** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
 لماذا يدافع الشيوعي الإسرائيلي عن نظام الأسد؟ I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  لماذا يدافع الشيوعي الإسرائيلي عن نظام الأسد؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بن عبد الله
مراقب
مراقب
avatar


التوقيع :  لماذا يدافع الشيوعي الإسرائيلي عن نظام الأسد؟ Image001

عدد الرسائل : 1537

الموقع : في قلب الامة
تعاليق : الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

 لماذا يدافع الشيوعي الإسرائيلي عن نظام الأسد؟ Empty
26062011
مُساهمة لماذا يدافع الشيوعي الإسرائيلي عن نظام الأسد؟

[b]لماذا يدافع الحزب الشيوعي الإسرائيلي عن نظام الأسد؟

نشر
محمد نفاع، أمين عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي، سلسلة المقالات في موقعي
الجبهة و"الحوار المتمدن"، تبنى فيها عمليا موقف بشار الأسد واعتبر الثورة
السورية مؤامرة امبريالية وصهيونية تخريبية. وتنبع خطورة هذا الموقف من
كونه يتعدى الحزب الشيوعي الاسرائيلي ليشمل موقف مؤتمر الاحزاب الشيوعية
الذي انعقد بمشاركة 50 حزبا، في بروكسل بين 13-15 ايار الماضي، وهذا نص
البند الخامس منه:

"من الواضح ان سورية ضحية المناورات التخريبية
والاستفزازية التي خططت لها الامبريالية الأمريكية وحليفتها إسرائيل
والقوى الرجعية الأخرى في المنطقة. لقد كانت واشنطن تسعى ولفترات طويلة
لإسقاط النظام السوري المصنف من قبلها على أنه جزء من ما يسمى (محور
الشر)، إن الولايات المتحدة تعتزم استبدال هذا النظام بدمى موالية لواشنطن
وحلفائها. إننا بحزم نعارض أي تدخل أو تهديد بالعدوان من قبل الامبريالية
وإسرائيل ضد سوريا، ونؤيد كل القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا التي
تعمل من أجل تحقيق المطالب المشروعة للجماهير".

وللتوضيح اكثر يكتب
نفاع في مقال له بعنوان "الانتداب الغربي يعود الى العالم العربي" (الحوار
المتمدن، 19/6): "نحن ضد إطلاق النار على المتظاهرين في سوريا! وماذا مع
إطلاق نار "المقاومة" على الجيش السوري!! ولماذا رفض الحوار الذي عُرض،
ولماذا هذا الانتقال "الثوري" جدا في شعارات بعض مركبات المقاومة والتي لم
تطالب بداية في اسقاط النظام، بل طالبت باصلاحات، ثم جرى الانتقال هرولة
الى إسقاط النظام، اذًا هذا هو الهدف الاساسي لديهم، هذا هو أمر السيد
الامريكي".

تُرى على ماذا يعتمد التحليل الذي سقناه أعلاه والذي
يبدو تكرارا حرفيا لخطاب الأسد، وما هي الدلائل الدامغة عليه؟ إن هذا
التحديد في اقل تقدير يقزّم ويغيّب بل ويلغي تماما دور الشعب وثورته
وشهدائه، بل ان البيان لم يجد من المناسب حتى ان يترحّم على هؤلاء
الضحايا؛ وفي اسوأ تقدير، وهذا ما يكتبه نفاع بالحرف، يعني ان الشعب الذي
يطالب بإسقاط النظام صار عميلا لأمريكا واسرائيل.

ثورة العمال والفقراء

عندما
ترى الاحزاب الشيوعية تستميت للدفاع عن الأسد بهذه الحدة رغم المجازر التي
يقترفها بحق شعبه دون ان يهتز له جفن، افهم ان هذه الاحزاب انما تدافع عن
نفسها، فهي قد ربطت مصيرها بأنظمة كنظام الأسد، بل وشاركت معه في الحكم،
وطبّلت وزمّرت له بادعاء ممانعته المزعومة للإمبريالية الأمريكية.

