولمدة أسبوع أو أكثر
ايضا كلما ازدادت قدرة الفرد على إرخاء عضلاته حتى درجة الشعور بالتنميل
أو بفقدان الإحساس بالعضلات أو بجزء من الجسم .. كلما زاد ذلك, كلما ازداد
التأثير المضاد للقلق وبالتالي تكون النتائج أفضل وأكثر ايجابية
كما يمكن أن يستعين الفرد بتسجيل خطوات الاسترخاء والعبارات التى يقولها
لنفسه (الإيحاء الذاتي) لتساعده على التركيز الذهني وعلى طرد اى أفكار
أخرى ..كما يمكنه أن يسجل تلك العبارات بصوت هادئ عميق على شريط كاسيت
واستعماله أثناء تدريبات الاسترخاء