بداية المواجهة أمام مسجد طريق مديونة ت كود
كان المسجد المتواجد في تقاطع طريق مديونة مع شارع الشجر
(إدريس الحارثي) ببنمسيك بالبيضاء على الساعة السادسة من مساء اليوم الأحد
22 ماي 2011 مسرحا لأحداث لم تعرفها مدينة الدار البيضاء منذ 13 مارس
الأخير، تاريخ أول تدخل عنيف لقوات الأمن ضد المتظاهرين، إذ منعت القوات
العمومية مسيرة حركة 20 فبراير التي كانت مقررا أن تبدأ على الساعة السادسة
مساء، ورغم رسائل المنع التي توصل بها أعضاء الحركة، فقد حج عدد لا يستهان
منهم إلى مكان المظاهرة
.
بدات من الصلا كانت اولى
شرارة المسيرة انطلقت من المسجد المذكور، فبعد صلاة العصر، خرج مجموعة من
ناشطي جماعة "العدل والإحسان" وبدؤوا شعارات "سلمية سلمية" (في إشارة إلى
المسيرة)، في البداية حاول رجال القوات العمومية صدهم ومنعهم من بلوغ طريق
مديونة، لكن العدليين أصروا على هذه المسيرة، ليبدأ تدخل القوات العمومية
بالقوة، لم يتم في البداية اعتقال أي شخص كما لم تسجل أمام هذا المسجد
إصابات. العدليون كانوا يعلمون بخطة الأمن التي طوقت بعض المساجد القريبة،
لذا لجأوا إلى اتباع سياسة الكر والفر في الأزقة المتفرعة عن شارعي الشجر
وطريق مديونة، ومع مرور الوقت بدأت القوات العمومية تفقد صبرها فلجأت إلى
تدخلات أكثر عنفا مما سجل بعض حالات الإغماء والتوقيفات في صفوف العدليين
وقلة قليلة من أعضاء حركة 20 فبراير.
كانت القوات العمومية تطلب
في كل مرة من المتظاهرين الانصراف، لكن إصرار هؤلاء على تنظيم "مسيرة
سلمية" أو "حق مشروع" كما أكدت ل"كود" سعيدة الرويسي، عن "المنتدى" جعلت
القوات العمومية تلجأ إلى العصا.
ما وقفت عليه "كود" هو أن
غالبية الذين نالوا قسطا من العصا هم أعضاء العدل والإحسان.
سكان لا يساندون الأمر المثير في مسيرة شارع الشجر اليوم الأحد هو أن نقاشات كثيرة دارت حول
من يمثل الشعب، فأحد السكان كان يحتج على بعض أفراد حركة 20 فبراير،
واتهمهم بكل أنواع الانحراف متسائلا عن "تحالف الكارو مع اللحية"، كما أن
بعض سكان الحي عبروا عن تذمرهم من الحركة، وقد أغلق غالبية سكان العمارات
المتواجدة بالشارع أبوابهم كي لا يدخلها العدليون وأعضاء حركة 20 فبراير.
ولم تحضر "كود" طيلة تواجدها بالمنطقة لأي شكل من أشكال التضامن مع
المحتجين، بعض مناصري الرجاء المنتشين بلقب البطولة كانوا ينعلون الحركة.
يوم غريب وغير معتاد شهدته الدار البيضاء في مسيرة غريبة في كل شيء، ستكون
بداية مرحلة جديدة، ربما ستشكل بداية القطيعة بين تيارات حركة 20 فبراير.