الأمر
الواضح هو ان الاحزاب الشيوعية لا تجيد قراءة الخريطة السياسية الجديدة،
وكما يبدو لا تفهم تماما طبيعة الثورات العربية. في بيان بروكسل وكذلك في
مقالات نفاع، يجري التمييز بين ثورتي مصر وتونس ودعمهما بحجة ان النظامين
فيهما منتميان للغرب، وبين ما يحدث في سورية ويسمى "مؤامرة تخريبية"،
لمجرد ان النظام السوري، كما يزعمون، يقف لأمريكا بالمرصاد.

هناك
عدة مشاكل في هذا الطرح. اولا، لماذا التمييز بين الحال الذي قاد للثورة
في مصر وجعلها شرعية في نظر نفاع، وبين الحال في سورية؟ ألا يعاني السوري
نفس الجحيم العربي الذي يعانيه المصري والتونسي واليمني والليبي من قمع
للحريات، تمديد، توريث، خصخصة الاقتصاد لأبناء العائلة الحاكمة والمقربين،
فساد، فقر وبطالة؟ لماذ إذن لا يحق للسوري ان يثور ضد نظامه ويطالب
بإسقاطه، كما يفعل التونسي والمصري؟

ليس صدفة ان الثورة اندلعت في
مواقع مختلفة، ولم تأخذ بالحسبان اذا كان النظام ينتمي الى محور الاعتدال
او محور الممانعة. لم تكن هناك حصانة لأحد لأن الشعوب تفهم من واقعها
المر، وعلى جلودها، ان هذه الأنظمة بصرف النظر عن خطابها "المعتدل" او
"الممانع" كل همها هو البقاء على العرش. وفي الحالة السورية، كل ما يريده
نظام الأسد هو البقاء بكل ثمن، وكان على الفرد السوري ان يكتفي بالمقابل
بمعدل دخل بقيمة 3000 دولار سنويا، وهو ما يعني الفقر المدقع.

لذلك،
فإننا امام ثورة الفقراء والعمال والجياع، ضد النظام النيوليبرالي
الأمريكي الذي طبقته هذه الانظمة من بن علي في تونس لحسني وجمال مبارك
وحتى الى الأسد وابن خاله الرأسمالي الكبير رامي مخلوف. قد يكون لكلٍّ
منهم جواز سفر مختلف ولكنهم جميعا ينتمون لنفس الطبقة البرجوازية، وكلهم
نهبوا ثروات البلد لصالح ارباحهم، ونشروا الفساد وسبّبوا الفقر والبطالة
وقمع الحريات.

ضد هذا النظام ثار بوعزيزي التونسي، وأشعل العالم
العربي كله، ضد هذا النظام الذي كرّس أجر ال200 جنيه شهريا ثار عمال مصر
ولا يزالون يضربون ويتظاهرون يوميا. انها ثورة من اجل العدالة الاجتماعية
والعمل الكريم بمقدار ما هي من أجل الديمقراطية. ان هذه الثورة بدرجة
كبيرة متصلة بحراك 15 مايو الحاصل في اسبانيا والغضب الشعبي العارم في
اليونان، ضد السياسات الاقتصادية النيوليبرالية وضد خذلان السياسيين.

وأين
يقف نفاع اليوم، والعمال والفقراء في الشوارع يموتون لأجل الشعارات التي
تغنى هو بها؟ لو كان نفاع يتمتع بقراءة طبقية للاحداث لسهل عليه رؤية
فقراء وعمال سورية وراء الشعارات في حين تصمت برجوازية دمشق وحلب، ولكن
نفاع بشكل أعمى اختار ان يقف مع النظام ومع البرجوازية ومع رامي مخلوف، ضد
العمال والفقراء، ويجتر خطاباتهم بلا حياء، وعلى هذا الموقف لن يسامحه
التاريخ ولا الشعوب.

