جاسم العزاوي: الفضائيات انحازت للشعوب لا للحكومات وكانت محقة في الأمر
يرى ان الاعلام فوجئ بالثورات العربية
2011-06-28
ing point بمعنى إذا استطاع النظام في سورية وبشار
الأسد صاحب النظرة الانفتاحية وعندما جاء وتولى الحكم سنة ألفين وتحدث عن
ربيع دمشق تفاءل الناس خيرا، والسوريون قالوا سوف نكون بشكل مختلف، ولكن
على مدى 12 سنة الوضع لم يتغير، هذه ربما النافذة التي كما قالت هيلاري
كلينتون باتت ضيقة. أمامه ربما شهر ربما شهران، إذا عمليات القصف
بالدبابات والقتل بالشوارع والشبيحة وقضية التخوين، وقضية رؤية الحقيقة
وإنكارها، والحديث عن المندسين والمؤامرة الخارجية، هذا الحديث لن يجدي
نفعا وإنما النظام وبشار والقيادة السياسية والعسكرية عليهم أن يقولوا:
حان وقت التغيير، لنشرك أبناء البلد، واللجنة التي تأسست من أربعة أشخاص
سوف نرى إن كانت ستكون فاعلة، سوف نرى إذا كانت بثينة شعبان وفاروق الشرع،
ومحمد ناصيف والرجل الآخر، يستطيعون أن يديروا نقاشا سياسيا ويشركوا
الشارع ويشركوا الأحزاب ويشركوا من في الخارج. أنا شخصيا أميل إلى الشك،
أعتقد أن القوى الفاعلة في سورية وهي المؤسسة الأمنية هي التي تضبط إيقاع
الأحداث، وبالتالي بسبب أكثر من ثلاثين سنة صعب جدا، أتمنى أن يثبتوا أني
على خطأ. إن لم تنجح.. يا خوفي أن يكون هناك حمام دم، لأن السوريين كسروا
حاجز الخوف، يقولون هذه الحياة لا نريدها بعد اليوم إن لم تكن فيها كرامة.
من خرج في المدن السورية يعتمد على زخم، هل سوف يستمرون؟ ما أسمعه وما
أقرأه وأراه أنهم ماضون في هذا الطريق. أما انعكاسها على المنطقة، كل بلد
إيقاع الثورة فيه وإيقاع الانتفاضة متعلق بماضي هذا البلد، مثلا لو ذكرنا
الجزائر حاليا معظم الجزائريين اليوم يقولون: البلد غير مرشحة لانتفاضة
لأننا قمنا بهذه الانتفاضة سنة 82، وسنوات الجمر العشر التي مررنا بها في
التسعينات تكفينا. النظام ليس فيه رمز مثل القذافي ومبارك وزين العابدين،
بوتفليقة هو الرجل الضعيف تحيط به الجنرالات، وبذلك قضية تصويب السهام على
هذا الشخص حاليا في الجزائر غير موجودة. رأينا حراكا في الأردن لكن ليس
قويا، حراكا في العراق كذلك غير قوي. ديناميكية البلد تفرض إيقاعا محددا
هو الذي يضبط الأمر'.
* هناك حديث عن انضمام الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي، رأيك في هذه التكتلات. ودور الجامعة العربية بعدها إن تمت؟
*
'جامعة الدول العربية سوف تبقى كما كانت عليه حتى لو أوتي برجل ذكي جدا،
مثل الأستاذ نبيل العربي وتاريخه. لكن منذ أن أنشئت جامعة الدول العربية
سنة 45 أنشئت بتفويض جماعي، قال هذا البلد بلد واحد انتهى الموضوع. قد
يكون هناك حراك أو دراسات قد يحاول أن يقنع، لكن تبقى النتيجة محكومة بـ
22 صوتا، هذا بما يتعلق بالجامعة العربية. فيما يتعلق بانضمام الأردن
والمغرب، ليس من باب الصدفة أن هذه الدول ملكية، وبالتالي دول مجلس
التعاون أرادت أن ترسل رسالة إلى باقي الدول العربية، أن الدول الملكية هي
أكثر استقرارا، وبالتالي سوف ندخل المغرب والأردن، ناهيك أن الأردن
والمغرب اقتصادهما ضعيف وسوف يحتاجان إلى مليارات الدولارات لدخول هذا
النادي، نادي الأغنياء. السؤال هل الدول الست هذه مستعدة لكي تعطي لنفسها
هذه الصبغة لتنفق الأموال؟ رأينا عشرة مليارات ذهبت إلى عمان، وعشرة
مليارات ذهبت إلى البحرين، يا ترى هل هم مستعدون لدفع مليارات أكثر إلى
الأردن وإلى المغرب، بما أن المغرب فيه تركيبة سكانية كبيرة جدا، علما أن
التوجه المغربي هو الانضمام إلى الاتحاد الأوربي'.