عن أية ممانعة يتحدثون؟

يقول نفاع
إسقاطا للواجب: "نحن ضد قتل المدنيين وضد التوريث، وضد قوانين الطوارئ وضد
الاعتقالات والكثير الكثير غيرها"، ولكنه يتساءل مباشرةً: "فهل لهذا السبب
تتآمر أمريكا على النظام السوري؟"، ويجيب: ان سبب التآمر هو ان: "النظام
السوري أيّد المقاومة اللبنانية البطلة، ووقف ضد مخططات الولايات المتحدة
الامريكية بقدر مدى وعيه، وجوهره، وقدرته، وكذلك ايران، وهما من محور الشر
بحسب تعريف الاستعمار الامريكي... وليس حرقةً على الشعبين في سوريا
وايران...".

نفاع الذي يكيل المديح للنظام السوري ويعتبره قلعة
الصمود في وجه الغرب، يشوّه التاريخ ويراهن كما يبدو على ذاكرة الناس
القصيرة، او انه نفسه نسي او سامح النظام السوري. ولكن نحن لم ننس ان نظام
الأسد شارك في العدوان الذي قادته امريكا على العراق عام 1990-1991، وغض
الطرف عن العدوان الذي قاده بوش الابن عام 2003 لما له من مصلحة في ضرب
غريمه ومنافسه التاريخي، حزب البعث العراقي، وتقوية حليفته ايران (وهذه
الاخيرة تتحالف للنهاية مع الامريكان في حكم العراق من خلال المالكي
الشيعي، كما تقدم لامريكا الدعم اللازم في حربها ضد طالبان في افغانستان).
نحن لم ننس ان نظام الأسد دخل مخيمات لبنان لقمع المقاومة الفلسطينية
بتنسيق كامل مع اسرائيل عام 1976. ونذكر جيدا كيف لم يرد الأسد على تحليق
الطيران الاسرائيلي فوق قصره، وتفجير مفاعله النووي، كما هو لا يرد على
احتلال الجولان. ولا يفوتنا القول ان الأسد مستعد للتفاوض مع اسرائيل اذا
هي فتحت له الباب، وندرك ان سيرتمي في احضان الأمريكان ليسمح لبرجوازيته
بالازدهار كما حصل مع البرجوازية المصرية بعد الانفتاح.

وعدا ذلك،
ما هو السند الذي يدعم الاعتقاد بأن امريكا واسرائيل تعتزمان الاطاحة
ببشار؟ كل ما تريده امريكا واسرائيل هو احتواء النظام السوري وابعاده عن
ايران، وهي تفضل ما تعرفه على ما لا تعرفه. وآخر ما تريده امريكا واسرائيل
هو هذه الثورات العربية الديمقراطية، لأنها تقوي البيت العربي سياسيا
واجتماعيا واقتصاديا وتنظفه من الاستعمار الداخلي والفساد ليكون أهلا
لمواجهة الامبريالية والاحتلال. وبالنسبة لاسرائيل هذه التحولات العميقة
تصادر منها وللأبد تعريفها كديمقراطية وحيدة في المنطقة، مع ما يترتب على
ذلك من فقدانها الوظيفة الأساسية لوجودها في الشرق الاوسط.

ثم ما
هذا التسطيح المريع للأحداث، وتطويقها في معادلات ثنائية "من ليس معي فهو
بالضرورة مع عدوي"؟ ندرك جميعا عدم محبة أمريكا لمحور الممانعة، ولكن ألا
يمكن ان يكون هناك عنصر آخر هو أيضا لا يحب النظام ولا يحب أمريكا في نفس
الوقت؟ وهذا العنصر هو الشعب الذي يقمعه هذا النظام منذ أربعة عقود؟ لماذا
هذا التآمر على إرادة الشعب والاستهتار به وبطموحاته وبمطالبه، واعتباره
وامريكا سيّان؟

الموقف من الديمقراطية

بعد ان يستهتر نفاع
بالشعب السوري، ويقزّم بعضه ويتهم بعضه الآخر بالعمالة لأمريكا لمجرد
المطالبة بإسقاط النظام "الممانع"، يأتي ليعلّمه درسا في الثورة: "على
الانسان الثوري الحقيقي ان يعرف العدو الأساسي له وللإنسانية وللشعوب
وللكادحين، وامريكا والاستعمار هم هؤلاء العدو، هذه هي البوصلة وعلينا ألا
نفقد البوصلة، دكتاتورية بروليتاريا لينين، ودكتاتورية ستالين أشرف بما لا
يقاس من ديمقراطية اللصوص المستعمرين والخونة. هذه هي البوصلة، وهذا هو
المحك".

ويزيد: "هنالك آراء تنجذب مهرولة الى تعابير الدمقراطية!!
وانا أدعي ان "دكتاتورية كوريا الديمقراطية"، أفضل بما لا يقاس من
ديمقراطية امريكا واوروبا واسرائيل... وأقول اكثر من ذلك: هنالك من يحلو
له استعمال الستالينية كأمر ملعون منبوذ يفح بالسجن والتعذيب وتقديس
الشخصية الخ... وجاء غورباتشوف ويلتسين وياكوفليف وشفردنادزة وهم
دمقراطيون جدا ورأينا ماذا كانت النتيجة، خيانة مطلقة للحزب والوطن
والشعب".

في هذا القول ينكشف موقف الحزب الشيوعي الحقيقي من
الديمقراطية، ويتبين الأمر المعروف، وهو ان هذا الحزب لم يتعلم شيئا من
تجربة انهيار الاتحاد السوفييتي، ولم يجر المحاسبة ولا المراجعة التاريخية
لأسباب هذا الحدث التاريخي العظيم، وأولها وأهمها دكتاتورية البروليتاريا
بالذات. لقد كان النظام السياسي السوفييتي المبني على نظام الحزب الواحد
عقب أخيل هذا النظام، وسبب انهياره، ولم ينفعه في ذلك لا النظام الاقتصادي
القوي ولا تخويف الناس بالعدو الأساسي المتمثل بالولايات المتحدة
الرأسمالية.

الدكتاتورية وانظمة الحزب الواحد هي بالضبط ما تتمرد
عليه الشعوب العربية في كل مكان اليوم، وهي تقدم بذلك فرصة جديدة للحزب
الشيوعي لمراجعة مواقفه من الدكتاتوريات التي انقضى عهدها، ولكننا لا نرى
لا مراجعات ولا محاسبات. ان الاشتراكية بالمفهوم الماركسي تعتمد على
الديمقراطية وتدعو للتعددية الحزبية، وقد فرض على الحزب الشيوعي تطبيق
دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفييتي لأن الطبقة العاملة كانت في
تلك الأزمنة أقلية بينما كان الفلاحون أغلبية، ولكن بغض النظر عن الظروف
التاريخية، ثبت ان هذا النموذج السياسي العام كان فاشلا.

البدائل

زيادة
في تخويف السوريين من إسقاط نظامهم يكتب لهم نفاع: "وفي حالة إسقاط النظام
السوري من هو البديل!! البديل هو من ترضى عنه امريكا، من أولئك الذين
يطلبون التدخل، تماما كما جرى في العراق، وتماما كما جرى في أفغانستان...
هذه هي الديمقراطية الحقة، تقسيم الدول وتفتيتها؟".

الحزب الشيوعي
الاسرائيلي يصر على ان وقوفنا ضد الامبريالية يعني بالضرورة ان ندعم نظاما
عربيا لا يمت للاشتراكية بصلة، بل يخصخص الاقتصاد لصالح أبناء عائلته
وطائفته، ويحتكر الاقتصاد وقوات الامن للحفاظ على هذه الامتيازات، هل عن
هذا النظام ندافع؟ ثم من أين لنفاع ان سقوط بشار يعني بالضرورة ان يخلفه
عميل امريكي؟ من اين تأتي هذه المعادلة "العميقة"؟

هنا يكمن خلل
أساسي في أسلوب تفكير الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وهو خلل قاده في السنوات
الأخيرة لدعم المرشد الأعلى الايراني بحجة مواجهته لأمريكا، على أساس
معادلة "عدو عدوي صديقي". سنوات بنى الحزب الشيوعي الاسرائيلي سياسته على
دعم محور المقاومة الاسلامية والقومية بزعامة ايران وسورية (في وقت دعم
فيه ايضا ابو مازن من المحور النقيض). وإن دل هذا على شيء فإنما على ان
هذا الحزب لم يتأقلم بعد مع حقيقة انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب
الباردة ومعادلة القطبين (محور الشر امريكا والخير الاتحاد السوفييتي)،
وأبقى المعادلة على حالها مع تعديل بسيط وهو الاستعاضة عن الاتحاد
السوفييتي بإيران وحلفها، ليكون له حليفا في مواجهة الامبريالية. ولم يسأل
نفسه هذا الحزب ما العلاقة بين الاصولية الشيعية او القومية البعثية وبين
الاشتراكية، وما له هو في هذا العرس الصاخب؟

الحزب الشيوعي يرفض ان
يستوعب أن الشعوب العربية نفسها خرجت من معادلة القطبين والمحورين، ولم
تعد ترضى لا بايران ولا بامريكا بديلا، لقد ودّعت هذه المرحلة التاريخية،
مرحلة اليأس والاحباط التي جعلتها تدعم أي شيء المهم ان يوجّه النار
للمستعمر الامريكي وللاحتلال الاسرائيلي الغاشم، حتى لو كان ذلك بن لادن،
دون تفكير ببناء شيء ايجابي. اليوم هناك عنصر جديد على الساحة يكسر
المعادلة المزدوجة، ويقدم حركة العمال في الشارع، وحركة الشباب وحركة
انصار التغيير الاجتماعي من هيئات واحزاب وشخصيات ومفكرين وفنانين – بديلا
ثالثا حيا يفرض على الجميع ان يأخذه بالحسبان.

ان الثورة تلتفت الى
الواقع المزري الذي ازداد سوءا، وتبحث عن الطرق لبناء مجتمع بعيد عن
النموذج الاقتصادي الامريكي الذي انتهى لأزمة عالمية عميقة، نموذج يضمن
الرفاه للمجتمع وعماله، وحتى لو كانت الاشتراكية غير قابلة للتطبيق في
الواقع العربي الا انها تشكل أفق هذه الحركة.

في اسرائيل مع امريكا

ولعل
المشكلة الأكبر في طرح الحزب الشيوعي الاسرائيلي هو السياسة التي يتبعها
هو في عقر داره، والتي تنزع كل مصداقية عن خطابه ومقالات امينه العام. هذا
الحزب الذي يمنح الشعب السوري الثائر دروسا في الثورة ويعلمه ان امريكا هي
عدوه الرئيسي، هذا الحزب الشيوعي نفسه يدعم معسكر الاعتدال الصديق لأمريكا
في الممارسة السياسية.

الحزب الشيوعي الاسرائيلي يدعم رئيس السلطة
الفلسطينية، محمود عباس، وقادة الحزب هم ضيوف دائمون في فعاليات ومؤتمرات
السلطة وحركة فتح، وعباس كما هو معروف غير متهم بالانتماء لمحور الممانعة،
بل بالعكس. اشتقاقا من موقفه هذا، دعم الحزب الشيوعي اتفاق اوسلو عام
1992، وشكّل ما سمي بالكتلة المانعة في الكنيست لدعم حكومة يتسحاق رابين
عام 1993. واستمرارا لهذا النهج السياسي اخترع لنفسه معادلة تتلاءم مع
"خصوصيات" الواقع الاسرائيلي، وهي معادلة "أهون الشرين"، وشجّع الجماهير
العربية للتصويت لمرشح حزب العمل الصهيوني، شمعون بيرس، لرئاسة الحكومة
عام 1996، وواصل نفس السياسة عام 1999 عندما حشد الجماهير للتصويت مرة
اخرى لمرشح العمل، ايهود براك. ولم نقل شيئا بعد عن الائتلافات السياسية
داخل السلطات المحلية التي وجد فيها هذا الحزب نفسه مع احزاب مثل العمل
والليكود وكديما، او التحالف الصامت مع رئاسة الهستدروت.

وكانت آخر
هذه المواقف مشاركة الحزب في الائتلاف الذي نظم وقاد وخطب في مظاهرة بتل
ابيب بمناسبة مرور 44 عاما على احتلال الضفة الغربية وغزة، وقد سار نفاع
على رأس المظاهرة كتفا الى كتف مع حزبي كديما والعمل وتحت العلم
الاسرائيلي، وهما حزبان لا ينتميان لمعسكر الممانعة على حد معلوماتي. وكان
موقف المظاهرة الرئيسي التبني الكامل لخطاب اوباما، رئيس محور الاعتدال،
حول ضرورة اقامة دولة فلسطينية في حدود ال67.

في المظاهرة سار أيضا
رفاق في حزب دعم العمالي الذي انشط فيه ورفع شعارات تنادي بسقوط نتانياهو
وبشار الاسد، ووزعوا بيانات مناهضة للاحتلال وداعمة لحق الشعب السوري
بالحرية وسقوط النظام، وهو ما أثار غضب نفاع ورفاقه وناقشَنا بعضهم بأن
شعارنا يعني عودة الاستعمار لسورية، وقال البعض الآخر ان المظاهرة ليست عن
سورية، وكان هذا يوما بعد المجزرة التي راح ضحيتها 62 شهيدا معظمهم في
حماة.

الثورات العربية هي فرصة ورافعة لبناء يساري ثوري جديد متجذر
وناشط بين الجماهير التي باتت تتقدم عليه بخطوات كبيرة، ولكنها لا تزال
تحتاج للكوادر المخلصة والمجربة والمثقفة التي يمكن ان تساعدها في إنجاز
الثورة وتحقيق مطالبها، كيلا تقع من جديد في ايدي احزاب رجعية، كما هو حال
الصراع اليوم في مصر.

ولكن الثورة السورية بالذات هي الامتحان
الأصعب، فهي تتطلب من اليسار مراجعة والتخلص من المواقف القومية-الدينية
وخيار المقاومة الاسلامية والايرانية، التي سيطرت على المناخ والخطاب
السياسي العربي وشملت اليسار أيضا في العقدين الاخيرين، ومن ثم تشمير
السواعد ليضطلع اليسار بدوره وينفض عن نفسه غبار السنين، لان وقته قد حان.

للأسف
الشديد، مواقف كتلك التي ينطق بها الحزب الشيوعي الاسرائيلي انما تعيق هذه
العملية وتسيء للاشتراكية كما نفهمها، نظاما لنصرة الانسان وحرياته،
لإرساء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وكلمة لا بد منها، سورية
ليست امتحانا سياسيا فحسب، بل هي اولا وقبل أي شيء امتحان للضمير
الانساني، ومهما كانت المواقف السياسية ومهما اختلفت، لا شيء يبرر دعم
نظام يقتل انسانا واحدا، وكم بالحري آلاف. الأنظمة دورها ان تخدم الانسان
والمجتمع، وليس العكس.
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

لماذا يدافع الشيوعي الإسرائيلي عن نظام الأسد؟ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

لماذا يدافع الشيوعي الإسرائيلي عن نظام الأسد؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: